النظرية السلوكية Behavioral Theory
بالتأكيد أنكم واجهتم جميعًا أثناء مسيرتكم المهنية نوعًا من الطلبة الذين يصعب إدارتهم والعمل معهم، أليس كذلك؟ طلبة يحتاجون جهدًا إضافيًا لتوجيههم وضبط تصرفاتهم.
من هنا ونتيجة لتعدد الطرق التي يتعلم من خلالها الطلبة، تبرز أهمية التعرف على نظريات التعلم والتعليم والطرق والأفكار المختلفة حول كيفية تعلم الطلبة.
كثيرًا ما نسمع عبارة ” لكل فعل رد فعل” وهذه العبارة تنطبق حرفيًا على واحدة من أشهر نظريات التعلم والتعليم وهي النظرية السلوكية.
تعرفتم سابقًا على نظرية التعلم المعرفي ونظرية التعلم الاجتماعي ونظرية التعلم الإنساني والنظرية البنائية وسنكمل معكم سلسلة نظريات التعليم والتعلم ونعرفكم في هذا المقال على نظرية مشهورة للغاية في علم التربية وعلم النفس وهي النظرية السلوكية.
Fitness Introbio – Amateur Sports Association… dianabol vs tren johnson for weight loss – johnson fitness store
المقصود بالنظرية السلوكية
ظهرت المدرسة السلوكية سنة (1912) في الولايات المتحدة الأميركية ومن أشهر مؤسسيها جون واطسون (John Watson)، ويتضح من اسم النظرية (السلوكية) أن من أهم مرتكزاتها هو السلوك والاعتماد على القياس التجريبي وعدم الاهتمام بما هو تجريدي غير قابل للملاحظة والقياس، وعليه فإن أبرز ما تركز عليه النظرية السلوكية هو السلوك الواضح القابل للملاحظة والقياس.
كما تركز هذه النظرية على فكرة أن جميع السلوكيات يتم تعلمها من خلال التفاعل مع البيئة، وتفترض أن العوامل الفطرية أو الموروثة لها تأثير ضئيل جدًا على التصرف السلوكي (السلوك)، حيث يعتقد علماء السلوك أنّ استجابات الأفراد للمحفزات البيئية تشكل سلوكياتهم، بالتالي يمكن دراسة السلوك بطريقة منهجية وصحيحة، وذلك عبر الملاحظة الظاهرية فقط، بغض النظر عن الحالات العقلية الداخلية للفرد، إذ يجب مراعاة السلوك الملاحظ فقط فالإدراك والانفعالات والحالات المزاجية هي محددات غير موضوعية، ويمكنُ لأيّ شخص عمليًّا أن يتعلم أداء أي مهمة كانت، دون النظر إلى سماته الشخصية أو الأفكار الداخلية التي تدور في عقله.
تتبنى المدرسة السلوكية وتساهم في بناء مفهوم جديد للتعلم يركز على سلوك الطلبة والظروف التي يحدث في ظلها التعلم، حيث تغير ارتباط مفهوم التعليم في إحدى مراحل تطوره من المثيرات إلى السلوك المعزز، وفي هذه المرحلة تبرز ضرورة استخدامكم لمختلف الأدوات التي تساعدكم على تعزيز طلبتكم بدل الاكتفاء بالتلقين بشكل عام.
من الأمثلة الشائعة على النظرية السلوكية التعزيز الإيجابي لنوضح لكم ذلك:
مثلًا يحصل أحد الطلبة على مكافأة صغيرة إذا حصل على علامة كاملة في الإملاء. لهذا التعزيز أثر كبير على تعلم هذا الطالب وباقي الطلبة ففي المستقبل سيدرس الطلبة بجد ويحضّرون جيدًا للإملاء من أجل الحصول على المكافأة.
تعتبر سلوكيات الطلبة وما يصدر عنهم من ردود أفعال مفتاحًا رائعًا لكم، لماذا؟
لأنها تؤثر على كيفية تفاعل الطلبة وتصرفاتهم في الغرفة الصفية وتساعدكم أيضًا على التأثير بشكل مباشر على سلوكهم كما أنها تقدم لكم مؤشرًا واضحًا على بيئة طلبتكم المنزلية وتساعدكم على فهم أسلوب حياتهم فهذه السلوكيات وردود الأفعال لا تصدر عبثًا عن طلبتكم، بل هي نتاج لما يعيشونه بشكل يومي وبذلك تستطيعون العمل على السلوكيات الظاهرة القابلة للملاحظة والقياس من خلال تعزيزها أو تعديلها أو تحسينها.
طبيعة ومفاهيم النظرية السلوكية (الإجرائية)
النظرية السلوكية تتضمن مجموعة مفاهيم وهي:
- السلوك: مجموعة استجابات ناتجة عن مثيرات المحيط الخارجي القريب. هذا السلوك إما أن يتم دعمه وتعزيزه فيزداد احتمال حدوثه في المستقبل أو لا يتلقى دعمًا فيقل احتمال حدوثه في المستقبل.
- المثير والاستجابة: تغير السلوك هو نتيجة استجابة لمثير خارجي.
- التعزيز والعقاب: التعزيز هو المكافآت بصفة عامة لدعم السلوك وتثبيته، في حين أن العقاب ينتقص من الاستجابة وبالتالي لا يدعم السلوك ولا يثبته.
- التعلم: هو عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد.
مبادئ في النظرية السلوكية
تقوم هذه النظرية على مجموعة من المبادئ المتمثلة بالآتي:
- تقتصـر على السلوك الذي يمكن ملاحظته وقياسه، وتهمل كل ما هو تجريدي لأنه غير قابل للقياس.
- تتجنب كل ما هو غير مألوف وتركز على السلوكيات المألوفة.
- يمكن تشبيه الطلبة في النظرية السلوكية بآلة متحركة تستجيب لمجموعة من التفاعلات والمثيرات التي تقدم لهم.
- تتمثل أشكال التعلم في النظرية السلوكية في التعلم الإجرائي والتعلم من خلال الملاحظة.
أهم رواد النظرية السلوكية
سكينر (Skinner) وبافلوف (Pavlov).
يؤكد كل من بافلوف وسكينر أن الإنسان يولد دون أن يُصنّف خيّرًا أو شريرًا، لكنه يولد كصفحة بيضاء يُكتب بها نتاج تفاعله مع البيئة والسلوكيات التي يتعلمها ويكتسبها خلال هذا التفاعل وتؤثر في نموه وسلوكه.
وأحدثت أفكار سكينر (Skinner) وأطروحاته عدة تغييرات في التفكير التربوي والبيداغوجي بصفة عامة، فسكينر يعتبر مثلًا أن الطفل في البيداغوجيا الكلاسيكية كان يتعلم لينجو من العقاب مع غياب كل أشكال الدعم الأساسية.
انتقادات وُجهت للسلوكية
- تقليص دور المتعلم وجعله مستقبلًا سلبيًّا يقوم فقط باستقبال المعلومات.
- إهمال العمليات التي تحدث في العقل التي لا يمكن ملاحظتها.
- إنكار الخبرات الذاتية وأثر البيئة المحيطة على بناء التعلم حيث تركز على التعلم الذي يتم بواسطة المعلم ويتحكم به فقط.
إلى الآن يتضح لكم أن التعلم في النظرية السلوكية يعتمد عليكم ويتمحور حولكم ويكون الدور الأكبر في الغرفة الصفية لكم أنتم. لكن، ما رأيكم أن تتعرفوا على تطبيقات للنظرية السلوكية في غرفكم الصفية؟
تابعوا القراءة.
أمثلة تطبيقية للنظرية السلوكية في الغرفة الصفية
- استخدام نمطي التعزيز السلبي والإيجابي بما يتناسب مع الموقف لتكوين عادات جيدة لدى الطلبة والتخلص من أخرى سلبية.
- استخدام أسلوب المحاضرة كأهم أسلوب للتدريس في النظرية السلوكية.
- تعديل سلوكيات الطلبة غير المرغوب فيها الأمر الذي يؤدي إلى تحسين اتجاهات الطلبة وميولهم نحو المدرسة والتخلص من المشاكل النفسية داخل الغرفة الصفية.
- استخدام التعزيز في الموقف التعليمي المناسب لجعل التعليم أكثر كفاءة مع مراعاة استخدام نمطي التعزيز السلبي والايجابي كلًا حسب استخدامه الصحيح.
تعد المدرسة السلوكية من المدارس التقليدية التي تخدم العملية التعليمية بشكلها المعتاد حيث تركز اهتمامها على المعلم كمحور للعملية التعليمية وتمنح للمتعلمين دور المشاركة في بعض المواقف والاستماع في المواقف الأخرى وذلك من أجل ضبط الصف والتغلب على مشكلاته وقد تتفقون أحيانًا مع ما يرد في النظرية من مبادئ وتطبيقات وقد تجدون أحيانًا أخرى أنفسكم أمام نظرية تختلف عنكم بشكل جزئي أو كامل وبكلا الحالتين نود تذكيركم أنه باستطاعتكم أخذ وتطبيق أفضل ما في النظرية بما يتناسب معكم ومع طبيعة طلبتكم وما فيه مصلحتهم. وتذكروا دائمًا ليس هناك نظرية صحيحة بالكامل ولا نظرية خاطئة بالكامل وجميع هذه النظريات وجدت لمساعدتكم على تفسير طرق تعلم الطلبة وسلوكياتهم المختلفة فخذوا من كل نظرية ما يفيدكم وطبقوه في غرفكم الصفية للوصول إلى أفضل النتائج.