مقارنة بين التعلم المتمحور حول المعلمين والتعلم المتمحور حول الطلبة
مقارنة بين التعلم المتمحور حول المعلمين والتعلم المتمحور حول الطلبة
Teacher–Centered Learning VS. Student–Centered Learning
تحدثنا في مقال ثبتوا وجهتكم نحو طلبتكم عن مفهوم التعلم المتمحور (المتمركز) حول الطالب وأهميته وآلية جعل تعليمكم تعلمًا متمحورًا حول طلبتكم، كما وضحنا الأدوار الرئيسة للمعلمين في التعلم المتمحور حول المتعلم. السؤال الآن: هل أصبحتم قادرين على معرفة ما إذا كان التعلم الذي يحدث ﻓﻲ غرفكم الصفية تعلمًا متمحورًا حولكم أم حول الطلاب؟
هذا المقال يوضح لكم بشكل مبسط الفرق بين التعلم المتمحور حول المعلمين والتعلم المتمحور حول الطلبة من خلال المقارنة على مستوى خمسة عناصر رئيسة، هل أنتم جاهزون لمعرفة الفرق؟
هيا بنا.
العنصر الأول
التعلم المتمحور حول المعلمين
التعلم المتمحور حول الطلبة
المحتوى الدراسي
يعتمد على منهاج محدد مسبقًا ويَدرس جميع الطلبة نفس الموضاعات في نفس الوقت.
يُتاح للطلبة الوصول إلى معلومات محدودة مصدرها المعلم والكتاب المدرسي ومكتبة المدرسة.
موضوعات الدراسة معزولة وغير مرتبطة ببعضها البعض أو بواقع الطلبة.
يقوم المعلمون باختيار الأنشطة وتوفير المواد حسب محتوى الدرس وليس حسب مستويات الطلبة.
يُدرّس الطلبة وفقًا لمعايير محددة ويُتاح للمعلمينوالطلاب اختيار المواضيع ومصادر التعلم والتعليم التي تحقق هذه المعايير.
يُتاح للطلبة الوصول إلى كميات هائلة من المعلومات من خلال مصادر متعددة.
يَدرس الطلبة المحتوى بطريقة ترتبط بالواقع.
يختار الطلبة الأنشطة بما يتناسب مع مستواهم من بين مجموعة من الأنشطة التي يصممها ويقدمها لهم المعلمين.
في هذا العنصر يظهر أمامكم الفرق بشكل واضح، فإذا كان طلبتكم هم المسؤولين عن تعلمهم في اختيار الأنشطة والرجوع إلى مصادر المعرفة فالتعلم هنا تعلم متمحور حول طلبتكم. لكن، لا تقلقوا فهذا لا يعني أنه لا دور لكم في تعليم طلبتكم فأنتم الميسرين والموجهين لهم في رحلة تعلمهم.
لننتقل الآن إلى العنصر الثاني.
العنصر الثاني
التعلم المتمحور حول المعلمين
التعلم المتمحور حول الطلبة
أساليب التدريس
المعلمون هم مصدر المعلومات ويساعدون الطلبة على اكتساب المعرفة والمهارات.
يبدأ التعلم بما لا يعرفه الطلبة.
يكمل الطلبة أنشطة ودروسًا قصيرة غالبًا ما تكون غير مترابطة.
يستخدم المعلمون أسلوب التدريس التقليدية حيث أن العبئ الأكبر في الغرفة الصفية يقع على عاتقهم.
المعلمون هم منسقون وموجهون للطلبة كما يوفرون فرص لتوظيف المهارات وتعزيزها.
يُبنى التعلم على معرفة الطلبة السابقة.
يعمل الطلبة على أنشطة ومشاريع مرتبطة بأهداف بعيدة المدى.
يُنوع المعلمون في أساليب التدريس بحيث تتماشى مع النتاجات والموضوعات ومستوى فهم الطلبة.
فكروا قليلًا في العنصر الثاني واسألوا أنفسكم:
هل تبدأون درسكم من حيث انتهى الدرس السابق؟
هل تستفيدون من التجارب والمعارف السابقة لطلبتكم؟
هل تنوعون في أساليب واستراتيجيات تدريسكم؟
إذا كانت إجابتكم نعم، إذن التعلم الذي تقدمونه لطلبتكم هو تعلم متمحور حول الطلبة.
العنصر الثالث
التعلم المتمحور حول المعلمين
التعلم المتمحور حول الطلبة
بيئة التعلم
يتعلم الطلبة بشكل سلبي وبيئة التعلم يسودها الهدوء.
يعمل الطلبة بشكل فردي.
بيئة التعلم هي الغرفة الصفية.
تشبه الغرفة الصفية خلية النحل حيث تضم عمل الطلبة بشكل جماعي وهي مليئة بالحيوية والنشاط.
يتعاون الطلبة غالبًا مع الزملاء والخبراء والمعلمين وأفراد المجتمع المحلي.
تتعدى بيئة التعلم جدران الغرفة الصفية وتوظف جميع الموارد والمصادر المتاحة للتعلم.
العنصر الثالث في المقارنة يُركّز على ما يُعرف بالفوضى الخلاقة، لا تتفاجأوا! فنشاط طلبتكم وحركتهم والعمل الجماعي ومشاركتهم تؤدي إلى الفوضى أحيانًا إلا أن هذه الفوضى ما هي إلا دليل على أن محور العملية التعليمية التعلمية هي الطلبة.
العنصر الرابع
التعلم المتمحور حول المعلمين
التعلم المتمحور حول الطلبة
التكنولوجيا
يستخدم المعلمون أنواعًا مختلفة من التكنولوجيا لشرح الدرس على أساس أنها بديل لللوح.
يستخدم الطلبة أنوعًا مختلفة من التكنولوجيا للتعلم وإجراء عمليات البحث والتواصل.
لعل العنصر الرابع مربك قليلًا، لكن سنوضحه لكم من خلال الموقفين الآتيين:
الموقف الأول: قام معلم الصف الثالث بإعداد عرض تقديمي لدرس أنواع الحيوانات، وأثناء حصة العلوم طلب من طلبته إغلاق الكتب وقام بشرح الدرس لهم من خلال العرض التقديمي.
الموقف الثاني: قامت معلمة الصف الثالث بتوجيه طالباتها إلى عدة مواقع مهمة وموثوقة ومناسبة لدرس أنواع الحيوانات وطلبت منهم الرجوع إلى هذه المواقع وجمع صور لأنوع متعددة من الحيوانات ليقمنّ بعرضها في حصة العلوم القادمة.
بالتأكيد لاحظتم الاختلاف بين الموقفين، ففي الموقف الأول يتضح أن الدور الرئيسي هو للمعلم فقط ولا دور لطلبته سوى مشاهدة العرض، أما في الموقف الثاني فيتضح أن الدور الأكبر هو للطالبات واقتصار دور المعلمة على التوجيه وتيسير التعلم.
العنصر الخامس
التعلم المتمحور حول المعلمين
التعلم المتمحور حول الطلبة
التقييم
يتم تقييم الطلبة فرديًا بإجراء اختبارات تحريرية في جو من الصمت.
يعد المعلمون الاختبارات ولا يراها الطلبة إلا يوم الاختبار.
المعلمون هم المسؤولون بشكل أساسي عن تقييم الطلبة.
يتم تقييم الطلبة بعدة طرق منها الاختبارات الختامية والعمل الجماعي والمشاريع وغيرها.
يعد المعلمون معايير التقييم ويتم مشاركتها مع الطلبة.
يتشارك الطلبة مسؤولية التعلم والتقييم مع المعلمين.
مما لا شك فيه أن تقييم الطلبة جزء هادف وأساسي من عملية تعلمهم، كل ما عليكم فعله لجعل تعلمكم متمحور حول طلبتكم في هذا العنصر بالتحديد هو إشراك الطلبة أكثر في عملية التقييم سواء من خلال التنويع بأساليب وطرق تقييمهم أو من خلال إشراكهم بوضع معايير التقييم وإعلامهم بها وبالتأكيد يجب عليكم أن تركزوا على أن يقيم الطلبة أنفسهم (التقييم الذاتي) ولا تنسوا أن التقييم يعد مهارة من مهارات التفكير العليا وأنتم بهذه الطريقة تعملون على تنمية هذه المهارة.
أعزاءنا المعلمون
مما لا شك فيه أن أدواركم في التعلم المتمحور حول الطلبة تختلف اختلافًا جذريًا عن أدواركم في التعلم المتمحور حول المعلمين، ففي التعلم المتمحور حول الطلبة أنتم مخططون وميسرون لعملية التعلم ومصممون للمحتوى التعليمي وبالتأكيد أنتم أيضًا مصدر المعلومات التي تقدمونها لطلبتكم إلا أنكم لستم المصدر الوحيد لها، أنتم القدوة والنموذج لطلبتكم وتذكروا دائمًا عند تصميمكم لدروسكم وحصصكم الصفية مقولة الدكتورة مارلين فايمر:(Maryellen Weimer) “أرى نفسي كطالبة، لذلك أُصمم حصتي الصفية مع طلبتي، وليس لهم.”
ضعوا أنفسكم مكان طلبتكم واجعلوا عملية تعلمهم قائمة على التفاعل المتبادل وابتعدوا عن التعليم التقليدي القائم على التلقين واربطوا تعلمهم بواقعهم ولا تنسوا أن بيئة التعلم النشط هي البيئة المناسبة لتعلم متمحور حول الطلبة، عززوهم بشكل مستمر وضعوا نصب أعينكم أنه كلما زاد تعزيز الطلبة زادت الدافعية نحو التعلم وقدموا لهم تغذية راجعة مستمرة وقوموا بمراعاة خصائص طلبتكم وأنماط تعلمهم المختلفة، إذا قمتم باتباع كل ذلك سنضمن لكم ولطلبتكم بيئة تعلم متمحور حول الطلبة.