أدوار مدراء المدارس Roles for School Principals

يقول ماكينزي وشُركاؤُه (McKinsey & Company): “نادرًا ما تنجح الإصلاحات المدرسية دون قيادة فاعلة على مستوى النظام، وعلى مستوى المدرسة.” ما رأيكم بهذه المقولة؟

في الحقيقة إذا أمعنا النظر في هذه المقولة نجد أنها تؤكد على أهمية الدور الذي تقومون به كمدراء وقادة مدارس. نعم، هناك دور مهم لكم في إصلاح المدارس الابتدائية أو المدارس الثانوية الحكومية والخاصة وقيادتها بفعالية، بل في تحسين تحصيل الطلبة، والمدراء الناجحون هم الذين يقومون بأكثر من دور داخل مدارسهم ويضطلعون بأكثر من شخصية في علاقاتهم مع طلبتهم ومعلميهم وشركائهم في التعليم من أولياء أمور ومجتمع محلي. في هذا المقال سنعرفكم على الأدوار القيادية لمديري المدارس والأدوار الجديدة لهم في ظل تغيُّرات القرن الحادي والعشرين. هيا بنا للتعرف على هذه الأدوار.

الأدوار القيادية لمدراء المدارس في ضوء متطلبات القرن الحادي والعشرين

تُعرف القيادة التربوية بأنها مجموعة العمليات القيادية التنفيذية والفنية التي تتم عن طريق العمل الإنساني الجماعي التعاوني بهدف توفير المناخ الفكري والنفسي والمادي الذي يُحفّز الهمم ويبعث الرغبة في العمل من أجل تحقيق الأهداف التربوية للمجتمع ومؤسسات التربية والتعليم، ويُعدّ مدراء المدارس أهم عنصر من عناصر الإدارة الفعالة الذين يعملون بشكل خاص كقادة تربويين على تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية. إليكم مجموعة من الأدوار التي يقوم بها مدراء المدارس كقادة تربويين على النحو الآتي:

القائد ذو الرؤية

تُعدُّ الرؤية الحلم المستقبلي لكل مدرسة، إذ لا بد أن تتمتع المدارس برؤية واضحة تمثل وجهة المدرسة التي ستنطلق نحوها بواسطة قيادة حكيمة تُوحد جهود جميع العاملين في المدرسة لتحقيق ما تطمح إليه. لذا على مدراء المدارس القيادين العمل على:

  • إعداد رؤية وأهداف مدرسية واضحة ومُحدّدة في مطلع العام الدراسي.
  • إشراك جميع المؤثرين والمتأثرين في المدرسة في بناء رؤية مدرسية مشتركة.
  • وضع فلسفة تعليمية خاصة للمدارس.
  • تحديد مجموعة من القيم والمبادئ الأساسية حول عملية التعلم والتعليم.
  • الحرص على التأثير على طاقم المدرسة والعمل على تعزيز جهودهم.

القائد التعليمي

يُعدّ قادة ومدراء المدارس شركاء في العملية التعليمية وفي تطوير ورفع مستوى تحصيل الطلاب لذا يجب على قادة المدارس العمل على:

  • توفير جو عمل ملائم لطاقم المدرسة والحرص على إيجاد بيئة تعليمية آمنة.
  • مساعدة المعلمين على النمو المهني وتطوير كفاياتهم المهنية بهدف تحسين مخرجات العملية التعليمية التعلمية وتشجيعهم على التنمية الذاتية.
  • قيادة مجتمعات التعلم من خلال تشجيع جميع أعضاء المجتمع المدرسي على التعلّم والعمل على نشر ثقافة التعلم داخل المدرسة بعقد ورشات تدريبية وتعليمية متنوعة.
  • تقويم جودة التعليم والعمل على نشر وبناء المعرفة العميقة بالتعليم بين المعلمين.

القائد التكنولوجي  

توظيف التكنولوجيا دور مهم لمديري المدارس حيث يشهد الميدان التربوي تطورات سريعة تتطلب منهم مواكبتها وقيادة التغيير والتوجه نحو توظيف التكنولوجيا لذا على القادة التكنولوجيين العمل على:

  • مواكبة آخر المستجدات التربوية في مجال توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدارس.
  • البحث والعمل على توفير فرص تنمية مهنية للإداريين بهدف تدريبهم على توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأعمال الادارية.
  • توفير فرص تنمية مهنية للمعلمين بهدف رفع كفاياتهم في توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مدموجة مع الأساليب التربوية الحديثة.
  • تشجيع المعلمين على تفعيل التعلم الإلكتروني في العملية التدريسية ومواكبة المستجدات.
  • تشجيع التواصل مع المؤسسات المُجتمعيّة المُختلفة، والانفتاح على العالم لتبادل الخبرات والاطّلاع على آخر المستجدات العلمية، والتربوية والإدارية وذلك من خلال الاستعانة بشبكة الإنترنت وما تُوفّره من تطبيقات وبرمجيات مثل برامج المحادثة والمكتبات الإلكترونية وغيرها.

القائد المجتمعي

يُعدّ قادة المدارس حلقة الوصل بين المدرسة والمجتمع المحلي وأولياء الأمور لذا على قادة المدارس العمل على:  

  • بناء علاقات إيجابية تبادلية مع أولياء أمور الطلبة والمؤسسات المجتمعية.
  • الحرص على الوصول إلى مدرسة مجتمعية لا يقتصر دورها على تعلم وتعليم الطلبة بل يتعدّى ذلك إلى خدمة أولياء أمور الطلبة والمجتمع المحلي لتحديد ومعرفة احتياجاتهم.
  • إشراك أولياء أمور الطلبة في تربية وتعليم أبنائهم لإعداد جيل قادر على تلبية حاجات المجتمع.

الآن، تأملوا هذه الأدوار جيدًا، هل تشعرون أن هناك دورًا يحتاج منكم إلى بذل جهد أكبر؟ هل هناك دورًا لم تضطلعوا به بعد؟ ما رأيكم أن تُقيّموا أنفسكم بكل دور من هذه الأدوار وما أنجزتموه حتى الآن؟

لتواصلوا مسيرتكم كقادة فاعلين في مدارسكم تحتاجون إلى لعب أدوار مختلفة متكاملة. لنطلع عليها معًا.

أولًا: المدير المعلم

هذا الدور ضروري لتقديم المساعدة للمعلمين الذين يُواجهون تحديات حقيقية داخل الغرف الصفية من خلال الخبرة الذاتية للمدراء. لكن موقعهم كمدراء يفرض عليهم أكثر من ذلك حيث يُتوقع منهم أن يقوموا بتوجيه المعلمين من أصحاب التحديات التدريسية أو المعلمين حديثي التعيين ليكونوا متعلمين ذاتيّن وباحثين عن المعرفة ليدعموا مسيرة التغيير في المدارس وكذلك العمل على دعم وتوجيه معلمي المرحلة الأساسية لما لهذه المرحلة من خصوصية.

ثانيًا: المدير المدرّب 

هذا الدور ضروري لتقديم الفرص للمعلم من أجل بناء معرفته والتأكّد أن المهارات والمعارف التي يتم تقديمها للمعلّم يتم تطبيقها بشكل عملي. كذلك تزويد المعلمين بمهارات خاصة تُساعدهم على تنمية كفاياتهم، مما يُسهم في تحسين أدائهم ويُسهم في بناء رؤية مشتركة، وفريق عمل متناغم، وعملية تعلم مستمرة، وتقييم مستمر للأداء من خلال تهيئة الفرص لتشارُك الخبرات بين المعلمين أو من خلال تدريب وتوجيه المعلمين لاكتشاف الحلول المناسبة.  

ثالثًا: المدير المحفّز

هذا الدور ضروري لمشاركة الإنجازات التي تحدث خلال فترة التغيير مع المعلمين ولمنحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وأخذ توصياتهم بشكل دوري والاحتفال معهم فالمدير هو نموذج يُقتدى به في العمل والإنجاز والتحفيز.

رابعًا: مدير الموارد

هذا الدور ضروري لإدارة موارد المدرسة المادية بحيث يضمن المدراء استخدام واستثمار هذه الموارد بأقصى طاقتها وبفاعلية تامة لخدمة رؤية المدرسة ومتطلباتها اليومية.

خامسًا: المدير الفيلسوف

هذا الدور ضروري لإيجاد تعريف جديد للقيم الذاتية والمعتقدات المناسبة والمتوقع من المديرين إكسابها للطلبة خلال فترة تعلمهم وكذلك للمساعدة في تشكيل رؤية مدرسية شاملة تمهيدًا لإشراك الجميع في عملية التغيير الأساسي.

سادسًا: المدير الدبلوماسي

هذا الدور ضروري للتواصل الفعال والقدرة على الاقناع والتأثير في الآخرين، حيث يُعدّ امتلاك مدراء المدارس للمهارات الدبلوماسية أمر في غاية الأهمية لأن ذلك يسهل مهامهم ويُساعدهم على حل المشكلات التي تواجه عملهم ويُساعدهم على التغيير الذي يطمحون إليه في مدرستهم.

سابعًا: المدير الأخصّائي النفسي

هذا الدور ضروري في تَعرّف وتفهم متطلبات كل من المعلمين والطلبة وحاجاتهم الانفعالية وسماع أفكارهم والتعامل مع المواقف العاطفية الي تحدث باستمرار في المدارس بطريقة مناسبة وسبل الاستفادة من هذه المهارات النفسية في بناء ثقافة مدرسية فعالة.

ثامنًا: المدير الضابط للتعليمات

هذا الدور ضروري لمعرفة التعليمات المدرسية والعمل على ضبطها والتأكد من تطبيقها على أرض الواقع، فيعمل مديرو المدارس على إيجاد بيئة مدرسية آمنة تُساعد على زيادة الإنتاجية ويعملون على تقديم تغذية راجعة بناءة تُساعد المعلمين على اتخاذ قرارات تُساهم في إحداث التغيير المطلوب في المدارس ومن المهارات التي يُمكن لمديري المدارس تطبيقها في هذا الدور مهارات حل النزاعات والوساطة.

وقد أظهرت نتائج دراسة قام بها العتوم (2002) هدفت إلى تقييم أداء مديري المدارس الثانوية المهنية لمهماتهم من نظر المشرفين التربويين والمديرين أنفسهم في مديريات منطقة شمال الأردن أهمية قيام مديري المدارس بمهامهم الإدارية والقيادية، كما تشير الدراسات والبحوث أن هناك دور فاعل لمديري المدارس في تحسين تعلم الطلبة وأن المدارس ذات التحصيل العالي يتميز مدراءها بالآتي:

  • قادة تربويون ومؤثرون.
  • قادة يمتلكون رؤية واضحة وطموحات كبيرة للمدارس التي يعملون بها.
  • قادة يعرفون كيفية تنفيذ هذه الرؤية في مجتمع مدرستهم.
  • قادة يقدمون الدعم والتشجيع للطلبة والمعلمين.
  • قادة يدركون أهمية توظيف التكنولوجيا في مدارسهم لقيادة التغيير.
  • قادة يسعون إلى تحقيق رضا جميع أطراف العملية التعليمية التعلمية.

في النهاية، تستطيعون القيام بهذه الأدوار مهما بلغت من الصعوبة والتعقيد، ويمكنكم القيام بهذه الأدوار حسب ما يقتضيه الموقف وهذا يُشبه ارتداء قبعات إدوارد دي بونو إذ ترتدون قبعة مُعيّنة إذا احتجتم إلى إدارة أزمة ما ثم تخلعونها، وترتدون قبعة أخرى تُناسب موقف مُختلف تتعرضون له وهكذا.  فأنتم قادة فاعلين ومؤثرين وأصحاب قدرة على التغيير والتطوير من خلال القيام بهذه الأدوار.  

المراجع

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع