العلاقة المجتمعية في المدرسة

العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي Relationship between the School and the Community

يقول نيك تشاندلر (Nick Chandler) منسق المدارس المجتمعية في سان فرانسيسكو: “تحتاج المدارس إلى دعم إيجابي مُستمر والتزام من قبل أعضاء المجتمع لتنجح في عملها.” تأملوا هذه العبارة جيدًا وعودوا بذاكرتكم إلى العلاقة التي تربط بين مدارسكم والمجتمع المحلي، ما طبيعة هذه العلاقة؟ ما الدور الذي يقوم به المجتمع اﻟﻤﺤﻠﻲ اتجاه مدارسكم؟ كيف تُفعّلون العلاقة بين مدارسكم والمجتمع المحلي؟

مقال اليوم يُساعدكم على تفعيل دوركم لتعزيز العلاقة بين مدارسكم والمجتمع المحلي، حيث يتناول المقال مفهوم العلاقة بين المجتمع المحلي بالمدرسة وأنواع العلاقات التي تربط المجتمع المحلي للمدرسة، ودوافع مشاركة المجتمع في المدرسة، ويتحدث المقال أيضًا عن دوركم في تفعيل هذه العلاقة مع المجتمع المحلي وأمثلة على بعض الأنشطة التي تُفعّل دور المجتمع المحلي في المدرسة.

مفهوم علاقة المجتمع المحلي بالمدرسة

عرّفها البعض على أنها شراكة رسمية بين المدرسة وإحدى مؤسسات المجتمع، وعرّفها آخرون على أنها علاقة تُرّكز على إشراك أفراد ومؤسسات المجتمع في اﻟﻤﺪرﺳﺔ.

أنواع العلاقات التي تربط المجتمع المحلي بالمدرسة

صنف العديد من الباحثين اﻟﻌﻼﻗﺔ بين المجتمع المحلي والمدرسة لعدة أنواع؛ فمنهم من صنّفها حسب الغرض منها ومنهم من صنفها حسب الفائدة المُترتبة على هذه العلاقة، وآخرون قاموا بتصنيفها حسب الجهة التي تُقدّم الخدمة للمدرسة، ومن أمثلة هذه العلاقات الآتي:

  • العلاقات التي تُركِّز على إعداد الطلبة للحياة وذلك عن طريق التعاون بين الأسرة ومؤسسات المجتمع المحلي والمدارس لتطبيق أهداف المادة الدراسية والمحتوى التعليمي الذي يتعلمه الطلبة في المدارس على أرض الواقع.
  • العلاقات التي تقوم على استخدام مرافق المدرسة ومصادرها التي تخدم المجتمع المحلي ويُطلق على هذه العلاقة اسم المدارس الخَدمية أو المدارس المجتمعية.
  • العلاقات التي تقوم على مشاركة مؤسسات المجتمع المحلي في تنفيذ وتقديم برامج تعليمية لطلبة المدارس تهدف إلى تحسين تحصيلهم الدراسي وتشجيعهم على البحث والتفكير بطرق مختلفة، أو المساهمة في توفير الدعم المادي للمدرسة لاستثماره في تحسين البيئة المدرسيّة وتلبية احتياجات الطلبة.
  • العلاقات التي تهدف إلى بناء شراكة بين المدرسة والمؤسسات التعليمية كالجامعات ومراكز التدريب لتزويد المدرسة بالمصادر التعليمية المادية والبشرية التي تفيد في تحسين العملية التعليمية التعلمية.
  • العلاقات التي تهدف إلى إشراك قادة مؤسسات المجتمع ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمدرسة من خلال المشاركة في المجالس المدرسية.

في دراسة قام بها كاهيل (Cahill) حول إصلاح التعليم المدرسي في شيكاغو عام 1996، أظهرت الدراسة أنه يمكن تصنيف العلاقة بين المجتمع المحلي والمدرسة حسب الغرض من هذه العلاقة كالآتي:

  • تقديم الخدمات التربوية والمادية والمعنوية لتلبية احتياجات الطلاب.
  • التعاون بهدف إعداد الطلبة ليكونوا قادرين على مواكبة متطلبات الحياة.
  • تحسين الوضع الاقتصادي للمدرسة.

بعد تعرفكم على أنواع العلاقات التي يمكن أن تقوم ما بين المدرسة والمجتمع المحلي يمكنكم تحديد نوع العلاقة التي تربطكم مع المجتمع المحلي وتحديد شكل الدعم الذي يُقدمه المجتمع لمدارسكم، وما تقدمه مدارسكم في المقابل من السماح للمجتمع المحلي باستخدام مرافق المدرسة ومصادرها وغيرها.

دوافع مشاركة المجتمع المحلي في المدرسة

يتساءل البعض منكم عن الغاية والدافع من مشاركة المجتمع المحلي في المدرسة ولماذا يجب على مدارسكم أن تعمل على تفعيل دور المجتمع المحلي في أنشطة المدرسة. في الحقيقة المجتمع المحلي والمدرسة يرتبطان مع بعضهما البعض ويُسهم كلًا منهما في تحقيق أهداف الآخر، ومن أبرز الدوافع لمشاركة المجتمع المحلي في المدرسة الآتي:  

  • التأكد من أن المدرسة تُلبي حاجات وتوقعات المجتمع المحلي.
  • وجود مصالح مشتركة متبادلة بين المدرسة والمجتمع المحلي بحيث لا يمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر.
  • توحيد الفهم حول أهمية المدرسة ودورها في المجتمع.

تفعيل مشاركة مؤسسات المجتمع المحلي في أنشطة المدرسة

الآن، كيف يمكنكم وبمساعدة أعضاء الطاقم المدرسي العمل على تفعيل مشاركة المجتمع المحلي في أنشطة المدرسة المختلفة؟ إليكم مجموعة من الإجراءات الآتية التي تساعدكم على ذلك:

  • الإعداد

توعية جميع الأشخاص المعنيين ببناء العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي من الإداريين والمعلمين وأولياء أمور وأفراد المجتمع بالأدوار والمسؤوليات المُناطة بهم وإتاحة الفرصة لهم لمعرفة أدوارهم ومسؤولياتهم وواجباتهم ويُمكن إعداد جميع الأشخاص المعنيين ببناء علاقة قوية بين المدرسة والمجتمع المحلي وأولياء الأمور والحرص على إيجاد التفاعل بينهم من خلال الآتي:

  • تطوير قدرات طاقم المدرسة من الإداريين والمعلمين على العمل مع أفراد المجتمع المحلي وأولياء الأمور، كأن يتم تدريبهم على استراتيجيات التواصل والتعاون الإيجابي بينهم.

  • مساعدة أولياء الأمور على تنمية مهاراتهم في التواصل والتعامل مع أبنائهم والتعرف على احتياجاتهم من خلال تقديم دورات تدريبية تعقدها المدرسة أو مؤسسات المجتمع لتدريبهم على كيفية التعامل مع أبنائهم.
  • بناء علاقة قوية بين المدارس ومؤسسات المجتمع من خلال إشراكهم في حلقات نقاش صغيرة حول دور جميع الأطراف في إنجاح العملية التعليمية التعلمية.
  • التركيز

التركيز على دعم عملية التعلم من خلال تحديد حاجات الطلبة والأهداف المُراد تحقيقها والمصادر المُتاحة ومن ثم العمل على تلبية هذه الحاجات وتحقيق الأهداف من خلال الآتي:

  • توجيه جميع الخطط والإجراءات لخدمة تعلم الطلبة.
  • تصميم برامج تُقدِّم الدعم لأولياء الأمور وتُرشدهم نحو طرق تعليم.
  • إشراك أولياء الأمور في العديد من الأنشطة المدرسية كأن يتم مناقشتهم في الأمور التي من شأنها إنجاح الطلبة في جميع مراحل حياتهم.
  • التشجيع

تشجيع أولياء الأمور والمجتمع المحلي على المشاركة في دعم تعليم الطلبة وتلبية احتياجاتهم، ومن الإجراءات المتبعة في تشجيعهم الآتي:

  • بناء علاقات قائمة على الاحترام والثقة بين أولياء الأمور وأفراد المجتمع وطاقم المدرسة.
  • تعزيز فلسفة الشراكة بين جميع الأطراف وتَحمّل مسؤولية تعليم الأجيال وتربيتها.
  • بناء روابط متينة بين المدرسة ومؤسسات المجتمع المحيط من خلال المشاركة في الأنشطة المدرسية مثل عمل بعض المؤسسات المحلية لحلقات توعية للفتيات لتشجيعهن على ضرورة إكمال دراستهن والتخطيط بشكل سليم لمستقبلهن.

هذه الإجراءات تكون مساعدة للطاقم المدرسي للعمل على إعداد برامج تُعزز العلاقات التي توثق وتربط أولياء الأمور والمجتمع وطاقم المدرسة مع بعضهم البعض وتقوم على الاحترام والثقة وتحمل المسؤولية، لذا لا تترددوا في تطبيقها في مدارسكم.

أنشطة لتفعيل مشاركة المجتمع المحلي في المدرسة

من الأنشطة المقترحة لبناء علاقة تبادلية بين مؤسسات المجتمع المحلي والمدرسة الآتي:

  • تشجيع الطلبة على المشاركة في البرامج المختلفة التي تُنظّمها مؤسسات المجتمع وذلك بما يتلاءم مع هوايات الطلبة واهتماماتهم.
  • بناء شراكة بين المدرسة والمؤسسات التعليمية في المجتمع المحلي كالجامعات والكليات لتزويد المدرسة بالمصادر التعليمية المادية والبشرية.
  • اعتماد المدرسة مركزًا ضمن مجالات متعددة للأنشطة كالأنشطة الاجتماعية والثقافية للمجتمع.
  • عمل يوم وظيفي من أجل تعريف الطلبة على مهنهم ووظائفهم المستقبلية، واستضافة أصحاب عمل ومهن مختلفة للتحدث حول مهنتهم ووظائفهم، ويستقبلون أسئلة الطلبة ويجيبون عليها.
  • توفير فرص تدريبية للطلبة في الإجازة الصيفية أو في إجازة نصف العام على مهنة مُعيّنة من خلال عقد محاضرات أو من خلال توزيع الطلبة على مهن وأعمال مُعيّنة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي، ويمكن أن يكون هناك أكثر من نادي يختص كل منه بمهنة أو وظيفة محددة.
  • فتح المدرسة أبوابها أمام أنشطة المجتمع المحلي وتقديم الساحات والمرافق للمجتمع المحلي.
  • مشاركة المدرسة في نشاطات المجتمع المحلي ومناسباته المختلفة.
  • دعوة الخبراء من أعضاء المجتمع المحلي للتحدث في مواضيع ذات علاقة بأهداف المدرسة.
  • تكريم أفراد المجتمع المحلي وأهالي الطلبة الذين يُساهمون في تقديم الدعم للمدرسة.
  • تنظيم رحلات مدرسية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي.
  • تضافر جهود فريق عمل المدرسة والمتطوعين من المجتمع المحلي في تنظيم حملات نظافة للبيئة المحيطة بالمدرسة وتشجيع مشاركة متطوعين من المجتمع المحلي في تحسين البنية التحتية للمدرسة مثل المشاركة في طلاء الصفوف وزراعة الحديقة المدرسيّة.

 في النهاية، تُعد مشاركة المجتمع المحلي في المدرسة مهمة وتُسهم بشكل كبير في مساعدتكم على النجاح في تأدية مهام مدارسكم ومسؤولياتها المُجتمعية وتحقيق رسالتها، وبقائها في الطليعة في ظل جميع المتغيرات في المجتمع وذلك من خلال ما تُوفّره مؤسسات المجتمع المحلي من دعم مادي ومعنوي للمدرسة يُسهم في تحسين مستوى أداء عملها.

المراجع +

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع