التقويم في التعلم الإلكتروني Assessment in E-Learning
عند تأملكم لكلمة التقويم في حياتكم المهنية ستجدون أنها كلمة رنانة؛ حيث لا يخلو يوم دراسي من متابعة وتقويم لتعلم الطلبة أو التحضير والإعداد الجيد له ولكن قد يتبادر إلى أذهانكم أيضًا بعض الصفات أو الأمور المرتبطة بعملية التقويم، فمنكم من سيذكر كثرة الأعمال الورقية المرتبطة به، والجهد في الإعداد وفهم النتائج. علاوةً على التوتر الذي يشعر به كل من المعلمين والطلبة عند التقويم.
من جانب آخر أعزاءنا القراء فإن توظيف التكنولوجيا في التعليم ساعد على تيسير عملية التقويم وجعلها أكثر حيادية وموضوعية إذ يتم تقويم أداء الطلبة بصورة أوتوماتيكية من خلال مقارنة إجاباتهم بالإجابة النموذجية التي يدخلها المعلمون على البرنامج وسهولة حساب النتيجة النهائية فور انتهاء الطلبة من الإجابة على الأسئلة جميعها، مما يسهل ويخفف على المعلمين عبء التقويم.
كما أن استخدام أدوات وتطبيقات وبرامج متنوعة في عملية التقويم يساهم في حل مشكلة البعد المكاني والزماني وذلك من خلال التفاعل بين المعلمين والطلبة عبر جهاز الحاسوب وإن كانوا في أماكن مختلفة فيقدم الطلبة ما لديهم وينتظرون التغذية الراجعة من المعلمين دون الحاجة إلى السفر أو الحضور لتقديم واجباتهم أو مهامهم، مما ييسر ويختصر الكثير من الوقت والجهد على المعلمين والطلبة. وسيسلط هذا المقال الضوء على الاختبارات الإلكترونية خصائصها ومراحل إعدادها، والأمور الواجب مراعاتها عند إعدادها.
ما هو الاختبار الإلكتروني؟
وسيلة وأداة لتقويم أداء الطلبة إلكترونيًا حيث يُمكّن المعلمين من إعداد اختبارات بطريقة سهلة لتطبيقها مع الطلبة، وتصحيحها إلكترونيًا بصورة فورية مما يضمن المصداقية والشفافية. والاختبار الإلكتروني يهدف إلى قياس مستوى أداء الطلبة بشكل فردي في مختلف المجالات وخاصة المعرفية منها. ويتكون الاختبار الإلكتروني من مجموعة متنوعة من الأسئلة منها أسئلة الاختيار من متعدد وأسئلة الصواب والخطأ وأسئلة التوصيل وأسئلة المطابقة وأسئلة الترتيب وأسئلة إكمال الفراغ وغيرها. ويتم تصميم هذه الأسئلة باستخدام برامج خاصة.
خصائص الاختبارات الإلكترونية
يفضل المعلمون الاختبارات الإلكترونية على الاختبارات الكتابية (الورقية) لما للاختبارات الإلكترونية من خصائص تميزها عن سائر أنواع الاختبارات، ومن هذه الخصائص:
- سهولة إعدادها وتنفيذها باستخدام برامج خاصة توفر للمعلمين قوالب اختبارات مقترحة تسمح لهم بتعديلها لتناسب الهدف المرغوب تحقيقه من الاختبار وفي حال لم يجد المعلمون القالب الذي يناسبهم يُمكنهم بناء اختباراتهم من البداية وإعدادها بالشكل والطريقة التي يريدونها.
- إمكانية إرفاق ملف صوتي لكل سؤال ليستمع الطلبة إلى السؤال، مما يقلل من حاجة الطلبة لطلب مساعدة المعلمين على قراءة أسئلة الاختبار بالإضافة إلى إمكانية إرفاق مقطع فيديو توضيحي لكل سؤال.
- إمكانية دخول الطلبة إلى الاختبار في أي وقت ومن أي مكان حيث يمكن إرسال الاختبار الإلكتروني عبر البريد الإلكتروني أو تضمينه في مواقع إلكترونية، على عكس الاختبارات الكتابية التي تلزم الطلبة الحضور إلى مكان محدد (الغرفة الصفية أو لجنة اختبار) وفي وقت محدد، فكل ما يحتاجه الطلبة لتقديم اختبار إلكتروني هو جهاز حاسوب سواءً كان محمول أو لوحي أو غيره والاتصال بالإنترنت إلى جانب دراستهم لمادة الاختبار.
- إمكانية تحليل نتائج الاختبار مباشرةً بعد الانتهاء من أداء الطلبة للاختبار حيث أن البرامج المستخدمة في بناء الاختبارات الإلكترونية قادرة على تحديد ما إذا كانت إجابات الطلبة صحيحة أم خاطئة بشكل أوتوماتيكي إما بعد الإجابة على كل سؤال أو بعد انتهاء الطلبة من الإجابة عن كافة أسئلة الاختبار.
عناصر بناء الاختبار الإلكتروني
يتضمن الاختبار الإلكتروني الجيد عددًا من الأسئلة المتنوعة لتلبية أنماط الاستجابة المطلوبة من الطلبة خلال الزمن المحدد للاختبار، على أن يشتمل الاختبار الإلكتروني على تعليمات واضحة باستخدام مختلف أدوات التفاعل المتاحة، وأن يقدم تغذية راجعة واضحة ومفصلة خاصة بكل طالب وطالبة بعد تقويم إجاباتهم وتحليل نتائج اختبارهم ويجب على المعلمين أخذ العناصر الآتية بعين الاعتبار عند بناء الاختبارات الإلكترونية:
- تعليمات الاختبار
- الأسئلة ونوعها وعددها
- أنماط الاستجابة المطلوبة من الطلبة
- أدوات التفاعل المتاحة
- الزمن المُخصص للاختبار
- التغذية الراجعة المقدمة للطلبة
- البرامج المستخدمة في تصميم الاختبار الإلكتروني
مراحل تصميم الاختبار الإلكتروني
أولًا: مرحلة التحليل
في هذه المرحلة، يرسم المعلمون الخطوط الرئيسة للاختبار الإلكتروني حيث يتم تحديد الهدف العام والأغراض الرئيسة من هذا الاختبار، ووصف الخصائص العامة للطلبة المتقدمين لهذا الاختبار كالفئة العمرية أو المرحلة الصفية أو الخلفية الأكاديمية وغيرها من المُحددات. وبعد الانتهاء من تحديد الخصائص العامة، يحدد المعلمون المادة التعليمية المراد اختبار الطلبة بها وذلك بتحليل نتاجاتها التعليمية وأفكارها الرئيسة التي يجب على الطلبة تحقيقها خلال العملية التعليمية.
ثانيًا: مرحلة التصميم
في هذه المرحلة، يقوم المعلمون بمجموعة من الخطوات للتصميم ومنها:
- يعقد المعلمون جلسة عصف ذهني لكتابة أسئلة أولية للاختبار دون الاهتمام بنوعها مبدئيًا.
- يحدد المعلمون الوقت اللازم للإجابة على الاختبار ويكتبون التعليمات التي قد يحتاجها الطلبة قبل وأثناء تقديمهم الاختبار.
- يرجع المعلمون للأسئلة التي كتبوها في جلسة العصف الذهني ويحددوا أنواع الأسئلة التي سيتضمنها الاختبار أنماط الإجابة الملائمة (اختيار من متعدد، صواب أم خطأ، املأ الفراغ، التوصيل) وعدد الأسئلة لكل نوع من هذه الأنواع حيث يوازن المعلمون في عدد الأسئلة بين الأنواع.
- يحدد المعلمون أسلوب التغذية الراجعة المناسب إما بتقديم الإجابة الصحيحة مع شرح توضيحي، أو أن يطلبوا من الطلبة الرجوع لمراجعة النتاج التعليمي المرتبط بالسؤال، أو أن يوضح المعلمون الخطأ في إجابة الطلبة أو غيرها من الأساليب.
ثالثًا: مرحلة إنتاج الاختبار
في هذ المرحلة، يتم إنتاج الاختبار الإلكتروني بعد تحليل المادة التعليمية وكتابة الأسئلة بصورتها النهائية حيث يختار المعلمون البرنامج المناسب لإنتاج الاختبار ومن هذه البرامج كاهوت (Kahoot) وبرنامج صانع الاختبارات (Quiz Creator) وكويزز (Quizizz)، وبعد الانتهاء من إنتاج الاختبار الإلكتروني باستخدام البرنامج الذي يتم اختياره يُجري المعلمون تجريب أولي للاختبار ليتأكدوا أن مجريات الاختبار الإلكتروني تسير بالشكل الصحيح والمرغوب.
رابعًا: مرحلة النشر الإلكتروني
في هذه المرحلة، ينشر المعلمون الاختبار إما على مواقع الإنترنت أو يرسلوه إلى الطلبة عبر البريد الإلكتروني أو عبر المدونة (Blog) الخاصة بالصف.
خامسًا: مرحلة التطبيق
في هذه المرحلة، يتم تطبيق الاختبار الإلكتروني على عدد محدد من الطلبة بغرض تجربة الاختبار وجمع البيانات اللازمة للتحسين.
سادسًا: المرحلة النهائية من التقويم
في المرحلة الأخيرة يتأكد المعلمون من مدى صلاحية البيئة الإلكترونية ومناسبة الأسئلة وغيرها من العوامل التي قد تؤثر على مجريات الاختبار الإلكتروني.
في نهاية هذا المقال، نود التأكيد أن عملية تقييم الطلبة مثلها مثل سائر مراحل عملية التعليم والتعلم تتطلب منكم الإعداد الجيد بذكاء، ولا تنسوا أن استخدام البرامج الإلكترونية يساعدكم على تقديم اختبارات إلكترونية مُعدّة بشكل جيد، فيصبح التقويم فن تتمكنون من خلاله تقديم اختبارات متعددة لطلبتكم، ولكن كل ذلك يتطلب منكم التدريب في البداية للتمكن من توظيف البرامج والتطبيقات الإلكترونية بفاعلية، مما يجعل هذه البرامج والتطبيقات صديقة أساسية لكم خلال مسيرتكم المهنية.