تدريس المفاهيم Teaching Concepts

تدريس المفاهيم Teaching Concepts

أعزاءنا القراء للمفاهيم تأثير واضح في بناء الجانب المعرفي لدى الطلبة لذلك اتفق التربويون على أهمية تحديد طرق متعددة لتدريس المفاهيم للطلبة بهدف ضمان تعلم أفضل وأبقى لديهم، لذا سيسلط مقال مفاهيم واضحة وضوح الشمس (1) على توضيح المقصود بالمفهوم وتحديد أهمية المفاهيم وتوضيح طريقة من طرق تدريس المفاهيم وهي الطريقة الاستكشافية لبرونر (Bruner). 

ما هو المفهوم؟ 

مصطلح يستخدم للدلالة على عدد من الأشياء أو الأحداث أو العمليات التي تشترك في مجموعة من الخصائص الأساسية. أعزاءنا القراء لو تأملنا الكلمات التي تنقل إلينا معاني وتمثل صورًا في عقولنا نجد أنها في الحقيقة عبارة عن مفاهيم.

للمفاهيم مجموعة من الخصائص منها:

  • تتكون من جزأين هما: الاسم أو الرمز، والدلالة اللفظية للمفاهيم.
  • تتضمن التعميم على حالات أو مواقف كثيرة أو أفراد متعددين.
  • يمكن تعلمها من خلال الأمثلة واللاأمثلة.
  • تتميز بخصائص أساسية تشترك فيها جميع أفراد فئة المفهوم، وأخرى غير أساسية أو ثانوية ليس بالضرورة أن تكون في جميع أفراد فئة المفهوم.
  • تتضمن مفاهيم فرعية أخرى. 

أهمية المفاهيم

لنتفق أن المفاهيم تمثل بنية المعرفة، وأن تنمية القاعدة المعرفية لدى الطلبة مرتبطة بتنمية المفاهيم بشكل وثيق، فالتفسير والمقارنة والتصنيف هم ثلاثة مكونات جوهرية لتنمية المفاهيم مما يدعم عملية تعليم الطلبة وتعلمهم، ويقع على عاتقكم تيسير عملية اكتساب طلبتكم للمفاهيم بما يضمن استيعاب الطلبة لها بعيدًا عن سوء الفهم أو الخلط بين المفاهيم لتحقيق أهداف كل منكم وتحقيق نتاجات الدرس.

فعملية تكوين المفهوم عملية معقدة تتطلب من المعلم أو المعلمة تدريس الطلبة بشكل فاعل من خلال تهيئة بيئة تعليمية خالية من أي صعوبات تدفع طلبتكم إلى فهم وإدراك العلاقات بين أشياء وحوادث منفصلة تشكل معنى منها، فتلك الأشياء والحوادث والحقائق بوجه عام لا تقدم معنى في ذاتها وهي منفصلة، ولكن يكوّن طلبتكم معنى لها بواسطة إدراك العلاقات فيما بينها مما يدعم عملية تعليم الطلبة وتعلمهم.

ويمكن تلخيص أهمية تدريس المفاهيم في الجوانب الآتية:

  • تحفيز عملية تطور النمو الذهني وتطور مهارات التفكير لدى الطلبة.
  • مساعدة الطلبة على مواجهة المشكلات والعمل على البحث عن حلول لها.
  • توجيه الطلبة إلى الاهتمام ببناء المبادئ والتعميمات.
  • سهولة استدعاؤها من قبل الطلبة كما أن بقاءها يستمر لمدة طويلة لديهم مقارنةً بالحقائق.

طرق تدريس المفاهيم

عند الاطلاع على أهمية تدريس المفاهيم، قد يتبادر إلى أذهانكم التساؤل الآتي:

كيف يمكنكم تدريس مفاهيم الدرس بطريقة فاعلة؟

الإجابة تتمثل بتوظيف الطريقة الاستكشافية للتدريس فهي طريقة تعليمية غير مباشرة تتم بواسطة عمليات استكشاف (Inquiry) منظمة وقد بنيت هذه الطريقة على أساس أعمال برونر (Bruner). ويمكن توضيح هذه الطريقة من خلال عرض النقاط الآتية:

  • يتم خلال هذه الطريقة قيام الطلبة باستكشاف صفات أفراد المجموعة أو الفئة التي تم تحديدها من قبل المعلمين، من خلال قيام الطلبة بمقارنة ومطابقة الأمثلة التي تحتوي على صفات المفهوم والأمثلة التي لا تحتوي على صفاته.
  • تم تصميم هذه الطريقة لإيضاح الأفكار ولتقديم جوانب المحتوى، وتتم صياغة المفهوم من خلال الاطلاع على رسوم توضيحية أو بطاقات لكلمات أو نماذج. وعند توصل بعض الطلبة إلى الفكرة قبل بقية الطلبة يتم توجيههم إلى اقتراح أمثلتهم الخاصة فيما يزال الطلبة الآخرون يحاولون تشكيل المفهوم.
  • تم تطوير هذه الطريقة من قبل برونر (Bruner) ليقوم المتعلم بتشكيل الصورة الكبيرة للمفهوم عن طريق استعمال الأمثلة وقد تكون هذه الأمثلة إيجابية أو سلبية. تجمع الأمثلة الإيجابية  الخصائص المشتركة للمفهوم المراد تعليمه واكتسابه، وكلا الأمثلة: الإيجابية والسلبية يمكن أن تُعطى لجميع الطلبة على شكل مجموعات تعاونية أو تعطى بصورة فردية، ويطلب منهم اتخاذ القرار بتصنيف الأمثلة إلى أمثلة إيجابية وأمثلة سلبية من خلال معرفتهم بخصائص المفهوم.
  • عند تصنيف الطلبة للأشياء ضمن مجموعات فإنهم في هذه الحالة يقومون بتحقيق جزءًا من الأهداف المتعلقة  بالمفاهيم وتطويرها حيث يقومون بتمييز الأشياء والحوادث عن بعضها البعض، ومع تكرارالفرز والتصنيف يستطيع الطلبة من تنظيم ما لديهم لتكوين مفهوم مجرد للأشياء المتشابهة مما يُمكّنهم من التفكير والتحدث وتوظيف تلك الأشياء.

متى تقومون باستخدام طريقة تدريس ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ؟ 

يمكن استخدام هذه الطريقة لإرشاد وتوجيه طلبتكم لتطوير كل الاتجاهات والمهارات والقدرات الفكرية الاستقرائية لدى الطلبة من خلال الوصول إلى تحديد مفهوم معين ذي سمات وميزات واضحة وتطوير تعريف له. ومن المهم عند تعليمها إدراك أن هذه الطريقة بديلة لتدريس الطلبة بالطريقة التقليدية المتمثلة بعرض المفاهيم وتعريفها مباشرة للطلبة.

وفي ضوء الحديث عن المفاهيم ماهيتها وطرق تدريسها، أعزاءنا المعلمون يمكنكم الرجوع إلى كتاب المؤلف حمد الطيطي بعنوان  (تدريس المفاهيم) بهدف التعرف على مجموعة من الأمثلة العملية للمواد الدراسية التي  تُدرس من قبل معلمي اللغات والعلوم العامة والدراسات الإجتماعية وغيرها بالإضافة إلى تقديم أساليب وطرق تدريسية خاصة بتدريس المفاهيم اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، الرياضية، اللغوية.

ﻓﻲ نهاية هذا المقال، نود التأكيد أن بحوث علماء التربية أكدت على كيفية تطور التفكير المفاهيمي والمهارات المتعلقة به لدى الطلاب وكيف أن طرقًا محددة لتعليم المفهوم  تتمتع بتأثير كبير على عملية التعلم الخاصة بالطلبة، فتعلم المفاهيم يُعنى بشكل جوهري بعمليات البناء المعرفي وتنظيم المعلومات ضمن بنية عقلية شاملة ومحددة. تشكل ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ أساس كل مهارة جديدة تريدون من الطلبة تعلمها وهنا يقع على عاتقكم مسؤولية تيسير رحلة التعلم الخاصة بطلبتكم بالإضافة إلى الاهتمام بها، ولن نتوقف هنا فيما يتعلق بتدريس المفاهيم بل سنكمل رحلتنا حول تدريس المفاهيم  من خلال قراءتكم للمقال اللاحق مفاهيم واضحة وضوح الشمس (2).

المراجع

أحدث المواضيع