الإدارة الصفية الفاعلة

Effective Classroom Managment

[lwptoc]

هل تسعون للحفاظ على النظام داخل غرفكم الصفية؟ هل ترغبون في بناء العلاقات الإيجابية بينكم وبين طلبتكم وبين الطلبة أنفسهم؟ هل تبذلون جهودكم في متابعة الطلبة دراسيًا وسلوكيًا؟ إدارتكم للغرفة الصفية بفاعلية هي الوسيلة لذلك، فهي أساس لنجاحكم في تحقيق نتاجات التعلم لدى الطلبة، بل إنها تُسهم في بناء شخصية طلبتكم. تجدون في هذا المقال كل ما يرتبط بالإدارة الصفية، نتمنى لكم قراءة ممتعة ومفيدة.

ما هي الإدارة الصفية

إدارة عملية التعليم والتعلّم من خلال استخدام أساليب تربوية مختلفة تؤدي إلى التعلّم الفعّال والمنظم والإيجابي وخلق مجتمع تعلّمي بين الطلبة، وهي عملية مستمرة تعتمد على المتابعة الدائمة وتهدف إلى توظيف قدرات الطلبة المعرفية والاجتماعية من أجل الاستعداد للحياة الواقعية.

بعد معرفتكم لمفهوم الإدارة الصفية، ما هو تعريفكم أنتم للإدارة الصفية؟

أهمية الإدارة الصفية

• تُنظم التعلم في جو يسوده التفاعل بينكم وبين الطلبة، ويتسم بالنظام والضبط الصفي.
• تساعد على تنمية الاتجاهات والقيم السلوكية المرغوبة لدى الطلبة، كما أنها تعمل على تحقيق النتاجات التربوية والتعليمية، وتشجع على السلوك الإيجابي.
• تُعد الطلبة للحياة، وتُسهم في جعل الطلبة قادرين على التنويع في أنشطتهم الصفية واللاصفية، مع تعديل السلوكيات غير المرغوبة.

الإدارة الصفية مقابل الضبط الصفي

هل الإدارة الصفية تعني أن يتمكن المعلمون من ضبط الغرفة الصفية؟

لا، في الحقيقة الإدارة الصفية أعم وأشمل، إذ أن الضبط الصفي هو أحد عمليات الإدارة الصفية، كما أن الإدارة الصفية تقع ضمن مسؤوليات المعلمين الذين يسعون إلى التركيز على التعليم والتعلم للسلوكيات الجديدة دون الاكتفاء بتعديل الخطأ منها.

لذا فإن الإدارة الصفية لا تقتصر فقط على حفظ النظام والانضباط بل تتعداه إلى توفير بيئة تعليمية ملائمة للتعلم والتعليم، وتوفير الخبرات التعليمية، ووضع خطة تقويمية تقيس مدى تحقيق الطلبة لنتاجات التعلم، كما أنها تتضمن تنظيم البيئة المادية في الصف لتسهيل عملتي التعليم والتعلم.

عناصر الإدارة الصفية

تتمثل الإدارة الصفية بثلاثة عناصر أساسية وهذه العناصر على النحو الآتي:

أولًا: المعلمون والطلبة

العنصر الأكثر أهمية في عناصر الإدارة الصفية يتمثل بالمعلمين والطلبة وما يتطلبه هذا العنصر من بناء علاقة إيجابية بين المعلمين والطلبة، والطلبة ببعضهم البعض. إذ أن أساس هذه العلاقة الاحترام المتبادل والثقة، ولبناء العلاقة الجيدة بينكم وبين طلبتكم عليكم اتباع الخطوات الآتية:

• طرح الأسئلة المفتوحة على الطلبة، وإتاحة المجال أمامهم للتعبير والتحدث بشكل مريح.
• الاستماع الجيد لما يقوله الطلبة، وإعادة صياغة إجابات الطلبة للتأكد من فهم ما يريدون قوله.
• إشراك الطلبة في عملية التعلم، وجعلهم محور التعليم.
• مشاركة الطلبة بعض المعلومات الشخصية التي ترتبط بإجاباتهم لإشاعة جو من الود بينهم.

كما تم توضيح كيفية بناء علاقات جيدة مع الطلبة وتقديم نصائح حول هذه العلاقة عند الحديث عن أهمية العلاقة بين المعلمين والطلبة في التعلم الإلكتروني. وتذكروا أن بناء علاقة جيدة مع طلبتكم من أفضل الطرق التي تقود إلى تعلمهم بشكل أفضل.

ثانيًا: البيئة المادية والنفسية

تشتمل البيئة المادية على الإضاءة، وطريقة جلوس الطلبة وأريحية المقاعد، كما تشتمل على توفير الوسائل التعليمية، في حين أن البيئة النفسية تتمثل بتوفير بيئة محفزة وداعمة للطلبة، تسودها العلاقات الودية ولإيجابية والآمنة بشكل يعزز من تعلم الطلبة.

ثالثًا: إدارة الوقت

تتمثل إدارة الوقت بالتخطيط الجيد لكيفية استثماره استثمارًا يساعد على تحقيق أعلى معدلات الإنتاجية في أقل وقت وجهد ممكنين، كما يتمثل بالاستخدام الأنسب للاستراتيجيات الفاعلة للتدريس وذلك من خلال:

• تحديد النتاجات المطلوبة بدقة.
• تحديد الأولويات والمهام اللازم تنفيذها.
• وضع خطة للعمل يحدد فيها الوقت اللازم لكل مهمة من المهمات في ضوء النتاجات والأولويات.
• متابعة تنفيذ الخطة وتقويم الأداء.

أدوار المعلمين لإدارة صفية فاعلة

قد تتساءلون، هل هناك أدوار محددة يجب القيام بها للوصول إلى إدارة صفية فاعلة؟

نعم، هناك مجموعة من الأدوار عليكم القيام بها للتمكن من إدارة الغرف الصفية بفاعلية، وهذه الأدوار هي:

• زيادة دافعية الطلبة للتعلّم، من خلال تحفيز الطلبة بين الحين والآخر للتعلم باتباع استراتيجيات متنوعة تُسهم في زيادة دافعيتهم للتعلم.
• خلق بيئة تعليمية تفاعلية، يكون ذلك من خلال إعداد المهام والمشاريع التعليمية التي تفعل من دور الطلبة وتشركهم في عملية تعلمهم.
• اختيار استراتيجيات التدريس التي تناسب الموقف التعليمي، والتنويع في الاستراتيجيات المستخدمة.
• اختيار الوسائل التعليمية والأدوات التكنولوجية التي تناسب أهداف المنهاج وتُسهم في تحقيق نتاجات التعلم.
• وضع مدونة السلوك وإشراك الطلبة في وضع هذه القواعد والقوانين للحياة الصفية.
• التواصل مع أولياء الأمور، ويعد من الأدوار المهمة التي يجب القيام بها من قبلكم لعدة أسباب منها الآتي:
  • فهم ظروف الطلبة والحصول على معلومات تتعلق بالبيئة المنزلية لكي تساعدكم على اتخاذ القرار الصحيح.
  • إيجاد تواصل مفتوح وإقامة علاقات ودية وإيجابية مع أولياء الأمور منذ مطلع العام الدراسي.
  • إعلام أولياء الأمور بالتوقعات الأكاديمية والمناسبات وبأداء أبنائهم الطلبة.
  • إعلام أولياء الأمور بالتوقعات والإجراءات الانضباطية.
  • مساعدة أولياء الأمور في التعامل مع أبنائهم من ناحية أكاديمية وسلوكية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مهام إدارية تتم داخل الغرفة الصفية على النحو الآتي:

• التخطيط لما ترغبون في تحقيقه وما يتضمنه من إجراءات تسهم في تحقيق النتاجات التعليمية بالاعتماد على مصادر متعددة.
• العمل على قيادة الطلبة وتوجيههم من خلال استثمار جهودهم ونشاطاتهم، وإشراكهم في اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
• متابعة الطلبة وتقويم تعلمهم وتقويم العملية التعليمية التعلمية بشكل عام.

بعد اطلاعكم على هذه الأدوار، ما الأدوار التي تقومون بها من هذه الأدوار التي ذكرت؟ هل هناك أدوار أخرى تقومون بها؟

أنماط الإدارة الصفية

ما هو النمط الأفضل للإدارة الصفية؟ هل تستطيعون اكتساب النمط الأفضل للإدارة الصفية؟

يمارس المعلمون أنماط مختلفة داخل الغرفة الصفية، حيث يتم إدارة الغرفة الصفية حسب النمط السائد لدى المعلمين في غرفهم الصفية، وتتمثل هذه الأنماط وصفات كل نمط بالآتي:

النمط المتسلط Authoritative Style

• المعلمون المتسلطون يضعون حدودًا وضوابط صارمة على الطلبة.
• المقاعد في الغرفة الصفية مرتبة بصفوف منتظمة لا تتغير، مع تحديد أماكن جلوس الطلبة طوال الفصل أو السنة الدراسية.
• الاستبداد في الرأي وعدم السماح للطلبة بالتعبير عن آرائهم.
• عدم طاعة المعلمين المتسلطين يكون نتيجتها العقاب.
• على الطلبة اتباع التعليمات دون الاستفسار عن السبب.

في ظل سيادة هذا النمط فإن الطلبة يبتعدون عن المبادرة للقيام بأية أنشطة وذلك لشعورهم بعدم القدرة على أدائها، حيث إن المعلمين في هذه الغرفة الصفية يحددون الوقت وطبيعة العمل ويتولون إصدار جميع قرارات الغرفة الصفية وأسلوبهم لا يُحفّز الطلبة ولا يساعدهم على تحديد أهدافهم الشخصية.

النمط الجازم Assertive Style

• يُتيح أصحاب هذا النمط من المعلمين الفرص المتكافئة لجميع الطلبة.
• إشراك الطلبة في المناقشة وتبادل الآراء.
• وضع الأهداف وصياغتها، ووضع الخطط وأساليب اتخاذ القرارات المختلفة.
• الاهتمام بالطلبة واحترامهم وتقدير مشاعرهم وأحاسيسهم.
• تقديم التغذية راجعة للطلبة على المهام والواجبات والمشاريع التعليمية، وإعطائهم ملاحظات إيجابية.
• تشجيع الطلبة على التواصل، والاعتماد على النفس، وتنمية دافعيتهم للإنجاز وغالبًا ما يلعبون دور الموجه والمرشد للطلبة.

النمط اللامبالي (الفوضوي) Indifferent

• الاعتماد كليًا على الطلبة، فهم الذين يقومون بالنشاط ويمارسونه دون توجيه.
• أصحاب هذا النمط لا يـأبهون كثيرًا لما يحصل في غرفتهم الصفية، ولا يـفرضون الكثير من القواعد على الطلبة.
• اعتبار التحضير للدرس وتنظيم الغرفة الصفية أمور غير ضرورية، واعتبار الرحلات الميدانية والمشاريع أساسية.
• أصحاب هذا النمط يحافظون على علاقات صداقة مع الطلبة بدون حدود أو معايير سلوكية ضابطة.
• يكتسب الطلبة صفة اللامبالاة من المعلمين أصحاب هذا النمط، وبالتالي فإن التعلم لا يحدث بشكل كبير.

الآن، ما النمط الأقرب لشخصيتكم كمعلمين؟ ما خطواتكم القادمة للوصول إلى النمط المنشود، وهو النمط الحازم؟

في ظل هذه الصفات التي تميز أصحاب كل نمط من أنماط الإدارة الصفية يستطيع المعلمون التدرب على اكتساب النمط الحازم باعتباره أفضل أنماط الإدارة الصفية، حيث يرى كانتر (Canter) صاحب نظرية الانضباط الحازم أن ممارسة المعلمين للنمط الحازم تُسهم في تطوير استراتيجية إدارة السلوك الإيجابي بدلًا من أن يكون تسلطيًا ومن طرق الوصول للنمط الحازم:

• جعل القواعد الصفية واضحة.
• مدح الطلبة بشكل محدد والتأكد من معرفتهم سبب الثناء عليهم.
• تعزيز السلوك الاستثنائي.
• الوضوح في الإجراءات المترتبة على من يكسر القواعد الصفية.

في النهاية، الإدارة الصفية الفاعلة تتطلب منكم أنتم المعلمون مراعاة جميع عناصر الإدارة الصفية والتواصل الفاعل مع أطراف العملية التعليمية التعلمية وتبني النمط الحازم لقيادة تعلم الطلبة وتحقيق النتاجات التعليمية المنشودة.

المراجع