مهارات القرن الحادي والعشرين 21st Century Skills

في ظل المتغيرات العالمية الكبيرة والتقدم التكنولوجي السريع الناجم عن الاقتصاد المعرفي أصبح هناك تداخل كبير بين عناصر الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية مما يربك الطلبة على اختلاف أعمارهم في مواجهة هذه المتغيرات أو التكيف معها ومجاراتها، لذلك من المهم جدًا أن يتسلحوا بمجموعة من المهارات اللازمة للقرن الحالي والتي تساعدهم على التعامل والتكيف مع مختلف المتغيرات، وتعتبر هذه المهارات ضرورية للنجاح وذات قمية مضافة في تحسين الحياة للفئات العمرية المختلفة.

إن تمكين الطلبة من مهارات القرن الحادي والعشرين بات أحد أهم مخرجات التعليم في هذا العصر وجميع التغييرات التي نشهدها في المناهج الدراسية والتنويع في أساليب التدريس وكذلك أدوات التقييم وغيرها من التغييرات تهدف إلى تلبية حاجات هذا القرن وتسليح الطلبة بالمهارات المطلوبة. 

لكن، ما المقصود بمهارات القرن الواحد والعشرين؟ ما أهدافها؟ خصائصها؟ وما هي؟

هذا المقال يسلط الضوء بشكل كامل على ﻣﻬﺎرات اﻟﻘﺮن الحادي والعشرين.

المقصود بمهارات القرن الحادي والعشرين

مجموعة من المهارات اللازمة للحياة والتي تمكن الطلاب من التعلم والإنجاز في المواد الدراسية وتركز في مجملها على مهارات التفكير العليا لدى الطلبة، كما أنها توفر إطارًا منظمًا يضمن انخراط الطلبة في عملية تعلمهم كما تساعد طلبتكم على بناء الثقة بأنفسهم وبما يتعلموه، بالإضافة إلى كونها تُعد الطلبة للابتكار والقيادة والمشاركة بفاعلية في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، كما تجعلهم قادرين على التعايش والتفاعل مع البيئة التقنية والثورة المعلوماتية الموجودة في هذا العصر.

وبما أن هذه المهارات أساسية لطلبتكم للنجاح في الحياة والعمل في المجتمع المعرفي، إذن فهي أيضًا لازمة لكم؛ إذ إن المعلمين الناجحين هم الذين يساعدون  الأجيال القادرة على النجاح في هذا العصر، فهذه المهارات تمثل إطارًا مرجعيًا لتنميتكم مهنيًا وتساعدكم على تحقيق نتاجات التعلم طويلة وقصيرة المدى.

أهداف وخصائص مهارات القرن الحادي والعشرين

ويُمكن تحديد أهداف مهارات القرن الحادي والعشرين والغاية من تنميتها لدى طلبتكم في الأمور الآتية:

  1. مساعدة الطلبة على تطوير كفاياتهم المعرفية والنفسية والمهارية التي يحتاجون إليها للنجاح في حياتهم.
  2. تطوير المعرفة الأساسية لدى الطلبة في مختلف المواد الدراسية.
  3. تمكين الطلبة من مهارات التفكير الناقد ومهارات حل المشكلات وتنمية مهارات الاتصال والتواصل والتعاون والتثقيف التكنولوجي والقابلية للتكيف والمرونة والإبداع والابتكار.
  4. إعداد الطلبة لمواجهة التغيرات المتسارعة في العصر الحالي وتهيئتهم لمستقبل مليء بالاكتشافات والاختراعات والتقنيات الجديدة غير المألوفة.

لننتقل الآن للحديث عن خصائص مهارات القرن الحادي والعشرين التي يمكن تلخيصها على النحو الآتي:

  1. أساسية ومحورية: بمعنى أن جميع المتعلمين على مستوى العالم يجب أن ينالوا فرصة تعلم واكتساب هذه المهارات فهي أساسية لحدوث وبناء التعلم.
  2. متنوعة: تركز على مختلف جوانب التفكير لدى الطلبة ولا تهمل جانب على حساب أي جانب آخر.
  3. تفاعلية: سلسة وتربط بين ما يتعلمه الطلبة وواقع حياتهم.

ننتقل للتعرف على مهارات القرن الحادي والعشرين وهي:

مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات

يقصد بها ممارسة المنطق في فهم الخيارات المعقدة وفهم العلاقات بين العناصر المكونة للمشكلة والقدرة على تحديد المشكلة وتحليلها والخروج بالأسباب والآثار ومن ثم الوصول إلى البدائل الممكنة واختيار الحل المناسب.

السؤال الآن، ماذا تتطلب مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات من طلبتكم؟ 

تتطلب مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات من طلبتكم اكتساب القدرة على:

  • الاستنباط
  • التحليل
  • التركيب
  • التفسير
  • التأمل بطريقة نقدية
  • حل المشكلات بطريقة غير مألوفة
  • طرح الأسئلة لفهم وجهات النظر والوصول إلى الحلول المناسبة

مهارات الاتصال والتواصل

فهم وإدارة وإنشاء الاتصال اللفظي وغير اللفظي بفاعلية ضمن سياقات متعددة. 

تتطلب مهارات التواصل والاتصال من طلبتكم القدرة على:

  • التعبير عن أفكارهم بفاعلية.
  • الإصغاء
  • استخدام وسائل وتقنيات الإعلام المتعددة.
  • المرونة 
  • الإحساس بالمسؤولية.

الإبداع

إنتاج أفكار جديدة وأصيلة ونقلها إلى الآخرين وتطبيقها على أرض الواقع، وكذلك الانفتاح على وجهات نظر أخرى متنوعة والتجاوب معها.

وتتطلب مهارة الإبداع من طلبتكم القدرة على:

  • تطوير أفكار جديدة وتنفيذها.
  • الانفتاح والاستجابة لوجهات النظر الجديدة والمتنوعة.
  • البرهنة على الأصالة في الأعمال.
  • اعتبار الفشل فرص جديدة للتعلم.

مهارات الثقافة الرقمية

البحث عن المعلومات وتحليلها ثم تقييمها وإدارتها وتناقلها وتوظيفها من خلال الوسائط والأشكال الإعلامية المختلفة.

هذه المهارة تتطلب من طلبتكم القدرة على:

  • الوصول إلى المعلومات بكفاءة من حيث الوقت وفاعلية من حيث مصادر المعلومات.
  • استخدام المعلومات بدقة وإبداع.
  • إدارة تدفق المعلومات.

المهارات المهنية والحياتية

مجموعة من المهارات التي تهيأ الطلبة للعمل والحياة وتنقسم إلى:

  • المرونة والتكيف
  • المبادرة
  • التوجه الذاتي
  • التفاعل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية
  • القيادة وتحمل المسؤولية

يقول برتراند راسل (Bertrand Russell) الفيلسوف وعالم الرياضيات البريطاني: “نحن تواجهنا حقيقة متناقضة وهي أن التعليم أصبح أكبر العراقيل في وجه الذكاء والحرية الفكرية”.

بالطبع، هذه الكلمات تشكل اختصارًا وافيًا لجميع مشاكل التعليم  التي لا بد أنكم تواجهونها ويواجهها طلبتكم بسبب التدريس بالطرق التقليدية القديمة وهذه المشاكل لن تتوقف إن لم يتم تحديث طرق التعليم والتعلم داخل غرفكم الصفية.

وللأسف الشديد لا بد أنكم تلاحظون أن المشاكل أصبحت أكثر والعقبات ما زالت تزداد حتى أصبح لدينا أجيال متعددة من الطلبة الذين يواجهون فجوة واسعة بين التعليم والواقع من ناحية وعدم وجود أي عوائد أو فوائد للتعليم في سوق العمل من ناحية أخرى، إلا أن الخبر السار هو أن الحل بين أيديكم! نعم، الحل بين أيديكم أعزاءنا المعلمين ففي حال سعيكم إلى تنمية كافة المهارات التي ذكرناها في هذا المقال فإن التعليم الذي تقدموه لطلبتكم سيصبح أكثر ملائمةً  للعصر الذي نعيش فيه وبالتالي سيصبح لدينا طلبة أكثر استجابةً ومرونةً لمتغيرات هذا العصر ومشاكله كما سيصبحون أكثر قدرة على اكتشاف الموارد المحلية وفهم خصائصها والتعامل معها.

وتذكروا دائمًا أن معلمي القرن اﻟﻮاﺣﺪ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ يسعون  إلى إعداد أجيال قادرة على استثمار تطورات التكنولوجيا وتوظيفها في تحقيق مختلف الأهداف على المستوى الشخصي ومستوى المجتمع على حدٍ سواء، وضعوا نصب أعينكم أن الطالب في زمننا هذا لا يحتاج إلى المدرسة فقط للتعلم بل إن مصادر المعرفة والتعلم كثيرة ومتنوعة لذلك استفيدوا مما وفرته لكم مزايا للإستجابة إلى متطلبات العصر.

[read more]

المراجع

[/read]

أحدث المواضيع