المدارس المجتمعية

المدارس المجتمعية Community Schools

ركز مقال بيتكم الثاني على أن المؤسسة التعليمية أي المدرسة يجب أن تكون مدرسة صديقة للأهل ومُرحبة ومُعززة لشراكة الأهل مع المدرسة، وفي هذا المقال مدارس ذات أبواب مفتوحة سيتم تسليط الضوء على المدارس الخاصة والمدارس الحكومية التي لا تتردد في فتح أبوابها للمجتمع المحلي، مدارس لا تتوانى عن مد يد العون لمجتمعها المحلي وتقديم أي نوع من الخدمات، ليس ذلك فحسب فالمدرسة التي تفتح أبوابها لمجتمعها المحلي لا يتوانى المجتمع المحيط بها عن دعمها ودعم عملية تعلم طلبتها.

أعزاءنا القراء، هذا المقال يقدم لكم الصورة الكبيرة الواضحة للمدارس المُجتمعية بتفاصيلها، فهل أنتم جاهزون لقراءة تفاصيل هذا المقال؟

مفهوم المدرسة المجتمعية 

في البداية، لا بد من التركيز على مفهوم المدارس المُجتمعية لكي تكون الصورة واضحة من البداية فالمدرسة المجتمعية تفتح أبوابها لأفراد المجتمع المحيط بها وتقدم الخدمات المختلفة ضمن المناطق الجغرافية الموجودة فيها بحيث تشهد هذه المناطق ظاهرة إشراك آلاف الأبناء والآباء والأمهات في برامج تخدم حياة أفراد المجتمع المحلي، مثل برامج تعليم الكبار والبرامج الترفيهية أو برامج تناسب حاجات ورغبات أفراد المجتمع المحلي حيث يتم تنفيذ هذه البرامج باستخدام مباني المدرسة ومرافقها.

أهداف المدرسة المجتمعية

هنالك مجموعة من الأهداف وراء سعي المدارس لتكون مدارس مجتمعية ومنها:

  • تحسين مخرجات المدرسة ونوعيتها.
  • تدريب الطلبة والشباب بهدف دخول سوق العمل.
  • التنمية المستمرة للعاملين في المدرسة جميعهم.
  • تنمية الوعي بالقضايا التربوية لكسب دعم المجتمع المحلي.
  • تنمية التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع المحلي والمدرسة.

أعزاءنا المعلمين، تأملوا هذه الأسئلة الآتية وفكروا فيما إذا كانت مدارسكم مدارس مجتمعية أم لا:

  • هل تعتمد مدارسكم على مشاركة المجتمع المحلي في تنفيذ بعض أعمال المدرسة؟
  • هل تسمح مدارسكم للمجتمع المحلي باستخدام مرافق المدرسة؟
  • هل تفتح مدارسكم أبوابها للحوار مع المجتمع المحلي للاتفاق على إجراءات تصب في مصلحة المدرسة والمجتمع المحلي في آن واحد؟

قد تتراوح إجاباتكم بين نعم ولا، لذلك من المهم التعرف على أهم الخصائص التي تمتاز بها المدارس المجتمعية عن غيرها من المدارس سواء كانت حكومية أو خاصة وهي:

  • تعتمد على التضمان مع المجتمع المحلي ومشاركته الفعالة في التخطيط والتنفيذ والمتابعة لأعمال المدرسة.
  • تلبي حاجات أعضاء المجتمع المحلي ومؤسساته من خلال فعاليات مختلفة.
  • تتصف بمرونة الإجراءات والقدرة على إصدار قرارات جديدة، وتتحرر من التعقيدات الروتينية والعادات والتقاليد التي تحد من التعلم.
  • تؤكد على تطوير وتنمية مهارات العمل ضمن فريق والتعاون والحوار بين الجميع.
  • تتيح المجال لتوسيع مستوى اهتمامات الطلبة وتؤهلهم للنجاح في أعمالهم وواجباتهم اليومية بما يخدم العملية التعليمية التعلمية.
  • تيسر الاستخدام المتكامل للمرافق التابعة للمدرسة من قبل المجتمع المحلي بما يخدم حاجاتهم.
  • تشرك الأهالي من الآباء والأمهات وأعضاء المجتمع المحلي في رسم سياسة المدرسة وتخطيط برامجها المقدمة داخل المدرسة كذلك خارجها لتحقيق الشراكة الحقيقية المأمولة.

الشروط الواجب توافرها في المدرسة المجتمعية

هناك مجموعة من الشروط لا بد من توافرها في المدرسة المجتمعية لتتمكن من خدمة المجتمع بطريقة فعالة، أهمها:

  • تشكيل فلسفة مناسبة للمدرسة تقوم على دراسة القضايا والمشكلات المجتمعية التي تواجه هذا المجتمع بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المختلفة.
  • تعاون المدرسة مع جميع الهيئات والمؤسسات المجتمعية من أجل المبادرة لتقديم الخدمات التعليمية والترفيهية والثقافية والاجتماعية الشاملة لجميع رواد المدرسة في المنطقة كذلك المبادرة في تقديم أعمال تطوعية تفيد كل من المدرسة والمجتمع المحلي.
  • المسؤولية المشتركة بين أعضاء الطاقم المدرسي والطلبة، وأولياء أمورهم وأعضاء المجتمع المحلي من خلال التعاون لتحقيق الأهداف التربوية للمدرسة المجتمعية.
  • ربط المناهج الدراسية بالمجتمع، بحيث يتم تعزيز تعلم طلبة الابتدائي أو الثانوي بربطه بالحياة الواقعية في المجتمع المحلي.

قد تردد مصطلح المدرسة المجتمعية المعاصرة كثيرًا في الفترة الأخيرة وهي من وجهة نظر بعض مديري المدارس هي مدارس تتطلب جهدًا إضافيًا من الهيئة الإدارية لرسم السياسات المناسبة لهذا العصر وإدارة المدارس بطريقة عصرية وحضارية وديمقراطية للحصول على جودة حقيقية.

متطلبات المدرسة المجتمعية 

بعد التعرف على الشروط الواجب توافرها في المدارس لخدمة المجتمع، لا بُد من التركيز على متطلبات إيجاد مدارس مجتمعية كما هو موضح في النقاط الآتية:

  • نظام إداري لا مركزي تستطيع المدرسة من خلاله إتاحة الفرصة لتفاعل مع المجتمع بحرية وبشكل شامل ومتكامل.
  • قادة مؤهلين من هيئة المديرين والمنسقين والمعلمين ممن يؤمنون بأهمية الانفتاح على المجتمع المحلي ويمتلكون صفات وكفايات تؤهلهم للتأثير في الآخرين ودفعهم لتحقيق أهداف المدرسة وغاياتها.
  • سياسة تربوية واضحة توجه آلية العمل في المدرسة وتأخذ بعين الاعتبار حاجات كل من الطلاب والمجتمع وتطلعاتهم لضمان نجاحها.
  • مناخ تعلم تعاوني يسن طريقة العمل ويحدده بحيث يكون فعال ومحفز على العمل ومرن مما يتيح للعاملين حرية التصرف واختيار عدد من البدائل المناسبة في الوقت المناسب لمواجهة المواقف المتجددة والمشكلات الطارئة.
  • التخطيط الجيد لآلية العمل مما يوضح توزيع الأداور والمسؤوليات.
  • دعم مالي لتوفير إحدى متطلبات المدرسة المجتمعية أو جميعها ومنها دفع الأجور وإقامة المعارض والاحتفالات وتقديم الحوافز والمكافآت.
  • إتقان مديري المدارس والعاملين فيها لمهارات التواصل المختلفة مما يساعدهم على تكوين سلسلة من العلاقات الإيجابية مع مؤسسات المجتمع المحلي.
  • التقويم والمتابعة للإشراف على فعاليات المدرسة المجتمعية للعام الدراسي باستمرار والتأكد من مناسبتها لحاجات المجتمع المحلي.

فوائد المدرسة المجتمعية

إن تظافر جهود كل من المدرسة والمجتمع المحلي  وتوطيد العلاقة بينهما سيعود بالنفع الكبير على كليهما وسيتم تحقيق المزيد من الأهداف وحصد نتائج مُبهرة لكلا الطرفين من خلال الدعم المتبادل من كليهما لذلك تشجع  وتدعم وزارة التربية والتعليم بشكل دائم مدارسها لتكون مدارس مجتمعية.

فقد أثبتت المدارس المجتمعية أن وجودها يحقق عددًا من الفوائد منها:

فوائد تربوية

تُكسب المدرسة المجتمعية أعضاء الطاقم المدرسي من معلمات ومعلمين وأفراد المجتمع المحلي علاقة مميزة وخبرة مهمة والتي تُعودهم على تجربة الإحساس بالمسؤولية والمتابعة المستمرة للتعلم والتعليم وتطوير قدراتهم، كما تعزز في نفوسهم الحب والولاء للمدرسة والمجتمع وتحد من التسرب من المدارس وتنمي لديهم الشخصية الاجتماعية المقبولة والمتفاعلة بدلًا من الشخصية الانفرادية المنعزلة مما يدعم عملية التعليم والتعلم.

فوائد اجتماعية 

تُدرّب المدرسة المجتمعية أعضاء الفريق المدرسي والطلبة الشباب وأفراد المجتمع على أكثر الأمور أهمية في الحياة الاجتماعية من خلال عقد لقاءات وورش في تساعدهم على تطوير مهارات حل المشكلات الاجتماعية والتعامل مع التغيير الذي يحصل للأنظمة الاجتماعية، وتنمي قدراتهم في التعاون مع الآخرين وتشجعهم على احترام قيم وتقاليد المجتمع.

فوائد اقتصادية 

تُتيح المدرسة المجتمعية الفرص للمشاركة والتعامل مع المؤسسات الاقتصادية المختلفة ضمن منطقة المدرسة مما يساعد على توفير الموارد المالية والموارد الأخرى  للمدرسة ولأعضاء المجتمع المحلي، فقد تُمثل إحدى هذه المؤسسات الاقتصادية مستشار يساعد المدرسة في أي وقت فيما يتعلق بالأمور المالية أو في دعم أي مشروع تود القيام به.

فوائد فنية

تعزز المدارس المجتمعية الشراكات بين المدرسة والمجتمع المحلي وتساعدهم على المشاركة أو تنظيم الاحتفالات وإقامة المعارض وإعداد أنشطة مختلفة على المستوى الفني أو الرياضي وإصدار النشرات ، عمل اللوحات وغيرها وذلك بواسطة  استثمار موارد المدرسة المختلفة. 

في ختام مقال مدارس ذات أبوب مفتوحة، تكون الصورة الكبيرة عن المدرسة المجتمعية قد أصبحت واضحة المعالم والتفاصيل، وبالتأكيد قد تَولّد لديكم الحماس والرغبة لتحويل مدارسكم إلى  مدارس مُجتمعية ذات أبواب مفتوحة لأفراد المجتمع المحلي ومؤسساته، فتتبادلون فيما بينكم المنافع وتحتفلون معًا بالإنجاز.

لا تترددوا في مشاركة المقال مع زملائكم من الهيئة الإدارية والتدريسية.

المراجع +

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع