بناء علاقات إيجابية مع الطلبة في التعلم الإلكتروني
بناء علاقات إيجابية مع الطلبة في التعلم الإلكتروني
Building Relationships with Students in E-Learning
ثبت أن القدرة على بناء علاقة إيجابية بين المعلمين والطلاب له دور فعال في زيادة الدافعية لدى الطلبة بالإضافة إلى دمجهم في عملية تعلمهم، مما ينعكس إيجابًا على تحسن نتائج الطلبة أكاديميًا، فبناء العلاقات الإيجابية مع الطلبة يوفر بيئة تعليمية تعلمية آمنة وجاذبة. لكن كيف؟ يمكن للمعلمين بناء علاقات إيجابية مع الطلبة في التعلم الإلكتروني خلال الحصص المتزامنة وغير المتزامنة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، تابعوا قراءة هذا المقال للتعرف على كافة التفاصيل التي تريدونها.
اهتموا ببداية كل حصة افتراضية: كما يشير الجرس المدرسي إلى بدء الحصة الدراسية الأولى أو غيرها في الحصص الافتراضية أيضًا على المعلمين البدء بطريقة جاذبة تسمح بالانتقال عقليًا وذهنيًا عند الطلبة بكل سهولة، كالبدء بلعبة أو حل لغز أو مجموعة من الألغاز، أو توزيع الطلبة في غرف جانبية للتحدث لبعض الوقت.
نوعوا بين الحصص المتزامنة وغير المتزامنة: توفر الحصص المتزامنة التواصل المباشر مع الطلبة، مما يساعد المعلمين على التعامل مع ردود أفعال الطلبة على اختلافها، ولكن من ناحية أخرى تشكل هذه الحصص المتزامنة عبئًا على المعلمين والطلبة وذلك لجلوسهم لساعات طويلة ومستمرة أمام أجهزة الكمبيوتر. لذلك من المهم التوازن بين الحصص المتزامنة وغير المتزامنة، فيمكن للطلبة مشاهدة فيديو أو عرض تقديمي مرسل من قبل المعلم أو المعلمة، أو الاستماع إلى بودكاست (Podcast) والقيام بحل الواجبات أو المشاركة في المناقشات المطلوبة منهم والمحددة من قبل المعلمين، هذا التوازن كفيل ببناء بيئة جاذبة تساعد على دمج الطلبة في عملية تعلمهم وتساهم في إيجاد نوع من العلاقة الطيبة بين المعلم وطلبته.
استخدموا التعلم التعاوني في تعليم طلبتكم في الصفوف الافتراضية: يمكن أن يساهم التعلم التعاوني في بناء علاقات إيجابية بين الطلبة أثناء التعلم الإلكتروني، ويمكن للمعلمين تقسيم الطلبة إلى مجموعات متجانسة أو غير متجانسة ليتعاونوا في عملية التعلم، وتساعد تطبيقات التواصل مثل زوم (Zoom) وتيمز (Microsoft Teams) على توظيف التعلم التعاوني من خلال ما تحتويه هذه المنصات من أيقونات تسهل عمل الطلبة ضمن مجموعات وبشكل متعاون مما يحسن من عملية التعلم والتعليم.
اجمعوا التغذية الراجعة من طلبتكم بشكل دوري: جمع التغذية الراجعة من الطلبة يساهم في بناء علاقات إيجابية مع المعلمين والطلبة لأنه يسمح للطلبة بالتعبير عن آرائهم حول تجربة تعلمهم مما يساعد المعلمين على دعم عملية تعلم طلبتهم بشكل فاعل ومنتظم مما يساهم في التأكيد على العلاقة الصحية بين المعلمين والطلاب.
أنشطة لبناء علاقات إيجابية مع الطلبة أثناء التعلم الإلكتروني
استخدموا المناقشة كنشاط تعلم (Discussion as a Learning Activity): يمكن للمعلمين مشاركة سؤال على الشاشة، ثم تقسيم الطلبة إلى مجموعات من خلال توزيعهم على الغرف الجانبية في (Zoom) لمناقشة السؤال ثم إعادة الطلبة إلى الغرفة الرئيسية في (Zoom). كرروا العملية ذاتها مع تغيير المجموعات في كل مرة، وهنا يكون الطلبة قد أجروا مناقشات قصيرة لتبادل الآراء والأفكار وتحديد المناسب منها مع المساهمة في بناء علاقة إيجابية بين الطالب وزملائه ضمن بيئة تعلم إلكترونية آمنة.
استخدموا نشاط هذا أنا (That’s Me): يمكن إعداد النشاط من خلال توجيه طلبتكم إلى إيقاف تشغيل الكاميرات والميكروفونات الخاصة بهم. بعد ذلك، حددوا أحد الطلبة للظهور أمام الكاميرا ولكن انتبهوا هنا، فعليكم أن تحصلوا على موافقة الطلبة للظهور والتحدث، ثم وجهوهم إلى مشاركة جملة تتعلق بالطالب أو الطالبة شخصيًا، مثل: “لدي أخت.” ثم اطلبوا من الطلبة الذين يشاركون الطالب أو الطالبة الجملة ذاتها، فتح الكاميرا وقول: “هذا أنا.” كرروا هذا النشاط مع طلبتكم، فهذا النشاط يساعد على بناء علاقات إيجابية يمكن للمعلم استثمارها لتوطيد علاقات اجتماعية بين الطلبة وبالتالي دمجهم بشكل أفضل. من النصائح التي يجب على المعلمين القيام بها عند استخدام هذا النشاط الآتي:
تنظيم فتح الطلبة للميكروفونات والكاميرات من خلال الطلب منهم النقر على خاصية رفع اليد، أو الكتابة على الجزء الخاص بالدردشة الجماعية.
لتحفيز الطلبة على المشاركة في تزويدكم بجمل أمام الطلبة، يمكنكم توفير قائمة من الاحتمالات للاختيار منها، مثل: “الرياضيات هي مادتي المفضلة،” ” أحب قضاء العطلة في منزل جدي وجدتي.”
لتحفيز الطلبة على المشاركة ونشر الإيجابية مع الطلاب يمكن أن يبادر المعلم أو المعلمة بالبدء بالنشاط لتشجيع بقية الطلبة على الموافقة بالمشاركة في النشاط.
استخدموا نشاط اكتب واعرض (Write and Show): يمكن استخدام هذا النشاط كنشاط ختامي يومي، من خلال الطلب من الطلبة بعد انتهاء الحصة الافتراضية، كتابة آرائهم حول الحصة، أو نقاط تعلمهم، أو كتابة كلمة توصف الحصة الافتراضية على لافتة ثم رفعها أمام الكاميرا ليراها جميع الطلبة. عليكم تحفيز طلبتكم على المشاركة في هذا النشاط وفتح كاميراتهم، فهذا النشاط يُمثّل أداة لقياس فهم الطلبة للمحتوى الدراسي، بالإضافة إلى تزويد المعلمين بالتغذية الراجعة بشكل يومي للتعديل على المهام والأنشطة المقدمة للطلبة في الحصة الافتراضية مثل هذا النشاط كفيل أن يساهم في بناء علاقات إيجابية بين الصف ككل.
استخدموا أنشطة خاصة بالتأمل (Meditation): لايجاد علاقات إيجابية يمكن للمعلم أن يتبع استخدام أنشطة التأمل من خلال مشاركة الطلبة تسجيل صوتي موسيقي أو تسجيل صوتي بصوت المعلم أو المعلمة يحمل عبارات تحفيزية، ثم توجيه الطلبة للجلوس بشكل معتدل والاسترخاء والسماع للتسجيل، ثم الطلب منهم القيام بأنشطة التنفس (شهيق وزفير) لعدة مرات لأن الجلوس أمام الشاشة لوقت طويل أمرًا متعبًا حتى لو كانت الحصص جاذبة وفاعلة.
إن أبرز ما يقع على عاتق المعلم في العادة بناء مهارات شخصية وحياتية جيدة لدى الطلبة خلال سير العملية التعليمية التعلمية ويتم ذلك عادة عن طريق إدارة حصص دراسية يتم فيها توظيف استراتيجيات تدريس ذات متعة وفعالية وفائدة في آن واحد، مع أهمية التركيز على أسس دمج الطلبة في عملية تعلمهم وإعطائهم جزء كبير من المسؤولية المتعلقة بذلك وهذا من شأنه أن يأتي بالفائدة لأنه يساهم في بناء أسس لعلاقات قوية بين المعلم وطلبته مع ضمان النجاح لجميع الطلبة على الصعيد الأكاديمي مع التـأكيد على سلامة صحتهم النفسية أيضًا.
إيجابيات بناء العلاقات الإيجابية بين المعلم وطلبته عبر وسائل التواصل الاجتماعي
يرى العديد من المعلمين أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر فرصة للتواصل مع الطلبة بشكل يومي ومباشر خارج أوقات الدوام المدرسي مما يُساهم في توطيد العلاقة بين المعلم والطالب ولكن هنالك إيجابيات وسلبيات لهذا النوع من التواصل، وهنالك محددات يجب الالتزام بها من قبل المعلمين والطلبة عند التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ سيتم عرضها في القسم اللاحق من المقال.
إيجابيات بناء علاقات إيجابية بين المعلمين والطلبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي طريقة سهلة وجاذبة لتواصل الطلبة مع المعلمين وطريقة مهمة لبناء العلاقات الإيجابية بين المعلم والطالب.
تمكّن الطلبة الذين لديهم أسئلة حول الواجب المنزلي من الحصول على إجابة فورية عن تساؤلاتهم عن طريقة مراسلة معلميهم.تمكّن المعلمين من التواصل مع طلبتهم بسرعة إذا كانوا بحاجة إلى تصحيح خطأ أو تغيير واجب منزلي أو تذكير الطلبة بالامتحان.
توفر وسائل التواصل الاجتماعي مثالًا حقيقيًا للطلبة عن كيفية التواصل الجيد وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين، وأساليب التواصل وأشكاله مع أصدقائهم ومعارفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
تمكن وسائل التواصل الاجتماعي الطلبة من التعلم وفقًا لسرعتهم الخاصة وبشكل مستقل من خلال التأمل والتفكير، والبحث عن مقالات وفيديوهات تعليمية، ومناقشة الزملاء والأصدقاء من المدرسة ذاتها أو من مدارس أخرى، مما يُثري تجربة تعلمهم.
تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على توفير بيئة آمنة للتواصل، فيمكن للطلبة الخجولين خاصة التواصل بشكل أكبر مع بقية الطلبة والمعلمين، والمشاركة في المناقشات الصفية والتعليق على المنشورات (Posts) الخاصة بالصف مما يساعدهم على بناء علاقات اجتماعية والانخراط مع الآخرين.
توفر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمتنوعة فرصة استمرار العملية التعليمية التعلمية خارج أسوار المدرسة والصف الدراسي.
نصائح للمعلمين عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مع الطلبة
تأكدوا أن لديكم إعدادات لضمان خصوصيتكم (Privacy Settings) على جميع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بكم، وقوموا بمراجعة هذه الإعدادات بشكل متكرر لأن تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بشكل دوري التغيير أو التحديث على إعداداتها.
افتحوا حسابات مهنية منفصلة عن حساباتكم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يساهم في الحفاظ على حياتكم الشخصية وعدم مشاركتها وتداولها بين الطلبة.
لا تشاركوا معلوماتكم الشخصية مع طلبتكم.
كونوا متاحين للتواصل مع الطلبة عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي التي تختارونها، ومن الأفضل السعي لإيجاد الشكل المناسب للعلاقة الصحية بين المعلمين والطلاب من خلال تحديد ساعات تواصل معينة مع الطلبة وأولياء الأمور المتواجدين عبر صفحة التطبيق الخاصة بالصف.
خلاصة هذا المقال، أن بناء علاقات ايجابية مع الطلبة وخاصة خلال التعلم الإلكتروني هو الضمان لنجاحكم وتحقيق أهدافكم، فالطلبة يحتاجون منكم أن تشعروا بهم وتحبوهم وتقدروهم وهذا سرعان ما ينعكس إيجابًا على أدائهم وسرعة تعلمهم، ودعونا نتفق أن سر نجاحكم ليس بالأمر الصعب فهو بين أيديكم فاحرصوا على أن تكون علاقاتكم إيجابية وابنوا جسور الثقة بينكم وبين طلبتكم.