أفكار لعلاقات طلابية أفضل في التعلم الإلكتروني Ideas for Better Student Engagement in E-learning

يبدو أن العلاقة الجيدة بين المعلمين والطلبة تتجاوز فكرة التفوق الأكاديمي، بل قد يمتد أثرها لسنوات طويلة، حسب ما  نشرته مجلة ديلي ميل (Daily Mail) البريطانية حيث توصلت دراسة كورية حديثة إلى أن المراهقين الذين لديهم علاقات جيدة مع معلميهم يتمتعون بصحة بدنية وعقلية أفضل وبناءً على هذه الدراسة التي استمرت لمدة 13 عام على 20000 من المراهقين، اكتشف باحثون كوريون وجود صلة بين العلاقات الجيدة بين الطلبة والمعلمين في المدرسة وبين الرفاهية الإيجابية عندما يبلغ الطلبة منتصف العشرينات من العمر، وأكدت الدراسة أن المعلمين الذين يبنون علاقات جيدة مع طلبتهم لهم تأثير طويل الأمد أكثر مما يدركون ويتجاوز هذا التأثير التحصيل الدراسي.

جميعنا نعلم أن التعلم الإلكتروني قد يؤدي أحيانًا إلى ضعف التواصل المباشر بينكم وبين طلبتكم الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الحوار في بعض الأحيان والميل إلى العزلة وتراجع التواصل، وهنا يجب علينا أن نقف قليلًا ونفكر بخطوات عملية تستطيعون من خلالها تعزيز التواصل وبناء علاقات إيجابية مع طلبتكم.

لا تقلقوا، هذا المقال يزودكم بـأفكار لبناء علاقات إيجابية مع طلبتكم فهل أنتم متحمسون لمعرفتها؟

هيا بنا.

1. خاطبوا الطلبة بأسمائهم واذكروها بشكل صحيح

في كثير من الأحيان يشعر الطلبة وخاصة المهمشين منهم بأنهم غير مرئيين. إن معرفتكم لأسماء طلبتكم منذ اليوم الأول في الدراسة ومناداتهم بأسمائهم بشكل صحيح هو نوع من تقدير الطلبة. استخدموا الأسماء المستعارة فقط إذا كان طلبتكم يفضلونها، لأن استخدام الأسماء المستعارة هو نوع من تجريد الطلبة من هويتهم الأصلية لذلك يُفضل استخدام الأسماء الحقيقية للطلبة ونطقها بالشكل الصحيح.

2. استخدموا استراتيجية العرض والقول Show and Tell

شجعوا طلبتكم على إحضار شيء يمثلهم أو يمثل ثقافتهم وعرضه أمام الطلبة الآخرين والإخبار عنه وعن الرابط الذي يرونه بينهم وبين هذا الشيء، خططوا من خمس إلى 10 دقائق كل يوم لعدد قليل من الطلبة لمشاركة ما أحضروه حتى تمنحوا جميع الطلبة في الصف فرصة المشاركة في هذا النشاط وحاولوا إيجاد قواسم مشتركة بين ما يُخبره الطلبة عن أشيائهم لتشجيع وتوطيد العلاقات فيما بينهم.

هذا النشاط ممتع وسهل التطبيق ولا يحتاج إلى الكثير من الوقت. لا تتردوا أبدًا في تطبيقه وستشاهدون نتائجه بأعينكم.

3. انشروا صور لطلبتكم وصور لأعمالهم على مواقع التواصل الاجتماعي

معلمو المرحلة الابتدائية بارعون جدًا في مشاركة أعمال طلبتهم على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك (Facebook) وانستغرام (Instagram) وغيرها ولكن غالبًا ما يتجاهل معلمو المدارس الإعدادية والثانوية هذه الممارسة المهمة ويشعرون بأنها غير ضرورية للطلبة الأكبر سنًا. إلا أن الطلبة الأكبر سنًا يبقون بحاجة إلى تذكير بأن أعمالهم محط انتباه وتقدير. وعندما تنشرون صورهم وصور أعمالهم على مواقع التواصل يشعر طلبتكم بالفخر بذلك مهما كانت أعمارهم.

4. استمعوا لطلبتكم

قد تشعرون أحيانًا بالتعب والحاجة إلى الابتعاد عن طلبتكم وهذا أمر طبيعي ولكن لا تنسوا تخصيص بعض الوقت لإجراء محادثة قصيرة يمكن أن تساعد على كسر الحواجز التي تحول دون تعلم الطلبة. في هذا الوقت سيخبركم طلبتكم قصصًا في حياتهم اليوم، استمعوا لهم وهم يحكون هذه القصص لكم هذه اللقاءات وحسن الاستماع من شأنه أن يعزز علاقتكم بطلبتكم.

5. السر هو أنتم

نعم، السر أنتم! نجاح العلاقات مع طلبتكم ويكون ذلك من خلال إظهار الاهتمام بهم وبما يقدمونه والأخذ بالأفكار والملاحظات التي يطرحونها. أنتم أفضل هدية يمكنكم تقديمها لطلبتكم.

6. استخدموا ما يناسبكم ويناسب طلبتكم في التعليم

قد يناسب البعض استخدام الموسيقى في التعليم، وقد يناسب البعض الآخر استخدام الصور أو الفيديوهات أو القصص المصورة أو الملفات والمستندات. ابحثوا عما يناسبكم ويناسب تعليم طلبتكم واستخدموه.

7. اسألوا الطلبة عن أنفسهم

لا يمكن أن يكون كل ما يدور في الحصة الدراسية عن المحتوى، أنتم بحاجة إلى دمج الجوانب الاجتماعية والعاطفية أيضًا. يقول باولينو (Paulino): “يخشى المعلمون أن يتخلف الطلبة عن الركب، لا بأس، كلما واصلنا هذا الاتصال وتلك المحادثة، فسيكون التوازن هو الذي سيخفف توترهم وقلقهم ليكونوا قادرين على الاستمتاع والتفاعل مع المحتوى الفعلي.”

مثلًا، يمكنكم عمل استبيان حول اهتمامات الطلبة، ثم ابحثوا عن طرق لدمجها في تعليمهم. فكرة أخرى، وفروا وقتًا للقاء الطلبة والتحدث معهم وإتاحة الفرصة لهم لطرح الأسئلة والأهم من ذلك كله أشعروهم بالملاحظة والتقدير.

8. كونوا مرتاحين في بيئتكم التعليمية

إذا كنتم قلقين ومتوترين فسوف يلاحظ طلبتكم ذلك وسيشعرون بما تشعرون به تمامًا، كلما شعرتم بالاسترخاء سوف ينتقل ذلك الشعور إلى طلبتكم لذلك استرخوا واجعلوا من حصصكم الإلكترونية مكانًا للتعلم والاستكشاف والمتعة والفرح.

9. أوجدوا طريقة لإعادة خلق الدفء الخاص بكم

قد تتساءلون: كيف يكون ذلك؟

من خلال تخصيص دقيقة للتحدث مع الطلبة والاستماع لهم، أوجدوا روتينًا من شأنه أن يحقق التواصل بينكم وبين طلبتكم كإرسال رسائل قصيرة للطلبة أو منشور أسبوعي تناقشوهم فيه بقضية تلامس واقعهم وأتيحوا لهم فرصة التعبير عن آرائهم وأعطوا تعليقاتهم أهمية من خلال مناقشتهم فيها في لقائكم القادم بهم.

فكرة سهلة أليس كذلك؟ ليست سهلة فقط ولا تحتاج إلى جهد كبير لتطبيقها.

10. تمتعوا بالحماس والعاطفة

هل تعلمون أن استجابة طلبتكم للتعلم تتأثر بحماسكم أثناء التدريس؟

لا تستغربوا، فالطلبة يستجيبون بطريقة إيجابية عندما تكونون أكثر حماسًا وشغفًا بالمحتوى الذي تدرسونه مما ينعكس عليهم.

حماس المعلمين يثير الطلبة ويجعلهم أكثر رغبة في التعلم.

11. اجعلوا التعلم ممتعًا

يبتعد الطلبة عن التعلم الذي يتسم بالتلقين والإلقاء ويميلون إلى الدروس التي تتسم بتوفير أنشطة إبداعية جاذبة وممتعة.

ما هي طريقتكم في التدريس؟

هل تعتمدون على التلقين أم تتبعون طرق ممتعة وجاذبة ومتنوعة؟

12. احترموا طلبتكم

يؤسس الطلبة مع معلميهم علاقة قوية عندما يشعرون باحترام المعلمين وتقديرهم ومساعدتهم في تخطي الصعوبات التي يواجهونها.

13. اهتموا بحياة طلبتكم اليومية

يميل الطلبة إلى المعلمين الذين يتحدثون معهم حول اهتماماتهم وأنشطتهم اللامنهجية ويُشاركونهم فيها، لا بأس بالقليل من الوقت واسألوا طلبتكم: ماذا فعلتم بالأمس؟ أين ذهبتم في عطلة نهاية الأسبوع؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي ستظهر اهتمامكم بطلبتكم.

14. وفروا بيئة تعلم آمنة

يشعر الطلبة بالأمان عندما يكونوا متأكدين أنه إذا طرح سؤال فإنهم لن يتعرضوا للسخرية أو الانتقاد عند إجابتهم عليه حتى لو كانت إجابتهم خاطئة. هذه أولى خطوات البيئة الآمنة بينكم وبين طلبتكم وبين الطلبة أنفسهم.

15. استخدموا نظرية x210

هل سمعتم يومًا بهذه النظرية؟

نظرية x210 نظرية سهلة للغاية وتساعدكم هذه النظرية في التواصل مع الطلبة الأقل تواصلًا، كيف؟

دقيقتين لمدة 10 أيام! نعم بهذه البساطة تحدثوا مع هؤلاء الطلبة لمدة دقيقتين لعشرة أيام متواصلة وأظهروا الاهتمام بهم وستتفاجؤون من النتيجة.

16. قدموا لطلبتكم تغذية راجعة حول الواجبات والمهام

تقديم تغذية راجعة عالية الجودة حول مهام الطلبة وواجباتهم يُؤثر على العلاقات بينكم وبين طلبتكم، لذا من المهم إعطاء الطلبة ملاحظات واضحة ومحددة وفي الوقت المناسب حول المهام الموكلة لهم.

شاركوا هذه الأفكار مع زملائكم وجربوها مع طلبتكم وبالتأكيد ستلاحظون نتائج إيجابية ومبهرة سواء كان في علاقتكم معهم أو في تعلمهم.

أحدث المواضيع