الخرائط المفاهيمية Concept Maps
ماذا يتبادر إلى أذهانكم فور سماعكم كلمة خرائط؟
البعض منكم قد يربطها بالخرائط الجغرافية والبعض الآخر قد يربطها بخرائط جوجل (Google Maps) أو الخرائط الخاصة بتطبيقات التوصيل مثل أوبر (Uber) وكريم (Careem) وغيرها.
إذا تأملتم الأمثلة التي استدعاها سماع كلمة خرائط في أذهانكم، ستجدون أن للخرائط دور كبير في تذليل صعوبات الحياة اليومية لدى كل منكم، فعلى سبيل المثال عند ذهابكم لزيارة أقاربكم أو أصدقائكم للمرة الأولى، قد تطلبون منهم معرفة موقع منازلهم من خلال إرسال (Location) لتسهيل وصولكم إليهم، ثم تقومون بفتح الخريطة والسير حسب الإرشادات المرئية والمسموعة على الخريطة.
لنتفق هنا، أن للخرائط أثر كبير وأهمية تكمن في تسهيل وتيسير طريقة الوصول وباستخدامها تتجنبون الضياع أو إهدار الوقت أو المال أو عدم الوصول للغاية المحددة.
الآن، لو عكسنا استخدام الخرائط على العملية التعليمية التعلمية، هل يمكن أن نلمس الأثر نفسه؟
بالتأكيد نعم، يمكن الاستفادة من الخاصية المرئية للخرائط وتوظيفها لتعليم المفاهيم.
أعزاءنا القراء، قد تعرفتم في مقال مفاهيم واضحة وضوح الشمس (1) على المفاهيم من حيث مفهومها وأهميتها وطرق تدريسها، وسيتم توضيح كيفية تدريس المفاهيم ضمن هذا المقال من خلال استخدام الخرائط المفاهيمية وليس الخرائط الذهنية، فهل أنتم جاهزون؟
مفهوم الخرائط المفاهيمية
تعتبر أداة تخطيطية لعرض مجموعة من المفاهيم ضمن شبكة من العلاقات حيث يتم ترتيب المفاهيم بينها بشكل هرمي من الأكثر عمومية وشمولية إلى الأقل عمومية، ويتم الربط بين المفاهيم بخطوط يُكتب عليها الأفكار او الجمل أو الكلمات ذات معنى تسمى الكلمات المترابطة.
قد أشار أوزبل (Ausubel) إلى أهمية إيجاد الخرائط المفاهيميه بوصفها طريقة رائعة وذات أثر واضح فهي وسيلة تهدف إلى هيكلة المعلومات الجديدة واندماجها بالبنية المعرفية المختلفة للمتعلم وهذا يتطلب من المعلم أو المعلمة مراعاة القواعد الأساسية من أجل التخطيط بشكل أفضل للحصص الصفية.
الصور الآتية توضح أمثلة على الخرائط المفاهيمية:
استخدامات الخرائط المفاهيمية في التدريس
- اكتساب وتدريس المفاهيم الجديدة للطلبة.
- الكشف عن علاقات جديدة بين المفاهيم.
- استقصاء البنية المعرفية السابقة لدى طلبة الصف في موضوع معين لتوضيح مدى الترابط بين المفاهيم الموجودة لديهم.
- الكشف عن المفاهيم الخاطئة لدى الطلبة حول موضوع معرفي معين.
- تمكين الطلبة من تحديد أوجه الاختلاف والشبه بين المفاهيم وتمييزها.
- تقديم ملخص مفيد وسهل التذكر عن المادة التعليمية.
مكونات الخرائط المفاهيمية
المفاهيم الرئيسة
مجموعة من الصفات المشتركة لظاهرة ما أو تصورات ذهنية يتم تكوينها للأشياء حيث يتم وضع المفهوم داخل أشكال مختلفة مثل بيضاوي أو دائرة أو مربع.
المفاهيم الفرعية
مفاهيم ربط أو مفاهيم علاقة، أو مفاهيم تصنيفية او مفاهيم عملية أو مفاهيم وجدانية.
كلمات الربط
كلمات تستخدم للربط بين مفهومين أو أكثر مثل: تصنف إلى، يتركب من، ينقسم إلى وغيرها.
وصلات عرضية
وصلات بين مفهومين أو أكثر بدءً من التسلسل الهرمي، وتتمثل في صورة خط عرضي.
الأمثلة
الأحداث أو الأفعال المحددة التي تعبر عن المفاهيم.
طرق توظيف الخارطة المفاهيمية في الغرفة الصفية
- تحديد موضوع الوحدة الدراسية للطلبة.
- استخلاص أهم المفاهيم المكونّة للوحدة أو الدرس.
- كتابة المفاهيم المستخلصة على اللوح بطريقة مرتبة من العام إلى الخاص.
- تصميم خارطة مفاهيمية لهذه المفاهيم بحيث يتم وضع المفاهيم بطريقة هرمية متسلسلة بدءً من المفهوم الرئيس.
- عرض الخارطة المفاهيمية الجاهزة وفق المفهوم المحدد من خلال برنامج العرض التقديمي.
- مناقشة الطلبة بالخارطة المفاهيمية المعروضة من خلال تكوين علاقة صحيحة تربط بين مجموعة من المفاهيم الموجودة في المستوى الأول من مخطط الخارطة المفاهيمية، وتكوين علاقة صحيحة تربط بين مجموعة من المفاهيم الموجودة في المستوى الأول والثاني للخارطة المفاهيمية.
- توجيه الطلبة لتفكير بمفاهيم أخرى يمكن إضافتها على الخارطة المفاهيمية ثم رسم كل منها.
- توجيه الطلبة لاقتراح أشكال من الوصلات العرضية بين المفاهيم التي تم إضافتها.
- الإشارة إلى الطلبة أن عليهم نقل الخارطة المفاهيمية إلى دفاترهم أو حواسيبهم وتوجيهم لإضافة مفاهيم إلى الخارطة مع تقديم جميع المقترحات لوصلات عرضية لها.
أهمية توظيف الخرائط المفاهيمية
- تعمل على تطوير وتنمية القدرة العقلية لدى الطلبة وخاصة مهارات التفكير العليـا كالمقارنـة والتصـنيف والتركيب.
- تساعد الطلاب على تنظيم المعرفة وتحقيق التعلم ذي المعنى.
- تزيد قدرة الطلاب على حل أنواع مختلفة من المشكلات.
- تزيد من مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب والاحتفاظ بالتعلم لمدة طويلة.
- تنمي أفكار واتجاهات إيجابية لدى الطلاب نحو المادة الدراسية.
- تساعد الطلاب على الإبداع والتفكير التأملي عن طريق بناء خريطة المفاهيم.
- تساعد الطلاب على تعزيز وإتقان بناء المفاهيم الرئيسية المتصلة بالمواد التي يَدرسونها.
اقتراحات لتوظيف الخرائط المفاهيمية في الصفوف الدراسية
تأملوا العبارة الآتية: المفاهيم تتفاوت في عموميتها وشموليتها وصعوبتها.
بعد تأملكم للعبارة، هل يمكن توظيف الخرائط المفاهيمية بطريقة واحدة؟
أن طلبتكم يتفاوتون في استعداداتهم وقدراتهم وأنماطهم التعلمية، لذلك ننصحكم باستخدام الخرائط المفاهيمية بطرق مختلفة لتلبية الفروقات الفردية بين طلبتكم ولتعزيز المهارات التي تمكنهم من التعلم بشكل أفضل، لذلك سنزودكم باقتراحات ﺍلتي من شأنها مساعدتكم على توظيف الخرائط المفاهيمية بطرق مختلفة ومنها:
- قدموا لطلبتكم الصورة الكبيرة المتعلقة بالخرائط المفاهيمية من خلال عرض خريطة مكتملة الرسم تتضمن العديد من المفاهيم المفقودة أو بعضها معبّر عنها بصور أو رسوم ثم اطلبوا منهم العصف بأفكارهم للتعبير عن الصور والرسوم بالمفاهيم التي تُمثّلها.
- زودوا طلبتكم بخارطة مفاهيمية تتضمن مفاهيم فرعية ووصلات عرضية أو أمثلة مفقودة واطلبوا منهم تعبئتها بالاعتماد على معرفتهم.
- قدموا لطلبتكم مجموعة من المفاهيم ووجهوهم إلى بناء خريطة مفاهيمية لها.
عوامل نجاح توظيف الخرائط المفاهيمية في عملية التعليم والتعلم
هنالك مجموعة من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها عند توظيف الخرائط المفاهيمية في التدريس ومنها:
- تعمق فهم استخدام الخرائط المفاهيمية من خلال التدرب على استخدامها بالنسبة لكل من المعلمين والطلبة بالإضافة إلى تخطيط الحصة الدراسية بشكل منظم لضمان نجاح توظيف الخرائط المفاهيمية.
- السماح للطلبة ببناء الخريطة المفاهيمية بأنفسهم للتأكد من إتقانهم وفهمهم العميق لها ومن الممكن استخدام مجموعة من الأنشطة التعاونية لتسهيل تدريب الطلبة على إعداد هذا النوع من الخرائط.
- تجنب توجيه الطلبة نحو فكرة حفظ الخريطة المفاهيمية وتسميعها بل إعطاء الطلبة مهمات لإعداد خرائط مفاهيمية كاملة أو جزئية.
- التوضيح للطلبة أن طرق وأشكال بناء الخريطة المفاهيمية متنوعة ولا توجد طريقة واحدة محددة لبناء الخريطة المفاهيمية لموضوع ما.
في النهاية، دائمًا اسعوا إلى تعليم طلبتكم بذكاء، فتعليم الطلبة بواسطة الخرائط المفاهيمية يُيسر عملية تعلم طلبتكم ويجعل تعلمهم أكثر ديمومة، ولا تنسوا أن توظيفها يُسهم في زيادة قدرة الطلبة على الاحتفاظ بالمعرفة واستخدامها في حياتهم اليومية بالإضافة إلى توليد دافعية ذاتية للتعلم عند الطلبة.