القياس والتقييم والتقويم

?Is There Adifference

هل تساءلتم يومًا عن الفرق بين القياس والتقييم والتقويم؟ هل تعتقدون أنها مصطلحات لها نفس الدلالة؟  على الرغم من التداول المستمر لهذه المصطلحات إلا أنه لا يزال هناك العديد من المفاهيم الخاطئة بشأنهم، فالاعتقاد السائد يقول إن القياس والتقييم والتقويم مصطلحات متشابهة وتقيس الشيء نفسه، وتعطي نفس النتائج، وجميعها عمليات تستغرق الوقت ذاته، وعلى الرغم من عدم صحة هذا الاعتقاد، إلا أنه منتشر على نطاق واسع، فهل هناك فرق؟

بالطبع نعم هناك فرق بين القياس والتقييم والتقويم وهذا المقال سيوضحه لكم.

مفهوم القياس Measurement

القياس عملية يحصل المعلمون من خلالها على قيمة رقمية لصفة من الصفات أو خاصية معينة، وفقًا لبعض المعايير والمحكات، ويتمثل بقياس سمات التحصيل الصفي لدى الطلبة ومدى تفاوت درجاتهم.

لكن، ما هو الهدف من عملية القياس؟

أهداف القياس

  • التعرف على العملية التعليمية التعلمية وما قد تواجهه من مشكلات أو عقبات مستقبلية.
  • إعطاء أولياء الأمور القدرة على معرفة مستويات أبنائهم الطلبة.
  • التعرف على المستوى العلمي للطلبة من معارف ومهارات واتجاهات وما يطرأ عليها من تغيرات.

إليكم المثال الآتي لنوضح لكم القياس:

حصل الطالب خالد على علامة (7). هنا العلامة (7) تعتبر عملية قياس.

لكن هل نكتفي فقط بالقياس في العملية التربوية؟ هل علامة (7) كانت ذات دلالة ومعنى بالنسبة لكم؟ هل استطعتم معرفة ما اذا كان مستوى الطالب خالد ممتاز أم جيد أم مقبول؟

إذن لا بد من عملية أخرى تُبنى على القياس وتكمله ألا وهي التقييم.

مفهوم التقييم Assessment

التقييم عملية منظمة مبنية على القياس يتم بواسطتها إصدار الحكم (التقييم) على الشيء المراد تقييمه وبالتالي هو إعطاء قيمة للشيء وإصدار حكم.

بالعودة إلى المثال السابق؛ علامة الطالب خالد 7 (قياس) وهي علامة ضعيفة مقارنة بباقي طلبة الصف (تقييم)، إذن لا بد من عمل خطة علاجية للطالب خالد لمعالجة أسباب الضعف (تقويم).

هل لاحظتم الفرق؟ فالقياس إعطاء قيمة رقمية والتقييم إصدار حكم والتقويم كما يظهر في المثال هو الإجراء الذي يجب اتخاذه لتقويم وتصحيح الأداء ومعالجة جوانب الضعف.

مفهوم التقويم Evaluation

التقويم عملية منظمة تساعد المعلمين على جمع المعلومات وتحليلها بغرض تحديد درجة تحقيق الأهداف التعليمية واتخاذ القرارات بشأنها لمعالجة جوانب الضعف وتوفير النمو السليم المتكامل من خلال إعادة تنظيم البيئة الصفية وإثرائها.

أهداف التقويم

  • مساعدة المعلمين على معرفة مدى تقدمهم نحو تحقيق أهدافهم، وتحديد العوامل والأسباب التي تحول دون ذلك.
  • معرفة مدى فهم واستيعاب الطلبة لما درسوه، ومدى استخدامهم للمعلومات والمهارات التي تعلموها، ومدى قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم في استخدام هذه المعلومات.
  • معرفة العقبات والتحديات التي تواجه أطراف العملية التعليمية سواء كانوا المعلمين أو الطلبة أو المدرسة والعمل على حلها.
  • تعديل الأهداف التربوية بما يُلائم حاجات الطلبة والمجتمع والكشف عن حاجات وميول وقدرات واستعدادات المتعلمين والمتعلمات.
  • مساعدة أولياء الأمور على معرفة مدى تقدم أبنائهم نحو الأهداف التربوية والعقبات التي تواجههم وطرق معالجتها.

شاهدوا قصة أحمد التي توضح الفرق بين القياس والتقييم والتقويم في الفيديو الموجود على قناه samoooygirl:

والآن بعد أن عرفتم الفرق بين القياس والتقييم والتقويم هل تريدون وصفة صحيحة وممتازة لتقويم تعليمي فعال؟

إليكم الطريقة.

الأسئلة التي يجب أن يجيب عليها التقويم الفعّال

يجيب التقويم عن ثلاثة أسئلة وهي:

  • إلى أين نتجه؟
  • ما مستوى ما حققناه حتى الآن؟
  • ما المطلوب بعد ذلك؟

خصائص التقويم الفعّال

  • يغطي جميع جوانب التحصيل لجميع الطلبة.
  • يطور القدرة على التقييم الذاتي وتقييم الزملاء.
  • يساعد الطلبة على معرفة كيف يتحسنون.
  • يدعم الفهم لنواتج التعلم ومحكات التقييم.
  • يبني ويدعم الدافعية لدى الطلبة.
  • يراعي الجوانب الانفعالية للطلبة.
  • أساسي للتطوير المهني.
  • أساسي للممارسات الصفية.
  • يركز على كيفية تعلم الطلبة.
  • جزء من التخطيط الفعال للتعلم والتعليم.

مكونات التقويم الفعّال

  • نواتج التعلم المستهدفة: والتي توضح للطلبة ما سيقومون بتعلمه، ولماذا
  • محكات النجاح: وهي الخطوات أو المكونات الرئيسة المتصلة بالتعلم الجديد، حيث يناقش المعلمون الطلبة بهذه المحكات قبل أن تبدأ عملية التعلم، بحيث تكون هي المحكات الوحيدة التي يقاس بها تعلم الطلبة.
  • التغذية الراجعة التكوينية: تزود الطلبة بالمعلومات حول المجالات التي نجحوا فيها، وأدائهم التعلمي ومجالات التحسين. وينبغي أن تعتمد على محكات النجاح.
  • التساؤلات الفعالة: وتقدم بطريقة تزود بالمعلومات الأساسية التي يمكن استخدامها لتحديد مستوى التعلم الحالي، وكيفية تطوير التعلم، والتخطيط للتعلم المستقبلي. وهي تتضمن تشجيع الطلبة على تقديم التساؤلات.
  • التقييم الذاتي وتقييم الأقران: ولا تنحصر فقط فيما تعلموه بالفعل بل تشمل الطرق الأفضل لتعلمهم.

أنواع التقويم

للتقويم أنواع متعددة منها أنواع حسب الفترة الزمنية ووأنواع حسب طبيعة المعلومات وأنواع حسب والغرض من التقويم. إليكم هذه الأنواع بالتفصيل.

أولًا: أنواع التقويم حسب الفترة الزمنية

  • التقويم القبلي: تقويم يستخدم قبل البدء بتنفيذ البرنامج الدراسي (عادة في بداية العام الدراسي أو قبل البدء بتدريس وحدة معينة)، ويهدف إلى الكشف عن المهارات الضرورية اللازمة التي يجب على الطلبة امتلاكها قبل البدء بتنفيذ البرنامج، أو يهدف إلى الكشف عن مهارات الطلبة ومعارفهم قبل بدء عملية التدريس لأغراض مختلفة مثل: معرفة تأثير البرنامج الدراسي عليها أو مقارنتهم بمجموعات أخرى.
  • التقويم التكويني: عملية تقويمية منهجية (منظمة) تحدث أثناء التدريس غرضها تزويد المعلمين والطلبة بتغذية راجعة من أجل تحسين العملية التعليمية التعلمية ومعرفة مدى تقدم الطلبة. وللتأكد من سلامة سير العملية التدريسية لابد من إجراء تقويم بشكل دوري ومستمر خلال الفترة الزمنية التي حددت لتدريس الوحدة، فالتقويم التكويني يسير جنباً إلى جنب مع عملية التدريس، فهو يزود المعلمين بالتغذية الراجعة وبالنجاح والفشل فالهدف الأساسي منه توجيه تنفيذ عملية التعلم.
  • التقويم الختامي: ويقصد به التقويم الذي يستند إلى نتائج الاختبارات في نهاية الشهر أو منتصف الفصل الدراسي أو نهايته، ثم يقوم المعلمون برصد علامات الطلبة في سجل العلامات من أجل تقويم تحصيلهم، ويتم بعدها اتخاذ القرار بترفيع الطلبة أو ترسيبهم أو إعطائهم شهادة تبين مقدار إنجازهم.

لمعرفة هذه الأنواع بالتفصيل أقرأ: التقويم القبلي والتكويني والختامي

ثانيًا: أنواع التقويم حسب طبيعة المعلومات

  • التقويم الكمي: يعتمد على جمع معلومات كمية عن تحصيل الطلبة.
  • التقويم النوعي: يعتمد على جمع معلومات لفظية لوصف عملية تعلم الطلبة وذلك من خلال الملاحظة أو أية أداة تحقق هذه الغاية، وهذا يساعد على تكوين صورة حقيقية عن اهتمامات الطلبة وميولهم واتجاهاتهم وتفاعلهم الاجتماعي مع زملائهم، والحكم على نوع المعلومات التي تم قياسها.

ثالثًا: أنواع التقويم حسب الغرض منه

  • التقويم التشخيصي: يهدف التقويم التشخيصي إلى اكتشاف نواحي القوة والضعف في تحصيل الطلبة ، وتحديـد أسـباب صـعوبات الـتعلم التـي يواجهونها بهدف مساعدة المعلمين على عـلاج هـذه الصعوبات، فالغرض الأساسي إذًا مـن التقـويم التشخيـصي هـو تحديـد أفـضل موقـف تعلمـي للطلبة في ضوء حالتهم التعليمية الحاضرة.
  • التقويم لأغراض تعديل الخطط والبرامج الدراسية.
  • التقويم لأغراض تصنيف الطلبة.

في نهاية هذا المقال أصبح واضحًا بالنسبة لكم أن عملية القياس والتقييم والتقويم أساسية في العملية التعليمية وجزء لا يتجزأ من تقدم الطلبة وتحسين خبرتهم في عملية التعليم. اعزائي المعلمين لا تتوقفوا ابداً عند علامة الاختبار، استمروا إلى أن تكتشفوا سبب هذه العلامة واعملوا جيداً على تقويم هذا السبب.

واخيراً وليس آخراً لا تعدوا اختباراتكم على عجل، خذوا وقتكم .. خططوا جيداً لها، فإعداد الاختبار يجب ان يكون مخطط ومدروس لكي يكون عادلاً لجميع الطلبة.

[read more]

المراجع

  • ابو زينة، فريد. (2003)، أساسيات القياس والتقويم في التربية، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان-الأردن.
  • إدارة الامتحانات والاختبارات مديرية الاختبارات وزارة التربية والتعليم بالمملكة الأردنية الهاشمية، استراتيجيات التقويم وأدواته، 2004.
  • درندري، إقبال زين العابدين. (2010). تقييم نواتج التعلم، نحو إطار مفاهيمي حديث في ضوء الاتجاهات المعاصرة للتقييم وجودة التعلم، مركز الأبحاث بكلية التربية، جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية.
  • عودة، أحمد.(2010) القياس والتقويم في العملية التدريسية. عمان-الأردن: دار الأمل للنشر والتوزيع.
  • الدرويش، سامية وحافظ، دينا، جامعة الملك سعود. (26/3/2017). الفرق بين القياس والتقييم والتقويم، PowToon/الفيديو.

[/read]

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع