بوصلة هيرمان (Hermann) في التفكير

بوصلة هيرمان (Hermann) في التفكير

جميعنا نعرف أن البوصلة هي أداة تستخدم لتحديد الاتجاهات الأربعة وللمساعدة على معرفة الوجهة والتنقل، ولو ضاع أحدهم في الصحراء فإن الأداة الأسهل التي تساعده على معرفة الطريق الصحيح هي البوصلة.

اليوم سيعرفكم هذا المقال على بوصلة من نوع آخر، لا تتفاجئوا! فبوصلة اليوم ستساعدكم حتمًا على معرفة الكثير عن تفكير طلبتكم، بوصلة اليوم ستحدد وجهتكم إلى الأنشطة المناسبة لتفكير طلبتكم. بوصلة هذا المقال هي بوصلة هيرمان (Hermann) في التفكير.

لمحة عن بوصلة هيرمان (Hermann) في التفكير

عام 1960م، اكتشف روجر سبيري (Roger Sperry) أن لكل من نصفي الدماغ الأيمن والأيسر عملًا خاصاً به، ونال بذلك جائزة نوبل على هذا الاكتشاف. وبعد بضع سنين، جاء بول ماكلين (Paul D. Maclean) ليوضّح أن دماغ الإنسان يتكون من ثلاثة أدمغة هي:

  • الدماغ العقلي: الذي يضم التفكير والتصور والتعلم.
  • دماغ الثدييات: الذي يتضمّن الشعور والمهارات اللطيفة بالإضافة إلى الشم والتذوق والانفعال.
  • دماغ الزواحف: الذي يتضمن الحاجات البيولوجية كالطعام والشراب والأمن والسلامة والجنس.

ليأتي بعد ذلك هيرمان (Hermann) بنموذج جديد يدمج فيه النموذجين معًا، حيث دمج هيرمان (Hermann) نموذج سبيري (Sperry) ونموذج ماكلين (Maclean) في نموذج واحد هو نموذج هيرمان (Hermann) الرباعي وهو نموذج رمزي وليس فيزيولوجي، يتكون من أربع مناطق مترابطة تتميز بالآتي:

  • كل منطقـة تختـص بطريقة معينة لعمل العقل.
  • المناطق الأربع تعمـل سويًا لتشكل الدماغ الكلي.
  • منطقة واحدة أو أكثر تكون غالبة أو مُهيمنة.

بعد أن تعرفتم على انطلاقة بوصلة هيرمان سننطلق معًا لتفصيل أنماط التفكير في بوصلة هيرمان، هيا بنا.

أنماط هيرمان (Hermann) في التفكير

النمط A: الموضوعيون

حسب بوصلة هيرمان (Hermann)، يتميز أصحاب هذا النمط بعدة صفات:

  • الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة: نجد أن الطلبة في هذا النمط يكثرون الأسئلة، لكل تفصيل صغيرًا كان أو كبيرًا في الدرس. لدرجة أنكم ستشعرون أن هؤلاء الطلبة يحاولون إيقاعكم في الخطأ، لكن هذا غير صحيح في الحقيقة أصحاب هذا النمط يسألون كثيرًا لأنهم لا يستطيعون أن يتركوا أي فكرة صغيرة تمر دون تمحيصها لذلك أرجوكم ألا تتذمروا وراعو نمطهم في التفكير.
  • التحليل: تعتبر البيانات والإحصاءات وتحليلها حقلًا مفضّلًا لدى أصحاب هذا النمط، وهم من ذوي اللغة الرقمية العالية، حيث يركزون على الدراسات والأبحاث دون كلل أو ملل. وبعد عملية جمع البيانات يحاولون الوصول إلى نتيجة من خلال تحليل كافة البيانات.
  • يتميز أصحاب هذا النمط بالرتابة والبرودة في التعامل، حيث يغلب عليهم الطبع الهادئ الذي لا يضحك إلا نادرًا، وهم من ذوي الشخصية النمطية التقليدية حيث يرفضون على سبيل المثال تقليد آخر صرعات الموضة في اللباس.

السؤال المهم الآن، كيف تحضّرون الدرس لأصحاب هذا النمط؟

كيفية تحضير الدرس لأصحاب النمط A

عندما يتواجد في غرفكم الصفية طلبة لديهم هذا النمط في التفكير يتوجب عليكم الانتباه إلى كل تفاصيل الدرس. ويفضل أن تزودوا دروسكم ببعض الدراسات والإحصاءات التي تدعم الفكرة المطروحة في الدرس. ويجب الانتباه إلى ضرورة أن يكون الدرس متسلسلًا دون أي تجاوز لأية فكرة؛ لأن هذا يؤدي إلى التشويش وعدم القدرة على التركيز لديهم.

كما يمكنكم الاستعانة بهؤلاء الطلبة في عملية التحضير والإعداد للدرس، حيث يمكن أن تطلبوا منهم البحث عن بعض الدراسات الخاصة في الدرس، أو حتى كتاب بحث عن موضوع الدرس.

لننطلق إلى النمط B.

النمط B: التنفيذيون

يتميز أصحاب هذا النمط بعدة صفات:

  • القدرة على تنفيذ الأعمال: حيث إنهم يملكون القدرة على تنفيذ الأعمال بدقة بالغة، ويستطيعون الاهتمام بأدق التفاصيل. يُعتبر هذا النمط من أنجح الطلبة ضمن الصفوف التقليدية حيث إنهم ينجزون كافة المهام الموكلة إليهم من قبل معلميهم بكل فعالية.
  • التنظيم وإدارة الوقت: حيث يستطيع أصحاب هذا النمط الاستفادة من الوقت المتاح كما أن لديهم مهارة عالية في وضع خطط تساعدهم على تنفيذ أعمالهم. فعلى سبيل المثال: يقوم هؤلاء الطلبة بوضع برامج دراسية لهم قبل الامتحان تساعدهم على إتمام دراستهم دون أي تقصير يُذكر مما يساعدهم على الحصول على علامات عالية.
  • يعتبر أصحاب هذا النمط من المبدعين في الصف والمحبوبين لدى المعلمين أو حتى بين زملائهم.

كيفية تحضير الدرس لأصحاب النمط B

يُفضل أصحاب هذا النمط مشاهدة المعلومات تُنفذ بدلًا من قراءتها. لذلك يتوجب عليكم تحضير الدرس بشكل عملي قدر الإمكان. كما يمكنكم الاعتماد على الطلبة من هذا النمط في تحضير التجارب التي ستستعمل لاحقًا في الدرس، مما يسهل عليكم عملية التحضير لذلك ننصحكم بالاستفادة قدر المستطاع من الطلبة الذين لديهم هذا النمط.

النمط C: العاطفيون

يتميز أصحاب هذا النمط بعدة صفات:

  • العلاقات مع الآخرين: يتميز أصحاب هذا النمط بالقدرة على إقامة علاقات مع الآخرين والتودد إليهم، مما يشعر الذين أمامهم بالراحة النفسية. كما يتمتع أصحاب هذا النمط بالقدرة على التعامل مع الآخرين وتلبية احتياجاتهم دون الحاجة إلى طلبها. الطلبة من أصحاب هذا النمط يحبون الجو اللطيف الذي يسوده المحبة، وقد يكرهون المادة في حال وجود شائبة تشوب العلاقة بينهم وبين معلم أو معلمة المادة والعكس بالعكس.
  • الرعاية: أصحاب هذا النمط قادرون على الاعتناء بالآخرين ومدهم بالحب والحنان والعطف لذلك فإن أصحاب هذا النمط يمكنهم العمل كمعلمين مراحل أولى، أو في دور الأيتام أو المسنين.
  • العمل ضمن فريق عمل: أصحاب هذا النمط يحبون العمل مع الفريق، ويفضلون الابتعاد عن القيادة فهم يتملكون سياسة المطاوعة وتفضيل المصلحة العامة على الاهتمامات الشخصية. هذا النمط من الطلبة يساعد المعلمين عند تقسيم الطلبة إلى مجموعات حيث لا يظهرون أي رغبة بالقيادة، وهم مطاوعون ومتعاونون يعملون مع الجميع.
  • اللغة الجسدية: أكثر ما يميز أصحاب هذا النمط هو لغة الجسد، حيث تؤثر عليهم إلى حد كبير لدرجة أنهم قد يربطون الدرس كله بحركة صدرت منكم دون قصد ويحفظونها عن ظهر قلب. كما أن تغيير طبقتكم الصوتية حسب سياق الدرس يؤثر بهم لحد كبير.

كيفية التحضير الدرس لأصحاب النمط C

لا يتطلب أصحاب هذا النمط منكم الكثير من الجهد، فما يؤثر فيهم هو تغيير التعابير الصوتية بين الحين والآخر، كما أن أي مشاعر إيجابية يمكن أن تساعدهم على الفهم. فعلى سبيل المثال: يمكن لنظرة ملؤها الحماس أن تشجهم على فهم الدرس والتركيز فيه، لذلك ننصحكم بمراعاة مشاعر طلبتكم والتواصل معهم باستمرار لأنها قد تكون وسيلتهم لفهم الدرس.

النمط D: الإبداعيون

يتميز أصحاب هذا النمط بعدة صفات:

  • التفكير الإبداعي: يتميز أصحاب هذا النمط بالإبداعية في التفكير والقدرة على الابتكار، حيث إن نظرتهم للحياة شاملة ولديهم خطط استراتيجية مستقبلية. نجد أن الطلبة من أصحاب هذا النمط يقسمون الدراسة ضمن برنامج يبدأ قبل الامتحان بوقت طويل، بحيث لا يرهقون أنفسهم قبل الامتحان.
  • حس المغامرة: يتميز أصحاب هذا النمط كذلك بحبهم للتصورات والاستكشافات والمغامرات، حيث إن أصحاب هذا النمط يفضلون التجديد وتجربة كل ما هو مجهول ويترافق هذا الحس مع قدرة على اتخاذ القرارات الكبيرة بسرعة. ونجدهم يفضلون التجارب العلمية والبحثية التي تساعدهم على توسيع أفقهم وفهم المعلومات بدلا من حفظها فقط.
  • أصحاب هذا النمط هم الطلبة المتميزون في كافة نواحي الحياة كالدراسة والرياضة والعلاقات الاجتماعية، وحتى في الهوايات.

كيفية تحضير الدرس لأصحاب النمط D

يحتاج أصحاب هذا النمط الى الكثير، حيث ينبغي عليكم مراجعة آخر الأبحاث والتطورات فيما يخص كل فقرة من المنهاج لكن يمكنكم تكليف الطلبة من أصحاب هذا النمط بمساعدتكم في إعداد التجارب العلمية وحتى تطبيقها أمام زملائهم. فهذا النمط من الطلبة يصلح لأن يكون يدكم اليمنى في الغرفة الصفية ومساعدًا لكم.

الخلاصة

إن أخذ أنماط شخصيات الطلبة بعين الاعتبار أثناء التحضير وأثناء التدريس أمر مهم للغاية، حيث إنه يساعدكم على رفع نسبة التحصيل العلمي لدى الطلبة كلًا حسب نمط شخصيته، كما أن توقعاتكم تجاه طلبتكم يجب أن تكون مختلفة، فبعض الطلبة يركز على فهم المعلومة دون حفظها، والعكس بالعكس. ونود تذكيركم أن كل شخص يكون لديه النواحي الأربع المذكورة، ولكن لا بد من طغيان نمط على بقية الأنماط الأخرى، وأنتم غير مطالبين بالتحضير بشكل منفصل لكل نمط، لأن ذلك سيكون أمرًا مرهقًا لكم لكن هذا المقال جاء لمساعدتكم على معرفة الأنماط الأربعة وكيفية مراعاتها عند التخطيط والتحضير للدروس.

المراجع

أحدث المواضيع