دور مدراء المدارس في نشر ثقافة العمل الجماعي في المدرسة

دور مدراء المدارس في نشر ثقافة العمل الجماعي في المدرسة

أعزاءنا المدراء تحدث مقال في الاتحاد قوة عن أهمية العمل ضمن فريق وخاصة في الصفوف الدراسية وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على ثقافة عمل مهمة يجب إرساء قواعدها في كل مدرسة من قبل مدراء المدارس ألا وهي ثقافة العمل الجماعي أو ثقافة الفريق.

قد يشكل العمل الجماعي لدى فئة من العاملين ضمن الفريق المدرسي تهديدًا لهم لذلك يحاولون بكل قوة رفض أي مهمة أو عمل جماعي وذلك لاعتقادهم أن العمل الجماعي يؤثر على حريتهم المهنية وقد يَحُدّ من إظهار قدراتهم المختلفة لذا يفضلون العمل  الفردي  بهدف تسليط الأضواء عليهم فقط، لكن هنا يقع على عاتق مدراء المدارس السعي بجد لإرساء قواعد العمل الجماعي في مدارسهم وخاصة إذا لم يكن العمل الجماعي بارز الملامح والمظاهر في يبئة العمل.

ما المقصود بثقافة العمل الجماعي؟

مجموعة المعتقدات والقيم والاتجاهات المُشتركة بين أعضاء الفريق المدرسي التي تحكم ممارساتهم وأعمالهم وتيسر عملية تكيفهم مع متطلبات العمل وحل المشكلات التي تواجههم من أجل تحسين العمل بشكل عام.

أهمية ثقافة العمل الجماعي

فوائد العمل الجماعي كبيرة جعلت له أهمية كبيرة ومنها:

  • تعزيز العمل بصيغة تعاونية من خلال مساعدة أعضاء الفريق المدرسي على حل ما يواجهون من تحديات نظرًا لوجود خبرات متعددة يُمكن الاعتماد عليها في مواجهة تلك التحديات وإيجاد الحلول المناسبة لها.
  • تمكين أعضاء الفريق المدرسي من اتخاذ القرارات المهمة وتحمّل النتائج المترتبة عليها بشكل مُشترك.
  • إتاحة الفرص أمام فريق العمل وأعضاء الطاقم المدرسي للإنخراط مع بعضهم والعمل الجماعي بهدف تعلم مهارات جديدة  نتيجة لعملهم المباشر مع الآخرين.
  • تطوير كفايات فريق العمل وأعضاء الفريق المدرسي المختلفة مما يؤدي إلى رفع مستوى رضاهم الوظيفي.

يلعب مدراء المدارس دورًا حيويًا في نشر ثقافة العمل الجماعي في المدرسة عوضًا عن ثقافة العمل الفردي، فهم القادة الأساسيين للمجتمع التعليمي ويتحملون مسؤولية تحفيز أعضاء الفريق المدرسي على العمل معًا بطريقة متناغمة وفاعلة، ومن أجل نشر ثقافة العمل الجماعي، يمكن لمدراء المدارس القيام بالخطوات الآتية:

  • تشجيع المعلمين والطلبة على التعاون والتواصل المستمر وتحفيزهم على العمل الجماعي أكثر في الحصص الدراسية.
  • توفير الدعم والتدريب اللازمين للمعلمين والطلبة لتطوير مهارات العمل الجماعي والتواصل.
  • تنظيم فعاليات وأنشطة تشجع على العمل الجماعي، مثل العروض الفنية والرياضية والمسابقات والمشاريع الاجتماعية.
  • تحفيز التفكير الإيجابي والابتكاري والمرونة في مواجهة التحديات والصعوبات والبحث عن الحلول الجماعية لها.

مؤشرات نجاح العمل الجماعي في المدرسة

للعمل الجماعي مؤشرات نجاح تساعد على نجاحكم  كمدراء مدارس في نشر ثقافة العمل الجماعى في مكان العمل أي في المدرسة لذا يجب عليكم الانتباه إلى مجموعة من المؤشرات التي تساعدكم على تعزيز ثقافة العمل الجماعي بين أفراد العمل وتقييم فعاليته وجودته في المدرسة  ومن أهمها الآتي:

أولًا: الهدف

مناقشة أعضاء الفريق المدرسي مشاعرهم واتجاهاتهم حيال العمل ضمن الفريق وعدم وجود أي حرج في بالإضافة إلى مناقشة أسباب وجودهم معًا والأهداف التي يسعون إلى تحقيقها.

ثانيًا: الأولويات

تعرف كل عضو من أعضاء الفريق المدرسي الأعمال التي يجب أن القيام بها ومتى يجب الانتهاء منها.

ثالثًا: الأدوار

تعرف كل عضو من أعضاء الفريق المدرسي على الدور الذي يجب القيام به وكيفية التنسيق مع باقي أعضاء الفريق للقيام بالعمل على أتمّ وجه. 

رابعًا: القرارات

تعرف كل عضو من أعضاء الفريق المدرسي صلاحياتهم، ودورهم في اتخاذ القرارت المتعلقة بعمل الفريق. 

خامسًا: النزاع

تعامل أعضاء الفريق المدرسي مع الخلاف الحادث بينهم بعقلية مُنفتحة مما يدعم تطوير الفريق واتخاذ القرارات داخله.

سادسًا: السمات الشخصية

شعور أعضاء الفريق المدرسي بالتقدير والاحترام، مما يمكنهم من توظيف كافة قدراتهم وإمكاناتهم إلى الحد الأقصى.

سابعًا: القواعد

إيجاد قواعد عمل للفريق المدرسي التي تدعم العمل التعاوني مع اعتبارها معايير خاصة تُحدد مستوى أداء كل عضو منهم.

ثامنًا: الفاعلية

شعور أعضاء الفريق المدرسي أن اللقاءات التي يقومون بها مفيدة وهم دائمًا يتطلعون إلى عقدها. 

تاسعًا: النجاح

تبادل أعضاء الفريق المدرسي الأخبار حول الإنجازات التي يتم تحقيقها مع الاحتفال بالنجاحات معًا.

عاشرًا: التدريب

توفير الكثير من الفُرص لصقل مهارات أعضاء الفريق المدرسي وتبادل التغذية الراجعة فيما بينهم.

 وهنا يعتمد تحسين العمل الجماعي في المدرسة ونجاحه على الجهود المشتركة التي يبذلها الجميع، بدءًا من المدراء إلى المعلمين والطلبة وأولياء الأمور؛ لتحسين جودة التعليم والتعلم وبناء بيئة تعليمية إيجابية وداعمة.

بناء ثقافة العمل الجماعي في المدرسة

إن بناء ثقافة مكان العمل بشكل عام أمر مهم، لذا عند العمل على بناء ثقافة العمل الجماعي في مدارسكم يتطلب ذلك منكم  تُوفير ثلاثة مكونات أساسية هي:

أولُا: تطوير مهارات أعضاء الفريق المدرسي القيادية 

يستطيع مدارء المدارس تطوير المهارات القيادية لدى العاملين معهم بعدة طرق منها الآتي:

  • تشجيعهم على طرح وتطبيق أفكار جديدة تُحسّن من سير العمل في المدرسة
  • .إشراكهم في حل المشكلات والتحديات التي تُواجه المدرسة وتُعيق سير العمل فيها.
  • الالتقاء بهم بشكل فردي أو في مجموعات صغيرة لمناقشة تطلعاتهم وتوجهاتهم، وآرائهم المختلفة وقدراتهم مما يُوفر لمديري المدارس المعلومات اللازمة لتحديد المهام والأدوار المناسبة لكل منهم.
  • إتاحة الفرص لهم لاتخاذ القرارات المهمة المُتعلقة بسير العمل في المدرسة ومناقشتها فيما بينهم.

ثانيًا: بناء الحس بالمسؤولية المُشتركة

مشاركة جميع المؤثرين والمـتأثرين في المدرسة (الإدارة والمعلمين وأهالي الطلبة والمجتمع المحلي) في تحمُّل مسؤولية تعلم الطلبة.

ثالثًا: تفويض الصلاحيات والمسؤوليات

تفويض الصلاحيات والمسؤوليات في المدرسة يعني منح مدراء المدارس السلطة لأعضاء الفريق المدرسي لأداء مهام مُعينة هم المسؤولين عن القيام بها، بحيث يتحمل مدراء المدارس مسؤولية الإشراف عليهم وتحفيزهم لأداء المهام بالشكل المطلوب، وللتفويض فوائد عديدة منها:

  • زيادة الإنتاجية.
  • تطوير كفايات موظفي المدرسة.
  • استثمار أوقات الآخرين مما يقلل ضغط العمل.

كيف يتم تفويض الصلاحيات والمسؤوليات في المدرسة؟

هناك ثلاثة عوامل رئيسة مُرتبطة بتنفيذ تفويض الصلاحيات والمسؤوليات في المدرسة هي:

أولًا: تحديد المهمة المراد تفويضها

لا يُمكن تفويض جميع الأعمال، فهناك أعمال يجب أن يقوم بها أشخاص محددون في المدرسة مثل المديرون ولا يمكن تفويضها للآخرين مثل: تقويم أداء العاملين في المدرسة ورفع التقارير إلى المسؤولين وغيرها. أما الأعمال المناطة بأحد العاملين في المدرسة ولكن قد يساعده بها الآخرون وأعمال يستطيعون القيام بها هم والآخرون، ومن المهام التي يُمكن تفويضها الآتي:

  • جمع المعلومات: يُمكن لمدراء المدارس أن يقوموا بالكثير من الأعمال بشكل أكثر كفاءة عندما يُكلِّفون أحد أعضاء الفريق المدرسي بجمع المعلومات المطلوبة، فذلك يتيح للمدراء وقتاً أطول لتحليل البيانات ويُمكنهم من وضع الحلول المناسبة لمشكلات المدرسة.
  • حضور الاجتماعات: هناك حالات لا يختلف الوضع فيها كثيرًا إن أرسل مديرو المدارس أحد أعضاء الفريق المدرسي لينوب عنهم في الاجتماع.
  • الأعمال الدورية اليومية المعتادة: يُمكن تفويض هذه الأعمال عن طريق تعليم المعلمين والإداريين السياسات والإجراءات المُطبقة، ومن المحتمل أنهم يعرفون هذه التفاصيل أكثر من مدراء المدارس أنفسهم.
  • الأعمال التي تزيد من خبرة المعلمين و الإداريين: هذه الأعمال تؤدي إلى توسعة مجال وظائفهم الحالية وتنمية أدائهم وإشعارهم بوجود التحدي والحافز في العمل.
  • الأعمال التي تزيد من عدد أعضاء الفريق المدرسي الذين يُنجزون الأعمال: يطور مدراء المدارس من أداء المعلمين والإداريين من خلال تزويدهم بالخبرات التي تجعلهم يحلوّن محل بعضهم البعض في حالات الطوارئ، أو خلال فترات الضغط غير المعتادة.
  • الأعمال التي تستخدم وتدعم المواهب الإبداعية:  تشجيع مدراء المدارس للمعلمين والإداريين على أن يبدعوا في العمل من خلال تكليفهم بحل المشكلات وتنفيذ المشاريع الصعبة، ثم يتم مكافأة أصحاب الحلول الإبداعية منهم.

ثانياً: تحديد أحد أعضاء الفريق المدرسي المُفوَّض إليه

هناك عاملان رئيسان يجب أخذهما بعين الاعتبار عند اختيار أحد أعضار الفريق المدرسي المفوّض هما:

  • المهارات التي تمكنه من القيام بالمهمة الموكلة إليه.
  • الدافعية للقيام بالمهمة الموكلة إليه.

وفي ختام المقال، لا بد من التأكيد على أهمية نشر ثقافة العمل الإيجابية ومنها ثقافة العمل الجماعي في المدرسة والسعي لجعله سمة بارزة تميز المدرسة عن غيرها من المدارس، وتذكروا أن دوركم كمدراء مدارس أشبه بالخيط الرفيع الذي يتحكم بالمسار الصحيح والآمن للطائرة الورقية أي بطريقة عمل العاملين في الكادر الإداري والتعليمي فبدون هذا الخيط ستطير هذه الطائرة بعيدًا وسيصبح من الصعب السيطرة عليها.

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع