التحقق من فهم الطلبة

التحقق من فهم الطلبة Checking for Students Understanding

مما لا شك فيه أنه عند قيامكم بتدريس طلبتكم تقومون باستمرار بالتأكد من فهم طلبتكم لما يدرسوه أم لا أي بمعنى آخر تقومون بعملية جمع المعلومات حول تعلمهم، وهذه العملية تسمى التحقق ﻣﻦ فهم الطلبة للمحتوى التعليمي، وتهدف إلى تحسين عملية تعلم طلبتكم، حيث يعد التحقق من دمج جميع الطلبة بشكل فعال في التعليم جزء أساسي من مهامكم اليومية ويؤدي إلى تحقيق نتاجات الدرس.

قد تتساءلون كيف يمكنكم التحقق من فهم طلبتكم بشكل منظم وفعّال خلال الحصة الصفية؟

يمكن التحقق من فهم الطلبة باستخدام مجموعة من الاستراتيجيات المتنوعة التي تتطلب من طلبتكم إظهار الفهم الخاص بهم من خلال توضيح استيعابهم للمحتوى التعليمي؛ وتتضمن هذه الاستراتيجيات استخدام أسئلة واضحة تقيس مدى فهم الطلبة واستخدام معايير عالية الجودة لقياس التعلم من خلال جمع الأدلة بحيث تشير الأدلة إلى تعلم الطلبة بشكل منهجي ثم القيام بتحليل وتفسير الأدلة لتحديد مدى فهمهم ثم استخدام النتائج للتخطيط للتعليم ولتحسين الأداء ثم إصدار حكم حول حدوث التعلم أم لا.

سنعرفكم على هذه الاستراتيجيات بالتفصيل في مقال 5 استراتيجيات لا غنى لكم عنها لكن بدايةً لا بد أن تتعرفوا على عملية جمع وتحديد الأدلة التي تُشير إلى حدوث التعلم وأهمية هذه العملية والطرق التي تستطيعون من خلالها جمع الأدلة لذلك ننصحكم بمتابعة القراءة.

جمع وتحديد الأدلة التي تشير إلى التعلم 

تعتبر عملية جمع وتحديد الأدلة التي تشير إلى التعلم جزءًا أساسيًا من عملية تقويم تعلم طلبتكم. ويعرف التقويم ﻋﻠﻰ أنه عملية مستمرة تهدف إلى تحسين تعلم الطلبة من خلال وضع معايير ومقاييس عالية الجودة للتعلم والقيام بجمع البيانات والأدلة حول تعلم الطلبة بطريقة منهجية وتحليل وتفسير هذه الأدلة لتحديد مستوى الطلبة بالنسبة لمعايير الأداء والحصول على معلومات تفسر مستوى الطلبة ومدى تحسن أدائهم وأخيرًا استخدام هذه الأدلة لتوثيق أعمال الطلبة والأمر ذاته ينطبق على السلوك (تقويم سلوك الطلاب.)

تمر عملية التقويم بعدة مراحل يوضحها لكم الشكل الآتي:

التحقق من فهم الطلبة

الشكل السابق يسمى بحلقة التقويم وسنوضح لكم هذه الحلقة بالتفصيل.

تتكون حلقة التقويم من الخطوات الآتية:

  • تحديد النتاجات والمخرجات 
    • قابلة للقياس: يمكنكم القيام بالتأكد من مدى تحقق هذه النتاجات باستخدام معايير التقييم.
    • محددة: توضح لكم ماذا سيتعلم طلبتكم وما المعرفة أو المهارة أو الاتجاه الذي سيتم تنميته لديهم. 
  • جمع الأدلة 
    • التخطيط لعملية جمع الأدلة والبيانات حول مدى تحقق النتاجات.
    • جمع الأدلة المباشرة وغير المباشرة حول تعلم المتعلم.
  • تفسير الأدلة
    • تحليل البيانات التي تم الحصول عليها في المرحلة السابقة.
    • تحديد مدى تحقق الفهم لدى الطلبة من خلال تحديد النتاجات التي تم تحقيقها والنتاجات التي لم يتم تحقيقها ويعتبر ذلك دليل حدوث التعلم.
  • تعزيز التعلم والتعليم
    • اتخاذ الإجراءات بناءً على عملية تفسير الأدلة.
    • تعديل أساليب واستراتيجيات التدريس المُستخدمة في تعليم الطلبة.
    • تقديم التغذية الراجعة الفعالة للطلبة حول أدائهم و يهدف تقديم التغذية الراجعة إلى تعزيز نقاط القوة وتوجيه الطلبة للعمل على نقاط الضعف.

والآن بعد أن تعرفتم على عملية جمع وتحديد الأدلة هل أصبحتم قادرين على استنتاج أهمية هذه العملية؟ لنرَ معاً!.

أهمية جمع وتحديد الأدلة التي تشير إلى التعلم 

  • تعتبر عملية جمع وتحديد أدلة التعلم جزءًا أساسيًا من عملية تحسين عملية اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ والتعلم.
  • تُعبّر الأدلة عن مدى قيامكم بالتدريس بشكل صحيح وفعال.
  • تُعبّر الأدلة عن مدى تحقق نتاجات عملية التعلم والتعليم لدى طلبتكم.
  • تُمثل الأدلة مصدرًا أساسيًا للمعلومات حول مستويات طلبتكم ويمكن أن تشاركها المدرسة مع أولياء أمور الطلبة أيضًا.
  • تُساهم الأدلة في اتخاذ قرارات بشأن ما ينبغي استخدامه مستقبلًا من استراتيجيات فعالة لدعم التعلم والفهم.

هيا بنا ننتقل إلى الجزء الأكثر أهمية في هذا المقال وهو طرق جمع الأدلة اﻟﺘﻲ ستساعدكم لاحقًا في التأكد من فهم طلبتكم. 

طرق جمع الأدلة 

أصبحنا متفقين أن الهدف من عملية جمع الأدلة هو توفير بيانات واضحة ودقيقة حول تعلم طلبتكم وبالتالي مساعدتكم على التحقق من فهمهم بطريقة شاملة، لكن لا بد من استخدام الطرق المناسبة التي تساعدكم على تحقيق ذلك، وسنوضح لكم ثلاث طرق لجمع الأدلة حول تعلم الطلبة وهي:

الطريقة الأولى: الملاحظة Observation        

ملاحظة أداء الطلبة في مهمات الدرس من خلال قيامكم بالإجابة عن الأسئلة الآتية:

  • هل تفاعل الطلبة مع موضوع الدرس؟
  • هل يمكن للطلبة القيام بإعادة شرح المهمة؟
  • هل يمكن للطلبة القيام بتأدية مهمات الدرس بشكل أفضل؟
  • هل يمكن للطلبة القيام بالمهام بطريقة أخرى؟
  • ما المهارات التي اكتسبها الطلبة؟
  • ما طبيعة العلاقات الشخصية بين الطلبة؟

الطريقة الثانية: النواتج Products

ملاحظة نتائج تقييم الطلبة وأعمالهم من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:

  • هل يقوم الطلبة بتحقيق معايير وأهداف التعلم؟
  • هل يُظهِر الطلبة الفهم للمحتوى التعليمي؟
  • هل تقومون بإعادة تدريس المحتوى؟ 
  • لمن تقومون بإعادة تدريس المحتوى؟
  • لماذا تقومون بإعادة تدريس المحتوى؟
  • هل يقوم الطلبة بتعديل معلوماتهم وتصحيحها وفق التغذية الراجعة المقدمة لهم منكم؟

الطريقة الثالثة: المحادثة Conversation

من خلال التحدث مع الطلبة حول مواضيع التعلم والاستماع لإجاباتهم عن الأسئلة الآتية:

  • هل يستخدم الطلبة مفردات محددة من محتوى الدرس؟
  • هل يطرح الطلبة الأسئلة ذات الصلة؟
  • هل يمكن للطلبة القيام بالتفسير؟
  • هل يعبر الطلبة عن محتوى التعلم بلغة سليمة؟
  • هل يمكن للطلبة القيام بالتعبير عن علاقة التعلم بمعارف سابقة لديهم؟
  • هل يُمكن للطلبة القيام بالتعبير عن وجهة نظرهم حول الموضوع باستخدام معلومات إضافية؟

عزيزي المعلم عزيزتي المعلمة 

إن قيامكم بجمع الأدلة والبيانات باستخدام واحدة أو أكثر من الطرق السابقة بشكل متكامل يساعدكم حتمًا على التحقق من فهم طلبتكم للمحتوى التعليمي بشكل شامل.

لكن، هل تعلمون أن لهذه الأدلة أنواع ومصادر متعددة؟ هل تريدون التعرف عليها؟

 إذن تعالوا نعرفكم عليها.

أنواع الأدلة ومصادرها 

أشارت العديد من الدراسات في المجالات التربوية المختلفة إلى أن هناك مجموعة كبيرة من اﻷدﻟﺔ التي يمكنكم استخدامها للتحقق من فهم طلبتكم ويمكن تصنيف أنواع الأدلة من خلال قابليتها للقياس الكمي إلى أدلة كمية ويشار إليها كدليل يحتوي على بيانات رقمية، وهناك أدلة أخرى يصعب قياسها كميًا مثل المحادثات والملاحظات وتسمى الأدلة النوعية وبإمكانكم طبعًا استخدام أي من النوعين لاتخاذ القرارات حول فهم طلبتكم.

ما هي مصادر الأدلة النوعية والأدلة الكمية؟

أولًا: الأدلة النوعية

  • بيانات الطلبة كالحضور والغياب والبيانات التأديبية.
  • التقييم الذاتي للطلبة (سجل أداء الطلبة.)
  • ملاحظاتكم عن الطلبة كتفاعلهم وطبيعة العلاقات فيما بينهم.
  • المحادثات بينكم وبين الطلبة.

ثانيًا: الأدلة الكمية

  • نتائج تحصيل الطلبة في الاختبارات.
  • نتائج الطلبة على سلالم التقدير.
  • الأدلة حول التحصيل العلمي للطلبة كنتائج التقييم الوطني ونتائج الاختبارات الموحدة.

من الواضح جدًا أنكم تستطيعون الحصول على المعلومات حول فهم طلبتكم باستخدام وسائل القياس وغيرها من الأساليب التي تعطيكم بيانات وأدلة كمية ونوعية تُبنى عليها عملية تقييم طلبتكم، بالإضافة إلى أن استخدام وسائل القياس الكمية يعطيكم أساسًا سليمًا تبنون عليه أحكام التقييم إلا أن هذه البيانات لا قيمة لها في حد ذاتها إذا لم يتم توظيفها بشكل سليم يؤدي إلى التحقق من فهم طلبتكم.

في ختام هذا المقال نود تذكيركم أعزاءنا المعلمين بأن أبرز سمة مميزة لكم هي قدرتكم على معرفة الفرق بين “قمت بتدريس هذا المحتوى” وبين “قد تعلمه طلبتي،” فربما تشرحون لطلبتكم قوانين نيوتن في الفيزياء مثلًا ولكن من المهم معرفة ما إذا استوعب طلبتكم هذه القوانين وأصبحوا قادرين على توظيفها في حياتهم اليومية وتذكروا أيضًا أن بعض  الفجوات التي تظهر بين ما تم تدريسه وما تم تعلمه قد لا يكون سببها خطأ وقعتم أنتم فيه وقد يكون مصدر هذا الخطأ غير ذي صلة بكم، لذلك ننصحكم بالتحقق من فهم طلبتكم وجمع الأدلة وتحديدها بالطرق واساليب التحقق من الفهم المختلفة لمعرفة مصدر هذا الخطأ وتداركه والعمل على تصحيحه قبل فوات الآوان.

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع