شهد العالم ثورات متتابعة على صعيد التكنولوجيا حتى أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياة الفرد وسرعان ما غزت جميع المجالات وخاصة المجال التربوي الذي يحاول جاهدًا التكيف مع التطور الذي يحيط به بكافة السُبل.
أحدثت الثورة الرقمية في العالم تقدمًا علمياً غير مسبوق كما أحدثت تكنولوجيا التعليم ثورة في الحقل التربوي؛ لذا شكلت الثورة الرقمية فجوة ما بين الطلبة والمعلمين بما يعرف بالفجوة الرقمية التي تعرف بـ (Digital Gap) وذلك بسبب عدم تمكن المدرسة من حاجات الطلبة واهتماماتهم المُختلفة في هذا القرن ورافق هذه الفجوة ظهور مصطلحات لغوية عديدة منها مصطلح الطلبة الرقميون (Digital Students) ومصطلح المعلمون المهاجرون إلى الرقمية (Digital Teachers). ما رأيكم أن تتعرفوا على خصائص كل منهما؟
خصائص المتعلمون الرقميون
يفضلون الحصول على المعلومات بشكل سريع من مصادر متنوعة.
يفضلون أداء مهمات متعددة في نفس الوقت.
يفضلون التعلم باستخدام الوسائط المتعددة.
خصائص المهاجرون إلى الرقمية
يفضلون الحصول على المعلومات من مصادر محددة.
يفضلون أداء مهمة واحدة في المرة الواحدة.
يفضلون التعلم باستخدام النصوص المطبوعة.
ولجسر الفجوة بين المتعلمين الرقميين والمهاجرين إلى الرقمية لا بد من تغيير آلية العمل في المدرسة في المجالات الثلاثة الآتية:
منهجية التواصل مع الطلبة
ينبغي على المدرسة تحويل منهجية التواصل التي تستخدمها مع الطلبة بحيث تتمكن من مخاطبتهم باللغة التي يفهمونها، ووفق أنماطهم المختلفة، وذلك باستخدام طرق وقنوات التواصل الحديثة المستخدمة من قِبل الطلبة مثل الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
نوعية المحتوى التعليمي المُقدّم للطلبة
ينبغي أن يتضمن المحتوى التعليمي المُقدّم للطلبة معارف، ومهارات واتجاهات تتناسب مع حاجاتهم واهتماماتهم المُختلفة في القرن الحالي، ويجب أن يُشجع الطلبة على توظيف التقنيات والمهارات الإلكترونية المُختلفة التي يُتقنونها خلال تعلمهم مما يُسهم في إيجاد بيئات تعلم إيجابية، ويُحسّن من سير العملية التعليمية التعلمية.
الكفايات المهنية والحياتية التي تُخاطبها عملية التعليم والتعلم في المدرسة
في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها هذا العصر لم يعد من المناسب أن تُنمي المدرسة لدى الطلبة الكفايات المُتعلقة بالقراءة، والكتابة، والحساب فقط وإنما يجب أن تتعدى ذلك لتشمل الكفايات مُختلفة الآتية:
التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي
حل المشكلات
توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
العمل الجماعي
القيادة
المحاسبة الذاتية
التواصل الفعّال
المسؤولية الذاتية والاجتماعية
التعلّم الذاتي
الجوانب التي تُركز عليها الثورة الرقمية في مجال التربوي
توفير أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدارس.
تدريب أعضاء الطاقم المدرسي والطلبة على توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والتعلم.
توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية التعلمية لتحسين مخرجاتها.
العوامل التي تُؤثر على توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدرسة
رؤية ورسالة المدرسة.
مشاركة المدرسة في المبادرات المختلفة.
نمط القيادة الذي يتبناه مديرو المدارس.
الثقافة السائدة في المدرسة.
النمو المهني لأعضاء الكادر المدرسي.
تعاون أعضاء الكادر المدرسي.
السياسات التربوية المُتعلقة بتوظيف أساليب التدريس الحديثة وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
مستخدمي أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المجال التربوي ينبغي أن يتوفر لديهم الآتي:
المعرفة بأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخداماتها المُختلفة.
المهارة في استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المُختلفة، وتوظيفها في أداء المهام التعليمية والإدارية.
التوجهات الإيجابية نحو أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأثرها على العملية التعليمية التعلمية والوعي بأهميتها على الصعيدين الشخصي والمهني.
متطلبات تفعيل توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدرسة
وجود قيادة مدرسية تشاركية حكيمه تدعم توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدرسة وتوجهه.
إتقان توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمهارة في توظيفها في الأعمال الإدارية المدرسية، وفي العملية التعليمية التعلّمية.
توفر الموارد المادية والبشرية اللازمة لتوظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدرسة مثل أجهزة الحاسوب، وشبكة الإنترنت، ومسؤول صيانة وغيرها.
دعم مدراء المدارس وأعضاء الكادر المدرسي والطلبة لبعضهم البعض لأن توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يزيد من الأعباء الملقاة على عاتقهم، ويتطلب تخطيط ومهارة عالية أثناء توظيفها.
أثر توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المدرسة
يؤثر توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إيجابًا في المدرسة على الفئات الآتية:
أولاً: مدراء المدارس وأعضاء الهيئة الإدارية والتعليمية
إيجاد بيئة عمل تتسم بالمرونة والإيجابية بسبب انخفاض ضغوط العمل وتشجيع التعاون وتبادل الخبرات بين الجميع.
توفير فرص مختلفة للنمو المهني من خلال التواصل من الخبراء والتربويين في مواقع مختلفة.
توفير الجهد والوقت نتيجة للاستفادة من أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تيسير أعمال المدرسة، وأرشفة السجلات، وتنظيم الاجتماعات والمناسبات.
تشجيع التواصل مع المؤسسات المُجتمعية المُختلفة، والانفتاح على العالم لتبادل الخبرات والاطلاع على آخر المستجدات العلمية، والتربوية، والإدارية وذلك من خلال الاستعانة بشبكة الإنترنت وما تُوفره من تطبيقات وبرامج.
ثانياً: أولياء الأمور
تُوفير فرص للمشاركة في تعلم أبنائهم والاطلاع على الواجبات والمهام التي يقومون بها.
تسهيل عملية متابعة أبنائهم من حيث الدوام المدرسي، والتحصيل الأكاديمي.
تسهيل عملية التواصل مع أعضاء الكادر المدرسي في الأقسام المدرسية المُختلفة.
ثالثاً: الطلبة
إشراك الطلبة في تعلم ذو معنى يستفيدون منه في حياتهم خارج أسوار المدرسة.
إكسابهم مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية المختلفة.
تنمية مهاراتهم في التعلم الذاتي، وزيادة حسهم بالمسؤولية المُجتمعية.
زيادة حصيلتهم اللغوية والمعرفية.
هل سمعتم أعزاءنا القراء بمصطلح الثورة الصناعية الرابعة؟
تستند الثورة الصناعية الرابعة بشكل أساسي على التكنولوجيا الرقمية وما يصاحبها من استخدام في الوسائل الرقمية في مختلف المجالات ولا سيما المجال التربوي ومن المؤكد أنكم سمعتم بمدرسة المستقبل المأمولة تلك المدرسة التي تفتح ذراعيها للتطور والتقدم التكنولوجي التربوي ونشر ثقافة التعلم الرقمي وتجعله جزءًا لا يتجزأ من منظومتها، لكن اليوم أصبح وجود هذه المدرسة ضروري ومستعجل ولا يوجد هناك مجالًا للتلكؤ والتباطؤ، لذا يترتب على كل فرد في الكادر الإداري والتعليمي توظيف التكنولوجيا في مجال عمله لتقديم تعلم وتعليم يليق بالعصر الذي نعيش فيه ويواكبه.