استراتيجية التعلم باللعب Learning Through Play

يقول جورج بيرنارد شو (George Bernard Shaw): “نحن لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا، بل كبرنا لأننا توقفنا عن اللعب.”

دعونا نتأمل كلمة اللعب وما تضم في دائرتها من كلمات كثيرة كالضحك والتسلية والاكتشاف والتعلم.

أعزاءنا القراء هل للعب نصيب في حياتكم اليومية؟ أم توقفتم عن اللعب بمجرد تقدّمكم بالعمر؟ قد تختلف إجاباتكم بين نعم ولا. لكن لنتفق أن المقولة التي بدأنا فيها تُمثل بوصلة ترشدكم إلى أهمية أن يكون للعب نصيب في حياتكم اليومية وفي غرفكم الصفية، لذلك سنوجه أنظاركم في هذا المقال إلى استراتيجية التعلم باللعب لما لها من دور كبير في دعم العملية التعليمية التعلمية.

مفهوم التعلم باللعب

  • استثمار أنشطة اللعب لإكساب الطلبة المعارف وتقريب المبادئ العلمية لهم وتوسيع الآفاق المعرفية لديهم.
  • توظيف نشاط مُوجّه وهادف يتضمن أفعالًا مُعيّنة يقوم بها المعلمون والطلبة بهدف تنمية سلوك الطلبة وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية، وتحقيق المتعة والتسلية في الوقت نفسه.

أهمية التعلم باللعب

هل تأمّلتم مقدار شغف أبنائكم أو طلبتكم باللعب؟ هل شاهدتم مقدار التفاعل بينكم وبين الألعاب التي يلعبونها؟

هل لاحظتم أن اللعب يُسهم في نشر روح المرح والمنافسة لتقديم الأفضل للفوز باللعبة؟ ألا تتفقون أن اللعب مهم؟

قد تجمعون بالإجابة بنعم عن التساؤلات السابقة، لذلك سنزودكم بمجموعة من النقاط التي توضح أهمية التعلم باللعب كالآتي:

  • إثارة دافعية الطلبة نحو التعلم من خلال قيامهم بأعمال يحبونها ويرغبون بالقيام بها.
  • تنمية روح الفريق والتعاون الإيجابي عن طريق تطبيق الأنشطة الجماعية.
  • مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة والمساهمة في تفريد التعليم.
  • تنشيط القدرات العقلية وتحسين الموهبة الإبداعية لدى الطلبة.
  • تسهيل فهم الطلبة للمحتوى التعليمي.
  • توفير جو من التنافس الإيجابي بين الطلبة.
  • زيادة التفاعل الصفي الإيجابي.
  • زيادة التواصل بين الطلبة.

إجراءات يجب اتباعها عند توظيف التعلم باللعب

للتعلم باللعب خصوصية عند التخطيط والتوظيف، لذلك سنقدم لكم مجموعة من الإجراءات التي تساعدكم على توظيف استراتيجية التعلم باللعب بفاعلية في غرفكم الصفية:

  • إجراء دراسة للألعاب المتوفرة في بيئة الطلبة.
  • ابتكار ألعاب ذات صلة بالنتاجات التعليمية المُراد تحقيقها.
  • التخطيط الجيد لاستثمار الألعاب والنشاطات لخدمة النتاجات التعليمية.
  • تجريب اللعبة التعليمية قبل تنفيذها لتفادي الأخطاء والارتباك أثناء التطبيق.
  • توضيح قواعد اللعبة للطلبة لتوفير جو من التنافس الإيجابي بين الطلبة.
  • ترتيب المجموعات وتحديد الأدوار.
  • تقديم المساعدة ومراقبة سير اللعبة والتدخل في الوقت المناسب.

عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة… بعد أن قرأتم الإجراءات السابقة، هل يمكنكم استنتاج الأدوار التي عليكم القيام بها عند توظيف التعلم باللعب؟

لعل أهم هذه الأدوار التي عليكم القيام بها عند توظيف استراتيجية التعلم باللعب هي:

  • التوجيه
  • التيسير
  • التخطيط والتحضير
  • التدريب

أنواع الألعاب التعليمية

وجهتنا الآتية في هذا المقال هي التركيز على الألعاب التعليمية المستخدمة لدعم تعلم الطلبة، ولكن في البداية سنوضح لكم أنواع الألعاب التعليمية الآتية:

  • ألعاب المجسّمات: الدمى وأشكال الحيوانات والعرائس.
  • ألعاب حركية: الرمي والقفز والتوازن والتأرجح والجري.
  • ألعاب الذكاء: الفوازير وحل المشكلات والكلمات المتقاطعة.
  • ألعاب تمثيلية: التمثيل المسرحي ولعب الأدوار والأناشيد والمقابلة.
  • القصص والألعاب الثقافية: المسابقات الشعرية وسرد القصص.

معايير اختيار الألعاب التعليمية

“لكل مقام مقال” وعليه هل يمكن استخدام أي لعبة داخل الغرفة الصفية لتعليم معرفة أو مهارة؟ أم أن هنالك معايير لاختيار الألعاب قبل توظيفها في الحصة الصفية؟ الإجابة هي نعم، ومن أهم هذه المعايير أن:

  • تكون اللعبة ممتعة ومسلية وذات هدف تعليمي.
  • تتوافق اللعبة مع عدد الطلبة.
  • تتناسب اللعبة مع المستوى المعرفي والعمري والجسدي للطلبة.
  • تكون نتائج اللعبة مُحددة، ويُمكن ملاحظتها وقياسها.
  • تكون قابلة للتنفيذ، بحيث تخلو من التعقيد والخطورة.

أمثلة على توظيف الألعاب التعليمية

قبل ختام هذا المقال، لا بد أن نثري جعبتكم ببعض الأمثلة على ألعاب تعليمية يمكن استخدامها في حصصكم الدراسية وداخل غرفكم الصفية بكل يسر وسهولة ومنها:

أولًا: لعبة المرآة

المرحلة المناسبة للعبة: من الصف الخامس إلى الصف الثاني عشر.

الزمن اللازم لتنفيذ اللعبة: 10 دقائق.

مكان تنفيذ اللعبة: الغرفة الصفية أو الساحة المدرسية.

الأدوات اللازمة لتنفيذ اللعبة: لا يوجد.

وصف اللعبة: تهدف هذه اللعبة إلى مساعدة الطلبة على تقييم عواطف الآخرين من خلال حركات الوجه.

نوع التفاعل الصفي في اللعبة: مجموعات زوجية.

إجراءات تنفيذ اللعبة:

  • وجهوا طلبتكم إلى الوقوف في صفين متقابلين.
  • حددوا الصف الأول كممثلين والصف الثاني كمرايا.
  • حددوا عاطفة إيجابية للطلبة مثل (القوة أو الشجاعة أو الجرأة أو السعادة أو السكينة).
  • وجهوا صف الطلبة من الممثلين بتمثيل العاطفة المحددة ويكون على صف المرايا تقليد تمثيل من يمثل العاطفة على الفور في المجموعة المقابلة.
  • وجهوا الطلبة إلى تبادل الأدوار في الصفين المتقابلين بعد فترة زمنية محددة.
  • تناقشوا مع الطلبة عن كيفية تقييم عواطف الآخرين وعن قدرتهم على الحكم على عواطف الآخرين من خلال حركات الوجه.

ثانيًا: لعبة من أنت؟

المرحلة المناسبة للعبة: من الصف الرابع إلى الصف الثاني عشر.

الزمن اللازم لتنفيذ اللعبة: 20 دقيقة.

مكان تنفيذ اللعبة: الغرفة الصفية.

الأدوات اللازمة لتنفيذ اللعبة: بطاقات ملونة حسب عدد الطلبة وعدد المجموعات.

وصف اللعبة: تهدف هذه اللعبة إلى تنمية مهارات الطلبة في التعبير والتحليل حيث يجلس الطلبة ضمن مجموعات تثمل كل مجموعة أحد كواكب المجموعة الشمسية، وتتبنى كل مجموعة موضوع معين وتدرس وتناقش هذا الموضوع ثم يتم توزيع أفراد كل مجموعة على المجموعات (الكواكب) الأخرى حيث يعتبر كل طالب وطالبة مندوب أو مندوبة يمثلون مجموعاتهم ويشرحون موضوعهم لأفراد المجموعات (الكواكب) الأخرى.

نوع التفاعل الصفي في اللعبة: ضمن مجموعات.

إجراءات تنفيذ اللعبة: 

  • حددوا مجموعة من المواضيع بالاعتماد على المبحث أو المادة الدراسية التي تدرسونها.
  • وزعوا طلبتكم في مجموعات وسمّوا كل مجموعة باسم أحد كواكب المجموعة الشمسية مع الانتباه إلى أن يكون عدد المجموعات مماثلًا لعدد المواضيع التي تم تحديدها من قبل المعلم أو المعلمة والحرص أن يكون عدد الطلبة في المجموعة الواحدة خمسة.
  • قدموا لون معين من البطاقات لأعضاء كل مجموعة مثلًا مجموعة الأرض تأخذ البطاقات الخضراء، ومجموعة المريخ تأخذ البطاقات الحمراء وهكذا لباقي المجموعات.
  • اطلبوا من كل مجموعة دراسة الموضوع الخاص بها وتعلمه.
  • وزعوا طلبتكم في مجموعات جديدة حيث تحتوي كل مجموعة على فرد من أفراد المجموعات السابقة.
  • اطلبوا من كل طالب وطالبة أن يصبحوا مندوبين لمجموعاتهم ويذهبون للبحث عن مكان لهم في المجموعات الأخرى حيث يتواجد مندوب أو مندوبة عن كل مجموعة في المجموعات جميعها.
  • اطلبوا من كل طالب وطالبة في المجموعات الجديدة ان يشرحوا الموضوع الذي تعلموه في مجموعاتهم السابقة للأفراد الجدد حيث يتبادل جميع الافراد معارفهم حول المواضيع المختلفة.
  • ناقشوا الطلبة بمواضيع التعلم بشكل جماعي.

ثالثًا: خذ وأعطِ

المرحلة المناسبة للعبة: من الصف الرابع إلى الصف الثاني عشر.

الزمن اللازم لتنفيذ اللعبة: 25 دقيقة.

مكان تنفيذ اللعبة: الغرفة الصفية.

الأدوات اللازمة لتنفيذ اللعبة: أوراق A4 فارغة.

وصف اللعبة: تهدف هذه اللعبة إلى تنمية مهارات الطلبة في التحليل والتركيب والتلخيص من خلال قيام الطلبة بالكتابة حول موضوع دراسي معين ثم تقدم المجموعة هذه الورقة للمجموعة التي تليها لتقوم بدورها بتلخيص هذا الموضوع وعرضه في دقيقة واحدة أمام بقية الطلبة في الغرفة الصفية وهكذا مع بقية المجموعات.

نوع التفاعل الصفي في اللعبة: ضمن مجموعات.

إجراءات تنفيذ اللعبة:

  • وزعوا طلبتكم في مجموعات وأعطوا كل مجموعة رقم، وزودوها بورقة فارغة.
  • اطلبوا من طلبتكم في كل مجموعة الكتابة حول أحد المواضيع التي تمت دراستها ضمن المنهاج.
  • اطلبوا من كل مجموعة تقديم الورقة للمجموعة التي تليها حسب عدد المجموعات في الصف كالآتي:
    • المجموعة (1) تعطي الورقة للمجموعة (2).
    • المجموعة (2) تعطي الورقة للمجموعة (3).
    • المجموعة (3) تعطي الورقة للمجموعة (4).
    • المجموعة (4) تعطي الورقة للمجموعة (1).
  • اطلبوا من طلبتكم تلخيص الموضوع الذي تم تقديمه لها في 3 دقائق.
  • أخبروا طلبتكم أنهم سيعرضون هذا التلخيص أمام بقية المجموعات في دقيقة واحدة.
  • اطلبوا من كل مجموعة اختيار ممثل لها لعرض الملخص ونقاط التعلم للمواضيع المطروحة.
  • ناقشوا ملخصات طلبتكم وسلطوا الضوء على أهم المواضيع.

رابعًا: لعبة حدرة بدرة

المرحلة المناسبة للعبة: من الصف الأول إلى الصف الرابع.

الزمن اللازم لتنفيذ اللعبة: 20 دقيقة.

مكان تنفيذ اللعبة: الغرفة الصفية.

الأدوات اللازمة لتنفيذ اللعبة: بطاقات أسئلة مرتبطة بالمحتوى التعليمي.

وصف اللعبة: تهدف هذه اللعبة إلى تنمية مهرات التعبير والمحادثة والإبداع لدى الطلبة من خلال اللعب والعمل بشكل جماعي على أسئلة مرتبطة بالمحتوى التعليمي الذي يتم تدريسه من قبل المعلمين باستخدام اغنية شعبية محببة لدى الطلبة وهي (حدرة بدرة).

نوع التفاعل الصفي في اللعبة: ضمن مجموعات.

إجراءات تنفيذ اللعبة:

  • أخبروا طلبتكم أن هدف اللعبة هو حل أسئلة مرتبطة بالمحتوى التعليمي.
  • وزعوا طلبتكم في مجموعات تتكون من 5 إلى 7 طالب أو طالبة.
  • وجهوا طلبتكم للجلوس في مجموعات على شكل دائرة.
  • حددوا أحد الطلبة من مجموعة معينة لحمل البطاقات التي تحتوي على الأسئلة مع الدوران حول المجموعة وغناء أغنية حدرة بدرة (حدرة بدرة قلي عمي عد للعشرة 12345678910).
  • وجهوا الطالب أو الطالبة إلى الإشارة بالأصبع نحو أحد الطلبة الذي تنتهي عنده الأغنية، ثم تقديم بطاقات لاختيار واحدة منها بشكل عشوائي.
  • وجهوا الطالب أو الطالبة إلى حل السؤال المكتوب على البطاقة التي اختاروها، وإذا لم يتمكنوا من الإجابة، عليهم تمرير البطاقة ليمينهم.
  • وضحوا لطلبتكم أنه من يجيب عن السؤال بشكل صحيح يأخذ البطاقات ويدور حول الطلبة ويغني، وهكذا حتى يتم توزيع كافة البطاقات.

في نهاية المقال، نود التأكيد أن اللعب يحمل في طياته الاكتشاف والتفكير والتخيل والابتكار والتحدي والمحاولة والاختيار، والعديد من المشاعر التي لن ينساها الطلبة وستبقى تجربة التعلم باللعب محفورة في ذاكرتهم.

أعزاءنا القراء إذا أعجبكم هذا المقال لا تترددوا بمشاركته مع زملائكم وأصدقائكم، وننصحكم بقراءة المزيد من المقالات حول استراتيجيات التدريس من خلال قراءة:

[read more]

المراجع

[/read]

أحدث المواضيع