دور مديري المدارس في رفع تحصيل الطلبة

دور مديري المدارس في رفع تحصيل الطلبة

يلعب مدراء المدارس  في المدارس الحكومية أو المدارس الخاصة دورًا كبيرًا في التأثير على مستوى تحصيل الطلبة فهم المحور الأساسي في تسيير العملية التربوية ودعم التغيير الإيجابي في المدرسة من خلال توفير بيئة تربوية إيجابية وصحية تسهم في عملية التطوير المهني للمعلمين وتوفير الوقت لهم للتخطيط المشترك وتشجيعهم على تبادل الزيارات الصفية وتنمية طاقاتهم وقدراتهم وإشراكهم في مسؤولية إدارة المدرسة الأمر الذي ينعكس حتمًا على تشويق الطلبة وتحفيزهم للتعلم. كما يلعب مدراء المدارس والمعلمين دورًا أساسيًا في توفير الجو المناسب للطلبة وإيجاد الحلول السليمة للمشكلات التي تواجه الطاقم المدرسي والطلبة على حدٍ سواء. ولا يتوقف دور مدارء المدارس هنا وإنما يستمر؛ فبالإضافة لما سبق يقوم مديري المدارس بمتابعة أداء الطاقم المدرسي ومعرفة كيفية تصرفهم مع المشاكل التي تحدث في المدرسة وبذلك يستطيعون تشكيل حلقة اتصال وتواصل بين عناصر العملية التعليمية التعلمية، وهذا ما أظهرته العديد من الدراسات منها دراسة بوكوك (Boocock) التي أكدت أن هناك علاقة جوهرية بين سلوكيات مدراء المدارس ومعنويات الطاقم المدرسي وأنه كلما كانت العلاقة جيدة وواضحة كلما ساعد ذلك على رفع معنويات المعلمين وزيادة حماسهم وهذا بدوره يُؤثّر بطريقة مباشرة على مستوى الطالب وبالتحديد فيما يتعلق بالتحصيل التربوي للطالب.

أترون أيها المدراء عظم مسؤوليتكم في تحسين تحصيل اﻟﻄﻠﺒﺔ!

في البداية يجب أنّ  تعرفوا أن  دور مدراء المدارس المتعلق وعلاقته بتحسين أداء وتحصيل الطلبة الدراسي يرتبط بثلاثة مجالات رئيسة وهي:

  • التأثير غير المباشر لدعم عملية تعليم الطلبة. 
  • وضع الأهداف المدرسية المتعلقة بتحصيل الطلبة. 
  • استخدام البيانات واتخاذ القرارات فيما يتعلق بتحصيل الطلبة.

هذا المقال سيعرفكم بالتفصيل على هذه المجالات الثلاثة.

أولًا: التأثير غير المباشر لمديري المدارس

تُشير معظم الدلائل التي تم جمعها خلال العقود الماضية إلى وجود علاقة غير مباشرة بين:

  • تميّز مدارء المدارس وتحسين تحصيل الطلبة.
  • تدريب مدارء المدارس وتحسين تحصيل الطلبة.
  • أسلوب معاملة مدراء المدارس للمعلمين وإعطائهم الاستقلالية في إدارة غرفهم الصفية بهدف تحسين تحصيل الطلاب.

ومما لا شك فيه أن هذه الدلائل لم تأتِ بمحض الصدفة أو بشكل عشوائي بل أن هناك مجموعة من الأدوات التي تم الرجوع إليها واستخدامها من وجهة نظر مديري المدارس لقياس التأثير غير المباشر لمدراء المدارس، تعالو نعرفكم على هذه الأدوات.

أدوات قياس التأثير غير المباشر لمديري المدارس على تحصيل الطلبة

  • ملاحظة أعمال المعلمين من قِبَل زملائهم: هنا يقوم المعلم/ـة باختيار زميل/ـة له/ها ويطلب منه/ها مشاهدة أعماله/ها المختلفة ووضع ملاحظاته/ها عليها بهدف تحسين أدائه/ها ثم يُديرون نقاشًا حول الملاحظات المدوّنة، ويقومون بعد ذلك بتبادل الأدوار فيما بينهم.
  • الخطة الشاملة لملاحظة أداء الزملاء التي تتضمن العناصر الآتية:
    • مستوى مشاركة الطلبة في مجريات الحصة التعليمية.
    • مستوى تنفيذ المحتوى التعليمي.
    • الأساليب التربوية المستخدمة.
    • مدى ملائمة الغرفة الصفية.

هل لاحظتم أن هذه الأدوات لا يتم تطبيقها من قبل مديري المدارس؟

جميع هذه الأدوات يتم إعدادها والتخطيط لها وتنفيذها بعلم ومتابعة مدراء المدارس ولكنها لا تتم بشكل مباشر منهم لذلك سُمي هذا التأثير بالتأثير غير المباشر.

لننتقل معًا إلى الجانب الثاني من جوانب تأثير مدراء المدارس على أداء وتحصيل الطلبة وهو:

ثانيًا: الأهداف المدرسية المتعلقة بتحصيل الطلبة

يعمل مدراء المدارس الفاعلة مع الطاقم المدرسي على وضع أهداف مدرسية واقعية وواضحة تُساعد مدراء المدارس على تشكيل بيئة تعلم مناسبة تُساهم في رفع مستوى تحصيل طلبة مدارسهم.

لكن، ما هي خصائص المدرسة الفاعلة؟

هناك ثلاثة خصائص رئيسة تميز المدرسة الفاعلة عن غيرها من المدارس وهي:

  • التركيز على تحصيل الطلبة وإنجازهم كعامل أساسي من عوامل نجاح المدرسة.
  • التوقعات العالية والإيجابية من الطاقم المدرسي من أجل رفع نتائج تحصيل جميع الطلبة.
  • دعم مديرو المدارس للمعلمين غير الفاعلين في المدرسة.

وتُشير نتائج الأبحاث المتعلّقة بتأثير مدراء المدارس على تحصيل الطلبة من خلال وضع الأهداف المدرسية المناسبة إلى نتائج أهمّها الآتي:

  • وجود علاقة بين أسلوب قيادة مدراء المدارس للطاقم المدرسي وتحسين مستوى عملية التعلم الأمر الذي ينعكس أثره على تحصيل الطلبة.
  • امتلاك مدراء المدارس القدرة الكاملة على التأثير بشكل إيجابي أو سلبي على مستوى تحصيل الطلبة.
  • تركيز مدارء المدارس الفاعلة على تحصيل الطلبة من خلال وضع أهداف مدرسية متعلّقة بتحصيل الطلبة مبنيّة على معايير المنهاج الدراسي.

السؤال لكم الآن، بناءً على ما سبق ذكره من خصائص ونتائج أبحاث للمدارس الفاعلة:

سواء كنتم معلمين أم مدراء مدارس هل تعتقدون أن المدارس التي تعملون بها أو تقومون بإداراتها مدارس فاعلة؟

إذا كانت إجابتكم نعم فهنيئًا لكم، أم إذا كانت مدارسكم مدارس غير ذلك فالأوان لم يفت بعد استفيدوا من نتائج الأبحاث واعملوا على تعزيز وتقوية جوانب الضعف في مدارسكم لتصبح مدارسكم فاعلة بامتياز.

والآن، لننتقل معًا إلى الجانب الثالث والأخير من تأثير مدراء المدارس على أداء وتحصيل الطلبة.

ثالثًا: استخدام البيانات واتخاذ القرارات فيما يتعلق بتحصيل الطلبة.

تُعدّ البيانات المدرسية الرابط الحقيقي بين الأهداف المدرسيّة المتعلّقة بمستوى تحصيل الطلبة وبين إجراءات تحقيقها، وتُعتبر عملية جمع البيانات المدرسية من مصادر مُتنوعة الأداه المُثلى لمساعدة مدراء المدارس على التأكد من بدء التطبيق الفعلي للأهداف المدرسيّة كما أن متابعة عملية تفعيل تطبيق الأهداف المدرسية من خلال قراءة وتحليل البيانات يساعد مدراء المدارس على اتخاذ القرار السليم ﻓﻲ الوقت المناسب الأمر الذي ينعكس أثره على المستوى التحصيلي لطلاب مدارسكم على الصعيدالخاص وعملية التعلم والتعليم على الصعيد العام.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن، لماذا يستخدم مدراء المدارس البيانات؟ 

تُساعد عملية جمع وتحليل البيانات المدرسية مدراء المدارس على الإجابة عن الأسئلة الأساسيّة الآتية:

  • ما الموضوع الذي يُمكن العمل علي تحسينه؟
  • ما الأهداف المدرسية الواقعية التي يُمكن وضعها؟
  • ما معايير الإنجاز التي يُمكن تحقيقها على المدى البعيد للمدرسة؟
  • ما الإجراءات العملية التي تحتاجها المدرسة للوصول إلى تحقيق مخرجاتها؟
  • هل حققّت المدرسة أهدافها؟ 
  • ما الخطوات القادمة؟

وتُشير نتائج الأبحاث المتعلقة بتأثير مدراء المدارس على تحصيل الطلبة من خلال استخدام البيانات المدرسية إلى نتائج أهمّها الآتي:

  • تقوم المدارس الفاعلة باستخدام أنواع متعددة من البيانات مثل الاختبارات، ومعايير الأداء… إلخ.
  • يقوم مدراء المدارس الفاعلة بالعمل على تطوير الطاقم المدرسي مهنياً بحيث يستطيعون استخدام البيانات المدرسية لتطوير البيئة التعليمية من جانب وتطوير أنفسهم من جانب آخر.
  • يقوم مدارء المدارس الفاعلة بالتركيز على إنجازات مدارسهم من خلال تحليل واستخدام البيانات المدرسية.

أعزاءنا المعلمين… أعزاءنا المدراء

أثناء مسيرتكم المهنية ضعوا نصب أعينكم أن كل تغيير حقيقي يُمكن أن يحدث في عملية التعليم يبدأ من الطالب أولًا، فالطلبة هم أساس العملية التعليمية ومحورها الرئيسي فإذا أردتم أن تتحقق أهدافكم وتُؤتي ثمارها يجب أن يكون تركيزكم أولًا وأخيرًا على الطلبة و احتياجاتهم ومهاراتهم، وسواء كنتم معلمين  ﺃﻭ مدراء فأنتم أصحاب الدور الأساسي اليوم وأنتم الركيزة الأساسية التي ترتكز عليها مدارسكم في رفع وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وتنمية مستوى الأداء والتحصيل الدراسي لطلبتكم وأنتم بذلك المُحرك الأساسي للتغيير فالمعلمون يدرّسون والمدراء هم القوى المؤثرة في المعلمين والطلبة وبذلك تكتمل حلقة التغيير وترتفع جودة التعليم أكثر وأكثر.

المراجع

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع