عند قراءة مقال صفوف بلا جدران! ماذا يتبادر إلى أذهانكم؟
الصفوف الافتراضية هي صفوف تعتمد على ضم معلمين وطلبة لكنها بلا جدران وأدراج! فهي صفوف يُدّرس فيها المعلمون طلبتهم المواد المختلفة إلكترونيًا بدون مكان محدد لذلك يطلق عليها الصفوف الافتراضية.
أعزاءنا القراء في هذا المقال سنسلط الضوء على الصفوف الافتراضية (الفصول الافتراضية) مفهومها ومزاياها بالإضافة إلى التركيز على المهارات (Skills) الواجب توفرها لدى كل معلم ومعلمة لأداء مهامهم في الصفوف الافتراضية (الفصول الافتراضية) مما يساهم في إعداد وتقديم بيئة تعليم وتعلم إلكترونية جاذبة وفاعلة والأهم ناجحة.
الصفوف الافتراضية
شكل من أشكال التعلم عن بُعد فهي صفوف إلكترونية، توفر إمكانية عَقد حصص دراسية يُقدم فيها المعلمون الدروس الافتراضية عبر الإنترنت مع إمكانية حفظ الدروس المتزامنة والرجوع إليها لاحقًا، كما تتيح للمعلمين فرص الالتقاء والتواصل المتزامن وغير المتزامن مع الطلبة حيث تُعطى لهم الحصة الدراسية الافتراضية عن بُعد من أي مكان وفي أي وقت.
قد يتبادر إلى أذهانكم التساؤلات الآتية: هل الصفوف الافتراضية البديل الذكي للصفوف التقليدية؟ أم هي محاكاة للصفوف الافتراضية؟ هل توفر الصفوف الافتراضية ميزات تساهم في تطور العملية التعليمية التعلمية؟ هل تساهم حصص التعلم الافتراضي بربط التعلم المقدم عبر الإنترنت بالتعلم الواقعي؟ هل هنالك اختلاف بين أدوار المعلمين في الصفوف التقليدية والصفوف الافتراضية؟ وما أهم هذه الأدوار؟
سيقدم هذا المقال إجابات عن هذه التساؤلات من خلال التعرف على أهم ميزات الصفوف الافتراضية بالإضافة إلى نصائح لتقديم صفوف افتراضية فعالة تخدم العملية التعليمية التعلمية.
مزايا الصفوف الافتراضية
الانخفاض في التكلفة، ما يُميّز الصفوف الافتراضية أنها لا تحتاج إلى صفوف دراسية ولا تحتاج إلى ساعات مدرسية كما أنها لا تحتاج إلى مواصلات وأدوات مدرسية مُكلفة للتعليم.
إمكانية التوسع دون قيود من حيث عدد الطلاب وأعمارهم، إن كان يوجد داعي لذلك.
السرعة العالية في التعامل والاستجابة وتقليل الأعباء على الإدارة التعليمية، فهي لا تحتاج إلى متابعة الحضور والغياب أو وضع العلامات فكل هذا يتم بشكل إلكتروني. لكن بالطبع تحتاج إلى متابعة وتشجيع منكم.
التفاعل المستمر والاستجابة المستمرة والمتابعة المستمرة لعملية التعليم والتعلم كل هذا يتم بشكل إلكتروني دون إضافة أعباء عليكم.
إمكانية إثراء وتطوير المواد الدراسية بكل سهولة، حيث يمكن حفظها والتعديل عليها لاحقًا.
تسهيل الحصول على المعلومة في أي وقت ومن أي مكان.
إتاحة الفرصة أمام الطلبة في الصفوف الافتراضية للنقاش مع طلبة آخرين من أماكن مختلفة وثقافات مختلفة.
مراعاة ظروف المعلمين والطلبة الذين قد تحرمهم الإعاقة أو المرض من الحضور إلى المدرسة فيمكن للمعلم تقديم الدروس من بيته وكذلك الطالب أو الطالبة يمكنهم متابعة حصصهم الافتراضية من بيوتهم.
توفر الفصول الافتراضية للمعلمين عبر نظام منصات التواصل مثل: منصة زووم (Zoom) ومنصة تيمز (Microsoft Teams) و(Google Classroom) استخدام العديد من الإمكانيات التي تدعم عملية التعليم والتعلم منها:
اللوح الإلكتروني التفاعلي
التصويت (Polls)
تسجيل الحصص التعليمية الافتراضية المتزامنة.
العمل ضمن مجموعات افتراضية بواسطة خاصية (Breakout Rooms).
المهارات اللازمة للمعلمين في التعلم الإلكتروني لإعداد صفوف افتراضية فاعلة
الصفوف الافتراضية ظهرت بشكل قوي في الميدان التربوي في ظل جائحة كورونا. فسرعان ما لجأ المعلمون إلى التسجيل بعدد من البرامج التدريبية بهدف تطوير مهارات التدريس الالكتروني لديهم.
في التقرير البحثي لشركة (ATD) لعام 2017 حول التطور في مجال التعلم الالكتروني، قال 89٪ ممن شملهم الاستطلاع من قبل فريق مخصص أن التغييرات في نظام التعلم الإلكتروني تتطلب من موظفيهم تحديث أو إضافة مهارات جديدة. وسلط هذا البحث الضوء على المهارات التي يحتاجها المعلمون لتحقيق النجاح في صفوفهم الافتراضية (Virtual Classroom) وهي:
مهارات تكنولوجيا تصميم التعلم الإلكتروني العامة.
مهارات إدارة واستخدام أدوات وتطبيقات التعلم الإلكتروني المتاحة.
مهارات استخدام الوسائل والأدوات والبرامج الخاصة بالتصميم.
مهارات التصميم التعليمي بشكل عام.
مهارات إعداد مقاطع الفيديو (Video) والصوت من قبل المعلمين.
أدوار المعلمين في الصفوف الافتراضية
تحديد نتاجات التعلم الرئيسية للدروس الافتراضية ومشاركتها مع الطلبة.
اختيار أدوات وأساليب التقييم الحديثة و المناسبة للحصص الافتراضية. لمعرفة المزيد بإمكانكم الرجوع إلىمقال التقويم فن!
متابعة المعلمين لحضور الطلبة للحصص الافتراضية وتفاعلهم مع بعضهم خلال الحصة الدراسية.
إدارة وتنظيم بيئة التعلم الافتراضية الذكية لتكون جاذبة تدمج جميع الطلبة وتجعلهم أكثر تفاعلًا، مما يُشجّع الطلبة على حضور هذه الحصص الإفتراضية.
تشجيع المعلم الطلبة على التعلم من خلال العمل الجماعي والتعاوني في الفصول الافتراضية من خلال الاستفادة من مجموعة من الميزات التي أصبحت متوفرة في منصات التواصل خلال الحصص المتزامنة مثل: منصة زووم (Zoom)، منصة (Microsoft Teams).
الحرص على توظيف أسلوب التعليم الخاص بطرح الأسئلة في الصفوف الافتراضية للتحقق من فهم الطلبة ولتشجيعهم على المشاركة في النقاشات المفتوحة المتزامنة وغير المتزامنة مما يجعل الطلبة أكثر تفاعلًا في هذه الحصص الافتراضية.
تنظيم النقاشات بين الطلبة للتواصل فيما بينهم في الحصص (Classes) المقدمة بالشكل المتزامن المباشر وغير المتزامن بواسطة تزويد الطلبة بقائمة من الإرشادات لتنظيم المناقشات بينهم مع الحرص على توفير بيئة آمنة للنقاشات بين الطلبة أنفسهم وبين الطلبة ومعلميهم.
تقديم الدعم والتدريب والإرشاد الإلكتروني المستمر للطلاب وخاصة المتعثرين منهم في كل من المرحلة الابتدائية أو الثانوية.
تقديم الإرشاد الإلكتروني المستمر للطلاب الموهوبين والطلاب المتفوقين لتوسيع مداركهم.
تزويد المعلم الطلبة بمصادر التعلم الإلكترونية الإضافية لدعم عملية تعلمهم، مع الحرص على أن تكون هذه المواقع خاصة بالتعلم والتعليم ومتوفرة عبر الانترنت أي متاحة للاستخدام في أي وقت يمكن إرسال هذه المواقع للطلبة عبر البريد الإلكتروني الخاص بهم أو عبر منصة التعلم أو المنتدى التعليمي الخاص بالصف.
بعد التعرف على مفهوم الصفوفالافتراضية (virtual classroom) ومزاياها وأهم المهارات اللازمة للمعلمين لإعداد صفوف افتراضية فاعلة، سنزودكم أعزاءنا القراء بقائمة من النصائح التي تقدم لكم طريقة تساعدكم على إعداد صفوف افتراضية ناجحة:
حاولوا التأكد بشكل دائم من جاهزيتكم وجاهزية الطلبة تقنيًا قبل البدء، وذلك حرصًا على عدم إضاعة الوقت خلال عملية التعلم والتقليل من ظهور المشاكل وذلك عن طريق التجربة أكثر من مرة من قبلكم إضافة إلى تقديم المساعدة لأولياء الأمور لمواجهة وتجاوز أي عقبات أو صعوبات يواجهونها أثناء تعلم أولادهم خصوصًا الأصغر سنًا منهم وبإمكانكم تصميم دليل مساعد يحتوي على نماذج تحاكي المشكلات أو تحديات التي قد تواجههم وكيفية حلها.
سجلوا الدرس لإعادة مشاهدته ليتسنى للطلبة فهم الدرس بشكل أفضل ومراجعته بهدف إتقان مهاراته والتأكد من المعلومات المذكورة وهذا يساعد أولياء أمور الطلبة على تدريس ذويهم بسهولة.
قَدّموا الاختبارات المنتظمة والقصيرة بحيث تكون قابلة لإعطاء النتائج بشكل فوري لتزويدكم بالمعرفة والدراية بشكل متزامن بمستوى الطلاب وتَقدّمهم وتزويدكم بالتغذية الراجعة، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على أداء الطلبة في الحصص الافتراضية.
احرصوا على إنشاء ملف الإنجاز الإلكتروني الخاص بكم عبر الإنترنت لحفظ أوراق العمل والاختبارات وأنشطة التعلم، مما يخفف عليكم أعباء البحث (Research) لإيجاد المناسب لحصصكم الافتراضية.
في نهاية المقال، مهما اختلفت الصفوف سواء كانت بجدران أو غيرها، يبقى على عاتقكم الإيمان بقدراتكم وقدرات طلبتكم لتقديم تجربة تعلم بشكل أفضل، بالإضافة إلى السعي لإيجاد مجتمع التعلم الافتراضي أو وجهًا لوجه بشكل قوي بينكم وبين طلبتكم فهذا سر أساسي من أسرار نجاحكم في مسيرتكم المهنية كمعلمين في وزارة التربية والتعليم.