دور المعلمين وأولياء الأمور في دعم تعليم وتعلم الرياضيات

دور المعلمين وأولياء الأمور في دعم تعليم وتعلم الرياضيات

بالتأكيد أنكم سمعتم العديد من  العبارات مفادها أن الرياضيات هو علم الأذكياء، وفن اللعب بالأرقام. نعم صحيح، فمادة الرياضيات واحدة من أهم المواد الدراسية التي يمتد أثر تعلمها إلى الحياة اليومية، وبالرغم من ذلك إلا أن بعض الطلبة يجدون مادة الرياضيات من المواد الصعب فهمها ولا يرغبون في تعلمها؛ لذا سيتم التركيز في هذا المقال على دور المعلمين وأولياء الأمور في دعم تعلم طلبتهم وابنائهم للرياضيات.

ولكن قبل البدء بقراءة تفاصيل هذا المقال ما رأيكم أن تتأملوا الأسئلة الآتية:

برأيكم هل خوف الطلبة من مادة الرياضيات مُبرِر لإخفاقهم فيها وعدم الرغبة في دراستها كباقي المواد؟

هل وصف الطلبة لهذه المادة بأنها صعبة ومعقدة صحيح، أم لا؟

اعتبار خوف الطلبة من مادة الرياضيات لا يُعد مُبرِرًا لعدم نجاحهم وعدم رغبتهم في دراستها. فعلى الرغم من أن الرياضيات قد تكون مادة صعبة بالنسبة للعديد من الطلبة، فإن التعليم الجيد والمناسب مع توفير بيئة تعليمية داعمة تساعد الطلبة على تعلم الرياضيات بفاعلية.

دور أولياء الأمور في دعم  تعلم أبنائهم لمادة الرياضيات

تعليم الطلبة الرياضيات يتطلب القيام ببعض الأنشطة التي تساعدكم على جعل التعلم ممتعًا وشيقًا، ومن الأنشطة التي يمكنكم القيام بها لتحفيز أبنائكم على تعلم الرياضيات الآتي:

  • استخدام الأمثلة الواقعية: يمكنكم استخدام الأمثلة الواقعية والموضوعات المتعلقة بالحياة اليومية لشرح المفاهيم الرياضية بشكل يُسهل على أبنائكم فهمها وتطبيقها، ومثال ذلك: إعطاء الأبناء مَهمة الشراء والدفع من المحال التجارية بأنفسهم وتحت إشرافكم؛ لأن قيامهم ببعض العمليات الحسابية من جمع وطرح وضرب وقسمة سيشعرهم بأن الرياضيات غير مفصولة عن الحياة اليومية بل هي أساس لجميع التعاملات اليومية.
  • اللعب بالرياضيات: يمكنكم التنافس مع أبنائكم واللعب معهم من خلال ألعاب رياضية مثل لعبة السلم والحية ولعبة (Sudoku)، هذه الألعاب تعتبر ممتعة وتشجعهم على استخدام مهاراتهم الرياضية في جو من المتعة والمرح.
  • الدعم في المنزل: يمكنكم دعم أبنائكم في المنزل عند مواجهتهم لأي صعوبات في تعلم الرياضيات والتوضيح لهم بأنهم قادرين على تعلمها، مع تحفيزهم على الاستمرار في التعلم وتحسين مهاراتهم الرياضية وربط أهمية تعلم الرياضيات بالحياة الواقعية.
  • التحدي الرياضي: يمكنكم تحدي أبنائكم الطلبة عن طريق عقد مسابقات رياضية صغيرة في المنزل أو دعمهم للمشاركة في المسابقات الرياضية في المدرسة. هذا سيشجع الطلبة على تحسين مهاراتهم في الرياضيات.

جميع النقاط السابقة تشير إلى أن عليكم كأولياء أمور مَهمة ضرورية وهي عدم فصل مادة الرياضيات عن الواقع والحياة اليومية، فيمكنكم تعليم أبنائكم الحساب والرياضيات بأي وقت ومكان مثل: استثمار وجودهم على مائدة الطعام أو في الأسواق أو في رحلة عائلية وغيرها من المواقف والأماكن.

دور المعلمين في تعليم الطلبة الرياضيات

تعليم الطلبة الرياضيات لا يجب أن يكون تعليمًا عاديًا بل يجب أن  يكون تعليمًا يجمع ما بين الفهم والتمكن والمتعة والتشويق وذلك من خلال توظيف طرق وأساليب جديدة ومناسبة لاحتياجات وقدرات الطلبة ومنها:

  • ربط ما يتعلمه الطلبة في الحصة الصفية بواقع الحياة اليومية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص آخر دقيقتين من الحصة الصفية لتوضيح كيف يتم استخدام المفهوم الرياضي الذي تعلّموه وأين ومتى يتم تطبيق القانون أو المعادلة المرتبطة بهذا المفهوم في الحياة وخارج حدود الغرفة الصفية. كما يمكن تقديم مسائل واقعية  للطلبة تتطلب منهم تطبيق المفاهيم الرياضية التي تم تعلمها؛ مما يساعدهم على ربط هذه المفاهيم الرياضية المجردة بالحياة الواقعية بالعالم الواقعي.
  • توظيف أدوات التكنولوجيا لتعليم الرياضيات، مثل استخدام البرامج التعليمية والألعاب الرياضية الإلكترونية والأجهزة اللوحية والأجهزة الذكية وغيرها من الأدوات التي تعزز تفاعل الطلبة مع المادة.
  • تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلبة من خلال إبراز النجاحات الصغيرة وتشجيعهم على التقدم والتحسن في مهاراتهم الرياضية، وإعطائهم الفرصة للتعلم من الأخطاء. بناء الثقة لدى الطلبة على أنهم قادرين على تعلم الرياضيات؛ فانعدام الثقة من أكبر العوائق التي تمنع الطلبة من النجاح في الرياضيات.
  • تعزيز الاتصال بالطلبة من خلال الاهتمام بالأسئلة والمخاوف الخاصة بالطلبة والاستماع إلى آرائهم وتوجيههم ومساندتهم في حل المشكلات الرياضية بالإضافة إلى تشجيعهم على طرح الأسئلة وتعزيز الفضول الإيجابي لديهم.
  • توفير بيئة صفية داعمة للتعلم وخالية من التهديدات لتجنب شعور الطلبة بالخوف من الفشل وتعزيز اعتبار الوقوع بالخطأ فرصة للتعلّم.
  • التأكد من فهم الطلبة للمفاهيم الرياضية وتطبيقاتها وليس حفظ القوانين وصيغ المعادلات وآلية تطبيقها.
  • الحرص على وضوح النتاجات التعليمية المراد تحقيقها في الحصة الصفية الواحدة وإشراك الطلبة في تحديدها.
  • حل المسائل الرياضية بأكثر من طريقة؛ فتعدد طرق وأساليب التوصل إلى الحل يساعد الطلبة على الفهم بشكل أعمق وعلى الشعور بحرية اختيار طريقة وأسلوب التوصل إلى الحل الأنسب لقدراتهم.
  • تعزيز القيمة الإيجابية لتعلم الرياضيات واستخدام الاستقصاء الإيجابي للتقديم للموضوع المراد تعلمه وعدم وصف مادة الرياضيات وأي محتوى تتضمنه بالصعوبة إطلاقًا أمام الطلبة.
  • تشجيع الطلبة على الاستمرار في محاولة إيجاد الإجابات وعدم الاستسلام.

أعزاءنا المعلمون وأولياء الأمور

مهما وصف طلبتكم مادة الرياضيات بأنها صعبة الفهم والتطبيق، ليس عليكم إلا أن تثبتوا لطلبتكم وأبنائكم عكس ذلك تمامًا فهي مادة تعزز التفكير النقدي والمنطقي لديهم، وتساعدهم على تحسين مهاراتهم في التحليل والتفكير الإبداعي، وهذا يجعلها من المواد المُهمة لهم في العديد من المجالات المختلفة بما في ذلك العلوم والهندسة والاقتصاد والإحصاء وغيرها؛ لذا يقع على عاتقكم كمعلمين وأولياء أمور مساعدة طلبتكم وأبنائكم على تحسين مهاراتهم الرياضية والسعي لتجاوز أي صعوبات قد يواجهونها في فهم المفاهيم الرياضية، وذلك من خلال الاستمرار في البحث عن المصادر التعليمية والأساليب والطرق المناسبة لتعليهم وتوظيفها في حصصكم الصفية وحياتكم اليومية إلى أن يتقنوا فن اللعب بالأرقام.

المراجع

أحدث المواضيع