توظيف التعلم المتمازج Blended Learning
التعلم المتمازج أو المدمج أسلوب قد لا يكون بالجديد على البعض، فمنكم من اعتاد على توظيفه بعيدًا عن المسمى من خلال الجمع بين التعليم وجهًا لوجه والتعليم الإلكتروني والبعض الأخر شرع في توظيفه بعد انتشار فايروس كورونا. لكن الجديد في هذا المقال أننا سنقوم بمساعدتكم على كيفية التخطيط لتوظيف دروس قائمة على ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ المتمازج بالشكل الأمثل بواسطة مجموعة من الخطوات الأساسية وتعريفكم على بعض الاستراتيجيات التي تُوظّف في التعلم المتمازج أو اﻟﻣدﻣﺞ.
7 خطوات لتوظيف التعلم ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺯﺝ
أولًا: تحديد النتاجات التعليمية المراد تحقيقها
الإجابة عن الأسئلة الآتية تُساعدكم على تحديد النتاجات التعليمية التي ترغبون في تحقيقها مع الطلاب:
- ما الذي تريدون تحقيقه من خلال التدريس الصفي؟
- ما هي المهارات التي تريدون تطويرها عند طلبتكم؟
- ما هي المعلومات التي يحتاج الطلبة للاحتفاظ بها في نهاية كل حصة؟
ثانيًا: تحديد كيف ومتى ستستخدم تكنولوجيا التعليم
معرفة الأدوات التقنية والتكنولوجية التي سيتم استخدامها لتوظيف دروس قائمة على التعلّم المتمازج ومعرفة أساليب توظيفها تساعدكم على تعزيز تجربة التعلم وتعزيز طرقكم المستخدمة في تدريس الطلبة، كما أنها تساعد الطلبة على تطوير وممارسة مهاراتهم فضلًا عن الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل. هذا يتطلب منكم تقديم المحاكاة والسيناريوهات والأنشطة التفاعلية، والفيديوهات التعليمية وأي ممارسات أخرى من شأنها تحسين تجربة التعلم، بعد ذلك عليكم تحديد كيف ومتى سيستخدم طلبتكم التكنولوجيا سواء داخل الفصول أو بيئات التعلم الافتراضية من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:
- هل سيوظف الطلبة الوسائط ومصادر تكنولوجيا التعليم في تنفيذ المهام المعطاة لهم سواء في التعلم وجهًا لوجه داخل الصف أو في التعلم الإلكتروني؟
- هل استخدام الطلبة لأدوات التكنولوجيا وتوظيف هذه الأدوات يُعزّز تعلمهم ويُساعدهم على الاحتفاظ بالمعرفة أم فقط توظيفها دون أي قيمة مضافة؟
ثالثًا: إعداد كل من أنشطة التعلم وجهًا لوجه والتعلم الإلكتروني
التأكد بأن جميع الأنشطة يمكن مزجها وتوظيفها بشكل متكامل مع بعضها البعض هو بمثابة المفتاح الرئيس لكم لتقديم اﻟﺘﻌﻠﻢ المدمج بصورة فعالة، حيث يمكنكم تزويد الطلبة بمقاطع فيديو ورسوم بيانية تساعدهم على إكمال مهام أو أنشطة أو مشاريع معينة، وإتاحة الفرصة لهم للاطلاع على كل هذا المحتوى بشكل مسبق حتى يتمكنوا من تطبيق ما تعلموه خلال التعلّم وجهًا لوجه (الحضوري).
رابعًا: إعداد الأنشطة التعاونية
إعداد الأنشطة التعاونية يساعد طلبتكم على فهم المواد والمحتوى التعليمي بشكل أفضل والاحتفاظ بمزيد من المعلومات من خلال التوظيف لمجموعات المناقشة عبر الإنترنت لتبادل الطلبة المعرفة مع بعضهم البعض وجمع التغذية الراجعة المفيدة التي من شأنها أن تعزز تعلمهم وتحقق الأهداف، كما يمكنهم التعاون من خلال العمل على شكل مجموعات لإكمال مشروع أو مهمة معينة ضمن المهام المعطاة لهم.
خامسًا: تقديم الموارد والمصادر لدعم التعليم الإلكتروني
استخدام التكنولوجيا لمساعدة طلبتكم على مواصلة البحث في مواضيع المواد الدراسية والوحدات التعليمية مثل الرياضيات أو العلوم والمواد المختلفة، من خلال تزويد الطلبة بموارد تعليمية كالمقالات والفيديوهات والسيناريوهات والندوات والتدريب وروابط لمواقع مرجعية، وأي مصادر أخرى من شأنها أن تساعد الطلبة على تحقيق نتاجات التعلم.
سادسًا: جمع الملاحظات والتغذية الراجعة من الطلبة
استطلاع المعلم لآراء الطلبة لمساعدتهم على تحسين العملية التعليمية التعلمية، فالتغذية الراجعة هي المفتاح الأساسي لقياس فاعلية التعلم. عليكم التوضيح للطلبة ضرورة أن يكونوا صادقين تمامًا، حتى يتمكنوا من رؤية ما يحبونه في اﻟﺗﻌﻠّم المدمج المقرر تقديمه لهم، كما يجب عليكم تشجيع الطلبة على مشاركة آرائهم واقتراحاتهم باستخدام الطريقة المناسبة لهم وقتما يريدون لأن ذلك ينعكس إيجابًا على الطلبة والمعلمين وعملية اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ والتعلم في آن واحد.
سابعًا: إعداد أدوات تقييم الطلبة
إعداد اختبارات والقيام بالتقييم بشكل منتظم لتحديد نقاط القوة والضعف من خلال العديد من التطبيقات والبرامج مثل (Word Wall) و (Kahoot) و (Quizziz) لتقييم تعلم طلبتكم سواء أثناء التعليم وجها لوجه أو التعليم الإلكتروني.
أعزاءنا القراء العديد من الدراسات والبحوث تؤكد على أهمية توظيف التعلم المدمج في العملية التدريسية لما لها من اثر إيجابي على الطلبة وعلى مستوى التحصيل، فوفقًا لدراسة قام ماجور (Maguire) عام (2005) التي هدفت إلى التعرف على فاعلية التعلم المدمج في تدريس الطالب، توصلت هذه الدراسة إلى ان التدريس بأسلوب التعلم المدمج له فائدة في إيصال المعنى، وفي تفاعل الطلاب مع معلميهم، إضافة إلى وجود اتجاهات إيجابية نحو هذا النوع من التعلم من قبل المعلمين وطلابهم. لذا عليكم العمل على توظيف التعلم المتمازج في تدريسكم.
الآن بعد معرفتكم بخطوات ﺗﻮﻇﻴﻒ الدروس المتمازجة، من المؤكد أنكم تفكرون في الاستراتيجيات التي يُمكن توظيفها عند تقديم التعلم المتمازج؟ تابعوا معنا قراءة المقال لمعرفة عددًا من هذه الاستراتيجيات.
استراتيجيات لتوظيف التعلم المتمازج
أولًا: التعلم القائم على السيناريو (SBL\Scenario-Based Learning)
مفهوم التعلم القائم على السيناريو يُعدّ استراتيجية تستخدم نهج “التعلم النشط” نظراً لأنها تستخدم مواقف من الحياة الواقعية وتوفر تجربة تعليمية ذات صلة وثيقة بالطلبة. في هذه الاستراتيجية لا يستمع الطلبة إلى الدروس أو يقرأون الشرائح فقط؛ بل في نفس الوقت أيضًا يكتسبون خبرة تساعد على الفهم والتطبيق والاحتفاظ بالمعلومة. إليكم ثلاث نصائح للقيام بذلك بشكل فعال:
- اجعلوا السيناريوهات واقعية ومحددة للطلبة.
- مكّنوا الطلبة من التحكم في السيناريو مما يعكس القرارات والإجراءات أثناء العمل.
- عند بناء السيناريو ابدأوا ببطء بشكل يتطلب من الطلبة اتخاذ قرارات سهلة في البداية ثم زيدوا المتطلبات تدريجيًا بشكل يتطلب من الطلبة اتخاذ قرارات أكثر صعوبة.
أهمية توظيف استراتيجية التعلم باستخدام السيناريو
- تنمية مهارات اتخاذ القرار لدى الطلبة.
- تنمية مهارات التحليل وحل المشكلات حيث لا يوجد حل واحد صحيح للسيناريو المطروح.
- التحقق من صحة التعلم عند الطلبة.
- تسهيل تطبيق التعلم عند الطلبة في أمورهم الحياتية.
- تحفيز التغيير السلوكي لدى الطلبة.
طريقة توظيف استراتيجية التعلم المبني على السيناريو
الآن، بعد معرفتكم بهذه الاستراتيجية وأهميتها هل تتساءلون، كيف يمكن توظيف هذه الاستراتيجية أثناء تقديم التعلم المتمازج؟
هناك عدة طرق يمكن استخدامها لتوظيف هذه الاستراتيجية ومنها الآتي:
- إعداد السيناريو: ليس هناك طريقة واحدة ومحددة لإعداد السيناريوهات وتقديمها للطلبة، ولكن أهم ما يلزم لإعداد السيناريوهات هو تقديم بعض المعلومات حول مكان حدوث السيناريو والأشخاص المشاركين في السيناريو، وماذا حدث .
- طرح الأسئلة المفتوحة: يتم توجيه تفكير الطلبة من خلال طرح الأسئلة المفتوحة بعد تقديم السيناريو والأسئلة من شأنها أن تنمي لدى الطلبة مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات والتفكير الناقد. يمكنكم صياغة السيناريوهات على مستويين:
- التعلم المبني على السيناريو الأساسي أو السيناريو الصغير: يستخدم هذا النهج للتحقق من صحة استدعاء الطلبة للمعلومات والفهم الأساسي لها (جيد لحل المشكلات الأساسية).
- التعلم المعتمد على السيناريوهات المعقدة أو المتفرعة: يستخدم هذا النهج للتحقق من كفايات الطلبة في تطبيق التعلم.
ثانيًا: التعلم المبني على القصة (Story-Based Learning)
التعلم المبني على القصة فهو أكثر الطرق فعالية لنقل المعلومات والمعارف من خلال جعل الطلبة يهتمون بالمحتوى، لما للقصص من تأثير لا يصدق على البشر فكريًا وعاطفيًا، حيث تنقل القصص المعلومات بالطريقة الدقيقة التي نفكر بها نحن البشر، وكيف نعالج هذه المعلومات ونستوعبها، وكيف نرى أنفسنا، وكيف نؤثر على الآخرين فعندما يتم إخبارنا بشيء على شكل قصة، غالبًا ما نتذكره بشكل أفضل مما لو قرأناه ببساطة في كتاب مدرسي.
أهمية توظيف التعلم المبني على القصة
- يساعد الطلبة على فهم عواقب أفعالهم وقراراتهم.
- يساعد الطلبة على مشاركة المعارف وتقديم أفكار جديدة ووضع الافتراضات.
- يربط بين المحتوى والعاطفة.
في النهاية أعزاءنا القراء، ندعوكم لتوظيف التعلم المتمازج والذي يُعدّ واحدًا من أفضل الطرق الحديثة التي يمكنكم اتباعها لتقديم التعلُّم الالكتروني بصورة فعالة. قد يبدو الأمر معقدًا في البداية ولكن هذه الخطوات ستساعدكم على معرفة الاتجاه الذي يجب عليكم اتخاذه، كما أن التنويع في الاستراتيجيات المستخدمة للتعليم المتمازج يراعي أنماط تعلم الطلبة ويساعدهم على الاندماج في الأنشطة التعليمية ويطور مهاراتهم ومعارفهم واتجاهاتهم ويُسهم في رفع وزيادة دافعية تعلّم الطلبة. لذا لا تفوتوا فرصة تقديم دروسكم بهذا الشكل.