التعلم الإلكتروني والطلبة ذوي الإعاقة

التعلم الإلكتروني والطلبة ذوي الإعاقة E-Learning and Students with Disabilities

سهل توظيف التعلم الإلكتروني عملية تعلم الطلبة ذوي الإعاقة، حيث تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا في توفير حلول التعلم المثالية لهؤلاء الطلبة وسنجيب في هذا المقال عن الأسئلة الآتية:

  • ما المقصود بتكنولوجيا التعليم الخاصة بذوي الإعاقة؟
  • ما أهمية استخدامها في مجال تعليم الطلبة من ذوي الإعاقة؟
  • ما هي الوسائل التكنولوجية التي يجب استخدامها للطلبة من ذوي الإعاقة؟
  • ما هي الفائدة المرجوة من توظيف التكنولوجيا في تعليم الطلبة من ذوي الإعاقة؟

تكنولوجيا التعليم للطلبة من ذوي الإعاقة

تُعرف التقنيات (التكنولوجيا) التعليمية الخاصة بالطلبة ذوي الإعاقة بأنها أي مادة أو قطعة أو نظام منتج أو شيء معدل أو مصنوع وفقًا للطلب بهدف زيادة الكفاءة العلمية والوظيفية للطلبة ذوي الإعاقة، والتقنيات هنا ليس فقط الأجهزة أو الإلكترونيات إنما يقصد بها أي وسيلة تعليمية تساعد في تسهيل فهم المادة العلمية حتى اللوح والطباشير والكتاب يعد من التقنيات التعليمية المساعدة.

هنا يمكن تقسيم التقنيات التعليمية المساعدة للطلبة ذوي الإعاقة إلى قسمين:

  • التقنيات الإلكترونية: مثل الحاسوب وبرامجه وتطبيقاته المختلفة والتلفزيون التعليمي والفيديو وجهاز عرض البيانات (Data Show) واللوح الذكي وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.
  • التقنيات غير الإلكترونية: مثل الكتاب واللوح والصور والمجسمات وغيرها من الأجهزة غير الكهربائية أو الإلكترونية.

ما أهمية استخدام الوسائل التعليمية والتكنولوجية في تعليم الطلبة ذوي الإعاقة؟

تشير الكثير من الدراسات إلى فاعلية استخدام الوسائل التعليمية التكنولوجية في مجال تعليم الطلبة ذوي الإعاقة ويمكن تلخيص أهمية استخدام هذه الوسائل التعليمية والتكنولوجية في تعليم الطلبة ذوي الإعاقة على النحو الآتي:

  • مراعاة الفروق الفردية بين هؤلاء الطلبة لذلك عليكم التنويع في طرائق وأساليب التعليم بما يتناسب مع قدرات كل منهم.
  • إكساب الطلبة ذوي الإعاقة الأنماط السلوكية المرغوب فيها وتعليمهم المفاهيم المعقدة.
  • التغلب على انخفاض القدرة على التفكير المجرد لدى الطلبة ذوي الإعاقة من خلال توفير خبرات حسية مناسبة.
  • تشويق الطلبة ذوي الإعاقة وزيادة دافعيتهم وإقبالهم على التعلم.
  • زيادة التحصيل وتكوين اتجاهات إيجابية للطلبة ذوي الإعاقة.
  • تزويد الطلبة ذوي الإعاقة المهارات الأكاديمية اللازمة لتكيفهم مع المجتمع المحيط بهم.
  • تنمية جميع المهارات (العقلية والاجتماعية واللغوية والحسية والحركية) للطلبة ذوي الإعاقة.
  • التقليل من آثار الإعاقة مما يساعد الطلبة ذوي الإعاقة على تحسين فرص تعلمهم وزيادة فرص إبداعهم.
  • المشاركة الفعالة بشكل كامل في الصفوف التعليمية العامة مما يشجعهم على التعاون وزيادة الاستقلالية ويزيد ثقتهم بأنفسهم.
  • تقليل الاعتماد على الآخرين.
  • دمج الطلبة ذوي الإعاقة مع مجتمعهم المحيط بهم.

الوسائل التعليمية والتكنولوجية المساعدة للطلبة ذوي الإعاقة

جميعنا نعلم أن الطلبة ذوي الإعاقة يتفاوتون من حيث نوع الإعاقة التي لديهم فمنهم لديه إعاقة بصرية وآخرون إعاقة سمعية وهناك أيضًا الإعاقة العقلية والإعاقة الجسمية والحركية وصعوبات التعلم واضطرابات النطق والكلام وعليه ستتنوع الوسائل وتختلف لتخدم أنواع متعددة من الإعاقات.

سنعرفكم الآن على أربعة أنواع من الوسائل التكنولوجية التي يمكن استخدامها مع الطلبة ذوي الإعاقة وهي:

أولًا: الوسائل التعليمية السمعية

  • التسجيلات الصوتية: تستخدم هذه التسجيلات لتعليم اللغات وتسجيل القصص والنصوص المقررة في المنهج وتعليم لفظ الكلمات.
  • البرامج الإذاعية التعليمية: تعتبر من أشهر الوسائل التعليمية السمعية المناسبة جدًا للطلبة ذوي الإعاقة البصرية.
  • الكتب الناطقة: تكون من خلال تسجيل نص الكتاب على الأشرطة الصوتية أو الاسطوانات.

ثانيًا: الوسائل التعليمية اللمسية

  • العداد الحسابي
  • النماذج والمجسمات التعليمية
  • العينات: إحدى الوسائل التعليمية التي تؤخذ من البيئة دون إجراء أي تعديل أو تغيير عليها حيث تساعد على دراسة الموضوعات غير المتوفرة في المجتمع.
  • الرسومات البارزة: أكثر الوسائل انتشارًا في مدراس الطلبة ذوي الإعاقة البصرية.
  • الصور اللمسية: يتم من خلالها تفسير العلاقات بين الأشياء والأحداث بفاعلية.
  • الخرائط والكرات الأرضية
  • اللوحات التعليمية

ثالثًا: الوسائل التعليمية السمعية البصرية

  • التلفزيون التعليمي للطلبة ذوي الإعاقة السمعية
  • الوسائل المتعددة الحاسوبية الناطقة
  • الشبكة العنكبوتية

رابعًا: الوسائل التعليمية من البيئة المحلية

  • المتاحف والمعارض
  • الزيارات الميدانية أو الرحلات التعليمية

الفائدة من توظيف التعلم الإلكتروني في تعليم الطلبة من ذوي الإعاقة

والآن، بعد أن تعرفتم على مفهوم تكنولوجيا تعليم الطلبة ذوي الإعاقة وأهميتها وأنواع الوسائل المستخدمة لا بد أنكم تسألون أنفسكم: لماذا يعتبر التعلم الإلكتروني حلًا مناسبًا للطلبة ذوي الإعاقة؟

حسنًا، هناك فوائد عديدة للتعلم الإلكتروني للطلبة ذوي الإعاقة يمكنهم الاستفادة منها دون مواجهة أي مشكلة، يمكن تلخيصها بالاستناد إلى نوع الإعاقة على النحو الآتي:

أولًا: صعوبات التعلم

يوفر التعلم الإلكتروني للطلبة من ذوي الإعاقة الوقت والمساحة للعمل حيث يمكنهم من خلال التعلم الإلكتروني مراجعة المواد ومشاهدة محاضرات الفيديو عدة مرات حسب حاجتهم ومن خلال أنظمة وبرامج تكنولوجيا المعلومات يستطيع الطلبة الذين يعانون من عسر القراءة أو اضطراب المعالجة المرئية معالجة النص الرقمي عن طريق تغيير نمط الخط أو حجمه مما يساعدهم في معالجة المعلومات بشكل فعال.

ثانيًا: الإعاقات الجسدية

الفائدة الأكثر وضوحًا للطلبة من ذوي الإعاقة الجسدية هي أنهم يبقون في منطقة الراحة الخاصة بهم دون الإسراع إلى المدرسة أو التنقل من صفوف دراسية إلى صفوف دراسية أخرى كما أن هناك تقنيات متكاملة للطلبة الذين لا يستطيعون الكتابة مثل برامج تحويل الصوت إلى نص والصوت المنشط.

ثالثًا: ضعاف البصر

من الأسهل على الطلبة من ذوي الإعاقة البصرية الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم لحضور الدروس بدلًا من الذهاب إلى المدرسة بالإضافة إلى أن توفير التقنيات التكيفية مثل لوحات المفاتيح بطريقة برايل (Braille) أو برامج تحويل الصوت إلى نص والتسجيلات الصوتية لتعلمهم تساعدهم على التعلم بكل يسر وسهولة.

رابعًا: ضعاف السمع

يمكن للطلبة الذين يعانون من ضعف السمع استخدام التكنولوجيا لتسهيل تعلمهم فمن خلال التعليم الإلكتروني يمكنهم مشاهدة محاضرات الفيديو مع الترجمة هذا الأمر الذي لا يمكن تجربته في الغرفة الصفية مثلًا، كما يمكن أن يكون النص هو الوسيلة الأساسية للتواصل مع المعلمين وزملائهم الطلبة الآخرين وطريقة أسهل للتفاعل من خلال المنتديات ورسائل البريد الإلكتروني.

خامسًا: الإعاقات النفسية

يمكن لمثل هؤلاء الطلبة العمل والدراسة في منطقة الراحة الخاصة بهم نظرًا لأنه يصعب عليهم التعامل مع بعض المواقف التي قد تسبب لهم القلق والتوتر، فإن محيطهم المعروف سيساعدهم على التعلم بشكل أفضل من خلال التعلم الإلكتروني.

ما رأيكم أن نختم هذا المقال بجملة من النصائح التي تساعدكم على الاستخدام الأمثل للوسائل التعليمية والتكنولوجية في تدريس الطلبة من ذوي الإعاقة؟

إليكم بعض الإرشادات التي ستساعدكم حتمًا على استخدام الوسائل التعليمية والتكنولوجية في تدريس الطلبة من ذوي الإعاقة:

  • شجعوهم على مشاهدة الفيديو عدة مرات للتمكن من التركيز على إعادة المقطع المتضمن للمفهوم الجديد والتمكن من اكتشاف المفاهيم الجديدة وفهمها.
  • حفزوهم على طرح الأسئلة وتقديم الملاحظات لتعززوا انخراطهم ودمجهم مع باقي طلبة الصف.
  • شجعوهم على إظهار فهمهم للمحتوى بالطريقة التي يرونها مناسبة دون الشعور بالخجل أو القلق من ردة فعل باقي الطلبة وبينوا لهم أن لكل طالب أو طالبة طريقته في إظهار فهمه.
  • ارصدوا تقدمهم من خلال التقييم اليومي وأخبروهم بمقدار التقدم حتى لو كان صغيرًا لأن ذلك سيشجعهم على المتابعة والاستمرار.
  • نوعوا في الوسائل المستخدمة ولا تركزوا على وسيلة واحدة بشكل مستمر.

والأهم من ذلك، تذكروا دائمًا أن هذه الفئة من الطلبة تحتاج إلى العطف والاهتمام لكن دون إفراط، اجعلوا دائمًا اهتمامكم منصب على تقوية شخصيتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم واعملوا جاهدين على دمجهم في مجتمعهم المحيط بهم فهم لهم الحق أيضًا في التعليم سواءَ كان وجهًا لوجه أو تعليميًا عن بعد.

المراجع

أحدث المواضيع