استراتيجيات الإدارة الصفية

استراتيجيات الإدارة الصفية Classroom Management Strategies

هل تعانون من حدوث الملل والأحاديث الجانبية بين الطلبة أثناء تنفيذ حصصكم الدراسية في الصف؟

هل تنتهي الحصة الصفية قبل تحقيق نتاجات التعلم؟ 

هل لديكم طلبة غالبًا ما يفتعلون المشكلات ويقاطعونكم أثناء الدروس؟  

قد تكون إجابتكم على هذه التساؤلات المطروحة نعم، وقد تبحثون عن طرق واستراتيجيات تساعدكم على إدارة غرفكم اﻟﺼﻔﻴﺔ وتوفير بيئة صفيّة تعليمية آمنة تُسهم في زيادة مشاركة الطلبة وتحقق التفاعل بينهم. نطرح لكم في هذا المقال مجموعة من الاستراتيجيات والأفكار التي تساعدكم على اﻹدارة الصفية بفاعلية سواء كان التعليم وجهًا لوجه أو عن بُعد بالإضافة إلى تعريفكم بأنواع الطلبة بشكل عام داخل الغرفة الصفية وكيف يمكنكم التعامل معهم.

استراتيجيات الادارة الصفية الفعالة

إليكم مجموعة من الاستراتيجيات التربوية الفعالة التي تساعدكم على ادارة الغرفة الصفية بفاعلية:

  • إعداد مجموعة من القواعد العامة لضبط سلوك طلبتكم داخل الفصل (مدونة السلوك) وتوفير البيئة الصفية الآمنة، على أن تكون القواعد والقوانين واضحة وإيجابية ومكتوبة ومعلقة أمامهم في اﻟﺼف الدراسي، وأن يتم تذكيرهم بها والتأكيد على أهمية الالتزام بها بشكل مستمر، ويُفضل أن يتم وضع لائحة القواعد بالشراكة مع الطلاب.
  • نمذجة السلوكيات التي ترغبون بها أمام طلبتكم حيث تؤثر عليهم، إذ أن الطلبة يكتسبون مما يرونه أكثر مما يسمعونه، لذا يجب عليكم استخدام لغة واضحة وبدرجة صوت مناسبة، مع إظهار الاهتمام بهم وعدم مقاطعتهم أثناء الإجابة.
  • إيجاد قواعد وروتين لتنظيم عمل المجموعات والطلبة مثل تحديد آلية طلب المساعدة من قبل زملائهم الطلبة باستخدام البطاقات الحمراء والخضراء، ووضع قواعد لدرجة الصوت مثل استخدام فكرة مقياس التحكم بالصوت عند ارتفاع الصوت عن الحد المسموح به وغيرها من أفكار.
  • إعطاء مهمات تناسب مهارات وقدرات طلبتكم، إذ قد يميل الطلبة إلى بعض التصرفات غير المرغوبة خوفًا من الظهور بمظهر الضعف أو العجز عن تنفيذ المهام المطلوبة أو العكس قد يتمكن المتميزون من طلبتكم من إنهاء المهمة بسرعة ويشعرون بالملل ويفتعلون المشاكل والإزعاج.
  • الحصول على التغذية الراجعة من قبل التلاميذ حول الحصة الصفية بشكل عام مثل باستخدام طريقة الوجه المبتسم والوجه العبوس أو التلميحات اللفظية وغيرها من الطرق.
  • الحرص على وجود تعزيز مستمر لطلبتكم مثل: لوحة تعزيز الأفراد ولوحة تعزيز المجموعات مع الحرص على مدح السلوكيات الجيدة بشكل أساسي وشكر الطلبة عليها وتمييز الطلبة الذين يقومون بكل ما يطلب منهم أو الطلبة المبادرون.
  • إعطاء الطلبة خيارات لتحقيق ما تُريدون منهم، مثل:
    • هل ستتوقف عن التحدث إلى زميلك أثناء الدرس؟ أم تُفضل أن تجلس وحدك؟
    • هل تريد أن تنهي واجبك وحدك؟ أم تريد أن يساعدك زميلك؟
    • هل ستكتب واجبك الآن؟ أم ستكتبه في وقت اللعب؟

إقرأوا المزيد في مقال: هل ترغبون في إدارة صفية فاعلة؟ الموجود على المدونة.

أفكار تُسهم في تحقيق الإدارة الصفية الفاعلة

أولًا: إطفاء الضوء وإشعاله من خلال التوضيح لطلبتكم أن الهدف من إطفاء الضوء وإشعاله هو الانتباه وترك ما يقومون بعمله أو التزام الهدوء، كما يمكن الاتفاق معهم على أهداف أخرى لإضاءة الضوء وإغلاقه.

ثانيًا: طرح سؤال من خلال التوضيح لطلبتكم أنه عند حاجة أحدهم لطرح سؤال وتكون إجابته مهمة لكل الطلبة عليهم رفع اليد أما إذا كان السؤال سؤالًا خاصًا مثل هل أستطيع شرب الماء؟ فعلى الطالب/الطالبة وضع اليد على القلب، أو أي حركة تتفقون عليها مع طلبتكم.

ثالثًا: استراتيجية خمسًا بخمس من خلال التوضيح للطلبة أنه عند رفع اليد مفتوحة فعلى الطلبة أن يقوموا بالآتي في خمس ثواني:

  • مواصلة النظر إليكم
  • ترك ما في أيديهم
  • عدم الحركة
  • الهدوء وعدم الكلام
  • الاستماع

هناك الكثير من الأفكار والاستراتيجيات التي يمكنكم الابداع في ابتكارها والقيام بها لتحقيق الانضباط داخل الغرفة الصفية وإحداث الفرق بسلوك طلبتكم، لذا ابحثوا وأبدعوا لإدارة غرفكم الصفية ولا تترددوا في مشاركتها مع زملاءكم المعلمين.

أنواع الطلبة داخل الغرفة الصفية

كيف يمكن للمعلمين التعامل مع الطلبة العدوانيين والجدليين وأصحاب السلوكيات غير المرغوبة؟ إليكم مجموعة من التقنيات التي تُساعدكم على التعامل معهم وإدارة الغرفة الصفية بنجاح:

أولًا: الطلبة العدوانيين

هناك عدة تقنيات وأساليب تُستخدم مع الطلبة العدوانيين وتُسهم في تحسين تفاعلهم داخل الغرفة اﻟﺻﻔﯾﺔ منها الآتي:

  • الحديث مع الطلبة العدوانيين على انفراد لمعرفة سبب السلوكيات غير المرغوبة.
  • تزويد الطلبة بنماذج السلوك الإيجابي وذلك من خلال أنشطة لعب الأدوار.
  • منح الطلبة مهام القراءة والكتابة التي تُخفّف من السلوكيات العدوانية.
  • توفير الفرص للطلبة لتغيير سلوكياتهم العدوانية إلى سلوكيات مقبولة اجتماعيًا مثل إشراكهم في المسابقات الصفية والرياضية، والاهتمام بهواياتهم ومهاراتهم.
  • إعداد مهمات للعمل التعاوني بين طلبتكم، وإتاحة الفرصة لهم للنقاش والحوار بينهم، مما يقلل من السلوكيات العدوانية بين الطلبة.

ثانيًا: الطلبة الجدليين

هناك عدة تقنيات وأساليب للتعامل مع الطلبة الجدليين عند الدخول معهم في حوار وجدل منها التالي:

  • الابتعاد عن توجيه الاتهامات عند الاقتراب من الطلبة الجدليين أو التلميح برفع السبابة نحوهم.
  • تقييم الأسباب والموقف الذي أدى للمواجهة.
  • ترك مساحة مليئة بالخيارات للطلبة وتوفير النشاطات التي تُساعدهم على الحوار والمناقشة كالمناظرة.
  • الهدوء وضبط المشاعر قبل التحدث مع الطلبة الجدليين.

ثالثًا: الطلبة الذين لديهم مشاكل سلوكية

هناك عدة تقنيات وأساليب للتعامل مع الطلبة الذين لديهم مشاكل سلوكية بشكل مستمر ومنها:

  • طرح الأسئلة على الطلبة بحيث يتوصلون إلى أن السلوكيات التي يقومون بها غير مقبولة. 
  • توضيح الأسباب التي تجعل هذا السلوك غير مقبول داخل الفصول، وماذا يترتب عليه من عقوبات عند الاستمرار بسلوك غير مرغوب فيه.
  • التركيز على أن يفهم الطلبة أن سلوكهم هو غير المرغوب وليس هم كطلبة.
  • إعلام اﻟﻤﻌﻟم لأولياء الأمور واطلاعهم بشكل مستمر على التطورات التي تحدث مع هؤلاء الطلبة.
  • إعداد برنامج وخطة علاجية تهدف إلى تعديل السلوكيات غير المرغوبة وإشراك أولياء الأمور لمتابعة برنامج ﺗﻌﺪﻳﻞ السلوك مع أبنائهم ﻓﻲ المنزل.

رابعًا: الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة

هناك مجموعة من التقنيات والطرق للتعامل مع هذه الفئة من الطلبة لما لها من خصوصية في التعامل وتختلف التقنيات باختلاف الموقف كالآتي:

  • لتحسين الانتباه:
    • تخصيص مقعد في الصفوف الأمامية.
    • تقسيم المهمة إلى أجزاء وبعد الانتهاء من كل جزء يتم تزويد الطالب/الطالبة بالجزء اللاحق للمحافظة على تركيزهم وتعلمهم.
    • استعمال الإشارات لجذب انتباه الطالب/الطالبة من خلال رفع البطاقات الملونة أو لمس الكتف أو النقر بالإصبع. التواصل البصري قبل إعطاء التعليمات.
  • للتخفيف من الانفعالات:
    • تجاهل التصرفات البسيطة غير المرغوبة.
    • التركيز على التصرفات الإيجابية.
    • مساعدة الطالب/الطالبة على تعلم أساليب حل المشكلات والاعتماد على الذات.
  • لتحسين التقدم على المستوى الأكاديمي:
    • إعطاء الطالب/الطالبة وقتًا إضافيًا لإتمام المهمة ومراعاة أنماط تعلمهم.
    • تقليل حجم الواجبات وعددها.
    • توظيف استراتيجيات التدريس المتنوعة.
    • متابعة الطالب/الطالبة في إنهاء المهمات المطلوبة.
  • لتحسين المهارات التنظيمية:
    • التعرف إﻟﯽ أولياء أمورهم التواصل المستمر معهم.
    • استخدام المفكرة اليومية وتدوين الملاحظات بشكل مستمر.
    • التشجيع الإيجابي والمستمر.

إستراتيجيات لإدارة الصفوف الافتراضية

نقدم إليكم مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكنكم توظيفها أثناء التعلم المتزامن مع الطلبة لإدارة صفوفكم الافتراضية على النحو الآتي:

  • بناء المعلم روتين للتدريس ووقت الحصص الافتراضية مع إشراك الطلبة في تحديد عددًا من القواعد مثل الإجابة على أية أسئلة تتعلق بالواجبات المنزلية في أول دقيقتين أو كتابتها في صندوق الدردشة، واستخدام رمز رفع اليد للمشاركة أو طرح سؤال وهكذا.
  • ضبط وتقليل مصدر المشتتات في بداية الحصة، فمن الأفضل تحديد المشتتات من بداية الحصة من خلال تسميتها وإعطاء الطلبة وقت قصير لإزالتها، كالخلفيات المشتتة أو البرامج الرقمية التي يمكن للطلبة الدخول إليها أثناء الحصة، مع توجيههم للجلوس في أماكن هادئة في المنزل.
  • وضع التوقعات السلوكية والأكاديمية، إذ يمكنكم استخدام الحوافز لتعزيز التوقعات السلوكية الإيجابية، وكذلك تحديد التوقعات الأكاديمية من الطلبة ومعرفة الطلبة الذين يُشاركون في الإجابات من خلال رفع أيديهم الافتراضية، أو استخدام المحادثات المصغرة ضمن مجموعات في الغرف الجانبية باستخدام تطبيق زووم (Zoom).
  • تفعيل كاميرا الويب من خلال توجيه جميع الطلبة لتفعيل الكاميرا للتواصل البصري معهم، وكذلك تشغيل الصوت أو كتم الصوت تبعًا للتعليمات.
  • استخدام الوسائط التعليمية المتعددة التي من شأنها الحفاظ على جذب انتباه الطلبة وتركيزهم، وتكليفهم بمهام مرتبطة بما يتم طرحة خلال تنفيذ الدروس الافتراضية، كأن تكون هناك مهمات جماعية تنفذ في الغرف الجانبية.
  • توظيف استراتيجيات التعلم النشط حيث تُركز هذه الاستراتيجيات على إشراك الطلبة في عملية تعلمهم وجعلهم محور عملية التعلم والتعليم.

في النهاية، المعلمون الناجحون هم من يعملون على إدارة الغرفة الصفية بفاعلية باستخدام استراتيجيات متنوعة تلائم الموقف الصفي، لذا ندعوكم لتطبيق هذه الاستراتيجيات مع طلبتكم ومشاركتها مع زملائكم لاسيما الجدد منهم، لأن هذه الاستراتيجيات من شأنها توجيه سلوكيات الطلبة نحو السلوكيات المرغوبة والعمل على تنظيم عملية تعلمهم سواء كان التعلم وجهًا لوجه أو تعلم إلكتروني.

المراجع

أحدث المواضيع