الطلبة الموهوبون Gifted Students
الطلبة كثيري الحركة والمشاغبين، وقليلًا جدًا ما نسمع أسئلتهم حول كيفية التعامل ورعاية الطلبة المتفوقين والموهوبين.
لكن، لماذا؟
لأن الاعتقاد السائد أن هؤلاء الطلبة ليسوا بحاجة إلى معاملة خاصة فهم متفوقين ومتميزين، إلا أن هذه الفكرة ليست صحيحة أبدًا ويجب التخلص منها بالكامل، وأنتم كمعلمين يتحتم عليكم دور الكشف عن هؤلاء الطلبة وتقديم تعليم يضيف شيئًا جديدًا لخبراتهم ويستطيعون الاستفادة منه.
يهدف هذا المقال إلى إكسابكم نظرةً جديدةً للطلبة الموهوبين من حيث خصائص هؤلاء الطلبة وصفاتهم والقدرات التي يتمتعون بها.
من هم الطلبة الموهوبين؟
هم الطلبة الذين يتصفون بالعديد من القدرات والإمكانات المميزة في شخصيتهم كأن يكونوا متميزين بشخصية قيادية ولديهم قدرات عالية في المجالات الدراسية المختلفة مثل اللغات والعلوم والآداب ذلك بالإضافة إلى أنهم يُظهرون تميز وإبداع خاص في المجالات الفنية الأخرى، مثل الرسم وغيره من المجالات، يمكن تحديد هؤلاء الموهوبين من خلال مختصين قادرين على تصنيف الطلبة؛ والطلبة الموهوبين بشكل عام هم الذين يتضح أنهم على استعداد تام للتفوق في كل شيء مقارنة بالطلبة الآخرين ممن هم في نفس سنهم فهم يمتلكون قدرات خاصة تميزهم عن غيرهم بكثير.
الأطفال المتميزين والموهوبين أيضًا هم أصحاب الأداء العالي مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمون إليها في قدرة أو أكثر من مجموع القدرات الآتية:
- القدرات العقلية العامة
- القدرات الإبداعية
- القدرات الفنية
- القدرات القيادية
- القدرات الأكاديمية
كم نسبتهم في الصف العادي؟ نسبتهم تتراوح بين 25 – 30% من مجموع الصف العادي.
ما هي صفات الطلبة الموهوبين؟
هناك العديد من الخصائص التي تُثبت موهبة الطلبة منها:
- حب الاستطلاع: بمعنى أن هؤلاء الطلبة لا يتخطون أية معلومة إلا ويسألون عنها وعن مصدرها ليتعرفوا عليها بشكل أكبر وأوضح وتفصيلي لأقصى درجة ممكنة.
- الشخصية الناقدة: الطالب الموهوب ينتقد نفسه قبل الآخرين لأنهم يعلم جيدًا ما هي أخطاءه ويستطيع أن يتعلم منها.
- حل المشكلات: الطلبة الموهوبين متميزين بدرجة كبيرة في حل المشكلات وذلك يتعلق بالمشكلات جميعها أيًا كان نوعها وكبر حجمها.
هل صادفتم أثناء مسيرتكم المهنية طلبة يتصفون بهذه الصفات؟
إذن، غرفكم الصفية لا تخلو من الطلبة الموهوبين.
ما هي القدرات التي يتمتع بها الطلبة الموهوبون؟
هناك العديد من القدرات المختلفة التي يتمتع بها الطلبة الموهوبين ومن أهم هذه القدرات القدرات العقلية ومنها أنهم على وعي بدرجة كبيرة بالمعلومات العامة ولديهم قدرة عالية على الفهم بالإضافة إلى قدراتهم الأكاديمية التعليمية فهم يتمتعون بقدرة عالية في التحصيل الدراسي.
كما يعتبر الطلبة الموهوبون من أكثر الطلبة الذين يحصلون درجات عالية في الاختبارات الدراسية كما يتمتعون أيضًا بقدرات إبداعية هائلة حيث يستطيعون أن ينتجوا العديد من الأفكار الجديدة والخلاقة في مختلف المجالات.
السؤال المهم الآن: ماذا يحتاج هؤلاء الطلبة لدعم موهبتهم وتنميتها؟
يحتاج الطلبة الموهوبين الآتي:
- توفير البيئة المناسبة المستقرة لهم.
- الرعاية من المختصين من أجل مساعدتهم على تطوير مجال موهبتهم.
- الرعاية الخاصة من قبل المدرسة حتى يتسنى لهم أن يعملوا على تنمية مواهبهم المختلفة.
ونقصد هنا بالبيئة المناسبة هو توفير غرف مصادر خاصة للموهبين تمامًا كما يتم توفير غرفة مصادر خاصة بالطلبة صعوبات التعلم والمتعثرين تحصيليًا.
ما المقصود بغرفة الموهوبين؟ وما أهداف إنشاءها؟ وما آلية العمل فيها؟
تابعوا القراءة لتعرفوا الإجابة.
تعريف غرفة الموهوبين
غرفة في المدرسة تُستخدم لتنفيذ فعاليات وأنشطة إثرائية للطلبة الموهوبين والمتميزين وفق خطة تربوية إثرائية فردية بجميع الطلبة الذين يستخدمون هذه الغرفة، حيث يتم تحديد الخطة حسب مجالات التميز عند هؤلاء الطلبة.
أهداف إنشاء غرفة مصادر الطلبة الموهوبين
يهدف إنشاء غرفة مصادر الموهوبين والمتميزين في المدارس إلى تعزيز فكرة الدمج الشامل والمتكامل لجميع الطلبة بما فيهم الطلبة من ذوي القدرات العقلية العالية بما يحقق تنمية الموهبة والإبداع لديهم بأقصى طاقاتهم فهؤلاء الطلبة يقضون وقتًا طويلًا في غرفة الصف العادية ومع معلميهم بينما لديهم الاستعداد والقدرة على التوسع في المنهاج الرسمي والتعمق فيه.
بالتحديد تهدف غرفة مصادر الطلبة الموهوبين إلى تحقيق الآتي:
- دمج برامج المتميزين مع ما يجري في الصف العادي وبناء قاعدة علاقات تعاونية بين المعلمين في المدرسة ومشرفي غرفة المصادر.
- خلق البيئة التعليمية المناسبة لنمو فكر وشخصية الطلبة الموهوبين وتحسين واقعهم التعليمي.
- بناء قاعدة معلوماتية حول حالات الطلبة المتميزين في المدرسة ومجالات أدائهم.
- تحفيز بقية الطلبة ورفع مستوى الدافعية عندهم.
البرامج والخطط الدراسية المتوقع تقديمها في غرفة مصادر الطلبة الموهوبين
تقوم فكرة هذه البرامج على اكتشاف الطلاب الموهوبين والمبدعين وتقديم الرعاية والخدمات التعليمية المناسبة لهم أثناء الدوام المدرسي وتُنفذ هذه البرامج على هيئة حصص كاملة أو جزئية تتضمنها أنشطة إثرائية يقدمها معلمون متخصصون لمجموعات من الطلبة المتميزين بحيث يقضي الطلبة الجزء الآخر من اليوم الدراسي مع زملائهم في الصفوف المختلفة ويتم تخصيص ساعات معينة يوميًا لتنفيذ هذه البرامج في غرفهم الخاصة.
آلية العمل في غرفة مصادر الطلبة الموهوبين
- يتـم استخدام الغرفة من قبـل الطلبة الموهوبين وفق جدول زمني معين يتم إعداد هذا الجدول من قِبل المدرسة ويُحدد فيـه أوقات التحاق ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ الموهوبين بغرفة المصـادر ويتم تنظيم جدول المواد الإثرائية ومحتواها.
- يخصـص استخـدام غرفـة المصـادر للمجـالات الآتيـة:
- كتابة البحوث النفسية والتجارب العلمية.
- إعداد المشاريع العلمية وتنفيذهـا.
- تصميـم نمـاذج ورسومـات وتصاميـم هندسيـة.
- تطوير وحدات تعليمية وإعداد مسرحيات أكاديميةأو فنية أو تعليمية وإقامة المعارض العلمية والفنية.
- تشخيص حالات الطلبة وأدائهم لغايات تطوير قدراتهم.
- يدرس الطلبة عدد محدد من الساعات أسبوعيًا يتم خلالها إثراء الموضوعات المقررة حسب مجالات القدرة والتميز لدى هؤلاء الطلبة واهتماماتهم وميولهم من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج الإثرائية والتطويرية.
قد تتساءلون الآن: ما الحاجة لوجود مثل هذه الغرف في مدارسنا العادية؟ لماذا لا نعمل على إيجاد مدارس خاصة للموهوبين؟
إليكم الإجابة.
مبررات إنشاء غرفة مصادر الطلبة الموهوبين
- الحاجة إلى مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة وإلى رعاية المواهب الأكاديمية الخاصة والمواهب الفنية وذوي القدرات العقلية العالية والقدرات الإبداعية الخاصة ضمن بيئتهم الطبيعية.
- إبقاء الطلبة الموهوبين في مدارسهم العادية يعتبر تشجيع للطلاب الآخرين ودافع لهم لتحسين أدائهم.
- الحاجة إلى الارتقاء في مستوى الأداء في المدارس في مجالات المنهاج والفريق المدرسي من معلمين ومشرفين والطلبة لكي تستطيع المدارس تلبية احتياجات جميع الطلبة مهما اختلفت قدراتهم.
الخلاصة
إن سعيكم لاكتشاف هذه الفئة من الطلبة في غرفكم الصفية أو في المدرسة أو المجتمع أو في أي مكان آخر أمر ضروري جدًا لأنه يساعدكم على تلبية حاجاتهم بواسطة تطوير البرامج التعليمية المتخصصة والتي تستثير دافعيتهم وتجعلهم أكثر إبداعًا وتخرج موهبتهم وتنميها على أفضل وجه.
نعلم جيدًا أن الأمر ليس سهلًا ولكنكم حتمًا ستستفيدون من توظيف هذه المواهب المختلفة بما يخدم المحيط الذي يكون فيه طلبتكم الموهوبين فهم ثروة لا يمكنكم الاستغناء عنها وهذا يُحتم على وزارات التربية والتعليم اعتماد برامج حديثة لرعاية الموهوبين وإكساب المعلمين مهارات التعرف عليهم واكتشافهم وتصنيف موهبتهم وتنميتها وتقديم التعليم المناسب لهم فالمعلمين المؤهلين هم الأقدر على تحديد الحاجات الأساسية للطلبة الموهوبين فهؤلاء الطلبة يحتاجون لكم أيضًا.