الدعم النفس اجتماعي

الدعم النفس اجتماعي للطلبة Psychosocial Support for Students

هل تعلمون أن تحديات الحياة وما قد يتعرض له الطلبة من آثار الصراعات والحروب التي يعج بها عالمنا والضغوطات المرتبطة أحيانًا بحياتهم الأسرية تُسهم بالتأكيد في التقليل من رفاهيتهم؟

هل تساءلتم يومًا عن الطرق التي تُمكنكم من التعامل مع الطلبة الذين يعانون من التوتر ونوبات الانفعال الحادة؟ ماذا لو كنتم قادرين على منح طلبتكم آذانًا صاغيةً وتفهمًا وتعاطفًا في الوقت المناسب؟

هذه الأسئلة تقع تحت مظلة الدعم النفس اجتماعي الذي يُعد واحدًا من المهام الأساسية التي تقع على عاتقكم أنتم، لذا سنتناول في هذا المقال مفهوم الدعم النفس اجتماعي ودوركم كمعلمين في تقديم الدعم النفسي للطلبة، وبعض الأنشطة التي يمكنكم أن تنفذوها مع الطلبة التي تُسهم في تقديم الدعم لهم.

ما هو الدعم النفس اجتماعي؟

العمليات والإجراءات التي تُعزز الرفاهية الشاملة للأفراد في بيئتهم الاجتماعية، ويشمل الدعم المُقدّم من الأسرة والأفراد والبيئة المحيطة بالأفراد بهدف إيجاد بيئة صحية آمنة تُمكّنهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية بعد تعرضهم لأحداث سلبية.

أهمية الدعم النفس اجتماعي

  • التقليل من معاناة الطلبة الجسدية وانفعالاتهم الحادة.
  • التقليل من حالات التوتر التي قد تتطور إلى ردود فعل حادة تصيب الطلبة.
  • الحد من الآثار النفسية على المدى البعيد.
  • زيادة قدرة الطلبة على التكيف بشكل عام، وعلى التكيف في المواقف الجديدة مع الظروف الجديدة التي تحيط بهم بشكل خاص.
  • تلبية احتياجات الطلبة كاحتياجات الشعور بالأمن والسلامة واحتياجات الحب والأمان والتقدير والسعي لتحقيق الذات.

شاهدوا ردة فعل المعلمة كايل شوارتز (Kyle Schwartz) عندما قرأت إجابات الطلبة على سؤالها: ما الذي تتمنون معرفته عني؟ في الفيديو الآتي الموجود على قناة Jace Larson .

بعد مشاهدتكم الفيديو، هل سألتم يومًا طلبتكم مثل هذا السؤال؟ ماذا كانت إجاباتهم؟ وما الذي فعلتموه إزاء هذه الإجابات؟ شاركوا زملاءكم تجربة هذه المعلمة وتبادلوا نتائج مثل هذه التجربة مع طلبتكم.

ما أبعاد الدعم النفس اجتماعي؟

من المهم تعريفكم بأبعاد الدعم النفس اجتماعي لكي تُساعدكم على تقديم الدعم للطلبة، وتتمثل بخمسة أبعاد على النحو الآتي:

  • البعد المعرفي: يتمثل البعد المعرفي بالعمليات التي يُجريها الطلبة في العقل كالانتباه والتركيز والإدراك ويتمثل أيضًا بقدرة الطلبة على إيجاد العلاقات والروابط وبناء التوقعات والخروج بالتعميمات.
  • البعد الانفعالي: يتمثل بالشعور الذي يمر به الطلبة من فرح وانجاز أو الشعور بالخجل الزائد والقلق والاكتئاب.
  • البعد السلوكي: يتمثل بالسلوكيات التي تصدر عن الطلبة وتكون مُلاحَظَة وقابلة للقياس، مثل المبادرات الطلابية داخل الغرفة الصفية أو المدرسة والمشاركة في الأنشطة المتنوعة، أو التسرب من المدرسة أو تجنب الطلبة والمشاركة معهم في الأنشطة الصفية واللاصفية.
  • البعد الاجتماعي: يتمثل بكل ما يتعلق بعلاقات الطلبة مع الآخرين من تعاون بين الأقران أو مع من حولهم أو الابتعاد والانعزال عنهم أو العلاقات العدوانية التي تقود إلى تنمر بعض الطلبة على بعضهم البعض.
  • البعد البيولوجي: يتمثل بارتفارع الهرمونات أو انخفاضها وما يترتب عليها من تأثير على سلوكيات الطلبة مثل هرمون الأدرينالين حيث يؤدي ارتفاعه إلى التوتر وانخفاضه إلى تقليل القدرة على التركيز والانتباه، وهرمون الثيروكسين حيث يؤدي ارتفاعه إلى الاكتئاب وانخفاضه إلى الشعور بالقلق.

الآن، بعد تعرفكم على أهمية الدعم النفس اجتماعي للطلبة والأبعاد التي يتكون منها، هل يمكن أن تقدموا الدعم لطلبتكم بشكل أفضل؟ لدعمكم في هذا تعرفوا على الأدوار التي يمكنكم القيام بها مع طلبتكم.

دور المعلمين في تقديم الدعم للطلبة

هناك دور مهم وأساسي يقع على عاتقكم لتعزيز الصحة النفسية والاجتماعية للطلبة، ويتمثل بـالآتي:

  • تعزيز الشعور بالانتماء لدى الطلبة، ويتمثل دوركم في تقديم الدعم لهم من خلال:
    • الحرص على تقبل الطلبة لبعضهم البعض داخل الغرفة الصفية.
    • تشجيع الطلبة على الحوار والنقاش وتبادل المعلومات.
  • تكوين الصداقات بين الطلبة، ويكون من خلال:
    • إعداد أنشطة تعليمية جماعية تتطلب التعاون بين الأقران والجماعات.
    • مشاركة الطلبة في وضع مجموعة من القوانين والأنظمة الصفية (مُدوّنة السلوك).
  • تعزيز الشعور بالقيمة وتقدير الذات للطلبة من خلال:
    • إظهار الاهتمام بهم والثناء عليهم.
    • استخدام عبارات الشكر والثناء ومشاركة الطلبة في بعض الأمور الحياتية.
    • مشاركة الطلبة في بعض الأمور الحياتية الخاصة بهم من أفراحهم وأحزانهم.
    • دمج الطلبة بالأنشطة الترفيهية والإبداعية التي تُعزز تقدير الذات لديهم.
  • تعزيز الشعور بالأمن سواء الأمن النفسي أو الجسدي ويكون ذلك من خلال:
    • تفعيل مُدوّنة السلوك وما يترتب على القواعد المرتبطة بها.
    • استخدام أساليب توجيه وتعديل السلوك.
  • إعداد أنشطة رياضة وتعليمية ومسابقات للطلبة تُحفّزهم على المشاركة.

مهارات المعلمين في تقديم الدعم للطلبة

هناك مجموعة من المهارات يحب أن تحرصوا على امتلاكها كي تتمكنوا من تقديم الدعم للطلبة ومن هذه المهارات:

  • الاستماع: ضرورة الاستماع والإنصات للطلبة وإعادة تلخيص ما يقوله الطلبة حتى يشعروا باهتمامكم لهم عند التحدث معهم على انفراد أو في مجموعات.
  • الانتباه: الانتباه لما يقوله الطلبة وما قد لا يقولونه، ويظهر ذلك من خلال تعابير الوجه أو طريقة الحديث.
  • التعاطف: الشعور بالطلبة وتفهم أفكارهم ومشاعرهم ومخاوفهم والوقوف إلى جانبهم.
  • الاحترام: احترام الطلبة واحترام أفكارهم ومشاعرهم وعدم الاستخفاف بهم.
  • عدم إصدار الأحكام: عدم توجيه أي انتقادات أو إصدار أحكام على الطلبة.

أنشطة الدعم النفس اجتماعي

يمكنكم تقديم الدعم النفسي للطلبة من خلال الأنشطة التعليمية والرياضية وبعض الأنشطة اللاصفية التي تقومون بها، لما لهذه الأنشطة من قدرة على دمج الطلبة مع بعضهم البعض وتكوين العلاقات بينهم مما يُسهم في زيادة قدرتهم على التعافي من التحديات أو الأزمات التي يمرون بها، بل أنها تُسهم في تحسين عملية التعلم لدى الطلبة، وهذه نماذج لعدد من الأنشطة التي يمكنكم توظيفها داخل الغرفة الصفية:

  • اللعب: توظيف الألعاب التعليمية في مختلف المواد التي تُدرّسونها لما للعب من أهمية كبيرة في التأثير على مشاعر وأفكار واتجاهات الطلبة.
  • الكتابة: توظيف الكتابة بأشكالها المختلفة مثل كتابة القصص أو الأشعار أو الخواطر، حيث تعد الكتابة من المجالات التي تُسهم في تفريغ مشاعر الطلبة ورغباتهم.
  • الرسم: توظيف الرسمالفردي وضمن مجموعات للتعبير عن أحداث مفرحة أو محزنة يمر الطلبة بها.
  • لعب الأدوار: تصميم أنشطة قائمة على لعب الأدوار، حيث يرغب الطلبة بالتمثيل وتقمص الشخصيات مما يُسهم في زيادة قدرتهم على التعبير عن المشاعر والأحاسيس التي يعيشونها ويمرون بها.

الآثار المترتبة على الدعم النفس اجتماعي

  • آثار مباشرة: تشمل التأثير الإيجابي للدعم النفس اجتماعي سواء تعرض الطلبة لضغوط ومشكلات أم لا.
  • آثار غير مباشرة: تشمل مستوى الدعم النفس اجتماعي المرتفع حيث يحمي الطلبة من حدة التعب والاجهاد والضغوط.

في النهاية، حرصكم على سلامة الصحة النفسية وتقديم الدعم النفسي الاجتماعي للطلبة يُسهم في تعزيز صحتهم العقلية والرفاهية النفسية والاجتماعية لديهم، من خلال مساعدتهم على التواصل مع أقرانهم وأفراد أسرتهم والمجتمع من حولهم بشكل أفضل ومساعدتهم على التعامل بشكل أكثر فعالية مع التحديات الشخصية والمشاكل الحياتية.

المراجع

أحدث المواضيع