خطوات بناء مجتمات التعلم المهني

خطوات بناء مجتمات التعلم المهني 

يُعتبر بناء مجتمع التعلم المهني في المدرسة من المهام الأساسية التي يجب أن يقوم بها مدراء المدارس لضمان سير العمل في مدارسهم على أفضل وجه وتعزيز الممارسات العملية الضرورية لتنفيذ التغيير المنشّود في العملية التعليمية التعلمية. إلا أن بناء مجتمعات التعلم ليس جهدًا فرديًا بل يعتمد بناء مجتمعات التعلم في المدرسة على تعاون أعضاء الطاقم المدرسي ودعمهم لبعضهم البعض وتبادل الخبرات فيما بينهم والتزامهم بتطوير قدراتهم وكفاياتهم المهنيّة بشكل مستمر وتوحيد جهودهم لتوفير أفضل تعلّم لطلبة المدرسة.

تعرفتم في مقال مجتمعات التعلم ضرورة وغاية (1) على مفهوم مجتمعات التعلم وشروط نجاحها ومتطلبات التخطيط لبنائها وأسباب انعقادها والأهم من ذلك كله تعرفتم على أنواع مجتمعات التعلم التي يمكن أن تقوموا بتنفيذها في مدارسكم سواء كنتم معلمين أم مدراء.

في هذا المقال سنكمل ما بدأناه عن مجتمعات التعلم من حيث خطوات إنشاء المجتمعات المهنية وأهمية العمل التربوي التعاوني في إنجاح مجتمعات تعلم المعلمين.

دعونا أولًا نستذكر معًا ما هي مجتمعات التعلم؟

كما ذكرنا سابقًا يعرف المجتمع المهني على أنه تلك العملية المُستمرة التي يتعاون خلالها أعضاء الطاقم المدرسي للتعلم وتبادل الخبرات وذلك بهدف تعزيز فاعليتهم المهنية مما ينعكس إيجابًا على تعليم الطلبة. وعليه فإن تطبيق (تنفيذ) وبناء  مجتمعات التعلم في المدارس ما هو إلا استراتيجية عمل لزيادة مستوى تحصيل الطلاب وذلك من خلال إيجاد ثقافة مدرسية تُركز على مكانة وأهمية التعاون وتبادل الخبرات بين جميع أعضاء الطاقم المدرسي بطريقة مهنية.

ما أهمية مجتمعات التعلم المهنية

  • تلعب دورًا كبيرًا في إيجاد استراتيجيات فاعلة للتعليم والتعلم داخل المدرسة.
  • تُعزّز الحوار  والممارسات العملية الضرورية لتنفيذ التغيير المنشود وبناء جسور التواصل وهذا يُسهم في تغيير الثقافة المدرسيّة.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف وكي تحقق مجتمعات التعلم الغاية التي يتم بنائها لأجلها لا بد من السير بمجموعة خطوات (مراحل) منظمة ومتسلسلة لضمان نجاح مجتمعات التعلم، أليس كذلك؟

ما هي خطوات  بناء مجتمعات التعلم المهنية؟ 

تعتبر مجتمعات التعلم الطريق الأساسي لتحسين جودة التعليم، لبناء مجتمعات التعلم لا بد من المرور بخمس خطوات رئيسة وهي:

أولًا: توضيح القصد من سياسات المدرسة وإجراءات العمل فيها

يُمكن توضيح القصد من سياسات المدرسة وإجراءات العمل فيها من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:

  • ما أهمية السياسة التي تتّبعها مدارسكم؟
  • لماذا تتّبع المدرسة هذه السياسة دون غيرها من السياسات؟
  • ما النتائج المُترتبة على اتباع هذه السياسية المدرسيّة؟
  • لماذا يتم تحديد المهام وتوزيع العمل في المدرسة كما هو عليه الآن؟
  • هل تتوافق سياسة مدارسكم وإجراءات العمل فيها مع متطلبات مجتمعات التعلّم المهنيّة؟ كيف؟

ثانيًا: تحليل سياسات المدرسة وإجراءات العمل فيها

يهدف تحليل سياسات المدرسة وإجراءات العمل فيها إلى:

  • البدء في تطوير مجتمع تعلم مهني في المدرسة.
  • التوصل إلى توصيات حول التعديلات (الإضافة أو الحذف) التي ينبغي إجرائها على سياسات المدرسة وإجراءات العمل فيها اعتمادًا على نتائج التحليل.

إليكم مجموعة من الأمثلة على الأسئلة التحليلية:

  • ما رؤية وأهداف السياسة المدرسية؟
  • ما العوامل التي أدّت إلى تشكيل هذه السياسة المدرسيّة؟
  • ما الافتراضات التي تقوم عليها سياسة المدرسة؟
  • ما النتائج المقصودة التي تسعى مدارسكم إلى تحقيقها من خلال اتباع هذه السياسة المدرسيّة؟
  • ما النتائج غير المقصودة (الإيجابية والسلبية) المُحتملة لهذه السياسة المدرسيّة؟
  • هل يُوجد بدائل لهذه السياسة المدرسيّة؟ ما هي؟ وما نقاط قوة وضعف كل بديل من هذه البدائل؟
  • ما التوصيات المقترحة حول هذه السياسة المدرسيّة؟

ثالثًا: تحديد المعلمين القادة ودعمهم

تمكين المعلمين من قيادة أعمال التطوير في المدرسة التي تُؤثّر بشكل مباشر على نوعية التعليم والتعلم في المدرسة، ويُمكن تحديد المعلمين القادة في المدرسة من خلال الآتي:

  • مراجعة خطط التنمية المهنيّة الخاصة بالمعلمين.
  • تحديد أسماء المعلمين المبادرين في مختلف مساعي تحسين العملية التعليمية التعلّمية في المدرسة مثل تطوير المحتوى وتطوير نظام التقويم.
  • استطلاع آراء أعضاء الطاقم المدرسي والمشرفين التربويين حول المعلمين في المدرسة الذين يمتلكون كفايات القيادة.

وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة تحديد الآلية التي تحدد دور مديري المدارس وتساعدهم في دعم المعلمين القادة، ويتم ذلك من خلال الآتي:

  • كتابة وثيقة تتضمن توضيح أدوار ومهام المعلمين القادة وتوقعاتهم بالنسبة للدعم الذي يرغبون بالحصول عليه.
  • الطلب من المعلمين القادة اختيار أحد زملائهم لدعمه/ ها أثناء القيام بأدوارهم والمهام المُوكلة إليهم.
  • توفير فرص لتطوير كفايات المعلمين القادة الشخصية والمهنيّة المختلفة.
  • توفير فرص للمعلمين القادة لتبادل الخبرات والمعارف مع زملائهم.
  • تكريم ومكافئة المعلمين القادة عند إنجازهم للمهام المُوكلة إليهم بنجاح وفاعلية.

رابعًا: توفير وقت للتعاون بين أعضاء الطاقم المدرسي

ليتمكن مدراء المدارس من توفير الوقت الكافي لأعضاء الطاقم المدرسي للتعاون معًا وتبادل الخبرات والمعارف عليهم إعادة النظر في إجراءات العمل التي ترتبط في المجالات الآتية:

  • عمليتي الإشراف والتقويم في المدرسة
  • تنظيم اليوم الدراسي
  • تنظيم السنة الدراسية
  • استثمار فرص النمو المهني
  • استخدام مصادر وموارد المدرسة

خامسًا: استثمار البيانات التي يتم تجميعها عن أداء المدرسة

يُمكن لمدراء المدارس استثمار البيانات التي يتم تجميعها عن أداء المدرسة في بناء مجتمع تعلم مهني في مدارسهم وهذا يتطلب منهم التفريق بين مؤشرات الأداء ومقاييس الأداء والتحول من التركيز على الجهد إلى التركيز أكثر على الأثر.

أعزاءنا المدراء

إن نجاح مجتمعات التعلم يعتمد بشكل أساسي على التعاون المتبادل بين أفراد الطاقم المدرسي لتحقيق ذلك، إليكم سبع قواعد ذهبية يمكنكم اتباعها لتعزيز العمل التعاوني كما وضحها لكم جارمستون وليمان (Garmston Wellman):

  1. التوقف لـ…
  • الاستماع إلى أفكار الآخرين بانتباه وتركيز.
  • إتاحة الوقت للتفكير بعد طرح الأسئلة.
  • انتظار الآخرين قبل المشاركة في النقاشات والحوارات.
  1. الاقتباس
  • استخدام اقتباسات تُوضّح معارف ومشاعر أعضاء الفريق.
  • استخدام اقتباسات تُلخّص خبرات أعضاء الفريق وتُنظّمها.
  • استخدام اقتباسات تنقل الحوارات والنقاشات إلى مستويات جديدة.
  1. التَحقُق
  • طرح أسئلة لتوضيح معاني المصطلحات ودلائلها.
  • طرح أسئلة لتوضيح الأفكار والحقائق.
  • طرح أسئلة لتوضيح التوقعات والآثار المُترتبة عليها.
  • طرح أسئلة لتوضيح الافتراضات ووجهات النظر والمعتقدات والقيم.
  1. عرض الأفكار ومناقشتها
  • تحديد الهدف من عملية التواصل بين أعضاء الفريق.
  • الكشف عن البيانات ذات العلاقة.
  • توفير حقائق وأفكار وآراء واقتراحات أخرى للمواقف. 
  • توضيح الأسباب وراء الأحداث والبيانات والأسئلة.
  • تعديل وجهات النظر والأفكار والآراء.
  1. الانتباه للذات وللآخرين
  • زيادة مستوى وعي الأفراد بأفكارهم ومشاعرهم.
  • زيادة مستوى وعي الأفراد بالآخرين وبلغتهم الجسدية ونبرات أصواتهم.
  • زيادة مستوى وعي الأفراد بأهمية العمل ضمن فريق وأهمية مساهمة كل عضو من أعضاء الفريق.
  1. افتراض النوايا الحسنة
  • الاستفسار عن أفكار الآخرين ووجهات نظرهم قبل تفسيرها.
  • العمل على توفير فرص متكافئة لمشاركة جميع أعضاء الفريق.
  • افتراض النوايا الحسنة عند الإجابة عن استفسارات الآخرين.
  1. التوازن
  • طرح الأفكار الخاصة والاستفسار عن أفكار الآخرين.
  • تقديم الأسس المنطقية للمواقف المختلفة بما فيها من معارف ومشاعر.
  • التعامل بانفتاح واحترام مع أفكار الآخرين وآرائهم.

بعد اطلاعكم على هذه القواعد هل تعتقدون أنكم قادرين على تطبيقها في مجتعات التعلم مع معلمي مدارسكم؟ 

هل تعتقدون أن هذه القواعد ستساعدكم على نجاح مجتمعات التعلم؟

جربوها ولن تندموا.

في ختام هذا المقال، نود تذكيركم أن الإعداد والتخطيط لإنشاء مجتعات تعلم يتطلب وضع أساليب و  أهداف جديدة ويتطلب أيضًا تغيّر ثقافي كبير وعميق في المدرسة بحيث تُصبح هذه المجتمعات جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية فيها من خلال التحوّل من التركيز على العمل الفردي إلى التركيز على العمل الجماعي وهذا ليس بالأمر السهل ولكن تأكدوا بمجرد أن تصبح مجتمعات التعلم ثقافة سائدة في مدارسكم سينعكس ذلك حتمًا عليكم كمدراء وعلى أداء معلميكم وعلى تحصيل طلبتكم. إليكم قاعدة أساسية عند إعداد مجتمعات التعلم ألا وهي بذل الجهد في مقابل الوصول إلى المدارس الفاعلة، لا تقلقوا أعزاءنا المدراء فهذا فالجهد المبذول في سبيل بناء مجتمعات التعلم  لن يضيع سدى فهو استثماركم الحقيقي للوصول إلى المدارس الفاعلة.

المراجع

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع