نتاجات التعلم ومجالاتها Learning Outcomes and Domains
هل تأملتم عنوان المقال؟ تأملوه جيدًا.
المقال بعنوان كونوا أذكياء في جزئه الأول؛ أي كونوا معلمين قادرين على التصرف بحكمة وذكاء خلال العملية التعليمية التعلمية وخاصةً عند وضع نتاجات تعلم طلبتكم، فعليكم أن تفكروا بها بذكاء وأن تختاروها بذكاء وتقوموا بصياغة نتاجاتكم ومشاركتها مع طلبتكم بذكاء.
خلال هذا المقال سيتم التركيز على أهم نقطة لتعليم طلبتكم بفاعلية وهي النتاجات التعليمية. وسيكون كل من مقال كونوا أذكياء (1)، ومقال كونوا أذكياء (2)، مرجعين ودليلين جيدين لكم خلال مسيرتكم المهنية في الميدان التربوي.
أعزاءنا المعلمين، قبل البدء بتوضيح كل ما يتعلق بنتاجات التعلم، نود طرح التساؤلات الآتية عليكم:
هل الأهداف هي ذاتها النتاجات؟
هل استخدام كلمة الأهداف بدلًا من النتاجات أو العكس يغير المعنى أو المقصود؟
قد تتراوح إجاباتكم بين نعم ولا الصحيح هنا، أن الأهداف والنتاجات بينهم اختلاف جوهري مهم يجب توضيحه قبل إكمال قراءة المقال، وهو أن الأهداف تُعبر عن ما ينوي المعلمون أن يكون عليه طلبتهم أو ما يصبحون قادرين على فعله أو القيام به بعد مرورهم بخبرات تعليمية مخططة، في حين أن نتاجات التعلم تعبر عن ما يتوقع من الطلبة القيام به بعد مرورهم بخبرة تعليمية وليس ما ينوي المعلمون تحقيقه لطلبتهم.
وعليه فالنتاجات التعليمية تُمثل جُملًا أو عبارات عن التغييرات المطلوبة لدى الطلبة في نهاية منهاج دراسي أو وحدة دراسية أو أحد الدروس اليومية.
معايير صياغة النتاجات التعليمية
تحدثنا في بداية المقال أن صياغة النتاجات التعليمية تتطلب ذكاء من المعلمين ولكن كيف؟
الإجابة تكمن في حروف كلمة (SMART) حيث تم تجميع شروط صياغة النتاجات التعليمية بشكل صحيح في كلمة (SMART) ويمكن توضيحها على النحو الآتي:
صياغة النتاجات التعليمية
لكتابة النتاجات التعليمية بصورة صحيحة يجب أن تتوفر في هذه النتاجات عناصر قد صيغت في الحروف الأربعة الإنجليزية ( A، B، C،D) حيث يعبر كل حرف عن عنصر من عناصر صياغة النتاج التعليمي على النحو الآتي:
- الطلبة (Audience): فكل النتاجات التعليمية ينبغي أن تكون متمركزة حول الطلبة، فالنتاج الفعال يشرح كل ما هو متوقع من الطلبة القيام به أو فهمه.
- السلوك (Behavior): كتابة النتاجات التعليمية على شكل نتيجة سلوكية قابلة للملاحظة حيث يجب أن توصف النتاجات التعليمية ما سيتمكن الطلبة من القيام به.
- الشروط (Conditions): ينبغي أن تكون النتاجات محددة وتستهدف توقعًا واحدًا أو مظهر فهم معين وينبغي على الشروط أن تقوم بتحديد الحالة والأدوات والمراجع والوسائل المساعدة التي سيتم تزويد الطلبة بها خلال التعلم.
- المعايير (Degree): يجب أن يكون كل نتاج تعليمي قابل للقياس ويتضمن معيارًا لتقييم أداء الطلبة وعادةً تقدم المعايير معلومات لتوضيح درجة الأداء المقبُولة من أداء الطلبة ليتم الحكم عليه بشكل صحيح.
أبرز الأخطاء الشائعة في صياغة نتاجات التعلم
هنا، لا بد من إعطائكم بعض النقاط الإرشادية لتجنب عدد من الأخطاء المتكررة عند صياغة النتاجات التعليمية، لذلك ندعوكم لقراءة هذه النقاط وتدوينها على دفتر الملاحظات الخاص بكم للرجوع إليها، وهي كالآتي:
- صياغة النتاجات في صورة نشاط التعلم وليس في صورة نتاج التعلم المتوقع ومثال ذلك: مشاهدة الطلبة فلمًا وثائقيًا عن دورة المياه في الطبيعة.
- صياغة النتاجات بشكل غير واضح وغامض، ومثال ذلك: إدراك الطلبة الأعداد الفردية.
- صياغة نتاجات مركبة؛ أي تتضمن أكثر من سلوك، ومثال ذلك: ذكر الطلبة أركان الوضوء ويعددوا مبطلاته.
- صياغة النتاجات في صورة هدف نشاط التدريس الخاص بالمعلمين وليس في صورة نتاجات تعلم الطلبة، ومثال ذلك: شرح خطوات حل المسالة.
مجالات النتاجات التعليمية
- المجال المعرفي (Cognitive Domain) وفقًا لتصنيف بلوم الحديث من قبل كل من أندرسون وكراثول (Anderson & Krathwohl).
- المجال الوجداني (Affective Domain) وفقًا لتصنيف كراثول (Krathwohl).
- المجال المهاري/النفس حركي (Psychomotor Domain) وفقاً لتصنيف سمبسون (Simpson).
نتاجات التعلم المعرفية وفق تصنيف بلوم المحدث Bloom
أعزاءنا المعلمين، بعد أن تعرفتم على النتاجات التعليمية وكيفية صياغتها، الآن، سنتناول موضوع مجالات نتاجات التعلم التي تُعنى بالمعلومات والحقائق والمفاهيم والمصطلحات والمبادئ والقوانين والنظريات والفرضيات والمعاني والإجراءات والعموميات.
البداية ستكون مع نتاجات التعلم المعرفية، فقد قام كل من أندرسون وكراثول (Anderson & Krathwol) بمراجعة وتعديل هرم بلوم ليصلوا إلى هرم بلوم الحديث الذي يتضمن مستوى الابتكار كما هو موضح في الصورة الآتية:
تُقسم النتاجات المعرفية إلى المجالات الآتية:
- المعرفة والتذكر: تذكر المادة التي سبق أن تعلمها الطلبة.
- الفهم والاستيعاب: القدرة على إدراك معنى المادة التي يدرسها الطلبة وذلك عن طريق ترجمة المادة من صورة إلى أخرى أو تفسيرها أو شرحها أو تلخيصها.
- التطبيق: قدرة الطلبة على استخدام ما تعلموه في مواقف جديدة.
- التحليل: قدرة الطلبة على تحليل المادة الدراسية إلى مكوناتها الجزئية، ويشمل ذلك التعرف إلى الأجزاء وتحديد العلاقات بين هذه الأجزاء.
- التركيب: قدرة الطلبة على وضع الأجزاء معًا لتكوين الجديد.
- التقويم: قدرة الطلبة على الحكم على قيمة المادة وفق معايير محددة.
- الابتكار: قدرة الطلبة على جمع العناصر مع بعضها البعض لتكوين كل متكامل وإدراكه بشكل جديد.
الأفعال المُستخدمة في صياغة النتاجات المعرفية
هل أنت جاهزون لدليل كتابة النتاجات المعرفية؟ إذا كانت إجابتكم نعم، إنزلوا بمؤشر القراءة للأسفل.
الآن، نضع بين أيديكم قائمة بالأفعال التي يُمكن استخدامها في كتابة النتاجات التعليمية المعرفية وفقًا لتصنيف بلوم الحديث (Bloom’s Taxonomy) في كل مستوى، حيث تبدأ من أعلى مستويات التفكير (الابتكار) إلى أدناها (المعرفة) كالآتي:
عزيزي المعلم، عزيزتي المعلمة، في النهاية نود التأكيد على أن نتاجات التعلم هي عبارات قابلة للقياس توضح ما يجب أن يعرفه الطلبة وما يجب أن يكونوا قادرين على القيام به، نصيحتنا لكم في هذا المقال اكتبوا مسودة تحتوي على قائمة النتاجات التي تودون من الطلبة تحقيقها قبل اعتمادها ثم تأملوها جيدًا ولا تنسوا أن تكونوا واقعيين في التفكير بما يمكن للطلبة القيام به.
لا تنسوا قراءة المقال اللاحق كونوا أذكياء (2) للحصول على تصور كامل وشامل حول النتاجات التعليمية.