الخطط العلاجية Remedial Plans

تتطلب العملية التعليمية في ميدان التربية والتعليم قدرة جيدة على التخطيط ضمن المراحل والمجالات الدراسية المختلفة، فالمعلمون يحتاجون إلى اعداد العديد من الخطط كالخطط السنوية والفصلية واليومية وبالإضافة إلى الخطط الاثرائية التي يجب عليهم اتقان تخطيطها لضمان سير عملية التعلم والتعليم نحو الوجهة الصحيحة.

ستتعرفون في مقال اليوم على خطط من نوع آخر! خطط تحتاجون إليها مع طلبتكم، خطط تمد لكم يد العون للتحسين من مستوى طلبتكم وخاصة ضعاف التحصيل منهم، خطط تساهم في توزيع اهتمامكم ودعمكم على جميع طلبتكم، هذه الخطط هي الخطط العلاجية. دعونا في البداية نتعرف على الصورة الكبيرة الخاصة بمعالجة ضعف التحصيل الدراسي لدى الطلبة بدءاً من التعرف على علاج الطلبة والخطط العلاجية والبرنامج العلاجي مفهومه والمراحل الخاصة بعمله.

الخطط العلاجية والبرنامج العلاجي

يُعرف البرنامج العلاجي بأنه محتوى تعليمي ضمن إطار ما يسمى بـ “التعليم الاستدراكي” يهدف إلى تصحيح مسار العملية التعليمية عن طريق توفير بيئة تعلمية للطالبات الضعيفات والطلاب الضعاف الذين يعانون من ضعف التحصيل فيساعدهم البرنامج العلاجي على استثمار قدراتهم الخاصة إلى أقصى حد ممكن.

والسؤال هنا: هل للبرنامج العلاجي نماذج أو مراحل أو خطة (Plan) معينة لتطبيقه؟

نعم يوجد، وتتلخص مراحل وضع وإعداد البرنامج العلاجي في الخطوات الآتية:

  1. تحديد الطالبات أو الطلاب الذين يحتاجون إلى دعم في مادة ما وذلك من خلال إعداد الاختبارات التشخيصية وتنفيذها للكشف عن مستواهم أو من خلال نتائجهم في اختبارات المدرسة، بالإضافة إلى رأي المعلمين فيما يتعلق بأداء الطلبة بشكل عام.
  2. تشخيص سبب الضعف لدى الطلبة من خلال عقد اختبار تشخيصي يقيس المهارات الأساسية في المادة المستهدفة.
  3. بناء خطة علاجية فردية تستهدف مهارة واحدة ومحددة للصف الدراسي بناءً على التشخيص.
  4. تنفيذ الخطة العلاجية مع الطلبة.
  5. مراقبة مدى تقدم الطلبة من خلال إعادة اختبارهم أو ملاحظة مدى التقدم في مستواهم ومدى امتلاكهم لمهارات الموضوع الدراسي.

هنا، لا بد من التركيز على دور مهم من أدوار المعلمين في عملية التعلم والتعليم ألا وهو المعلمين المعالجين، وقبل الحديث عن مفهوم الخطط العلاجية لا بد من تسليط الضوء على أهم الأمور التي يجب عليكم الإلمام بها من أجل التشخيص السليم ومنها:

أولًا: معرفة أخطاء التعلم وأنواعها وأسباب حدوثها

ويمكن تلخيص أنواع أخطاء التعلم في النقاط الآتية:

  • نقص في المعلومات: عندها لا يكون لدى الطلبة خاصة طلبة الصفوف الابتدائية (من الاول إلى الثالث) وطلبة المرحلة الأساسية (الرابع، الخامس، السادس) أي معلومات عن موضوع مُعيّن لمادة معينة أو يكون لديهم قدر قليل منها، أو لديهم فجوة تحول دون اكتمالها، لذا يكون احتمال وقوعهم في الخطأ أمرًا واردًا جدًا.
  • عدم القدرة على التعبير عن الإجابة الصحيحة: قد يكون لدى الطلبة معلومات عن موضوع مُعيّن ولكنهم يقعون في الخطأ لعدم قدرتهم على صياغة الإجابة بشكل صحيح أو استخدام اللغة السليمة في الصياغة والتعبير. 
  • عدم القدرة على تطبيق المعلومات في مواقف جديدة: حفظ الطلبة للمعلومات عن ظهر قلب وعدم قدرتهم على استخدام ما حفظوه في مشكلة أو موقف جديد فلا ينتقل أثر تعلمهم من الموقف التعليمي إلى المواقف الحياتية الأخرى، ومثال ذلك حفظ الطلبة للمعلومات الواردة في مادة العلوم وعدم قدرتهم على الاستفادة منها في حياتهم اليومية.
  • عدم الدقة أو السرعة في أداء المهارة: كثيرًا ما تحدث أخطاء في تعلم أسس المهارات مثل عدم قدرة الطلبة على ممارسة مهارات معينة بالدقة المطلوبة مثل الوقوع في كثير من الأخطاء عند رسم خريطة ما لعدم الدقة في مراعاة مقياس الرسم. 

ثانيًا: معرفة أساليب تشخيص أخطاء التعلم

  • المقابلات: يقوم المعلمون بإجراء مقابلة مع الطلاب بهدف عرض ومعرفة جميع الجوانب الآتية أو بعضها التي تُفيد في اعداد برامج علاجية جيدة:
    • مدى امتلاك الطلبة لأساسيات المادة الدراسية كما في مواد الرياضيات واللغة العربية واللغة الإنجليزية التي تؤدي إلى صعوبة في فهمها وتطبيقها، وهذه الخطوة تسبق غيرها من الخطوات فهي توضح الاساس للمعلم أو المعلمة للتحضير لخطة علاج واضحة وفاعلة.
    • مدى امتلاك الطلبة لأساسيات القراءة والكتابة والحساب خاصة طلبة الابتدائي.
    • مدى التزام الطلبة بالحضور إلى المدرسة ومدى رغبتهم في الحصول على المعارف والمهارات. 
    • مدى مناسبة طريقة التدريس المتبعة في الصفوف مع الطلبة، فطرق تدريس طلبة الثانوي تختلف عن طرق تدريس طلبة الصفوف الأولى.
    • مدى مناسبة الجو الأسري للطلبة ومدى متابعة أولياء الأمور لذويهم بطرق هادفة وفاعلة.
    • مدى وجود إعاقة جسمية أو نفسية أو عقلية لدى الطلبة، وهل يوجد برنامج مُتبع يساعد الطلبة على العلاج والتحسن؟
  • الملاحظة: يجب ملاحظة الأمور الآتية عند الطلبة:
    • أداء الطلبة للمهام التي يُكلفّون بها في الصف مثل القراءة والكتابة. 
    • الأخطاء المتكررة في الأعمال الكتابية والشفهية.
  • الأسئلة التشخيصية: تقديم أسئلة متدرجة في المهام التعليمية تبعًا للمرحلة الدراسية للطلبة حتى يتم تحديد النقطة التي يجد فيها الطلبة صعوبة ليتم معالجتها، مثل كتابة (حرف، كلمة، جملة، فقرة).

الآن، تأملوا السؤال الآتي:

ما هي جوانب الضعف التي يعاني منها الطلبة في موادكم؟ ولماذا؟

قد يتبادر إلى أذهانكم العديد من الإجابات وقد يتبادر إلى أذهانكم أيضًا العديد من الحلول المثالية أو الإجراءات، وقد تشعرون بأن عليكم تقديم الأفضل لطلبتكم من حيث الخطط والبرامج التي تساعد الطلبة على التغلب على جوانب الضعف الأولية والتحسين منها مما يساهم في تحقيق الفهم لديهم، لذلك ركزوا معنا الآن لقراءة الجزء الثاني من المقال حيث يقدم ويسلط الضوء على الخطط العلاجية والأمور التي تمثل نصائح عليكم اتباعها عند إعدادها. 

الخطط العلاجية

القالب العملي للبرنامج العلاجي أي العملية المُنظّمة الهادفة المُوجّهة لتصحيح مسار العملية التعليمية عن طريق توفير بيئة تعلمية موجهة للطلبة الذين يعانون من ضعف التحصيل تساعدهم على استثمار قدراتهم الخاصة إلى أقصى حد ممكن وتوفير نموذج يتضمن أفضل الممارسات التعليمية بهدف التحسين من مستويات الطلبة المدرسية والاجتماعية التي يتم تنفيذها بواسطة معلمين ومعلمات أكفّاء.

من أجل إعداد خطة علاجية على المعلمين اتباع الأمور الآتية:

  • تحديد مستوى الأداء الخاص بالطلبة والمتوافق مع أهداف المنهاج العامة بواسطة الاختبار التشخيصي. 
  • تحديد استراتيجيات التعليم العلاجي الفعالة للعلاج وفقًا لنتائج الاختبار التشخيصي، مثل: التدريس المباشر، التعلم الذاتي، التعلم التعاوني، التعلم النشط، التعلم باللعب.
  • تحديد الوسائل التعليمية التعلمية والمحتوى التعليمي (Learning Content) الملائمة للمهارات المحددة، والحرص على جمع هذه الوسائل في حقيبة أو ملفات خاصة للمعلمين لاستخدامها في أي وقت وعند الحاجة.
  • إدارة وتنظيم الوقت الخاص بمتابعة وعلاج الطلبة من قبل المعلمين والمعلمات (داخل الحصة الصفية أو في وقت الاستراحة أو في أوقات أخرى).
  • إدارة وتنظيم أدوات تقويم مساندة وملائمة لحالات الطلبة ويفضل أن يُحدد المعلمون ملف خاص بأدوات التقويم ضمن الحقيبة المخصصة بالمعلم أو المعلمة للرجوع إليه بسهولة.

الأسس التي يجب مراعاتها في الخطط والبرامج العلاجية

  • استخدام أساليب التعزيز الإيجابي الملائمة للطلاب حيث يوجد العدد الكافي من أساليب التعزيز في مدونة الكادر العربي التي يمكنكم استخدامها مع طلبتكم وفي صفوفكم.
  • التدرج في تقديم أنشطة البرنامج العلاجي التي تساعد على معالجة الضعف وتطوير مهارات الطلبة.
  • التنويع في الأنشطة العلاجية تبعًا للمهارة المطلوبة في وحدة محددة في منهج دراسي معين التي تكون بمثابة عامل مساعد لتحسين مستوى الطلبة.
  • العمل على تجزئة المادة الدراسية حسب قدرات الطلبة. 
  • الربط بين ما يعرفه الطلبة وما يتعلموه حديثًا ضمن الوحدة أو الموضوع الدراسي. 
  • إعطاء الطلبة الوقت الكافي الذي يتناسب مع سرعتهم في التعلم للوصول إلى المستوى المطلوب.
  • الاستفادة من نقاط قوة الطلبة في تحسين نتائج الطلبة وعلاج نقاط ضعفهم في الكثير من المواد المختلفة.
  • تشجيع المعلمة والمعلم لطلبة الفئة العلاجية على تجريب ما يتعلمونه من مواد دراسية في البيت وفي الحياة اليومية وتشجيع أولياء الأمور على تدريب ذويهم مما يساهم في دعم الطلبة على الصعيد النفسي ودعمهم دراسيا لتحقيق المطلوب.
  • تشجيع الطالب أو الطالبة على كيفية التعلم من بعضهم البعض (تعلم الأقران) بصورة منظمة مثل تعلم الطلبة ضمن أقران لتحسين المستوى القرائي لهم.
  • التعاون بين جميع الأطراف التعليمية (المعلم، الإدارة، المدرسة، أولياء الأمور) الذي يعمل على تحسين مستوى الطلبة للصفوف الثانوية والابتدائية وتحقيق الدعم الشامل لجميع الطلبة خلال عملية تعلمهم وذلك بوضع الخطوط العريضة والواضحة للتعاون بين جميع الأطراف.

عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة

إن جهودكم المبذولة لتشخيص طلبتكم في المراحل الإبتدائية أو الثانوية، وإعداد أفضل الخطط العلاجية وفق قدراتهم هي جهود تُسهم في الارتقاء بمخرجات عملية التعلم والتعليم والوصول بالطلبة لتحقيق مجموعة النتاجات المطلوبة، وتذكروا أن الطلبة ضعيفي التحصيل بحاجة ماسّة إليكم فشجعهوهم وعزّزوهم وأشركوهم مع زملائهم ليتعلموا من خبراتهم التعليمية.  

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع