دور مدراء المدارس كميسرين لمجتمعات تعلم المعلمين

دور مدراء المدارس كميسرين لمجتمعات تعلم المعلمين

ينبغي على مديري المدارس توفير جميع الظروف الملائمة لأعضاء طاقمهم المدرسي لتطوير كفاياتهم ومعارفهم، ولعل أبرز الطرق التي تساعدهم على تحقيق ذلك هي مجتمعات التعلم حيث تُعتبر مجتمعات التعلم المهنية إحدى أهم الأساليب لتحسين النظم التعليمية وركيزة أساسية في برامج التطوير المهني للمعلمين ووسيلة منهجية لتحسين الأداء في التعليم والتعلم وتحسين الثقافة المدرسية السائدة لأن مجموعات التعلم تساعد أعضاء الطاقم المدرسي على تطوير كفاياتهم الشخصية والمهنية وذلك من خلال تبادل الخبرات فيما بينهم واطلاعهم على آخر المستجدات في المجال المعرفي والتربوي.

هذا المقال يعرفكم على مجتمعات التعلم من حيث مفهومها والمشاركين فيها وأنواعها وأهم الكفايات التي يجب أن يمتلكها مدراء المدارس لتيسير مجتمعات التعلم.

ما المقصود بمجتمعات التعلم؟

مجموعات مكونة من ثلاثة أعضاء من الطاقم المدرسي أو أكثر يلتقون بشكل منتظم ويشاركون في مناقشات موجهة تهدف إلى تحسين العملية التعليمية التعلمية في المدرسة.

ما هي شروط نجاح هذه المجتمعات؟

هناك شرطان أساسيان لنجاح مجموعات التعلم هما:

  • التخطيط الجيّد
  • الثقة المتبادلة بين أعضاء مجموعة التعلم.

من هم الأعضاء المشاركين في مجموعات التعلم؟

يمكن أن تضم مجموعات التعلم بعض أو كلًا من الآتي ذكرهم وذلك حسب وضع المدرسة وإمكانياتها:

  • مدارء 
  • معلمين 
  • خبراء تربويين
  • مشرفين تربويين
  • أعضاء من المجتمع المحلي

ما هي متطلبات مجموعات التعلم؟

تتطلب مجتمعات التعلم الآتي:

  • أهداف واضحة ومُحدّدة يتفق عليها جميع المشاركين في مجموعات التعلم.
  • قواعد ومعايير تُنظّم  وتوجه النقاش والعمل بين المشاركين في مجموعات التعلم، وتُحدد كيفية التعامل فيما بينهم.
  • كفايات تيسير عالية (Facilitation Competencies) تُسهّل وتُنظّم عملية تبادل الآراء والخبرات بين المشاركين في مجموعات التعلّم.

ما هي أسباب عقد مجموعات التعلم في المدارس؟

  • الاطلاع على آخر المستجدات في المجال المعرفي والتربوي.
  • متابعة سير العمل في المدرسة.
  • تبادل الآراء والخبرات.
  • عرض أعمال الطلبة ومناقشتها.
  • حل المشكلات التي تواجهها المدرسة.

ومما لا شك فيه أن مجموعات التعلم لا تأخذ شكلًا واحدًا بل هناك العديد من الأنواع لمجتمعات التعلم تابعوا القراءة لتتعرفوا على هذه الأنواع.

ما هي أنواع مجتمعات التعلم؟

أولًا: مجموعات نادي الكتاب  (Book Groups)

أعضاء من الطاقم المدرسي يلتقون بشكل مُنتظّم أسبوعي أو شهري لتشارك الآراء والأفكار حول كتاب تربوي يقومون بقراءته وذلك بهدف تحسين مستوى العملية التعليمية وتوفير فرص تعلّم أفضل للطلبة.

مهام مُيسري مجموعات نادي الكتاب:

  • إحضار وتوزيع المواد الضرورية للاجتماع على أعضاء المجموعة.
  • تيسير الوقت المُخصص لمناقشة فصول الكتاب.
  • توجيه عملية النقاش بحيث يتم التركيز بعمق على الأفكار الرئيسة لفصول الكتاب وإنتقاء ما يصلح للمدرسة وكيفية تحويل الأفكار الواردة فيه إلى ممارسات عملية في المدرسة.

ثانيًا: مجموعات حل المشكلات  (Study Groups with a Problem-Solving Focus)

أعضاء من الطاقم المدرسي يجتمعون معًا لمناقشة وحل المشكلات والقضايا المتعلقة بسير العمل في المدرسة والممارسات التعليمية بهدف توفير تعلم أفضل للطلبة.

إجراءات عمل مجموعات حل المشكلات:

  • تحديد مواعيد مُحدّدة ومُنتظمة لاجتماع أعضاء المجموعة.
  • اختيار مُيسر للاجتماع.
  • تحديد المشكلات التي تواجه المدرسة.
  • ترتيب المشكلات المُحدّدة حسب أولوياتها.
  • تحديد المشكلة ذات الأولوية وتحليلها ومناقشة جوانبها المختلفة.
  • وضع خطة عمل تتضمن خطوات عملية لحل المشكلة المُحدّدة.
  • متابعة تطبيق خطة العمل من قِبَل أعضاء المجموعة.
  • مناقشة النتائج المُترتبة عن خطة العمل التي تم تطبيقها لحل المشكلة.

ثالثًا: مجموعات تدريب الزملاء (Peer Coaching Study Groups)

في هذا النوع يقوم عضوان من الطاقم المدرسي بتقديم الدعم لبعضهما البعض ويتبادلان الخبرات فيما بينهما بهدف تحسين ممارساتهما التعليمية المختلفة وتطويرها حيث يقومان بالأعمال الآتية:

  • تخطيط وتصميم الدروس معًا.
  • تبادل الزيارات الصفية.
  • تبادل التغذية الراجعة.
  • تحليل نتائج تقييم الطلبة وتفسيرها.
  • تشارك المعارف التربوية والعلمية المُتخصّصة.

رابعًا: مجموعات البحوث الإجرائية  (Action Research Groups)

أعضاء من الطاقم المدرسي يهتمون باستقصاء القضايا المُتعلقة بالممارسات التعليمية والمناهج وأساليب التقويم وغيرها.

أنوع البحوث الإجرائية:

  • البحث الإجرائي الفردي: يقوم به معلم/ ـة واحد/ ة.
  • البحث الإجرائي التعاوني: يقوم به مجموعة من المعلمين.
  • البحث الإجرائي التشاركي: يقوم به مجموعة من المعلمين بالاشتراك مع باحث/ ـة خارجي/ ـة.

العناصر الأساسية للبحوث الإجرائية

  • مراجعة الممارسات الحالية.
  • تحديد مشكلة البحث من خلال التأمّل في الممارسات الحالية.
  • تَخيّل حل ممكن للمشكلة.
  • تجريب الحل.
  • تقييم نتائج تجريب الحل.

خطوات البحوث الإجرائية

  • تحديد المشكلة.
  • الاستطلاع ومراجعة الدراسات السابقة.
  • صياغة الفرضيات.
  • وضع خطة البحث وتحديد إجراءاته وأدوات جمع البيانات.
  • تنفيذ خطة البحث.
  • استخلاص النتائج.

خامسًا: مجموعات مناقشة أعمال الطلبة  (Looking at Students Work)

أعضاء من الطاقم المدرسي يجتمعون لعرض ومناقشة أعمال طلبتهم بهدف تحسين العملية التعليمية التعلّمية وتطوير كفاياتهم المهنيّة.

فوائد عرض أعمال الطلبة ومناقشتها:

  • التأكّد أن الطلبة يحققون معايير التعلّم المُحدّدة.
  • مساعدة المعلمين على التأمّل في ممارساتهم التعليمية.
  • معرفة حاجات الطلبة وأساليب التفكير التي يستخدمونها.
  • مساعدة المعلمين على مواجهة المشكلات المُتعلّقة باستراتيجيات التدريس والتقويم المختلفة.

والآن، بعد أن تعرفتم على أبرز خمسة أنواع لمجتمعات التعلم التي يمكنكم عقدها في مدارسكم لا بد أنكم تتساءلون عن أهم الكفايات التي يجب أن يمتلكها ميسرو مجتمعات التعلم، وسنعرض الآن أهم الكفايات التي يجب أن يمتلكها مديرو المدارس للقيام بدورهم كميسرين لمجتمعات التعلم وهي:

  1. المعرفة
  • امتلاك المعرفة العملية.
  • تحديد أهداف واضحة.
  • تأطير المشكلات والقضايا المتعلّقة بالتقويم ووضع إجراءات عملية لحلها مع المجموعة.
  1. المهارات
  • القدرة على ممارسة الاستقصاء.
  • الاستماع بشكل جيد.
  • بناء بيئة آمنة تسودها الثقة والاحترام.
  • القدرة على حل النزاعات.
  • القدرة على تحمل ضغوط العمل.
  1. التوجهات والتصرفات
  • التعامل بمرونة.
  • خلق جو من التعاون.
  • التفكير بصوت عالي.
  • التعامل باهتمام وموضوعية وحياد.
  • تجنب إصدار الحكم عند تعبير الآخرين عن آرائهم.

أي من هذه الكفايات تمتكلون؟ وأي كفاية من هذه الكفايات تحتاجون إلى العمل عليها؟

في ختام هذا المقال نؤكد لكم أعزاءنا المدراء على أهمية عقد وحضور مجتمعات التعلم في مدارسكم لأنها تساعدكم على الخروج عن الطرق التقليدية في نقل المعلومات كما أنها تؤدي إلى استثمار الطاقات والمعارف الموجودة في مدارسكم وتزيد من قوة العلاقات بينكم وبين معلمي مدارسكم وتساعدكم على بناء رأسمال فكري وتعزز ثقافة التعلم في مدارسكم. لا تستهينوا أبدًا بتأثير مجمعات التعلم فهي ليست مجرد لقاءات هادفة فحسب بل تساعدكم أيضًا على تشارك الأفكار وتنمية الإبداع وحل المشكلات المختلفة.

تعرفتم في هذا المقال على دور مديري المدارس في بناء مجتمعات التعلم وتيسيرها ولمعرفة خطوات بناء مجتمعات التعلم ننصحكم بقراءة: مجتمعات التعلم ضرورة وغاية (2).

المراجع

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع