نظرية بياجيه (Piaget)

نظرية بياجيه (Piaget) في النمو المعرفي Piaget Cognitive Development Theory

تحدثنا في مقال مهم لكن لماذا؟ عن الذكاء العاطفي الاجتماعي الذي يساعدكم على معرفة مشاعركم ومشاعر الآخرين وكيفية التعامل معها وإدارة الغضب وضبط المشاعر. لكن هل هذه المعرفة تكفيكم لكي تتمكنوا من إدارة تعلم طلبتكم وتوجيههم؟ هل لديكم معرفة بالخصائص السلوكية والسمات التي تميز طلبتكم في مراحلهم العمرية المختلفة؟ هل ترغبون في معرفة كيفية التعامل مع طلبتكم في ضوء خصائصهم السلوكية؟ إذا كانت إجابتكم نعم وترغبون في معرفة خصائص كل مرحلة نمائية من عمر طلبتكم، فإن هذا المقال يعرفكم عليها وعلى كيفية التعامل مع السلوكيات المرتبطة بها.

نظرية بياجيه (Piaget) في النمو المعرفي

من أكثر نظريات النمو المعرفي شيوعًا ومن أكثرها تأثيرًا في المنحى المعرفي للتعلم نظرية بياجيه (Piaget) وتفترض هذه النظرية وجود أربع مراحل أساسية تتطور عبرها العمليات المعرفية المختلفة والآتي يُمثل توضيحًا لكل مرحلة من هذه المراحل:

المرحلة الحس حركية

تمتد هذه المرحلة من الولادة وحتى نهاية السنة الثانية تقريبًا، وأهم خصائص هذه المرحلة الآتي:

  • يتعلم الأطفال في هذه المرحلة من خلال الإحساس والإمساك بالأشياء من حولهم.
  • يتعلم الأطفال في هذه المرحلة التمييز بين المثيرات ويكتسبون في نهايتها تقريبًا فكرة ثبات أو (بقاء) الأشياء.
  • يتمكن الأطفال في نهاية هذه المرحلة من تطوير بعض المهارات اليدوية وأداء الحركات الجسمية بسهولة ودقة نسبيتين.
  • يبدأ الأطفال باكتساب اللغة ويصبحون قادرين على أداء بعض النشاطات أو الأنماط السلوكية التي تُمكنهم من الوصول إلى بعض الأهداف.

مرحلة ما قبل العمليات

تمتد هذه المرحلة من السنة الثانية حتى السابعة؛ وتتسم هذه المرحلة بالتمركز حول الذات ومن أهم الخصائص في هذه المرحلة الآتي:

  • يستخدم الأطفال الرموز اللغوية وتزداد الحصيلة اللغوية لديهم.
  • يتعلم الأطفال كيفية العيش مع أنفسهم والتفاعل مع غيرهم من خلال الاعتماد على المهارات التي اكتسبوها من الجوانب الحركية والمعرفية في المرحلة السابقة.
  • يستخدم الأطفال الوسائل التعبيرية التخيُّلية كالرسم والأحلام.
  • يستخدم الأطفال التصنيف للأشياء وفق بعد واحد.
  • يبدأ الأطفال بالعد، وتزداد قدرتهم على الحفظ. 

مرحلة العمليات المادية

تمتد ما بين السابعة والثانية عشرة من العمر؛ وتسمى أيضًا بمرحلة التفكير المنطقي المحسوس، ومن أهم الخصائص في هذه المرحلة الآتي:

  • يقلل الأفراد من أحاديثهم المتمركزة حول الذات لتصبح ذات طابع اجتماعي.
  • يصنف الأفراد الأشياء من حولهم وفق بعدين أو أكثر.
  • يظهر لدى الأفراد مفهوم الاحتفاظ في الكميات والأعداد.
  • يطور الأفراد من قُدراتهم الاستنباطية والاستنتاجية.

مرحلة العمليات المجردة

تمتد هذه المرحلة من سن الحادية عشرة حتى الرابعة عشرة، ومن أهم الخصائص في هذه المرحلة الآتي:

  • يبدأ الأفراد في هذه المرحلة بإدراك المفاهيم المجردة.
  • يتمكن الأفراد من التفكير والبحث بعيدًا عن الأشياء والموضوعات المادية والملموسة والخبرات المباشرة بها.
  • يضع الأفراد الفرضيات ويختبرونها.
  • يطور الأفراد من مهاراهم في حل المشكلات وتزداد قدرتهم على التفكير الاستدلالي.

ما هي الخصائص السلوكية للطلبة؟

بعد تعرفكم على الخصائص التي تميز كل مرحلة من المراحل العمرية، من المهم لكم كمعلمين معرفة السلوكيات الطبيعية والسلوكيات الشاذة للمراحل العمرية المختلفة للطلبة لكي تتمكنوا من متابعتها والانتباه لها. تتمثل الخصائص السلوكية للطلبة تبعًا للمراحل الدراسية على النحو الآتي:

المرحلة الأساسية

  • تتزايد معدلات التآزر الحركي بين العينين واليدين.
  • السيطرة على كافة الحركات نتيجة ازدياد نمو العضلات الكبيرة والصغيرة.
  • اكتساب المهارات اللازمة لمختلف الألعاب بشكل سريع.
  • يكون الطلبة في هذه المرحلة دائمي الحركة والتنقل بشكل عام وقد يرجع ذلك إلى الرغبة في استكشاف البيئة المحيطة بهم ولا يظهر على الطلبة في هذه المرحلة التعب بسرعة.
  • ميل الطلبة الذكور إلى ألعاب المغامرات والاكتشافات بينما يكون ميل الطالبات نحو الأعمال المنزلية والأشغال اليدوية والأنشطة الجمالية المختلفة.
  • قدرة الطلبة على ضبط الانفعالات وإدارتها فيصبحوا أكثر ثباتًا وأقل اندفاعًا.
  • ازدياد التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الطلبة في هذه المرحلة.

المرحلة الثانوية

  • الميل إلى بعض المواد الدراسية دون الأخرى.
  • تزداد قدرة الطلبة على تعلم المهارات واكتساب المعلومات.
  • يزداد مدى انتباه الطلبة وتطول مدته.
  • يزداد الاعتماد على الفهم والاستدلال بدلًا من المحاولة والخطأ أو الحفظ المجرد.
  • يميل الطلبة إلى الاهتمام والعناية بالمظهر والأناقة.
  • يبحث الطلبة عن القدوة والنموذج.
  • يتحسس الطلبة من النقد ويميلون إلى الجدل مع الكبار.
  • يظهر لدى الطلبة الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
  • يميل الطلبة إلى مساعدة الآخرين.
  • يُقبل الطلبة على تناول الطعام بشراهة في هذه المرحلة.
  • تصبح حركات الطلبة أكثر توازنًا مما يسمح لهم بممارسة مختلف أنواع الأنشطة الرياضية.
  • تنمو لدى الطلبة القدرة على فهم ومناقشة الأمور الاجتماعية.
  • تتكون المفاهيم المعنوية عن الخير والشر والصواب والخطأ والعدل والظلم.

الآن، هل تستطيعون ملاحظة وتحديد هذه الخصائص لدى طلبتكم؟

هل تساعدون طلبتكم من خلال الأنشطة والمهام التي تُعدونها على تطوير هذه الخصائص وتنميتها؟

هل تتساءلون كيف يمكن التعامل مع الطلبة في ظل خصائصهم النمائية والسلوكية؟

نقدم لكم في الجزء المتبقي من هذا المقال مجموعة من النصائح والإرشادات التي تساعدكم على التعامل مع طلبتكم في ظل معرفتكم بخصائصهم النمائية والسلوكية وهي على النحو الآتي:

نصائح وإرشادات للمرحلة الأساسية (5 – 10) سنوات

  • إعلام الطلبة بالتوقعات المنشودة منهم.
  • فهم سلوكيات الطلبة وتوجيههم لتعديل السلوكيات غير المرغوبة.
  • اتباع أساليب متنوعة لزيادة قدرة الطلبة على الانتباه مثل حل الألغاز داخل الغرفة الصفية.
  • تعزيز المسؤولية لدى الطلبة من خلال مهمات التعلم التعاوني.
  • استخدام أنشطة لكسر الجمود وإضافة الفكاهة في التعليم.
  • استخدام الأنشطة التي تُعنى بحل المشكلات كوسيلة لتطوير التفكير المجرد لدى الطلبة وتشجيعهم على وضع الفرضيات واختبارها.
  • إعلام الطلبة بتعليمات النشاط أو المهمة المطلوبة والتأكّد من سماعهم لها.
  • إيجاد القدوة الصالحة من بين المعلمين وأولياء الأمور.  

نصائح وإرشادات للمرحلة الأساسية العليا والثانوية (11 – 16) سنة

  • التعامل مع الطلبة بلطف وتفهم انفعالاتهم.
  • تعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم ورفع معنوياتهم دائمًا.
  • تجنب الحد من الانتقاد والتذمر وإشعار الطلبة بالاهتمام بهم.
  • تجنب معاقبة الطلبة لأمور صغيرة أو أمور لم يرتكبونها.
  • تشجيع العلاقات الإيجابية من خلال التشارك وتطبيق القواعد والأنظمة بعدالة.
  • توجيه أسئلة حول مستقبل الطلبة وما يجب أن يكونوا عليه عندما يكبرون.
  • استثمار المناقشة الصفية للتعرف على مستوى تفكير الطلبة وخبراتهم السابقة والعمل على تطويرها.
  • تكوين أصدقاء جيدين للطلبة ومحاولة التقرب منهم وتوجيههم للأفضل.
  • الابتعاد عن أساليب السخرية أو النقد أو العقاب وفهم المرحلة التي يمر بها الطلبة.

في النهاية، معرفتكم بالخصائص النمائية والسلوكية للطلبة ومراعاتها أثناء التعامل معهم وتطوير ممارساتكم الصفية المنسجمة مع هذه الخصائص يؤدي إلى النمو السليم للطلبة ويسهم في تلبية حاجاتهم التعليمية، كما يُساعدكم على تفسير السلوكيات التي تطرأ على الطلبة في المراحل العمرية المختلفة وربطها بالخصائص النمائية لديهم والعمل على توجيهها نحو المسار الصحيح.

المراجع

أحدث المواضيع