هل تبحثون عن بيئات تعليمية لطلبتكم أكثر إيجابية؟ هل تفكرون في الطرق التي تساعدكم على إيجاد بيئة صفية آمنة لطلبتكم؟ من المؤكد أن إجابتكم نعم، فالبيئة الصفية الآمنة أمر في غاية الأهمية، ويُعد من أهم العوامل التي تُساعد طلبتكم على التعلم بطريقة فعالة، التي تُشعرهم بالراحة وتُحفزهم على الاستكشاف والعمل واللعب وبالتالي التعلم، مما ينعكس إيجابًا على اتزانهم الانفعالي وصحتهم النفسية.
هذا المقال يعرفكم على أهمية إيجاد بيئة صفية آمنة لطلبتكم ويوفر لكم الطرق التي تساعدكم على جعل بيئاتكم الصفية بيئات آمنة وجاذبة لطلبتكم، فلا تفوتوا فرصة قراءة هذا المقال.
لماذا نسعى إلى إيجاد بيئة الصفية آمنة؟
لنُعزز من قدرة الطلبة على التعلم والإنتاجية.
لنُمكن الطلبة من أن يكونوا مستفسرين ومستكشفين وقادة مسؤولين عن تعلمهم.
لنُساعد الطلبة على العمل ضمن فريق واحد والاحتفال بإنجازاتهم مع بعضهم البعض والتعلم من أخطائهم.
لنُساعد على تلبية احتياجات الطلبة ومتطلباتهم.
لنزيد من مشاركة الطلبة ويقظتهم، حيث يصبح الطلبة نشيطين ومشاركين فعالين في عملية التعلم.
أساسيات توفير مناخ إيجابي في الغرفة الصفية
هل هناك شروط أو معايير لبناء بيئة محفزة وإيجابية لتعليم الطلبة؟ الإجابة نعم. هناك معايير وأساسيات تسهم في مساعدتكم على توفير المناخ الإيجابي داخل غرفكم الصفية، وهي على النحو الآتي:
الاتفاق مع طلبتكم على قواعد ومعايير التعامل والعمل داخل الغرفة الصفية
يمكنكم الاتفاق مع طلبتكم ومشاركتهم في مطلع العام الدراسي في وضع مجموعة من القواعد والمعايير التي تمثل مرجعية لهم تُسهم في مساعدتهم على تبني سلوكيات آمنة فيها احترام للذات والآخرين وتتيح فرص التنظيم الذاتي، حيث يُمكنهم توجيه أنفسهم ذاتيًا تبعًا للقواعد الصفية، مما يؤدي إلى التعلم بشكل أفضل.
شاهدوا كيف يمكن تنظيم الطلبة وتوجيه سلوكياتهم وتعليمهم مجموعة من القيم في الفيديو الآتي الموجود على قناة Oxford University Press (ELT)، وفكروا بتطبيق هذه الفكرة مع طلبتكم وشاركوا زملائكم أثر تطبيق هذه الفكرة على إيجاد البيئة الصفية الآمنة.
بناء العلاقات الإيجابية بين طلبتكم في الغرفة الصفية
يمكنكم العمل على إيجاد سلوك إيجابي بين طلبتكم طوال العام الدراسي، من خلال إعداد مهام وأنشطة تهدف إلى بناء العلاقات الإيجابية بينهم وتعزيز التفاعلات الإيجابية لديهم ومناقشة طلبتكم في موضوعات مختلفة من واقع حياتهم وتشجيعهم على المشاركة في أجواء يسودها الاحترام وحرية التعبير، كذلك عليكم الحرص على متابعة سلوكيات طلبتكم وحل المشكلات التي قد تظهر بينهم.
نصائح تُسهم في بناء علاقات إيجابية مع طلبتكم
الحرص على الاهتمام بطلبتكم أولًا وبتقدُمهم الأدائي والأكاديمي ثانيًا، ومن النصائح التي تُسهم في بناء علاقات إيجابية مع طلبتكم الآتي:
الترحيب بالطلبة والمناداة عليهم بالاسم الأول.
الإصغاء بانتباه ومساعدة الطلبة على تعلم استعمال كلمات يعبرون من خلالها عن مشاعرهم.
طرح بعض الأسئلة الشخصية التي تُشير إلى الاهتمام بهم حتى خارج الغرفة الصفية ومشاركتهم حياتهم اليومية.
شاهدوا في الفيديو الموجود على قناة (GMCTL UofS) كيف تعمل مجموعة من المعلمين على بناء علاقات إيجابية مع طلبتهم.
بعد أن تعرفتم على أساسيات توفير المناخ الإيجابي في الغرفة الصفية ندعوكم لتبني هذه الأساسيات ومشاركتها مع زملائكم لأثرها على الطلبة ومساهمتها في توفير البيئة الصفية الآمنة للتعلم.
نموذج (ARCS) لإيجاد بيئة مُحفزة للطلبة
قدم جون كيلر (John Keller) نموذج يُسمى نموذج (ARCS) وهو اختصار للكلمات الإنجليزية (Attention, Relevance, Confidence and Satisfaction) ويُشير فيه إلى أربعة شروط يجب أن يعمل المعلمون على توفيرها من أجل إيجاد بيئة مُحفزة للطلبة، وهي:
الانتباه (Attention): ما الذي يلفت انتباه الطلبة؟ ما الذي يُثير فضولهم واهتمامهم؟ قد يكون ذلك في محتوى التعلم، وقد يكون في طريقة تقديم هذا المحتوى. إذ أن الأساليب الحديثة كالاستقصاء وحل المشكلات والتعلم التعاوني وغيرها تُعد من أكثر الطرق فعالية في جذب انتباه الطلبة وبالتالي تعلمهم.
الصلة (Relevance): لماذا سيرغب الطلبة في تعلم المادة؟ ما الرابط بين محتوى التعلم وطريقة تقديمه وبين حاجات واهتمامات الطلبة؟ إن ربط مادة التعلم وأساليب تدريسها بحياة الطلبة اليومية تُشعرهم بالحاجة إلى تعلمها.
الثقة (Confidence): ما الذي يجعل الطلبة قادرين على المساهمة في الإنجاز؟ ما الذي يُشعر الطلبة بأنهم قريبون من إنجاز المهمة؟ ربوا ثقافة “أنا أستطيع” بين الطلبة واكتشفوا نقاط قوتهم وعززوها واكتشفوا نقاط الضعف لديهم وادعموهم في تجاوزها.
الرضا (Satisfaction): كيف بإمكانكم الاحتفال بالإنجاز والطلبة معًا؟ ماذا فعل الطلبة لإتمام الإنجاز على أكمل وجه؟ إن دعم تعلم الطلبة والاحتفاء بإنجازهم وبطرق التغلب على العقبات يزيد من دوافعهم نحو التعلم بصورة كبيرة ويُشعرهم بالرضا والتوافق الذاتيين.
نصائح لإيجاد بيئة صفية آمنة
يقول كريستيان إس. وجونسون وأدريان ت. توماس (Chrystal S. Johnson and Adrian T. Thomas) في مقالهم حول الاهتمام والعناية بالصفوف الدراسية: “إن وجود صفوف دراسية تهتم وتقدر الطلبة وتشجعهم، يُشعر الطلبة بالأمان عند طرح الأسئلة الصعبة بل ويعلمهم قوة النقاش والعمل على حل المشكلات التي تواجههم.” البيئة الصفية الآمنة لا تقتصر فقط على القواعد والإجراءات الصفية، لذا من النصائح التي تساعدكم على إيجاد بيئة صفية آمنة الآتي:
التواصل مع الطلبة
تواصلكم مع الطلبة الخطوة الأولى لبيئة صفية آمنة، فالتواصل معهم يلعب دورًا رئيسًا في تعزيز الشعور بالأمان لديهم ويمكن أن يكون ذلك من خلال:
تقديم المساعدة والإرشاد لهم.
الاستماع إليهم عند مشاركة قصصهم.
معرفة وجمع معلومات عن الطلبة مثل: بيئتهم الأسرية، مخاوفهم، ما الذي يجعلهم سعداء؟.
نموذج الصبر واللطف والهدوء
بقائكم في حالة الهدوء والابتعاد عن الغضب في جميع الأوقات أمرًا مهمًا؛ إذ أنه من الصعب عليكم استعادة بناء الشعور بالأمان والثقة مع الطلبة داخل الغرفة الصفية بعد فقدانه. فعندما تتسمون بالهدوء فإن الطلبة يستوعبون هذه المهارة من خلال رؤيتكم كنموذج يستجيب لهم ولسلوكياتهم بطريقة بنّاءة ويتعلمون منكم الصبر في التعامل مع أنفسهم.
خلق مساحة للحوار في جو يَسودهُ الاحترام المتبادل
حواركم واستماعكم للطلبة مهم، حيث أن الحوار ينطوي على الاستماع الفعال والاستجابة لاحتياجات الطلبة، لذا فإنه يمكن استبدال الاستجابات الغاضبة بالاستماع والتفكير لأن الحوار الناجح يعزز الأخلاق والشعور بالثقة لدى طلبتكم، ويساعدهم على التعبير عن أفكارهم وآرائهم بحرية.
تشجيع الطلبة على الاختيار
تشجيعكم للطلبة على الاختيار يُساعدهم على أن يصبحوا متعلمين بأنفسهم، لذا يجب أن تقدموا لطلبتكم خيارات منظمة بشأن كيفية تعلمهم لأن ذلك سيشعرهم بمزيد من القيمة والتمكين.
مساعدتهم على حل المشكلات بأنفسهم
مساعدة الطلبة على حل المشكلات بأنفسهم تُعد استراتيجية جيدة، فعندما يكتسب الطلبة الثقة في قدرتهم على حل المشكلات الأكاديمية التي تواجههم وطرح الأسئلة الصعبة واستكشاف الإجابات في ظل بيئة آمنة فإنهم يعكسون هذه الاستراتيجية على حياتهم الشخصية وعلى مجتمعهم، بل أنها تمكنهم من حل النزاعات التي تواجههم بصبر وتعاطف.
الابتسامة وإدخال حس الفكاهة
ابتسامتكم لها قوة وأثر على الطلبة؛ إذ تشير الأبحاث أن الابتسامة لها قوة معدية وتزيد من مستويات الدوبامين والإندورفين والسيروتونين في الجسم، وكل ذلك يؤدي إلى شعور أفضل بالرفاهية، لذا فإنه يتوجب عليكم الحرص على نشر الابتسامة بين الطلبة، إذ قد يكون من الصعب عليكم معانقة جميع الطلبة لكن يمكنكم التبسم لهم فهذا يُساعدهم جسديًا على الشعور بتحسن اتجاه زملائهم ومعلميهم.
تشجيع المشاركة النشطة
لقاءكم المستمر مع طلبتكم والمهام الجماعية تُساعدهم على المشاركة، لذا يجب عليكم الحرص على إعداد حوارات ومهام جماعية وتشجيع الطلبة على التعبير عن أنفسهم وآرائهم بشكل بنّاء ويمكنكم البدء بالمناقشات وتقديم الموضوعات.
في النهاية، البيئة الصفية الإيجابية هي البيئة الصفية الآمنة فهما وجهان لعملة واحدة، حيث يؤكد المعلولي في دراسة قام بها حول جودة البيئة المادية للمدرسة وعلاقتها بالأنشطة البيئية عام 2010: “أن البيئة الآمنة للمؤسسة التعليمية هي جزء من الاستراتيجية التعليمية التي تسهم في بناء النمو العقلي والانفعالي والجسدي للطلبة.” لذا فإن سعيكم لتوفير بيئة صفية إيجابية وآمنة يُساعدكم على تلبية احتياجات الطلبة الفردية والجماعية ويُسهم في زيادة تحصيل الطلبة الأكاديمي، لذلك عليكم الحرص على توفير هذه البيئة من خلال مراعاة أساسيات المناخ الصفي الآمن.