المعلمون الميسرون في التعلم الإلكتروني

سمعنا جميعًا كلمات تعبر عن أدوار المعلمين سواء في التعلم وجهًا لوجه أو في التعلم الإلكتروني، ومن هذه الأدوار: المعلم، الدليل، المرشد، المحفز، الميسر، ويمكن أن يكون دورهم مختلفًا تمامًا، وقد يتبادر إلى ذهن البعض أن استخدام التعلم الالكتروني يلغي دور المعلمين في العملية التعليمية التعلمية.

إلا أن استخدام التعلم الإلكتروني لا يعني إلغاء دور المعلمين بل على العكس من ذلك، أصبح دور المعلمين أكثر أهمية وأكثر فاعلية، فالمعلمين في التعلم الإلكتروني أشخاص مبدعين من ذوي الكفاءة العالية يديرون العملية التعليمية باقتدار ويعملون على تحقيق طموحات التقدم والتقنية. لقد أصبحت مهنة التعليم بالنسبة للمعلمين مزيجًا من مهام المعلم والميسر والباحث والموجه.

يوضح لكم هذا المقال 5 أدوار رئيسية للمعلمين في التعلم الإلكتروني، ويزودكم بأهم المهارات التي يجب أن يمتلكها المعلمون حتى يصبحوا ميسرين ناجحين، كما يقدم المقال جملة من النصائح لكي يصبحوا المعلمين ميسرين ناجحين.

5 أدوار رئيسية للمعلمين في التعلم الإلكتروني

 يمكن تلخيصها على النحو الآتي:

  1. دليل الطلبة (Students Guide): من خلال توجيه الطلبة إلى كيفية استخدام أدوات التعلم الإلكتروني والوصول إليها، وكيفية تنظيم أنفسهم من أجل إتمام عملية التعلم بنجاح من بداية الحصة إلى نهايتها.
  2. ميسر للتعلم (Facilitator): الوظيفة الأساسية المشتركة لجميع المعلمين في التعلم الإلكتروني هي الجهد الذي يجب عليهم بذله ليكونوا مبتكرين في منهجياتهم التعليمية دون تقليد ما تم القيام به سابقًا، حيث يجب على المعلمين معرفة كيفية نقل المعرفة والخبرات المختلفة إلى الطلبة بطريقة مختلفة ومميزة من خلال الاستفادة من الأدوات المتوفرة لديهم كالمواد السمعية والبصرية والتطبيقات المختلفة وغيرها من الأدوات التي تساعد على نجاح العملية التعليمية.
  3. محفز للطلبة (Motivator): من خلال تعزيز الجزء العاطفي من التعلم حتى يظل الطلبة مهتمين ولديهم موقف جيد تجاه التعلم من بداية الحصة إلى نهايتها. للقيام بذلك، يجب على المعلمين إعلام الطلبة بأهداف الدرس وتزويدهم بجدول زمني واضح، وتقديم تغذية راجعة فورية وداعمة للطلبة بهدف تعزيزهم وتصحيح مسار تعلمهم، ومن المهم أيضًا احترام سرعة تعلم الطلبة حتى يتمكنوا من تجربة إحدى الفوائد الرئيسية للتعلم الإلكتروني وهي المرونة.
  4. موجه (Moderator): من خلال خلق جو للمناقشة والحوار وتبادل الأفكار بين الطلبة والإشراف على هذه المناقشات الجماعية من خلال إتاحة الفرصة للطلبة بالتعبير عن رأيهم وتشجيع المناقشة فيما بينهم وتقديم التغذية الراجعة عند الحاجة.
  5. مقيّم (Evaluator): من خلال إعلام الطلبة بالمعايير التي سيتم تقديم أدائهم بناءً عليها ثم تقييم أعمالهم وفقًا لهذه المعايير بهدف تحفيزهم والتأكد من إتقانهم للمعرفة.

باختصار، سيكون المعلمون في التعلم الإلكتروني مسؤولين عن خلق بيئة محفزة للطلبة ومراقبة أعمالهم والإجابة عن أسئلتهم وتقييم تعلمهم، قد تبدو كل هذه المهام مربكة، لا سيما إذا كان عدد الطلبة كبير في الحصة الدراسية، ولكن في الوقت الحاضر أصبحت أسهل بفضل المنصات التعليمية الإلكترونية التي وفرت الوقت والجهد لـكل من المعلمين والإداريين.

اقرأ أيضًا: المنصات التعليمية الإلكترونية

لكي يستطيع المعلمون الميسرون أداء أدوارهم بفاعلية لابد لهم من أن يتمتعوا بمهارات التيسير، حيث تعد مهارات التيسير مكونًا أساسيًا من مكونات التعلم الإلكتروني (E-Learning) الفعّال، لأنها تزود الطلبة بالخبرة التي يحتاجونها لحل المشكلة أو الموضوع المطروح وتحقيق حلول إبداعية ومشاركة في الآراء.

يمكن للميسر الماهر تعزيز أداء الطلبة من خلال العمل كدليل لهم للتغلب على تحديات المهام المعقدة، فالميسرون هم خبراء في قيادة المجموعات، حيث يمكن تشبيه الميسرين في العملية التعليمية بأشرعة السفينة، إنهم يوجهون الطلبة على متن السفينة إلى حيث يحتاجون إلى الذهاب، دون أي هدف سوى قيادة الطلبة إلى وجهتهم، يمكن للسفينة الإبحار في البحر بدون أشرعة، ولكن من الأسهل والأكثر فاعلية الحركة بأشرعة، وكذلك المعلمون إذا كانت لديهم مهارات التيسير.

لكن ما المهارات التي يجب أن يمتلكها المعلمون حتى يصبحوا ميسرين ناجحين؟

  • التحضير المسبق: لتوجيه الطلبة إلى نتيجة ناجحة، يجب أن يكون الميسرون واضحين بشأن الهدف النهائي والتوقعات التي يجب تحقيقها على طول الطريق. يقوم الميسرون بتهيئة الظروف للنجاح من خلال تقييم ما إذا كان الوقت المخصص للتعلم واقعيًا لتحقيق الهدف، والتأكد من مناسبة المحتوى للفئة المستهدفة من الطلبة، وتوفير المواد اللازمة لأداء الأنشطة والمهمات.
  • ضبط الوقت: بالإضافة إلى التحضير المسبق، يجب أن يضمن الميسرون الناجحون وجود الوقت الكافي للطلبة لإنجاز ما هو مقرر القيام به.
  • التواصل الواضح: من خلال التأكد أن التعليمات الخاصة بالأنشطة واضحة، وأن جميع الطلبة لديهم فهم مشترك للهدف النهائي.
  • الاستماع الفعال: الاستماع الفعال هو المفتاح لفهم ما يقوله شخص ما ولماذا يقدمون المعلومات، يبدأ بالتواصل البصري ولغة الجسد المستقبلة لإظهار الاهتمام بما يُقال أثناء استيعاب الرسالة. الميسرون الماهرون يأخذون ما يُقال من الطلبة بالإضافة إلى الإشارات غير اللفظية مثل لغة الجسد ونبرة الصوت على محمل الجد وبمجرد مشاركة الرسالة، يعكسون للطلبة ما سمعوه للتأكيد بأن الرسالة قد تم فهمها بدقة.
  • طرح الأسئلة: يجب أن يتمتع الميسرون بمهارة طرح الأسئلة على تقديم الإجابات بحيث يستخدمون طرح الأسئلة لتقسيم المشكلة إلى أجزاء يمكن التحكم فيها واستخلاص المدخلات من الطلبة بحيث يتم تقييم المشكلة من وجهات نظر متعددة. يسمح طرح الأسئلة للطلبة بقيادة عملية التعلم، ويتمثل دور الميسرون بعدم تقديم الإجابات، بل توجيه الطلبة إليها من خلال حثهم على استكشاف الإجابة بأنفسهم.

إليكم 8 نصائح لتصبحوا ميسرين ناجحين في التعلم الإلكتروني:

شجعوا على المشاركة النشطة

  • المحافظة على نبرة صوت هادئة وجذابة وغنية بالمعلومات.
  • تشجيع الطلبة على طرح الأسئلة وتبادل الخبرات والتعاون.
  • تقبل جميع الطلبة وعدم اصدار الأحكام المسبقة وعدم تشجيع السخرية.
  • استخدم الفكاهة عند الحاجة.

لا تحاضروا … استخدموا الأسئلة

  • تحويل الدروس إلى نقاشات تفاعلية.
  • إشراك الطلبة من خلال الأسئلة ذات الصلة التي تشجعهم على استكشاف الموضوع بشكل مدروس.
  • استخدام طرح الأسئلة النشط، والذي يساعد المعلمين أيضًا على معرفة الطلبة بشكل أفضل مما يساعد بدوره في تخصيص مواد التعلم الإلكتروني.

شجعوا التعاون الجماعي

  • يمكن أن يصبح الطلبة ميسرين من خلال الطلب منهم تبادل الخبرات مع الآخرين لإثبات مهاراتهم ومعرفتهم.
  • تقسيم الصف الدراسي إلى مجموعات مصغرة لمعالجة المشكلات المقترحة على الطلبة من خلال سيناريوهات العالم الحقيقي.

قدموا المعلومات للطلبة “بحجم صغير”

  • تقديم المعلومات تدريجيًا إلى الطلبة مما يجعلها أكثر قابلية للفهم.
  • استخدم استطلاعات الرأي والاختبارات والمحتوى المحصور للتأكد من أن الطلبة قد استوعبوا المعلومات بالكامل قبل الانتقال.

اربطوا دروسكم بسيناريوهات أو مواقف واقعية

  • ربط موضوع الدرس بأمثلة أو تجارب من الحياة الواقعية.
  • تزويد الطلبة بفرص لتقييم كيفية تطبيق المعلومات بشكل مباشر على حياتهم أو تجاربهم.

ضعوا أهدافًا وقواعد أساسية وتوقعات واضحة

  • وضع القواعد والأهداف في البداية، حتى يكون الطلبة واضحين بشأن النتيجة المرجوة.
  • وضع توقعات مع الطلبة لإبقاء الجميع على المسار الصحيح ومواءمته مع تجربة التعلم.

اطلبوا التغذية الراجعة وقوموا بإجراء التغييرات وفقًا لذلك

  • طلب التغذية الراجعة البناءة من الطلبة بهدف استخدام هذه الملاحظات لتحسين طرق وأدوات التدريس.

تحدثوا أقل واستمعوا أكثر

[read more]

المراجع

  • https://voltagecontrol.com.
  • https://hospitalityinsights.ehl.edu.  
  • https://www.evolmind.com.
  • https://www.d2l.com.
[/read]

أحدث المواضيع