إشراك أهالي الطلبة في المدرسة Involve Parents in School

عنوان هذا المقال بيتكم الثاني يُعبر عن عبارات كثيرة التردد على مسامع الطلبة بأن المدرسة هي البيت الثاني لهم فهم يتعلمون ويتطورون ويكبرون ويفرحون فيها كما في بيوتهم؛ ولكن هل تُعدّ المدرسة بيتًا ثانيًا للطلبة فقط؟

في الاتجاهات التربوية الحديثة تُعدّ المدرسة هي البيت الثاني للطلبة وأهاليهم؛ لسبب بسيط جدًا أن كلًا من المدرسة والأهالي لديهم المسؤولية ذاتها لتعليم ذويهم وطلبتهم والمساهمة في دعم عملية تعلمهم. لذا سيسلط هذا المقال الضوء على ضرورة إشراك أهالي الطلبة في المدرسة نظرًا لأثره الإيجابي في إنجازات الطلبة وتحسين أدائهم في المدرسة وخارجها.

دور الهيئة الإدارية والتدريسية في تعزيز مشاركة أهالي الطلاب في المدرسة

أعزاءنا القراء أشرنا في مقال من قطرة إلى محيط (2) إلى أنه على المدارس أن تبذل أقصى جهودها لتصبح مدارس مُرحبة وصديقة للأهالي لأن ذلك يصُب في مصلحة طلبتكم وهذا تأكيد على أن للمدرسة دور كبير في التعاون وتعزيز الشراكة مع الأهالي فهي الجهة المُرحبة وهي الجهة المُبادرة لتعزيز هذا النوع من الشراكة ويمكن لمدارسكم أن ترحب بالأهالي وتعزز الشراكة معهم من خلال الآتي:

أولًا: تهيئة مناخ مناسب وبيئة آمنة لاستقبال أهالي الطلبة

ينبغي أن تحرص المدرسة مُمثلة بهيئتها الإدارية والتدريسية على توفير عدة أمور منها: تهيئة مناخ يشجع على مشاركة أهالي الطلبة في المدرسة ويشعرهم أن مشاركتهم مُرحب بها وذات قيمة وأنهم شركاء في نجاح أبنائهم، ويمكن تهيئة هذا المناخ من خلال أفكار عدة، منها:

  • اتباع سياسة الباب المفتوح وعدم الاهمال حيث يتم الترحيب بأهالي الطلبة من لحظة دخولهم إلى المدرسة واستقبالهم والسماح لهم بالتجول في المدرسة، ليشعر الأهالي أن وجودهم مُرحب به في أي وقت ولا يسبب أي قلق أو توتر في المدرسة.
  • تلبية احتياجات أهالي الطلبة عند زيارتهم للمدرسة وتوفير الدعم لهم من خلال الإصغاء لمطالبهم وملاحظاتهم والتعاون معهم.
  • توفير مقاعد مناسبة داخل الغرف الصفية كي يستطيع ولي أمر الطالب أو الطالبة الجلوس عليها في حال رغبتهم تجربة حضور إحدى الحصص الصفية في المدرسة.

ثانيًا: التواصل باتجاهين بين المدرسة وأهالي الطلبة

ينبغي أن تكون قنوات التواصل مفتوحة وباتجاهين بين المدرسة وأهالي الطلبة حيث تضمن المدرسة أن رسالتها سواء أكانت مكتوبة أم شفوية تصل إلى أهالي الطلبة بشكل يناسب مستواهم الفكري والتعليمي بالإضافة إلى ضمان تدعيم فهم المدرسة لرسائل أهالي الطلبة من ملاحظات أو أفكار أو توقعات.

للتأكد من فاعلية قنوات التواصل بين المدرسة وأهالي الطلبة ينبغي الإجابة عن الأسئلة الآتية:

  • ما الأمور التي ينبغي مراعاتها لتشجيع جميع أهالي الطلبة على التواصل مع المدرسة؟
  • ما طرق التواصل التي يتم اتباعها بين المدرسة وأهالي الطلبة (اتصالات هاتفية، بريد إلكتروني، وسائل التواصل الاجتماعي) وما مدى فاعليتها؟
  • هل يتم كتابة الملاحظات بلغة مفهومة لجميع أهالي الطلبة؟
  • هل يتم التشاور مع أهالي الطلبة فيما يتعلق بطرق التواصل المفضلة لديهم؟

ثالثًا: تطوير العلاقات الإيجابية بين المدرسة وأهالي الطلبة

إن بناء علاقات تعاونية تشاركية إيجابية بين المدرسة وأهالي الطلبة من الأمور المهمة التي يشعر من خلالها الأهالي والمعلمون أنهم شركاء في العملية الخاصة بتعلم الطلاب، وأن المدرسة موضع ثقة أهالي الطلبة.

من أجل بناء علاقة وطيدة بين المدرسة وأهالي الطلبة ينبغي الاهتمام بالآتي:

  • بناء علاقة تقوم على الثقة والاحترام كخطوة أولى لتطوير علاقة أهالي الطلبة بالمعلمين من خلال إشراك الأهالي ودعوتهم بشكل مستمر إلى المدرسة والاستماع إلى آراء الأهالي وتقديرها.
  • تحديد الحواجز التي تَحول دون مشاركة أهالي الطلاب والطالبات في المدرسة والعمل على تجاوزها.
  • بناء علاقة تشاركية بين أهالي الطلبة والمعلمين تؤكد على أهمية تحسين تحصيل أبنائهم والرفع من مستويات تعلمهم، وذلك من خلال دعوة أهالي الطلبة إلى حضور بعض الحصص الصفية ومساعدة أبنائهم في بعض الواجبات المنزلية والمشاريع المدرسية بالإضافة إلى إرسال تقارير دورية عن أداء أبنائهم في المدرسة مما يعزز دورهم في العملية التعليمية التعلمية.

رابعًا: تدريب المعلمين وأهالي الطلبة على المشاركة الفاعلة فيما بينهم ضمن المجال التربوي

إن معظم المعلمين غير مؤهلين بدرجة كافية للتعامل والعمل مع أهالي الطلبة، لهذا ينبغي العمل على تطوير مهاراتهم في العمل المشترك مع أهالي الطلبة من خلال فرص التنمية المهنية التي توفرها المدرسة، كما أن المدرسة مسؤولة عن تدريب أهالي الطلبة على المشاركة الفاعلة في المدرسة، وعلى كيفية التعامل مع المعلمين والطلبة، وعلى كيفية التواصل مع أبنائهم وكيفية مساعدتهم في الواجبات المنزلية، ولهذا ينبغي الاهتمام بالآتي:

  • تزويد المعلمين بمعلومات عن كيفية التعامل مع أهالي الطلاب بطرق متنوعة وباستمرار.
  • تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع أهالي الطلبة ضمن خطة التنمية المهنية للمعلمين.
  • تدريب أهالي الطلبة وإعطائهم معلومات ترشدهم إلى كيفية التعامل مع أبنائهم وكيفية مساعدتهم على متابعة دروسهم وواجباتهم ضمن نشاطات تطوعية تقوم بها المدارس بشكل منظم.

مجالات إشراك أهالي الطلبة في المدرسة

طوّر عدد من الباحثين العديد من النماذج لأشكال العلاقات التي ينبغي العمل على بنائها بين المدرسة وأهالي الطلبة، ومن أهم هذه المجالات العلاقات التي تربط بين أهالي الطلبة والمدرسة على النحو الآتي:

أولًا: الأبوة

مساعدة أهالي الطلبة على اكتساب المهارات الأساسية التي تمكنهم من رعاية أبنائهم وتلبية حاجاتهم الأساسية، وتوفير الظروف الإيجابية للتعلم، بالإضافة إلى تزويد أهالي الطلبة بأساليب تربوية تفيد في توفير بيئة منزلية مستقرة وداعمة ومحفزة للطلبة على التعلم والإبداع، ويوجد العديد من الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها أهالي الطلبة في هذا المجال منها:

  • الممارسات المشتركة: تتضمن أنشطة تشجع أهالي الطلبة على مشاركة أبنائهم في أنشطة مختلفة تؤثر على عملية تعلمهم مثل: قراءة القصص أو القيام بأنشطة مشتركة مثل التلوين أو رسم اللوحات أو مشاركتهم في أنشطة بداية العام الدراسي وغيرها من الأنشطة الأخرى.
  • البيئة المنزلية الداعمة للمجال النفسي والتعليمي الخاص بالطلبة: تتضمن توفير المناخ المناسب والبيئة المنزلية المناسبة من قبل العائلة لدعم تعلم الطلبة وتحسين اتجاهاتهم وسلوكياتهم بشكل عام، مثل تحديد وقت مشاهدة التلفاز، وتنظيم وقت الواجبات المنزلية والتعلم، وتوفير العوامل اللازمة للرعاية الغذائية المناسبة.

ثانيًا: التواصل

تطوير قنوات تواصل فاعلة بين المدرسة والآباء والأمهات وبالعكس، لمناقشة البرامج والأنشطة المدرسية وتحصيل الطلبة ولدعم عملية التعليم والتعلم، ومن الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها أهالي الطلبة في هذا المجال:

  • التواصل والتفاعل بين الأسرة والمدرسة: تتضمن العلاقة المباشرة بين الاهل والمعلمين والاتصالات بين بينهم للتعرف على نشاطات المدرسة وسياستها.
  • المشاركة في الأنشطة المدرسية: مثل الاشتراك في مجلس الآباء والمعلمين والمشاركة في الاجتماعات.

ثالثًا: التعلم في المنزل

 مشاركة أهالي الطلبة لأبنائهم في حل الواجبات المنزلية من خلال إعداد واجبات منزلية تفاعلية حيث تقدم المدرسة واجبات تسهم في تَفاعل أهالي الطلبة مع أبنائهم، وينبغي على مدير المدرسة أن يعمل على استخدام أفضل الاستراتيجيات التي تشجع أهالي الطلبة على مساعدة أبنائهم في مجال الدراسة كمساعدتهم في الواجبات المنزلية المطلوبة من قبل المدرسة، مثل التوقيع على الواجب أو التوقيع على دفتر أعمال الطلبة اليومية أو الأسبوعية بالإضافة إلى تصميم واجبات ومشاريع تتطلب من الأهالي مشاركة أبنائهم. 

معيقات مشاركة الأهالي في المدرسة

بالرغم من أهمية مشاركة أهالي الطلبة في المدرسة إلا أن هنالك معيقات وتحديات تحول دون تحقيق مثل هذا النوع من الشراكات ومنها:

  • اقتناع بعض أهالي الطلبة أن المدرسة وحدها مسؤولة عن تعليم أبنائهم وهذه مهمة موكلة إليها فقط.
  • شعور أهالي الطلبة بأنه غير مُرحب بهم في المدرسة.
  • ظروف بعض أهالي الطلبة، كضيق وقتهم مما يَحُدّ من مشاركتهم في المدرسة، حيث أن عمل الوالدين في كثير من الأحيان يَحُول دون ذهابهم إلى المدرسة.
  • مستوى تعليم الأهل يَحُول دون مشاركتهم في الأنشطة المدرسية. 
  • عدم وعي أهالي الطلبة بأهمية مشاركتهم في النشاطات الخاصة بالمدرسة وفوائدها.
  • تجنب بعض المعلمين الاتصال مع أهالي الطلبة والتعامل معهم.
  • قناعة المعلمين بعدم جدوى التواصل مع أهالي الطلبة، وذلك بسبب عدم اكتراث معظم الأهالي لشؤون تعلم أبنائهم.
  • اعتقاد بعض المعلمين أن أهالي الطلبة يشجعون أبناءهم على الاستهانة بالمعلمين وعدم الالتزام بالقوانين، الأنظمة، القرارات بالإضافة إلى عدم متابعة أهالي الطلبة للإجراءات التأديبية التي يقوم بها المعلمين في المدرسة.
  • الاعتقاد أن إشراك أهالي الطلبة في المدرسة يزيد من أعباء المعلمين ويسبب المشكلات.

ولكن بالرغم من النقاط المذكورة سابقًا لا بد من السعي لتخطي هذه المعيقات بشتى السُّبل بهدف جني ثمار نجاح هذا النوع من الشراكات بين كل من أولياء أمور الطلبة والمدرسة.

في نهاية المقال، تأكدوا بأن أحد مفاتيح نجاح طلبتكم هو تفعيل مشاركة الأهل في المدرسة، لذا من المهم إزالة الجدار الوهمي بين المدرسة وأهالي الطلبة فالشراكة بين المدرسة وأهالي الطلبة كفيلة بإيجاد مجتمع تعلم فاعل وناجح ومنضبط وغني بتجارب التعلم الواقعية.

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع