التيسير ومهاراته

التيسير ومهاراته Facilitation and its Skills

تعددت أدوار المعلمين وتنوعت بين مقيمين وموجهين ومدربين، وأصبحت هذه الأدوار أكثر أهمية وفاعلية لذلك أعزاءنا القراء مقال اليوم أدوار متعددة والهدف واحد سيصحَبُكم في جولة قصيرة للتعرف على دور مهم من أدوار المعلمين ألا وهو التيسير حيث يركز هذا المقال في بدايته على تحديد الفرق بين مفهوم كل من التعليم والتيسير، فجميعكم على علم أن الدور الأساسي للمعلمين هو تعليم الطلبة، ومع مرور الوقت وتطور العالم من حولنا رقميًا أصبح من الضروري على المعلمين القيام بأدوار أخرى ضمن مسيرتهم المهنية تهدف إلى تعليم الطلبة بشكل أفضل وتنمية مهاراتهم الأساسية ومنها تيسير عملية التعليم والتعلم خاصة في بيئة التعلم الإلكترونية، وسيتم في باقي أجزاء المقال تسليط الضوء على مهارتين مُهمتين من مهارات التيسير لتوجيه وضمان سير العملية التعليمية التعلمية بصورة جيدة.

ما المقصود بالتعليم والتيسير؟ 

التعليم

عملية مكثفة لإيصال المعرفة بهدف زيادة النمو النفسي والفكري للطلبة.

التيسير

عملية إشراك الطلبة في تكوين رؤى واضحة للتعلم واكتشافها وتطبيقها.

أبرز الفروقات بين التعليم والتيسير

  • يُركز التعليم ويتمحور حول المعلمين، بينما يتمحور التيسير بشكل كبير حول الطلبة.
  • يُركز التعليم على المحتوى الدراسي، بينما يركز التيسير على الطلبة من خلال إدارة عملية تعلمهم بطرح الأسئلة والمناقشة وإشراكهم في عدد من المهام والأنشطة المختلفة بهدف تسهيل تعلمهم.
  • يُعتبر المعلمين خبراء وذوي قدرة عالية في تقديم المحتوى الدراسي في عملية التعليم، بينما يعد الميسر في عملية التيسير خبيرًا في عملية التعلم ضمن المستوى المطلوب.
  • يُعتبر المعلمين هم الأساس في الحصة الدراسية في التعليم، بينما يعد الميسر مع الطلبة المنسق للحصة الدراسية وإدارة عملية التعلم وكيفية التعامل مع الطلبة لتطبيق ما تعلموه.
  • يُقرر المعلمون طريقة تعلم الطلبة في التعليم، بينما في عملية التيسير، الميسر يساعد الطلبة على تحديد طرق مناسبة بالنسبة لهم لتعلم بشكل أفضل.
  • يُركز التعليم أولوياته على المفاهيم الأساسية والنظريات الرئيسية للتعلم، بينما يركز التيسير على التجارب ثم القيام بربطها بالمفاهيم والنظريات.
  • يُعطي التعليم فرص أقل للتفاعل بين الطلبة، بينما يوفر التيسير فرصة لكل طالب وطالبة لتفاعل والمشاركة والتعبير عن مشاعرهم والشعور بأنهم جزء مهم من فريق كبير.
  • يساعد التعليم على إضافة معرفة أساسية جديدة، بينما يساعد التيسير على ربط المعرفة الجديدة بالخبرات.

للتيسير مجموعة من المهارات المهمة والتي تسعى العديد من المؤسسات والهيئات إلى تدريب كوادرها أو ترشيحهم للالتحاق ببرنامج أو ورشة تدريبية بهدف الإعداد الجيد لهم لاكتساب مهارات مهمة لتيسير عملية التعليم والتعلم، بالإضافة إلى تصميم عملية تعليم الطلبة باستخدام مجموعة من الأساليب التيسيرية المتقدمة من أجل تطوير وتحسين جودة التعلم ومن هذه المهارات ما يأتي:

المهارة الأولى: مهارة التواصل للمعلمين الميسرين

للحصول على بيئة التعلم التفاعلية والآمنة، ولبناء علاقات إيجابية مع الطلبة لا بد من التعرف على مهارات التواصل الفعال ومنها الآتي:

  • مهارات الاستماع والإنصات
  • مهارات الحوار
  • مهارات إشراك المستمع
  • مهارات الإقناع والتفاوض

التواصل أساسي لبناء علاقة إيجابية مع الطلبة، لبناء علاقة إيجابية مع طلبتكم عليكم القيام بالآتي:

  • طرح سؤال مفتوح.
  • الاستماع الجيد وإعادة صياغة الإجابة.
  • تقديم معلومات شخصية لها علاقة بالإجابة.
  • تحفيز الطلبة على تقديم المزيد من المعلومات.

معيقات التواصل

لا بد أن يتخلل خطوات بناء علاقة إيجابية مع الطلبة بعض المعيقات ومنها الآتي:

  • الجانب النفسي
    • المشتتات الذهنية
    • الثقة بالمظهر الخارجي
    • اللهجة والتحدث بلكنة غير مألوفة
  • السياق المادي (البيئة المحيطة)
  • السياق الثقافي
    • العرق
    • الجنسية

نصيحتنا لكم في هذا المقال، أن أفضل طريقة للتغلب على هذه المعيقات هي الاعتراف بوجودها، والتركيز على مهارات التواصل بهدف تعزيز تعلم الطلبة بواسطة المشاركة الفاعلة للطلبة في عملية تعلمهم عبر تدريبات وأنشطة مختلفة ولذلك يشعر الطلبة بأنهم محور العملية التعليمية التعلمية.

أعزاءنا القراء بالرغم من قضائكم للكثير من الوقت وأنتم تستمعون إلى الآخرين، إلا أن الخبراء يقدرون أن 25-50% من هذا الوقت تقضونه بالإنصات والاستماع الفعلي لذا سيتم التركيز في هذا الجزء من المقال على مهارة الاستماع والإنصات نظرًا لأهميتها.

عند الاستماع للآخرين احرصوا على النقاط الآتية:

  • استخدام الإشارات اللفظية وغير اللفظية لإظهار اهتمامكم وانتباهكم، كقول: “أها” والتواصل البصري والإيماء بالتأييد.
  • إعادة صياغة ما يقوله الأشخاص الآخرين باستخدام عبارات مثل: “دعوني أتأكد من أنني فهمت ذلك بشكل صحيح، أنتم تقولون…”
  • تفسير وتلخيص بعض النقاط بهدف التأكد من فهمكم لها بشكل صحيح.
  • الانتباه إلى مشاعر الأفراد أثناء تحدثهم لإظهار مدى فهم ما يقولنه مما يساعدهم على اكتساب الثقة والشعور بالارتياح أثناء الحديث معكم.
  • اختيار الكلمات بعناية واهتمام.
  • ترتيب الأفكار بشكل منطقي ودقيق.

المهارة الثانية: مهارة طرح الأسئلة للمعلمين الميسرين

سيتم التركيز في هذا الجزء من المقال على مهارة طرح الاسئلة أهميتها وتقنياتها التي يجب أن يتمتع بها المعلمون الميسرون بوصفها العنصر المهم في دعم تعلم الطلبة لتحسين العملية التعليمية التعلمية وفي توفر بيئة تعليمية محفزة على التفكير.

أهمية طرح الأسئلة

يعد طرح الأسئلة من المهارات المُهمة للمعلمين الميسرين لأن الأسئلة تٌعد:

  • أكثر الطرق شيوعًا للتفاعل بين المعلمين والطلبة.
  • طريقة هامة وفاعلة لتحفيز الطلبة على التفكير.
  • ذات تأثير كبير على تنمية قدرات الطلبة وتطور مستواهم.
  • أكثر طريقة مباشرة (فورية) وسهلة إذ يمكن للمعلمين استخدامها لتقييم حاجات الطلبة.

تقنيات طرح الأسئلة

أساليب في طرح الأسئلة تساعد على الحصول على المعلومات عن طريق استخدام مجموعة واسعة من الأسئلة المفتوحة ثم استخدام أسئلة استقصائية لتضييق الحوار والحصول على معلومات محدّدة والانتهاء بطرح مجموعة من الأسئلة المغلقة للتلخيص والاتفاق على المعلومات.

بعد التعرف على المقصود بتقنيات طرح الأسئلة لا بد من تسليط الضوء على هذه التقنيات وما يتعلق بها من تفاصيل كالآتي:

تقنية القمع

تستخدم تقنية القمع في:

  • إدارة عملية طرح الأسئلة.
  • معرفة المزيد من التفاصيل حول موضوع معيّن من خلال إعادة رسم الموقف.
  • التوّصل لنقاط مشتركة والاتفاق عليها.

الأسئلة الاستقصائية

أسئلة مبنية على الأسئلة المفتوحة وتهدف إلى التعمق أكثر في المعلومات التي يتم الحصول عليها من الأسئلة المفتوحة. الأسئلة الاستقصائية والمفتوحة تساعد على الحصول على جميع أنواع المعلومات وتعطي الطلبة فرصة للتعبير عن آرائهم. لكن قد تستغرق الأسئلة الاستقصائية والمفتوحة وقتًا أكبر للحصول على معلومات محددة.

الأسئلة المغلقة

لاستخدام الأسئلة المغلقة العديد من الإيجابيات فهي:

  • تساعد على الحصول على معلومات مختلفة ومحددة بسرعة.
  • تسمح للمعلمين التحكم بآلية المناقشة.
  • تساعد على اختبار الفهم لدى الطلبة وفي التلخيص.

سلبيات استخدام الأسئلة المغلقة أنها:

  • لا تشجع على التمتع بمهارات الحوار والنقاش المتبادل بين الطرفين.
  • لا تسمح للطلبة بإعطاء إجابات مفصلة.
  • لا تسمح للطلبة بالتعبير عن آرائهم.

في نهاية هذا المقال، لا بد من التأكيد على أن مدارسنا وصفوفنا ستحتاج بشكل متزايد إلى التعلم عن طريق التجربة مما يستدعي من المعلمين القيام بدورهم كميسرين للعملية التعليمية التعلُمية، لذلك أعزاءنا المعلمين ستحتاجون دائمًا إلى التدريب من خلال الالتحاق ببرامج أو عدد من الجلسات التدريبية المطلوبة على المستوى العملي من قبل وزارة التربية والتعليم أو من قبل مدارسكم لاكتساب مهارات وأدوات التيسير الخاصة لتطوير مهارات مهمة كالاستماع والتواصل والقدرة على طرح الأسئلة الصحيحة لإدارة عملية التعلم بفاعلية. ولا تنسوا أنه مهما تعددت أدواركم وتنوعت إلى أنها تتحد للوصول إلى هدف واحد وهو تقديم تجربة تعلم لا تنسى لطلبتكم.

المراجع

أحدث المواضيع