أنماط التعلم

أنماط التعلم Learning Styles

تعلمون أننا نعتمد في تعلمنا على طرق تعلم مختلفة وخلال مسيرتكم التربوية لا بد أنكم سمعتم بمصطلح أنماط التعلم أو (Learning Styles).

هل تعرفون ما نمطكم الأنسب في التعلم؟ هل تفكرون بأنماط التعلم المختلفة عندما تخططون لتعليم طلبتكم؟

على سبيل المثال، ربما تعلمون جيدًا أنه من الصعب على المتعلمين فهم وتعلم معلومات جديدة من خلال الاستماع فقط، لكن بمجرد مشاهدة صورة أو فيديو لهذه المعلومات فإنها ترسخ في أذهانهم بسرعة أكبر، أو ربما يكونوا من النوع الذي يحب الاستماع إلى الكتب الصوتية أو ربما يفضلون التعلم من خلال التجربة والعمل.

ما رأيكم بمتابعة القراءة لتعرفوا أكثر عن أنماط التعلم وتتعرفوا على أشهر نماذج أنماط التعلم، نموذج (VARK

نظرية أنماط التعلم

تستند إلى أن لكل شخص طريقة أو أسلوب معين للتعلم وبالتالي يكون التعلم أكثر فاعلية وكفاءة إذا تم تدريس الطلبة باستخدام الطرق أو الأنماط الخاصة بهم.

فمثلًا:

طلبتكم الذين يفضلون نمط التعلم السماعي تصلهم المعلومة من خلال سرد القصص والمناقشة بشكل أفضل من تدريسهم من خلال التمارين المكتوبة التقليدية في حين أن طلبتكم ذوي نمط التعلم البصري يكون تدريسهم من خلال الصور والخرائط الذهنية ومقاطع الفيديو أفضل من تدريسهم من خلال سرد القصص.

هذا لا يعني أنكم كمعلمين يجب أن تعدوا خطة لكل طالب أو طالبة؛ بل يعني أنكم خلال التدريس يجب أن تأخذوا بعين الاعتبار انماط التعلم المختلفة وتطرحوا المعلومة الجديدة بطرق متعددة تلبي حاجة جميع الطلاب.

تفترض نظرية أنماط التعلم الآتي: 

  • يتعلم الأفراد بطرق مختلفة.
  • ليس للفرد نمط تعلم واحد بل يمتلك كل فرد مزيج من انماط التعلم بحيث يكون هناك نمط التعلم المفضل والأساسي ويستخدم معه أنماط تعلم أخرى مساعدة.
  • يولد كل فرد بميل نحو نمط تعلم محدد ويتأثر هذا النمط بالثقافة والخبرة والتطور. 
  • يستخدم بعض الأفراد أنماط تعلم مختلفة في الظروف المختلفة.
  • لا يوجد النمط مزيج أمثل من أنماط التعلم المختلفة.
  • أنماط تعلم الأفراد لا تتسم بالثبات.
  • يستطيع الأفراد تطوير قدراتهم في أنماط التعلم الثانوية وأنماط التعلم الأساسية التي يستخدمونها دائمًا.
  • من خلال معرفتكم وإدراككم لنمط التعلم الذي تتميزون به، يمكنكم استخدام إجراءات تناسبكم أكثر وهذا يُسرّع عملية التعليم والتعلم الخاصة بكم ويُحسنها. 

لكن، ما أهمية نظرية أنماط التعلم ولماذا من المهم جدًا أن تتعرفوا على الأسلوب الأنسب لتعلم طلبتكم؟

أهمية أنماط التعلم

  •  معرفة أنماط التعلم تساعد المعلم على إعداد مواقف صفية بحيث تكون هذه المواقف ذات فعالية وذات معنى للطلبة.
  • معرفة أنماط تعلم الطلبة تساعد المعلم على اختيار الأساليب والاستراتيجيات التعليمية التعلمية المناسبة في تحقيق الأهداف التعليمية والوصول إلى أفضل النتائج بفاعلية. 
  • التعلم يكون أكثر نجاحًا عندما يكون الأسلوب والاستراتيجية المستخدمة في تقديم الخبرات والمهمات التعليمية مطابقًا لنمط وأسلوب تعلم الطالب.

بشكل عام أعزاءنا المعلمين إن نظرية أنماط التعلم تفيد في تحديد ومعرفة أن مقدار ما يتعلمه الفرد يعتمد على كون الخبرات التعليمية موجهة نحو نمط التعلم الخاص به أكثر من اعتماده على مقدار الذكاء الموجود لديه.

ندعوكم لمشاهدة الفيديو الآتي الموجود على قناة (GCFLearnFree.or):

  • هل قابلتم يومًا أثناء مسيرتكم المهنية طالبًا كجونثان؟ بالطبع نعم.
  • هل ستقابلون يومًا طالبًا كجونثان؟ بالتأكيد نعم.

لماذا؟ لأن المتعلم جونثان وغيره الكثير من الطلاب يتعلمون بشكل أفضل إذا تمت مراعاة نمطهم في التعلم وفي حال تم اعتماد أسلوب واحد في التدريس وإهمال التنويع ومراعاة أنماط التعلم فإن ذلك سيؤثر سلبًا على تعلمهم.

حتمًا أثناء مشاهدتكم للفيديو لاحظتم وجود أربعة أنماط للتعلم، أليس كذلك؟

هذا المقال يعرفكم بالتفصيل على هذه الأنماط الأربعة لذلك ننصحكم بمتابعة القراءة.

من فاك (VAK) إلى فارك (VARK)

نموذج فاك (VAK) يتكون من ثلاثة أنماط تعلم كل حرف من هذه الحروف يرمز إلى نوع ونمط معين وهي:

  1. Visual – لنمط التعلم البصري
  2. Auditory – لنمط التعلم السمعي
  3. Kinesthetic – لنمط التعلم العملي والحركي

ثم تم إضافة نمط تعلم رابع ليصبح النموذج مكون من أربعة أنماط تعلم والنمط الرابع هو:

  1.  Reading & Writing – لنمط التعلم القرائي والكتابي.

والآن تعالوا نعرفكم على أنماط التعلم الشهيرة هذه بالتفصيل.

نموذج فارك (VARK)

أحد أشهر نماذج أنماط التعلم وهو اختصار لـ (Visual, Auditory, Reading & Writing, Kinesthetic) وفق هذا النموذج معظم الناس يندرجون تحت أربعة أنواع من أنماط التعلم هي:

أولًا: نمط التعلم البصري Visual

يُركز أصحاب هذا النمط على الأشياء المرئية والملاحظة مثل الصور والرسوم البيانية والمعروضات والأفلام والمخططات، كما يستعمل هؤلاء الأشخاص جملًا مثل (دعني أرى) ويكون لديهم القدرة على إنجاز مهمة جديدة بعد مشاهدتهم لشرح عنها من شخص خبير أو رؤية شخص يقوم بعملها وعندما يريدون تذكر المعلومات يرونها وكأن شريطًا مصورًا يمر أمام أعينهم. هؤلاء الناس هم الذين يعملون بناءً على تعليمات وأوامر مكتوبة.

هل أنتم من هؤلاء الأشخاص؟

هل حصل أثناء تقديمكم الامتحان أن قلتم في أنفسكم: “لا أتذكر إجابة هذا السؤال ولكنني أتذكر جيدًا أنني ظللته باللون الأصفر؟”

إذا كنتم قد مررتم بهذه الحالة فأنتم من أصحاب النمط البصري. تعالوا نعرفكم على الطرق التي يتعلم بها أصحاب هذا النمط.

يُفضل أصحاب النمط البصري التعلم بالطرق الآتية:

  • ترميز المعلومات الموجودة في كتاب معين أو دفتر الملاحظات وذلك باستخدام عدة ألوان مختلفة للمعلومات المختلفة.
  • كتابة المصطلحات والمفاهيم الأساسية على بطاقات لتسهيل عملية تذكرها.
  • عرض المعلومات المختلفة بشكل بصري أي بواسطة الصور ومقاطع الفيديو.
  • تمثيل البيانات بالمخططات ورسومات توضيحية.
  • عمل هوامش في حاشية الكتاب لكتابة المصطلحات الرئيسة والرموز التي تساعد على تذكر المعلومات. 

ثانيًا: نمط التعلم السمعي Auditory

يُفضل أصحاب هذا النمط الاستماع إلى المعلومات ويستعملون جملًا مثل “أخبرني”، و”لنتحدث عن هذا الموضوع.” وهؤلاء الأشخاص لديهم القدرة على إنجاز مهمة جديدة بعد سماعهم شرح عنها من شخص خبير ويُفضلون أخذ تعليمات شفوية ويستطيعون أن يتذكروا كلمات أي أغنية بعد سماعها.

هل تنطبق عليكم الخصائص وصفات المتعلمون السمعيون؟ إذن يعتبر نمط تعلمكم سمعي. 

يُفضل أصحاب النمط السمعي التعلم بالطرق الآتية:

  • الالتحاق بمجموعات التعلم التعاونية ومشاركة الزملاء بتبادل الآراء والخبرات.
  • مراجعة المادة بصوت مرتفع للمساعدة على التذكر. 
  • استخدام التسجيلات الصوتية للكتب أو عمل تسجيلات خاصة يتم إعدادها من خلال قراءة المعلومات بصوت مرتفع والاستماع لها.

تعرفتم على النمطين السمعي والبصري سننتقل الآن إلى النمط الثالث وهو النمط الحركي (الحسي). 

ثالثًا: نمط التعلم الحركي Kinesthetic

يُفضل أصحاب الأنماط الحركية (الحسية) التعلم من خلال العمل والخبرة كلمس المواد والإحساس بها والأعمال اليدوية وهؤلاء الناس يستعملون جملًا مثل “دعنا نجرب” و”كيف تشعر؟” ويكونون قادرين على إنجاز مهمة جديدة عن طريق التجربة ويفضلون أن يكتشفوا بالتجربة دون أن يقرأوا التعليمات المكتوبة فهذه الطريقة هي الأمثل لحدوث التعلم بالنسبة لهم.

هل أنتم من هؤلاء الأشخاص؟

يُفضل أصحاب النمط الحركي التعلم بالطرق الآتية:

  • الجلوس في مقدمة الصف وأخذ الملاحظات باستمرار أثناء الحصة مع عدم الاهتمام بالتهجئة السليمة للكلمات أو الجمل أثناء الكتابة.
  • كتابة الكلمات التي تعتبر رئيسية في الدرس أو رسم الصور أو عمل مخططات لمساعدتهم على تذكر المعلومات.
  • قضاء وقت أكبر في الميدان (المتاحف، الأماكن التاريخية) بهدف تفسير وخوض الخبرات المباشرة في المواضيع المختلفة.

رابعًا: نمط التعلم القرائي والكتابي Reading & Writing

يعد من أكثر أنماط التعلم انتشارًا بين الطلبة في العالم ويعتمد أصحاب هذا النمط على القراءة والكتابة المستمرة للمعلومات من أجل تلقي المعلومة واكتسابها وفهمها ومن ثم الدراسة بشكل جيد، وتُعدّ أفضل طرق التعلم بالنسبة لهم هي القراءة المكثفة للمعلومات ومن ثم كتابتها على الورق للوصول إلى أفضل نتائج.

هل تسرحون بعيدًا عندما تستمعون إلى محاضرة ما؟ هل تميلون إلى الحصول على المعلومات من الكتب ومصادر التعلُّم المختلفة من خلال قراءتها بدلًا من سماعها؟ إذن فأنتم من أصحاب هذا النمط.

يفضل أصحاب النمط القرائي والكتابي أساليب التعلم الآتية:

  • قراءة القوائم والملاحظات.
  • كتابة المذكّرات.
  • إعداد القواميس والمعاجم.

قد تتساءلون الآن، ما هو النمط الأفضل بين هذه الأنماط الأربعة؟ 

في الواقع لا يمكننا القول أن هناك نمط تعلم أفضل من غيره أو أن أحد الأنماط مناسب والآخر لا لأن كل الأنماط التي تناولناها في هذا المقال ما هي إلا طرق مختلفة يستخدمها الدماغ ويتم من خلالها معالجة المعلومات التي تصل إليه، وعليه فلكل نمط نقاط قوة وضعف، وتكمن الأهمية في أن تنوعوا في الأنماط لكي تلبوا الأنماط المفضلة السائدة لدى طلبتكم وتدعموا الأنماط الفرعية لديهم وتنموها.

وكما ذكرنا سابقًا أعزائنا المعلمون من المنطقي جدًا أن تتعدد أنماط التعلم في غرفكم الصفية إلا أن هذا لا يعني أن تُعدّوا نشاطًا لكل طالب أو طالبة، بل إن ذلك يعني أن تنوعوا في استراتيجيات وأنشطة التدريس التي تستخدمونها وتنوعوا في المهمات التي تقومون بإعدادها لأن وجود نمط سائد أو مهمين لا يلغي باقي أنماط التعلم ومراعاتكم للتنويع في الأنشطة التعليمية وأساليب وطرق التدريس يعني مراعاتكم لجميع الأنماط.

المراجع

أحدث المواضيع