التعلم المتمازج Blended Learning

إن نجاح التعلم المتمازج لا يتوقف على كثرة طرق واستراتيجيات التدريس المستخدمة، فقد توظفون استراتيجية واحدة فقط وتحققون من خلالها نجاحًا كبيرًا حيث يعتمد التعلم المتمازج على العديد من أساليب وطرق تقديم المحتوى والأنشطة وطرق التفاعل الفعالة المشتقة من التعلم وجهًا لوجه والتعلم الإلكتروني.

ولكن لا بد أنكم تتساءلون عن العوامل الواجب عليكم أخذها بعين الاعتبار لضمان نجاح التعلم المتمازج أليس كذلك؟

هذا المقال يزودكم بمجموعة من النقاط التي تساعدكم على نجاح التعلم المتمازج بالإضافة إلى أنه يطرح أبرز الخرافات التي طالت التعلم المتمازج وتم إثبات عدم صحتها.

هذا المقال ممتع ومفيد ننصحكم بقراءته.

نجاح التعلم المتمازج

لضمان نجاحكم في تقديم تعلم متمازج فعال لطلبتكم إليكم مجموعة من النقاط التي تساعدكم على ذلك:

  • تحليل المحتوى: معرفة ما سيتم تقديمة لطلبتكم خلال اللقاء وجهًا لوجه وما سيقدم لهم إلكترونيًا سواء كان ذلك قبل حضور الحصة أو بعدها.
  • المشاركة في العمل: المشاركة بينكم وبين طلبتكم من جهة، وبين الطلبة جميعًا من جهة أخرى كفريق عمل واحد للوصول إلى النتائج المتوقعة.
  • التعلم الذاتي: متابعة طلبتكم لأنفسهم من خلال ما قُدِّمَ لهم أثناء عملية التواصل وجهًا لوجه أو إلكترونيًا.
  • المعلومات المناسبة: مواجهة طلبتكم وإرشادهم إلى جميع قنوات الدمج كالإنترنت والاستماع التقليدي والقراءة العادية والإلكترونية للوصول إلى المعلومات والمعارف والإجابة عن تساؤلاتهم بغض النظر عن المكان والزمان.
  • إعادة إرسال المعلومات: إعادة إرسال المعلومات إلى طلبتكم من خلال قنوات التعليم المختلفة، كأن تقدموا الدرس مثلًا على (Web) أو على صفحات الإنترنت أو وجهًا لوجه في الصفوف العادية، ومن ثم إعطاء هذه المعلومات لطلبتكم إلكترونيًا.
  • تصميم مهام وبدائل تعليمية تناسب الاختلافات بين طلبتكم وتراعي الفروق الفردية.

توظيف المحتوى بشكل فعال في التعلم المتمازج

في هذا الجزء من المقال سنتحدث عن نوعين من المحتوى وهما:

  • محتوى الصوت والصورة
  • محتوى النص المكتوب

تابعوا القراءة لتعرفوا التفاصيل.

أولًا: محتوى الصوت والصورة

كما تعلمون جميعًا أن مقاطع الفيديو سـواء كـانـت عروض تقديـمية (Power Point) التي ترافقها تعليقات صوتية أو شـروحـات أو فيديوهات تقدمونها لطلبتكم هي وسـيلة فـعالـة لـتقديـم مـحتوى الدروس فـي بـيئة الـتعلم المتمازج لأنها سهـلة لإيصال المعلومات للطلبة من خلال تقديمها شـرائـح تعليمية موجهة ذات طابع إعلامي ينتج عنها فرص لـلتعلم النشـط.

لذلك من المهم جدًا مراعاة بعض الأمور عند استخدام مقاطع الفيديو هذه في التعلم المتمازج. ولهذا السبب نقدم لكم جملة من الإرشـادات الـتي يمكنكم اتباعها بسهولة للتأكد من استخدام الفيديوهات بفعالية في التعلم المتمازج وتحقيق الفائدة المرجوة منها وهي كالآتي:

تجزئة الفيديوهات إلى مقاطع قصيرة

بمعنى ألا يتجاوز طول الـفيديـو 6-7 دقـائـق، حيث إن غالبية الطلبة سيشاهدون مقاطع الفيديو كــامــلة إذا كانت مدتها لا تزيد عــن 6 دقائق ومــن المثير للاهتمام أن مدة تفاعل الطلبة ســتنخفض كــلما زادت مدة الفيديو.

أن تكون الفيديوهات بحضور قوي للمعلمين

مقاطع الـفيديـو الـتي تكونون حاضرين فيها لها تـأثير أكبر على طلبتكم مـن تلك التي تعرض شرائح فقط بـصوت وبـدون صـورة لـذا فـإن حضوركم كمعلمين أمرٌ ضروري ليــصبح مقــطع الفــيديو فعالًا لذلك ننصحكم بإظهار صـورتـكم فـي إحـدى زوايـا إطـار الـفيديـو، أو مـن خـلال إدراج مـقاطـع قـصيرة تـحتل فـيها صـورتـكم إطـار الـفيديـو بـأكـمله أثـناء تـعليقكم الصوتي على العروض التقديمية (Power Point).

أن تكون مقاطع الفيديو ذات جودة عالية

يمكن أن تكون مقاطع الفـيديـو التي يتم تصويرها بشكل فردي واجتهاد شخصي فعالـة بـقدر الفيديوهات الـتي يـتم إعدادها فـي الاسـتوديـوهـات الـتي تسـتخدم تـقنيات مـتقدمـة ويـمكنكم تـحقيق ذلـك من خلال التأكد من أن مـقاطـع الـفيديـو تـحتوي عـلى عـناصـر مـرئـية عـالـية الــجودة ومسجــلة بــصوت واضــح لأن هــذه الأمور من أســاســيات الــفيديــو الفعال بـالإضـافـة إلـى ذلـك التـأكـد مـن أن دقـة الـفيديـو تـسمح للطلبة بـرؤيـة الـنص والــصور بــسهولــة. كما يجب أن يكون الطلبة قادرين على سماع صوت الفيديو بدون تشتيت الضوضاء الخلفية أو التصفير أو المؤثرات الصوتية الصاخبة التي يمكن أن تحول انتباههم عن محتوى الفيديو.

ثانيًا: محتوى النص المكتوب

محتوى النص المكتوب يمثل الجمل والعبارات والنصوص والمستندات التي تقومون بإرسالها لطلبتكم في التعلم المتمازج.

إليكم أيضًا مجموعة من النصائح لكتابة مواد تعليمية إلكترونية بصورة سهــلة الــقراءة والاســتيعاب بالنسبة للطلبة وتستخدم في التعلم المتمازج بصورة فاعلة:

  • استخدام جمل وفقرات قصيرة.
  • استخدام كلمات نثرية واضحة وفعالة وتجُنب صيغة المبني للمجهول.
  • إعداد مـساحـات بـيضاء فـي مسـتنداتـكم لـكي لا يتشـتت الطلبة أثناء القراءة بسـبب عـدم وجـود فـواصـل بـين الـنصوص ويـمكنكم الـقيام بـذلـك مـن خـلال الـتأكـد مـن وجـود مـساحـة على الهوامش الجانبية لمستندكم.
  • التيسير على الطلبة قراءة المستند من خلال الكتابة باستخدام نظام التعداد والنقاط.
  • وضع عناوين فرعية لتقسيم النص.
  • فقرات قصيرة لزيادة المساحات البيضاء.
  • التأكد أن الرسومات محسنة ليتم عرضها و/أو تحميلها بكفاءة أكبر.

وعلى الرغم من أن التعلم المتمازج أثبت فاعليته كطريقة تعليم فعالة للغاية تحقق عوائد ممتازة على الاستثمار وتقدم نتائج تعليمية رائعة وتزيد من فاعلية تجربة التعلم عند استخدامه بشكل صحيح، إلا أنه يُساء فهمه أحيانًا وتدور حوله العديد من المفاهيم الخاطئة والخرافات. ما رأيكم بالتعرف على أبرز الخرافات التي طالت التعلم المتمازج.

أشهر 4 خرافات تدور حول التعلم المتمازج

الخرافة 1: عزلة الطلبة وضعف التواصل

يعتقد البعض أن التعلم المتمازج يقلل فرص التواصل بينهم وبين طلبتهم وبين الطلبة أنفسهم، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ؛ لأن التعلم المتمازج يجمع بين أفضل ممارسات التعلم وجهًا لوجه والتعلم الإلكتروني مما يتيح للطلبة فرصًا أكثر للتواصل داخل الغرف الصفية وعلى الإنترنت، بل وأكثر من ذلك يفيد هذا المزج الطلبة كثيرًا لأن المعلمين غير مقيدين بالتعليم المباشر فقط الذي يحدث بشكل فعلي داخل الغرف الصفية، حيث يمكن أن تكون خيارات التعلم عبر الإنترنت بمثابة وسيلة لزيادة التفاعل ووقت الاتصال المخصص بين الطلبة والمعلمين.

الخرافة 2: عدم تكامل المحتوى المقدم في التعلم المتمازج

يعتقد البعض أن التعلم المتمازج يحدث عند وضع المواد الدراسية بالكامل على نظام إدارة التعلم (LMS)، ثم يعمل الطلبة على هذا المحتوى بشكل غير متزامن بنسبة 100٪، وقد يأتي الطلبة إلى الصف الدراسي جسديًا لكنهم يعملون بشكل فردي على المواد الدراسية المحملة عبر الإنترنت، وهذه الخرافة غير صحيحة أبدًا، ففي التعلم المتمازج يحدث تكامل بين ما يتم تدريسه بشكل إلكتروني وفي الغرف الصفية بشكل مباشر، ولا يحدث التعلم بشكل إلكتروني بمعزل عما يتم تقديمه وجهًا لوجه.

الخرافة 3: التعلم المتمازج للطلبة الموهوبين فقط

يعتقد البعض أن التعلم المتمازج مناسب للطلبة المتفوقين والموهوبين فقط وهذا غير صحيح بتاتًا، في الحقيقة يستفيد جميع الطلبة على اختلاف قدراتهم مما يوفره التعلم المتمازج من ميزات، حيث يتبع التعلم المتمازج نهج تفريد التعليم (Personalized Approach) حيث يصمم المعلمون أنشطة يتم خلالها مراعاة احتياجات كل طالب أو طالبة على حدة.

الخرافة 4: التعلم المتمازج عالي التكلفة

يعتقد البعض أن التعلم المتمازج مكلف جدًا بسبب تكلفة تطوير عناصر التعلم عبر الإنترنت ولأن الأجهزة يجب توفيرها للطلبة. اطمأنوا هذا الاعتقاد خاطئ، في الحقيقة التعلم المتمازج ليس عالي التكلفة حيث يستطيع الطلبة استخدام الأجهزة اللوحية أو الكمبيوتر أو هواتفهم لإكمال المحتوى التعليمي الذي يقدم وجهًا لوجه ولا يشترط في التعلم المتمازج استخدام نوع واحد من الأجهزة الإلكترونية.

والآن، بعد أن تعرفتم على العوامل المؤثرة في نجاح التعلم المتمازج واطلعتم على أبرز الخرافات التي تدور حول التعلم المتمازج أسألوا أنفسكم الأسئلة الآتية:

  • هل تستطيعون توظيف التعلم المتمازج في تعليم طلبتكم؟
  • هل تستطيعون توظيف التعليم المتمازج بالإمكانات المتاحة والمتوفرة في مدارسكم وغرفكم الصفية؟
  • هل تعتقدون أن تعلم طلبتكم سيكون أفضل لو كان متمازجًا؟
  • هل تعتقدون أن الدول المتقدمة فقط هي من تستطيع توظيف التعلم المتمازج؟

إجابتكم ستحدد مدى نجاحكم في تقديم التعلم المتمازج.

أحدث المواضيع