التعلم المتمحور حول الطلبة

التعلم المتمحور حول الطلبة Student-Centered Learning

التعليم في القرن الحادي والعشرين انتقل من كونه تعليمًا متمركزًا حول المعلم إلى تعليم متمركز حول الطالب (المتعلم) وقد تسبب هذا النوع في نقلة نوعية من التعليم والتدريس إلى التعلم والإنتاج؛ فالتعلم المتمحور حول الطلبة (Students-Centered Learning) يركز على الأساليب التربوية المختلفة التي تهدف إلى إشراك الطلبة في عملية تعلمهم وجعل التعلم أكثر مرونة.

لكن، لنقف قليلًا ونفكر ما المقصود بالتعلم المتمحور حول الطلبة وما علاقته بمهارات القرن الحادي والعشرين وما دور المعلمون فيه؟

العديد من الأسئلة يجيب عنها هذا المقال، تابعوا القراءة لتعرفوا المزيد.

ما المقصود بالتعلم المتمحور حول الطلاب؟

نهج وأسلوب تعليمي يركز على الاحتياجات التعليمية للطلبة من خلال إعطاءهم دور أكبر في العملية التعليمية بدلًا من كونهم متلقين للمعلومة، فالتعلم المتمحور حول الطلبة يتيح المجال لهم أن يعملوا وينتجوا داخل الغرفة الصفية وخارجها وذلك من خلال توفير كافة الفرص لهم لتحديد واختيار نتاجاتهم التعليمية والمواضيع التي تجذب اهتمامهم وإعطاءهم المجال للتعلم وفقًا لسرعتهم وقدرتهم الخاصة. 

من هنا نستنتج أنه في التعلم المتمحور حول الطلبة يساهم الطلبة في تحديد الآتي:

  1. ما يتم تعلمه  (What is Learnt)
  2. كيفية التعلم (How it is Learnt)
  3. وقت التعلم (When it is Learnt)

لماذا التعلم المتمحور حول الطلبة؟

للإجابة عن هذا السؤال، تخيلوا معنا السيناريو الآتي:

تخيلوا أنكم محور عملية التعليم ومركزها الأساسي، بمعنى أن كل ما يتم أثناء عملية تعليمكم وتدريسكم لطلبتكم يتم من خلالكم أي أن الدور كله في عملية التعليم يقع على عاتقكم، على ماذا ستركزون؟

ربما تكون إجابتكم أنكم ستركزون على تدريس الطلبة لا بل أن المشكلة الأكبر هي أنكم ستتبعون استراتيجية واحدة من استراتيجيات التدريس في تدريسهم جميعًا لأن معرفة ومتابعة احتياجات طلبتكم والتنويع في الاستراتيجيات بشكل يلائم الجميع حتمًا يأخذ منكم الكثير من الوقت والجهد وهذا الأمر بديهي ومتوقع لأنكم محور عملية التعليم والجهد كله يقع على عاتقكم. ما النتيجة المتوقعة لذلك؟

إذا كان التعلم متمحورًا حولكم ستكون النتيجة حتمًا بأن يصبح طلبتكم تائهين ودورهم الأساسي في عملية التعليم هو الجلوس في أماكنهم والإصغاء لكم وبالتالي سيكونون غير مهتمين وغير قادرين على فهم ما يدور حولهم فدورهم سلبي بالكامل.

لكن، وعلى العكس تمامًا في التعلم المتمحور حول الطلبة، يقضي طلبتكم وقتًا أكثر منشغلين بتعلمهم سواء كان هذا التعلم يحدث داخل الغرفة الصفية أو خارجها.

لنعد الآن إلى السؤال، لماذا التعلم المتمحور حول الطلبة؟

التعلم المتحمور حول الطلبة مفيد لكم ولطلبتكم في آن واحد فهو يزيل عن عاتقكم عبء أن تكونوا المصدر الوحيد للمعلومات والمرسلين الوحيدين لها، ويتيح لطلبتكم فرصة تطبيق ما يتعلموه ومناقشة الأفكار التي تعرض عليهم ويتوصلون لها وبالتالي عملهم يكسبهم مهارات البحث لأن المعلومات لا تأتي إليهم جاهزة بل يبحثون عنها كما يهدف هذا النهج في التعلم إلى تعزيز و تنمية مهارات التفكير العليا لديهم.

كيف يتم التعلم المتمحور حول الطلبة؟

ما رأيكم بوصفة سهلة لتعلم متمحور حول طلبتكم؟ إليكم الطريقة:

  1. حددوا النتاجات العامة للدرس.
  2. خططوا للدرس بما يضمن تحقق هذه النتاجات.
  3. أتيحوا الفرصة لطلبتكم لتحديد نتاجاتهم الخاصة بناءً على اهتماماتهم وقدراتهم الفردية.
  4. قوموا بتهيئة بيئة تعلم تفاعلية تساعد طلبتكم على تحقيق نتاجاتهم الخاصة في ضوء نتاجاتكم العامة للدرس.

من خلال اتباعكم الخطوات الأربع السابقة سيكون لدى الطلبة دافعية أكبر للتعليم ولتحقيق تلك النتاجات، كما يمكنكم التركيز ومتابعة تقدمهم في تحقيقها. 

قد يتساءل البعض، ما المقصود ببيئة التعلم التفاعلية وكيف تستطيعون توفيرها لطلبتكم؟

الأمر بسيط للغاية، كل ما عليكم فعله هو تركيز اهتمامكم على التخطيط للأنشطة والمهام المختلفة وتوفير الأدوات والموارد التي يحتاجها الطلبة، بالإضافة إلى توفير كافة طرق الدعم الموجه والتغذية الراجعة  كلما لزم الأمر.

ما دوركم في التعلم المتمحور حول الطلبة؟

على الرغم من أن الطلبة يكونون مركز الغرفة الصفية، إلا أن ذلك لا يعني أن يُتركوا ليتعلموا ويكتشفوا كل شيء بأنفسهم بدون مساعدة منكم، فالتعلم المتمحور حول الطالب لا يلغي دوركم بل على العكس فأنتم تلعبون دورًا مهمًا في الغرفة الصفية المتمحورة حول طلبتكم، إلا أن دوركم تحول من مصدر المعلومات إلى أكثر من ذلك بكثير بحيث اشتمل دوركم على الآتي:

  1. مخططين للمنهاج.
  2. منظمين للمحتوى.
  3. مقيمين للطلبة.
  4. مصممين للمحتوى.
  5. مزودين للمعلومات.
  6. ميسرين للتعلم.
  7. مرشدين لمصادر المعرفة.

أضيفوا إلى ذلك كله أنتم القدوة لطلبتكم ولا تنسوا أنتم أهم عنصر في عملية التعلم والتعليم.

يمكننا القول أن التعلم التقليدي في المدارس ينظر إلى الحركة الزائدة للطلبة في الفصل الدراسي على أنها سلوكًا مخالفًا لآداب الحصة الصفية، فالطلبة يجب أن يكونوا مستمعين وملتزمين بمقعدهم الخاص ولا يكثرون الحركة ولا يناقشون ولا يسألون أيضًا، الصوت الوحيد في الغرفة الصفية هو صوت المعلمين فقط وإن تحدث أحدًا غيرهم فيكون الحديث ضمن نطاق ضيق جدًا؛ أما عن مناقشة الأفكار والسماح للطلبة بإعادة بناء المعارف وتكوين الاتجاهات الخاصة بهم فهذه إحدى الأمور المحال تطبيقها، فالطلبة عليهم أن يحفظوا وأن يكتبوا ما يُملى عليهم بواسطة المعلم، وليس عليهم بعد ذلك سوى تسميع ما قاموا بحفظه أو عرض ما قاموا بكتابته ونجاحهم أو فشلهم مرهون بالحفظ وليس بتطبيق ما تعلموه. 

لقد أنتج لنا نمط التعلم المتمحور حول المعلمين نسخًا خاملة ومكررة، نسخًا لا تبتكر ولا تبدع ولا تنتج ولا تمتلك أي مهارة من المهارات، نسخًا قادرة على الحفظ وإعادة التسميع، هل تلاحظون الفرق؟ هل يمكنكم تغيير ذلك؟

 أتيحوا لطلبتكم فرصة المشاركة في تعلمهم، دعوهم يعرفون ماذا يتعلمون ولماذا يتعلمونه، شجعوهم على العمل الجماعي، مكنوهم من استخدام وتوظيف مختلف أنواع التفكير من تحليل وتنظيم وتقييم واتخاذ القرار بما يرونه مناسبًا لهم تحت إشرافكم واستخدموا في تعلمهم ما وفرته لكم ولهم التكنولوجيا (الإنترنت) من معلومات ومصادر وأدوات واجعلوا تعلم طلبتكم تعلمًا نشطًا من خلال جعل الدور الأكبر في عملية التعلم لهم، إذا قمتم بتطبيق ذلك كله نحن نضمن لكم الخروج من قوقعة التعلم التقليدي المتمركز حول المعلمين إلى عالم التعلم النشط الحديث الفعال المتمركز حول الطلبة الذي يتم خلاله توظيف مهارات القرن الحادي والعشرين 21St Century Skills.

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع